أخطأ الكاتب .. لأن قول النبي محمد .. يقتتلوا .. يعني حرب .. و لم يقول يختلفوا

بسم الله الرحمن الرحيم
قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: 
(يَقْتَتِلُ عِنْدَ كَنْزِكُمْ ثَلاَثَةٌ، كُلُّهُمُ ابْنُ خَلِيفَةٍ، ثُمَّ لاَ يَصِيرُ إِلَى وَاحِدٍ مِنْهُمْ،
ثُمَّ تَطْلُعُ الرَّايَاتُ السُّودُ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ، فَيَقْتُلُونَكُمْ قَتْلاً لَمْ يُقْتَلْهُ قَوْمٌ
ثُمَّ ذَكَرَ شَيْئًا لاَ أَحْفَظُهُ فَقَالَ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَبَايِعُوهُ وَلَوْ حَبْوًا عَلَى الثَّلْجِ، فَإِنَّهُ خَلِيفَةُ اللهِ الْمَهْدِيُّ) أخرجه ابن ماجة والحاكم بهذا اللفظ (تطلع الرايات ).
وهو عند البزار والداني بلفظ (ثم تقبل الرايات...).

يزعم قوم أن ما جرى بين متعب ومحمد بن نايف ومحمد بن سلمان لا يدخل في معنى الاقتتال.
كذا زعموا.

ويرون أنه وإن كان لهؤلاء الثلاثة ثقل عسكري وشوكة فهو أمر لا يهم مطلقاً.
وأن غيرهم لا يملك قوة عسكرية أمرٌ أيضا غير ذي بال عندهم.

جميل.

لننظر ما هو المشهد الصحيح الذي يرسمه خيالهم .

بعد رحيل الملك سلمان.
يحصل اقتتال طبعا.
ولكن لا يكون متعب بن عبدالله ولا محمد بن نايف ضمن أقطاب الاقتتال الثلاثي.
لأنهما قد أزيحا من المشهد، وخرجا من الحلبة مبكرين وأخرجا بدون (اقتتال).
عفوا بل هم لم يدخلوا حلبة الاقتتال أصلا.

طيب.
لو جارينا خيالهم المجنح.
فإنهم يعتقدون أن اقتتالا سيحصل بين ثلاثة من آل سعود ولكن إلى الآن لم تظهر على الساحة ملامح التخلق للثلاثة.
هذا أولاً!

ثانياً: يرون أنه سيظهر ثلاثة يتكون لهم كيان عسكري وقوة ميدانية يقاتلون بها.

إذن خلاصة القول..
أن هؤلاء ينتظرون ظهور ثلاثة أولا.
ولا بد أن يكون لهم قوة عسكرية يقاتلون بها.

وينتظرون تغييرا وزاريا يتكرم به سموه.
ويدعون الله أن يعجل بفرج هذا التغيير الوزاري لتكتمل الصورة في أذهانهم.

وبعد أشهر يكرمهم الله بأن يُحدث سموه تغييراً وزارياً ليعين ثلاثة من آل سعود على هذه القوى الثلاثة ليستعدوا للقتال.

والقادة الثلاثة يحتاجون إلى سنين ليكسبوا ولاء تلك الكيانات العسكرية ليخوضوا بها معركة يصح أن يطلق عليها اقتتال لتكتمل الصورة في أذهان القوم.
وبعد هذا كله تكون الرايات السود قد استعادت عافيتها ورأت الثلاثة أبناء الخلفاء يقتتلون فانقضت عليهم وحصل الدمار الشامل للمنطقة ثم بعد هذا كله ينطلق ليبايع المهدي.

فإن قيل: لا لا.
بل قد ظهر الثلاثة وهم من ذكرت.
1_ متعب بن عبدالله.
2_ ومحمد بن نايف .
3_ ومحمد بن سلمان.

لكن ما جرى بينهم لا يسمى اقتتالا.

فالسؤال ماذا يطلق عليه لغةً وشرعاً.
وقد قال تعالى (وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ).
(وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا).
وقال رسوله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا صلى أحدكم إلى شيء يستره من الناس فأراد أحد أن يجتاز بين يديه فليدفعه فإن أبى فليقاتله فإنما هو شيطان).

أيسمّى القران شجارا بين اثنين قتالا.
ونتحفظ عن تسمية كل ما جرى بين الثلاثة اقتتالا.

لماذا يريد القوم أن نتجاوز المعاني اللغوية والشرعية !!.
 
فإن قيل لا بد أن يصل الاقتتال إلى ذروته.
فنقول: ما هو الدليل ؟!.

وكم حدّ ذروته، ونهاية غايته ؟!.
أليس هذا مدعاة للعبث بالنص ومطه إلى ما لا نهاية؟!

ونحن نعيد ونكرر كلما زاد الاقتتال ليس إشكالا لدينا.
إنما يشكل حينما لا يزداد الاقتتال.
ولا ندري هل يزداد أم يظهر اختلاف قبائل وغيرهم.

ومن تقرّر عنده أن الاقتتال قد بدأ لكنه ينتظر المزيد.

فنقول له أتدري متى بدأ الاقتتال ؟؟؟؟!

بدأ الاقتتال بعد هلاك الملك عبدالله، للأثر: (إذا مات عبدالله لم يجتمع الناس بعده على أحد، ولم يتناهَ هذا الأمر دون صاحبكم إن شاء الله، ويذهب ملك السنين، ويصير ملك الشهور والأيام. فقلت: يطول ذلك ؟ قال: كلَّا) كما في البحار.

وإذا علمنا أن موت عبدالله كان في 23 يونيو2015م.
فإن الاقتتال بعد موت عبدالله وقبيل أن يدفن.
نعم قبيل أن يدفن!
فقد كان متعب يعدّ للاستخلاف بعد أبيه.
فتدارك محمد بن نايف الأمر بحكم عمله في الجهاز الأمني فتنصت على متعب بن عبدالله وأبطل الانقلاب على سلمان !. فهذا أول مظاهر الاقتتال،      
ومن الطبيعي أن يصحب كشف محاولة الانقلاب عراك واشتباك.
ولذا أثاب سلمان ابن نايف بجعله وليا لولي العهد، ثم رقاه وليا للعهد قبل أن يحال إلى التقاعد.
ثم حُبِس متعب وضُرِب ضرب غرائب الإبل .
والهجوم على قصر الخزامى، وإصابة محمد بن سلمان، وإسقاط طائرة منصور بن مقرن وهو محسوب على محمد بن نايف.
وانتهى الأمر إلى عجْز محمد بن سلمان عن إعلان تنصيب نفسه ملكاً لتوتر الأوضاع داخل الأسرة الحاكمة.
فهذا هو اقتتال أشار إليه الحديث.
وهذا تحقيق النبوءة.
(إذا مات عبدالله لم يجتمع الناس بعده على أحد).
فكل ما جرى من الاقتتال يبين أن القوم لم يجتمعوا على سلمان .
وإنما هو اجتماع على أقذاء وصلح على دخن.
.
فكلٌ يكيد للآخر.

وتسمي

ة ما قع اقتتالا هو رأي السيد التهامي رعاه الله .
وفوق ذلك كان يتحفظ عن تسميته الحد لأدنى من الاقتتال .
إنما يطلق عليه قتالا وكفى سدّا لذريعة التعلل الترقب لمزيد من الاقتتال .

وأما تتمة الحديث (ثُمَّ تَطْلُعُ الرَّايَاتُ السُّودُ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ، فَيَقْتُلُونَكُمْ قَتْلاً لَمْ يُقْتَلْهُ قَوْمٌ).
وقد طلعت الرايات السود.
نعم، رايات سود وليست راية واحدة حتى تكون حصريا في أصحاب الدولة.

فقد ظهرت رايات سود شيعية أيضا .
وكلاهما من قبل المشرق فالعراق مشرق، وإيران مشرق.
أما أصحاب الدولة فقد كان ظهورهم في وقت مبكر.
وما زالوا في توسع وظهور حتى واكب ظهورهم زمن الاقتتال الثلاثي.
ولما ظهر أصحاب الدولة وأعلنوا خلافتهم،(( أقبلت )) الرايات السود من قبل المشرق (إيران) كردة فعل لظهور أصحاب الدولة.
وإن كان لهم حضور من قبل ذلك.
لكن إقبالهم بصورة واضحة كان إبان ظهور أصحاب الدولة.
وذلك في 2016م بمعنى أنه كان بعد أن نشب الاقتتال الثلاثي قطعاً.

وأصحاب الدولة هم الأولى بالوصف الذي أشار إليه الحديث بـ (تطلع).
حيث أنه كان لهم وجود قبل ذلك ثم قضي عليهم في 2007م و2008م 
وانسحبوا إلى الصحراء ثم ظهروا بعد ذلك 
فهم الأولى بالوصف بـ (تطلع) في الحديث .

وأما الرايات السود الشيعية فهم الأولى بالوصف بـ (تقبل) في رواية أخرى للحديث  .
فقد أقبلت من إيران وإيران مشرق.
فالحديث يتناول رايات سود وليس راية واحدة.

ولذا جاءت الروايات بلفظ (فيقاتلونهم) وبلفظ (فيقاتلونكم).

ومشاهد القتل والذبح في أفلام أصحاب الدولة يُرى أنه تحققت نبوءة (لم يقتله قوم قط) 

ومناظر الدمار في الفلوجة والرمادي والموصل وغيرها يُرى أنه تحقق نبوءة (لم يقاتله قوم قط).

والخلاصة:

أن الاقتتال الثلاثي مضى منذ زمن بعيد.
وظهور الرايات السود وطلوعها وإقبالها أيضاً قد مضى وانتهى.

فإن زاد اقتتال الثلاثة فبها ونعمت.
وإن حصل اختلاف من نوع آخر كتنازع قبائل أو اقتتال ثنائي في الأسرة الحاكمة، فلا إشكال مطلقا.

وإن أقبلت رايات سود إلى أرض الحرمين لم يزد في الأمر شيئاً.

والحديث يمكن شرحه بطريقة أخرى على أن (ثم) للتراخي الرتبي، لكن آثرت هذا الشرح لأنه أسهل.

الخلاصة أن أيا كان فهم الحديث.
فلا يقعد عن هجرة ولا يصد عن طاعة العترة.

وأما إشارة الصراصير السوداء .
التي تحدثت _ سابقا _ عن معنى إشارة وجودها .
فلعلها إشارة لظهور رايات سود للإمام المهدي عليه السلام  في الحجاز .

لأن رايات الإمام سود .
يؤيد ذلك يقويه أن ظهور الصراصير في الحجاز إشارة إلى مكان ظهور ايات السود وهو الحجاز .
ثم تزحف إلى نجد .
وليس العكس .

والله ولي الهداية والتوفيق.

والعلم عند الله.

#الاقتتال_بين_الثلاثة


كتبه أبو داود الحسامي ...