فليحذر كل مؤمن يتمني خروج المهدي وينتظره بشوق ولهفه أن يقع فيما وقع فيه جنود طالوت

ـــــــــــــــــــ   التعبير ــــــــــــــــــ
Mourad Adala
« أولئك هم خير البريه»
هناك تشابه كبير بين قصه طالوت وجنوده وبين الإمام المهدي وأنصاره
قال تعالى«ألم تر إلي الملأ من بني إسرائيل من بعد موسى إذ قالوا لنبي لهم ابعث لناملكانقاتل في سبيل الله قال هل عسيتم إن كتب عليكم القتال ألاتقاتلوا قالواومالنا ألانقاتل في سبيل الله وقدأخرجنامن ديارناوأبنائنا فلما كتب عليهم القتال تولو إلا قليلا منهم»
قالوا ولم يعملوا،، طلبوا الجهاد وانتظروه فلما كتب عليهم تولو إلاقليلا
فليحذر كل مؤمن يتمني خروج المهدي وينتظره بشوق ولهفه أن يقع فيما وقع فيه جنود طالوت فالكثير يتمني الجهاد مع المهدي إلا أن من أعدوا العده وتسلحوابالاسلحه التي تثبتهم حينئذٍ قليل
نعم العده والاسلحه التي تثبت الأقدام حين تطاير الأعناق من خشيةٍ لله وتوكل عليه واللجوء إليه والتبرؤ من حول المرء وقوته إلي حول الله وقوته والكثير الكثير مما يضيق المقام لذكره
«أولئك هم خير البريه»
نعم أنصار المهدي سيكونون خير البريه في زمانهم وشهدائهم هم أفضل الشهداء عندربهم
قال تعالى«وقال لهم نبيهم إن الله قد بعث لكم طالوت ملكا قالوا أنى يكون له الملك عليناونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال قال إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم والله يؤتي ملكه من يشاء»
فبكبرهم وحقدهم وحسدهم اعترضوا علي أمر ربهم الذي أبلغه لهم نبيهم
وكذلك فسيكون للمهدي أعداء من المسلمين «السفياني وجيشه» ولم يمنعهم من أتباعه إلا ماحملوه بين صدورهم من كبر وغل وحسدعلي ماآتاه الله من فضله
«وقال لهم نبيهم إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت»
فكما أُخبروا بالعلامه التي يستدلوا بها علي صدق طالوت ،،أُخبرت هذه الامه بالعلامات التي يستدلوا بها علي صدق شخصيةالمهدي (زمانيه ••مكانيه••خِلقيه
«فلما فصل طالوت بالجنود قال إن الله مبتليكم بنهر فمن شرب منه فليس مني ومن لم يطعمه فإنه مني إلامن اغترف غرفة بيده فشربوامنه إلاقليل منهم»
امتحنهم الله بالنهر ليختبر مدى صبرهم وانضباطهم وتنفيذهم لأمرربهم ولكن للأسف لم ينجح في هذا الامتحان إلا( 313) نعم قليل من قليل من قليل
«أولئك هم خير البريه»
فاعلموا ياأنصارالمهدي أنه بمجرد خروجه ستبدأ الامتحانات والتمحيصات والشدائد تترأى وتتوالى وتزداد ليصطفي الله سبحانه من يستحق حقا فضل صحبةالإمام المهدي ونصرته فسيكونوا قليل من قليل من قليل «أولئك هم خير البريه»»
فلا تشغلوا أنفسكم متي سيخرج ولكن أعدوا الزاد فالسفر طويل والتمحيص سيكون شديد
««فلما جاوزه هو والذين ءامنوا معه قالوا لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده قال الذين يظنون أنهم ملاقوا الله كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين»»
بعض المؤمنين افزعهم هول ما عاينوه من كثره جيش جالوت وقوته إلا أن خيارهم كان لهم رأي آخر
نعم لهم رأي آخر
لقد تسلحوا وتزودوا قبل ذلك بالتقى فأمتلأت قلوبهم يقينا بربهم فلم يخافوا لكثرة أعدائهم بل ازدادوا ايمانا علي إيمانهم ويقينا علي يقينهم ،،فبالرغم من هول وشده الموقف لهجت قلوبهم قبل ألسنتهم ((كم من فئة قليلة بعددها كثيرة بإيمانها ومعيَّه ربها، غلبت فئة كثيرة بعددها قليلة بكفرها وبعدها عن ربها
بإذن الله
فلم ينسبوا لأنفسهم أي شيئٍ البته فلا حول لهم ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
وكذلك سيتكرر الأمر مع أنصار المهدي
فسيبايعه بين الركن والمقام
((313)) ،،أولئك هم خير البريه ،،
ثم يتوافد المؤمنون بعد ذلك لبيعته
وعندما تشتد الابتلاءات وتدور رحى الحروب يفر ثلث الأنصار لا يتوب الله عليهم أبدا*نعوذ بربنا من الزيغ بعد الهدى*
يالله فبعد أن نالوا شرف البيعه يالله*
اللهم ثبت الأقدام
ولذلك لهجت ألسنة جنود طالوت((313))
((قالوا ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا علي القوم الكافرين)) فقد علموا أنهم لن يستطيعوا الثبات إلابالله فلا حول لهم ولا قوة إلابالله
ولقدأكد سبحانه هذا المعني بقوله«فهزموهم بإذن الله»فلاحول لهم ولا قوة إلابالله
وهذا التبرأ من الحول والقوه إلا بالله سيترسخ في قلوب ثلثي جيش المهدي فيتفضل الله علي الثلث الأول بالشهاده ويتفضل علي الثلث الأخر بالفتح والنصر
فيا أنصار المهدي تزودوا بزاد جنود طالوت لتظفروا بالنصر أو الشهاده وليتبرأ كلٌ منا من حوله وقوته واسئلوا الله ثبات القلوب والأقدام
واستعيذوا بالله من الفرار يوم الزحف فليس أحدٌ منا ببعيد عن هذا ولكن نسأل الله العافيه ونسأله من فضله«ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحدٍ أبدا ولكن الله يزكي من يشاء»
«أولئك هم خير البريه»»
(والسابقون السابقون * أولئك المقربون * في جنات النعيم * ثلة من الأولين * وقليل من الأخرين)
اللهم اجعلنا من القليل واجعلنا من أحد الثلثين واجعلنا من خير البريه
تمسكوا بدينكم
وبكتاب ربكم