بحـث
المواضيع الأخيرة
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 7525 عُضو.آخر عُضو مُسجل هو ابو خالد اليافعي فمرحباً به.
أعضاؤنا قدموا 73785 مساهمة في هذا المنتدى في 11820 موضوع
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 11 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 11 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحثلا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 94 بتاريخ الجمعة فبراير 02, 2024 2:20 am
إعلانات تجارية
لا يوجد حالياً أي إعلان
قطاع الطريق إلى الله
موسوعــــــــة الرؤى في زمن بداية النهاية :: Þ-Þ-Þ المنتــــــــدى العــــــــــــام :: اسلامــــــــــــنا اولا
صفحة 1 من اصل 1
قطاع الطريق إلى الله
"لقد دعونا نحن وغيرنا كثيراً من أهل الكتاب إلى الإسلام، فأخبروا أن المانع لهم ما يرون عليه المنتسبين إلى الإسلام ممن يعظّمهم الجهّال؛ من البدع والظلم والفجور والمكر والاحتيال، ونسبة ذلك إلى الشرع ولمن جاء به؛ فساء ظنهم بالشرع وبمن جاء به. فالله طليب قطّاع طريق الله وحسيبهم" (إغاثة اللهفان، لابن القيم [2/416]).
وقد أكّد ابن القيم رحمه الله مقالته السالفة في موطن آخر، فقال: "علماء السوء جلسوا على باب الجنة يدعون إليها الناس بأقوالهم، ويدعونهم إلى النار بأفعالهم؛ فكلما قالت أقوالهم للناس: (هلموا)؛ قالت أفعالهم: لا تسمعوا منهم؛ فلو كان ما دعوا إليه حقاً لكانوا أول المستجيبين له. فهم في الصورة أدلّاء، وفي الحقيقة قُطّاع الطرق" (الفوائد، لابن القيم، ص 94).
فابن القيم يتوجّع من حال هؤلاء المتبوعين أرباب الظلم والبدع والفجور والاحتيال، والذين يلصقون تلك الشناءات كلها بالشرع المطهّر، فأضحوا سبباً للصدّ عن سبيل الله تعالى، والنفرة عن دين الله عز وجل. كما ذم ابن القيم -في مقالته الأخرى- علماء السوء الذين يقولون بألسنتهم ما ينقضونه بأفعالهم.
وقد أطنب ابن القيم في تحريم نكاح المحلِّل وذمّه وتغليظ جرمه كما في كتابه (إعلام الموقعين)، ومن قبله شيخه ابن تيمية في (بيان الدليل على بطلان التحليل)، وبيّنَا ما فيه من استحلال المحرمات، ومخادعة الله عز وجل، والتوثّب على محارم الله تعالى. بل كان تجويز هذا (النكاح) مسبّةً على أهل الإسلام، وذريعة لشماتة الأعداء، وتزهيداً في الإسلام.
يقول ابن تيمية -في بطلان نكاح التحليل وذمّه-: "ولما رأى كثير من أهل الكتاب أن بعض المسلمين يقول: (إن المطلّقة تحرم حتى توطأ على هذا الوجه)، وقد رأى أن معنى هذا معنى الزنا، وحَسِب أن هذا من الدين المأخوذ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو تجاهل بإظهار ذلك؛ أخذ يعيّر المسلمين بهذا، ويقول: (إن دينهم أن المطلقة تحرُم حتى تزني، فإذا زنت حلّت)! وأخذ ينفِّر أهل دينه عن الإسلام بالتشنيع بهذا. ولم يعلم عدوُّ الله أن هذا لا أصل له في الدين، ولا هو مأخوذ عن السابقين ولا عن التابعين لهم بإحسان، بل قد حرّمه الله ورسوله، فإن دين الله أزكى وأطهر من أن يحرِّم فرجاً من الفروج حتى يستعار له تيس من التيوس، لا يُرغب في نكاحه ولا بقاؤه مع المرأة أصلاً، فينزو عليها، وتحلّ بذلك. فإن هذا بالسفاح أشبه منه بالنكاح، بل هو سفاح وزنا كما سمّاه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم..." (بيان الدليل على بطلان التحليل، ص 437، 438. باختصار).
وسرى وباء قطّاع الطريق فأصاب عامة المسلمين ما أصابهم من الانحراف والزيغ، إذ استحوذ على كثير منهم الضُّلال، واستحكمت عليهم الشبهات، حتى إن النصارى شغَّبوا على ابن تيمية في أكثر من مناظرة، محتجين بهذا الواقع المريج. ومن ذلك: أن ابن تيمية لما ناظر ثلاثة من رهبان مصر وأقام عليهم الحجة، وأنهم ليسوا على دين إبراهيم ولا المسيح عليهما السلام عندئذٍ قالوا: نحن نعمل مثل ما تعملون؛ أنتم تقولون بالسيدة نفيسة، ونحن نقول بالسيدة مريم، وقد أجمعنا نحن وأنتم على أن المسيح ومريم أفضل من الحسين ومن نفيسة، وأنتم تستغيثون بالصالحين الذين من قبلكم، ونحن كذلك.
فقال لهم: "إنّ من فعل ذلك ففيه شبه منكم؛ فإن الدين الذي كان إبراهيم عليه أن لا نعبد إلا الله وحده لا شريك.." إلخ. فلما سمع الرهبان ذلك منه؛ قالوا: الدين الذي ذكرتَه خير من الدين الذي نحن وهؤلاء عليه (انظر: الجامع لسيرة ابن تيمية، ص 89، 90، ومجموع الفتاوى [1/370]، [27/461]).
وقَبلَ شيخ الإسلام، كَابَد ابن الجوزي هذا الداء، فكشف عن عُوار هذه الآفة في غير موطن. ويتجلى ذلك في ذمّه للمتصوفة وبيان حالهم، كما قال في إحدى خواطره: "فجاء أقوام فأظهروا التزهد، وابتكروا طريقة زيّنها لهم الهوى، ثم تطلّبوا لها الدليل. وإنما ينبغي للإنسان أن يتبع الدليل، لا أن يتبع طريقاً ويطلب دليلَها، ثم انقسموا: فمنهم متصنع في الظاهر، يتناول في خلواته الشهوات، ويعكف على اللذات، ويُرى في الناس بزيِّه أنه متصوف متزهد، وما تزهّد إلا القميص، وإذا نظر إلى أفعاله فعنده كِبْرُ فرعون (صيد الخاطر، ص 55).
ولا يخلِّف هذا التلوّن والنفاق إلا زهداً في التدين وفراراً من الاستقامة. ولذا؛ صار هؤلاء المتصوفة محلّ تندُّر عند الظَّلَمة المستبدين، فضلاً عن غيرهم. وهاك مثالاً سطّره ابن الجوزي في هذا الصدد، إذ يقول: "ولقد بلَغَنا أن بعض الصوفية دخل على بعض الأمراء الظلمة، فوعظه، فأعطاه ألف درهم، فقبِلها، فقال ذاك الظالم: كلنا صيّادون ولكن الشباك تختلف" (تلبيس إبليس، ص 207، والمنتظم لابن الجوزي، 14/ 12، 13). وصدق الظالم!
وقد قيل لصوفي آخر: تبيع جُبّتك الصوف؟ قال: إذا باع الصيّاد شبكته؛ بأي شيء يصطاد؟! (انظر: تلبيس إبليس، ص 222) فتماثلتْ مقالة الصوفي ومقولة الظالم، كما تشابهت قلوبهم.
وقد تحدَّث الشيخ محمد الغزالي عن ذاك الداء الذي فتَكَ بنفر من المنتسبين للدعوة في هذا العصر، وسطّر عبارات لاذعة تليق بهذا الصنف، فقال: "ومن صِدْق الداعية مع ربّه -في أخذ نفسه ابتداء بكل إصلاح- أن يكون مدى ما يصيب من توفيق في عمله مع الناس.
ومن أعجب النقائض في دين الله ودنيا الناس، أن هناك نفراً ممن يتسمَّوْن بالدعاة يحسبون أن ما يقولون لغيرهم من عِلْم إنما هو أمر يخص المخاطَبين فحسب! إنهم نَقَلة فحسب، إنهم (أشرطة مسجلة) تدور بعض الوقت ليستمع الناس إليها وهي تهرف بما لا تعرف. والدعاة الذين يَحْيَوْن على ذلك النحو المتناقض هم آفة الإيمان، وسَقام الحياة، ذلك أنهم تكذيب عملي للكلام الذي يلقون، والمبدأ الذي إليه ينتمون. أي أنهم عُذْر قائم بين يدي كل مقصر، وإياس من الصلاح أمام بغاته من السامعين والمطّلعين. وكثير من هؤلاء المنتسبين إلى الدين بألسنتهم، الخارجين عليه بأعمالهم؛ من يُلوِّن الدين برغبته، ويمزُج تعاليمه بشهوته، فهو -أولاً- يتعرف ما يشتهي، فاذا حدّده ألبسه ثوب الدين، وربما أقنع نفسه بأن شهوته هذه حق محض، ثم سعى إلى بلوغها، وكأنما هو يؤدي عبادة ولا يشبع نهمة!
إن الرجل القذِر البَدَن لا يغني عنه أن يحمل بين يديه قِطَع الصابون. ودعاة الدين الذين تهُبّ من سيرتهم سموم حارقة، إنما هم عار على الدين وصدٌّ عن سبيله.
والمراد من الدعاة المسلمين أن يتحسسوا أنفسهم، وأن يداووا ما قد يكون بها من عِلل، تلك العلل التي تشيع بين من لم يُرزقوا العصمة، والتي يستحيل أن نخلو منها يوماً.." (كتاب (مع الله)، ص 182 - 184، باختصار).
إنّ أخْذَ الدين بقوة عِلماً وعملاً، والقيام بدين الله تعالى كله؛ لَهو الغذاء والدواء تجاه هذه البلية، وقد ورد في الأثر: "إنه لا يقوم بدين الله إلا من أحاطه من جميع جوانبه" (قال ابن كثير في البداية [3/142]: "أخرجه أبو نعيم في دلائل النبوة، والحاكم، والبيهقي")، كما أن التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم كفيل برفع هذا الداء ودفعه: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب:12]، إضافة إلى أن النظر في سير السلف الصالح (العالمين العاملين) باعث على سلوك سبيلهم ومدافعة تلك الآفة.
"قيل لعبد الواحد صاحب الحسن البصري: أي شيء بلغ الحسن فيكم إلى ما بلغ، وكان فيكم علماء وفقهاء؟ فقال: كان الحسن إذا أَمَر بشيء أعملَ الناس به، وإذا نهى عن شيء أتركَ الناس له" (أخبار الحسن البصري، لابن الجوزي، ص 28).
"وكان يحضر حلقة الإمام أحمد بن حنبل خمسة آلاف، منهم خمسمائة يكتبون، والباقون يتعلمون منه حُسْن الأدب والسّمْت" (سير أعلام النبلاء، [11/316]).
"وقال بعض تلاميذ عبد الوهاب الأنماطي عنه: استفدت من بكائه أكثر من روايته" (ذيل طبقات الحنابلة، [1/202]).
وما قد يقترفه بعض المنتسبين للعلم لا يعدّ مذهباً لهم -فضلاً عـن أن يُستدل به؛ فالعبرة باتباع نصوص الوحيين- إذ قد يكون فَعَلَه ناسياً أو ذاهلاً أو متأولاً، أو ذنباً يستغفر الله منه، كما بينه ابن القيم في إعلام الموقعين [3/ 196].
{رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الحَكِيمُ} [الممتحنة:5].
وقد أكّد ابن القيم رحمه الله مقالته السالفة في موطن آخر، فقال: "علماء السوء جلسوا على باب الجنة يدعون إليها الناس بأقوالهم، ويدعونهم إلى النار بأفعالهم؛ فكلما قالت أقوالهم للناس: (هلموا)؛ قالت أفعالهم: لا تسمعوا منهم؛ فلو كان ما دعوا إليه حقاً لكانوا أول المستجيبين له. فهم في الصورة أدلّاء، وفي الحقيقة قُطّاع الطرق" (الفوائد، لابن القيم، ص 94).
فابن القيم يتوجّع من حال هؤلاء المتبوعين أرباب الظلم والبدع والفجور والاحتيال، والذين يلصقون تلك الشناءات كلها بالشرع المطهّر، فأضحوا سبباً للصدّ عن سبيل الله تعالى، والنفرة عن دين الله عز وجل. كما ذم ابن القيم -في مقالته الأخرى- علماء السوء الذين يقولون بألسنتهم ما ينقضونه بأفعالهم.
وقد أطنب ابن القيم في تحريم نكاح المحلِّل وذمّه وتغليظ جرمه كما في كتابه (إعلام الموقعين)، ومن قبله شيخه ابن تيمية في (بيان الدليل على بطلان التحليل)، وبيّنَا ما فيه من استحلال المحرمات، ومخادعة الله عز وجل، والتوثّب على محارم الله تعالى. بل كان تجويز هذا (النكاح) مسبّةً على أهل الإسلام، وذريعة لشماتة الأعداء، وتزهيداً في الإسلام.
يقول ابن تيمية -في بطلان نكاح التحليل وذمّه-: "ولما رأى كثير من أهل الكتاب أن بعض المسلمين يقول: (إن المطلّقة تحرم حتى توطأ على هذا الوجه)، وقد رأى أن معنى هذا معنى الزنا، وحَسِب أن هذا من الدين المأخوذ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو تجاهل بإظهار ذلك؛ أخذ يعيّر المسلمين بهذا، ويقول: (إن دينهم أن المطلقة تحرُم حتى تزني، فإذا زنت حلّت)! وأخذ ينفِّر أهل دينه عن الإسلام بالتشنيع بهذا. ولم يعلم عدوُّ الله أن هذا لا أصل له في الدين، ولا هو مأخوذ عن السابقين ولا عن التابعين لهم بإحسان، بل قد حرّمه الله ورسوله، فإن دين الله أزكى وأطهر من أن يحرِّم فرجاً من الفروج حتى يستعار له تيس من التيوس، لا يُرغب في نكاحه ولا بقاؤه مع المرأة أصلاً، فينزو عليها، وتحلّ بذلك. فإن هذا بالسفاح أشبه منه بالنكاح، بل هو سفاح وزنا كما سمّاه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم..." (بيان الدليل على بطلان التحليل، ص 437، 438. باختصار).
وسرى وباء قطّاع الطريق فأصاب عامة المسلمين ما أصابهم من الانحراف والزيغ، إذ استحوذ على كثير منهم الضُّلال، واستحكمت عليهم الشبهات، حتى إن النصارى شغَّبوا على ابن تيمية في أكثر من مناظرة، محتجين بهذا الواقع المريج. ومن ذلك: أن ابن تيمية لما ناظر ثلاثة من رهبان مصر وأقام عليهم الحجة، وأنهم ليسوا على دين إبراهيم ولا المسيح عليهما السلام عندئذٍ قالوا: نحن نعمل مثل ما تعملون؛ أنتم تقولون بالسيدة نفيسة، ونحن نقول بالسيدة مريم، وقد أجمعنا نحن وأنتم على أن المسيح ومريم أفضل من الحسين ومن نفيسة، وأنتم تستغيثون بالصالحين الذين من قبلكم، ونحن كذلك.
فقال لهم: "إنّ من فعل ذلك ففيه شبه منكم؛ فإن الدين الذي كان إبراهيم عليه أن لا نعبد إلا الله وحده لا شريك.." إلخ. فلما سمع الرهبان ذلك منه؛ قالوا: الدين الذي ذكرتَه خير من الدين الذي نحن وهؤلاء عليه (انظر: الجامع لسيرة ابن تيمية، ص 89، 90، ومجموع الفتاوى [1/370]، [27/461]).
وقَبلَ شيخ الإسلام، كَابَد ابن الجوزي هذا الداء، فكشف عن عُوار هذه الآفة في غير موطن. ويتجلى ذلك في ذمّه للمتصوفة وبيان حالهم، كما قال في إحدى خواطره: "فجاء أقوام فأظهروا التزهد، وابتكروا طريقة زيّنها لهم الهوى، ثم تطلّبوا لها الدليل. وإنما ينبغي للإنسان أن يتبع الدليل، لا أن يتبع طريقاً ويطلب دليلَها، ثم انقسموا: فمنهم متصنع في الظاهر، يتناول في خلواته الشهوات، ويعكف على اللذات، ويُرى في الناس بزيِّه أنه متصوف متزهد، وما تزهّد إلا القميص، وإذا نظر إلى أفعاله فعنده كِبْرُ فرعون (صيد الخاطر، ص 55).
ولا يخلِّف هذا التلوّن والنفاق إلا زهداً في التدين وفراراً من الاستقامة. ولذا؛ صار هؤلاء المتصوفة محلّ تندُّر عند الظَّلَمة المستبدين، فضلاً عن غيرهم. وهاك مثالاً سطّره ابن الجوزي في هذا الصدد، إذ يقول: "ولقد بلَغَنا أن بعض الصوفية دخل على بعض الأمراء الظلمة، فوعظه، فأعطاه ألف درهم، فقبِلها، فقال ذاك الظالم: كلنا صيّادون ولكن الشباك تختلف" (تلبيس إبليس، ص 207، والمنتظم لابن الجوزي، 14/ 12، 13). وصدق الظالم!
وقد قيل لصوفي آخر: تبيع جُبّتك الصوف؟ قال: إذا باع الصيّاد شبكته؛ بأي شيء يصطاد؟! (انظر: تلبيس إبليس، ص 222) فتماثلتْ مقالة الصوفي ومقولة الظالم، كما تشابهت قلوبهم.
وقد تحدَّث الشيخ محمد الغزالي عن ذاك الداء الذي فتَكَ بنفر من المنتسبين للدعوة في هذا العصر، وسطّر عبارات لاذعة تليق بهذا الصنف، فقال: "ومن صِدْق الداعية مع ربّه -في أخذ نفسه ابتداء بكل إصلاح- أن يكون مدى ما يصيب من توفيق في عمله مع الناس.
ومن أعجب النقائض في دين الله ودنيا الناس، أن هناك نفراً ممن يتسمَّوْن بالدعاة يحسبون أن ما يقولون لغيرهم من عِلْم إنما هو أمر يخص المخاطَبين فحسب! إنهم نَقَلة فحسب، إنهم (أشرطة مسجلة) تدور بعض الوقت ليستمع الناس إليها وهي تهرف بما لا تعرف. والدعاة الذين يَحْيَوْن على ذلك النحو المتناقض هم آفة الإيمان، وسَقام الحياة، ذلك أنهم تكذيب عملي للكلام الذي يلقون، والمبدأ الذي إليه ينتمون. أي أنهم عُذْر قائم بين يدي كل مقصر، وإياس من الصلاح أمام بغاته من السامعين والمطّلعين. وكثير من هؤلاء المنتسبين إلى الدين بألسنتهم، الخارجين عليه بأعمالهم؛ من يُلوِّن الدين برغبته، ويمزُج تعاليمه بشهوته، فهو -أولاً- يتعرف ما يشتهي، فاذا حدّده ألبسه ثوب الدين، وربما أقنع نفسه بأن شهوته هذه حق محض، ثم سعى إلى بلوغها، وكأنما هو يؤدي عبادة ولا يشبع نهمة!
إن الرجل القذِر البَدَن لا يغني عنه أن يحمل بين يديه قِطَع الصابون. ودعاة الدين الذين تهُبّ من سيرتهم سموم حارقة، إنما هم عار على الدين وصدٌّ عن سبيله.
والمراد من الدعاة المسلمين أن يتحسسوا أنفسهم، وأن يداووا ما قد يكون بها من عِلل، تلك العلل التي تشيع بين من لم يُرزقوا العصمة، والتي يستحيل أن نخلو منها يوماً.." (كتاب (مع الله)، ص 182 - 184، باختصار).
إنّ أخْذَ الدين بقوة عِلماً وعملاً، والقيام بدين الله تعالى كله؛ لَهو الغذاء والدواء تجاه هذه البلية، وقد ورد في الأثر: "إنه لا يقوم بدين الله إلا من أحاطه من جميع جوانبه" (قال ابن كثير في البداية [3/142]: "أخرجه أبو نعيم في دلائل النبوة، والحاكم، والبيهقي")، كما أن التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم كفيل برفع هذا الداء ودفعه: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب:12]، إضافة إلى أن النظر في سير السلف الصالح (العالمين العاملين) باعث على سلوك سبيلهم ومدافعة تلك الآفة.
"قيل لعبد الواحد صاحب الحسن البصري: أي شيء بلغ الحسن فيكم إلى ما بلغ، وكان فيكم علماء وفقهاء؟ فقال: كان الحسن إذا أَمَر بشيء أعملَ الناس به، وإذا نهى عن شيء أتركَ الناس له" (أخبار الحسن البصري، لابن الجوزي، ص 28).
"وكان يحضر حلقة الإمام أحمد بن حنبل خمسة آلاف، منهم خمسمائة يكتبون، والباقون يتعلمون منه حُسْن الأدب والسّمْت" (سير أعلام النبلاء، [11/316]).
"وقال بعض تلاميذ عبد الوهاب الأنماطي عنه: استفدت من بكائه أكثر من روايته" (ذيل طبقات الحنابلة، [1/202]).
وما قد يقترفه بعض المنتسبين للعلم لا يعدّ مذهباً لهم -فضلاً عـن أن يُستدل به؛ فالعبرة باتباع نصوص الوحيين- إذ قد يكون فَعَلَه ناسياً أو ذاهلاً أو متأولاً، أو ذنباً يستغفر الله منه، كما بينه ابن القيم في إعلام الموقعين [3/ 196].
{رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الحَكِيمُ} [الممتحنة:5].
الصديق- عدد المساهمات : 119
نقاط : 198
إعجاب : 35
تاريخ التسجيل : 12/11/2016
مواضيع مماثلة
» المهدي اقترب من الهداية الكاملة و عرف الطريق الكامل للهداية بكل مفردات تلك الطريق وقد بلغ منزلة قريبة جداً من هذا الاكتمال في الهداية
» المهدي يدخل الحرم ويستقبل القبله وامامه من يشق له الطريق ومن خلفه نصرا مؤزرا من الله
» الجيش الأردني تحالف مع الجيش الإسرائيلي لغزو الكعبة وهم في الطريق خسف الله بهم
» ستسيطر الدولة على قطاع كبير من جنوب اليمن
» اسم المهدي
» المهدي يدخل الحرم ويستقبل القبله وامامه من يشق له الطريق ومن خلفه نصرا مؤزرا من الله
» الجيش الأردني تحالف مع الجيش الإسرائيلي لغزو الكعبة وهم في الطريق خسف الله بهم
» ستسيطر الدولة على قطاع كبير من جنوب اليمن
» اسم المهدي
موسوعــــــــة الرؤى في زمن بداية النهاية :: Þ-Þ-Þ المنتــــــــدى العــــــــــــام :: اسلامــــــــــــنا اولا
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 7:05 pm من طرف قارئ الفرقان
» اقترب ملل الصليب ولربما يناوشون بعضهم
اليوم في 6:39 pm من طرف قارئ الفرقان
» رؤية غريبة
اليوم في 8:37 am من طرف كرم
» الله اكبر يا مسلمين لقد بدا الامام المهدي يتلقي الكرمات الاهية
اليوم في 2:22 am من طرف بدأ الأمر
» الله عز وجل " لن يأتيك المهدي قبل أن يأتيك الطوفان"
أمس في 11:53 pm من طرف پژگچ
» شيطانة مجندة نفسها لاثارة الفتنه في بيت المهدي
أمس في 3:06 pm من طرف كرم
» هام جدا المراحل التي عاشها المهدي قبل سفره لبلاد الحرمين التي منها سيشق طريقه لما اتى من اجله
أمس في 12:27 pm من طرف كرم
» رؤيا خطيرة تكشف من سيسبق الجميع بالتعرف على المهدي وكيف
أمس في 5:57 am من طرف بدأ الأمر
» رسالة من المهدي مشفرة عاجلة لرؤساء دول السباقين في مبايعته والتمهيد له منهم المشهور بعبد القادر صاحب مصر
أمس في 5:57 am من طرف بدأ الأمر
» النبي صلى الله عليه و سلم للمهدي : " هيا " معي لتقطع الشارع
أمس في 5:53 am من طرف بدأ الأمر
» سبحان الله الرؤيا تكشف للناس ان المهدي اقرب اليهم اكثر مما يكون ولكن " لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُور "
أمس في 5:52 am من طرف بدأ الأمر
» رؤيا والله ستزلزل عروش طغات العالم قريبا الامام المهدي سبيبدا بالاجتماع بالصف الاول للمقربين منه و سيوزع عليهم المهمات .
أمس في 5:51 am من طرف بدأ الأمر
» ستقع احداث سياسية هرج و مرج و كوارث طبعية ...... ببلد المهدي ستجعل العالم يشك بظهوره فيه
أمس في 5:51 am من طرف بدأ الأمر
» ابن من ابناء ابراهيم موجود في تونس
أمس في 4:25 am من طرف بدأ الأمر
» شخص من بلاد الحرمين " حلمت بمراءة محجبة ترضع طفل، موجوده بعلم تونس و العلم مرصع بنجوم كثيرة وكبيرة "
السبت مايو 18, 2024 10:49 pm من طرف بدأ الأمر
» رأيت سيدي جبريل ينزل على سطح الكعبة يحمل طفلا صغيرا في المهد و قال هذا هو المهدي
السبت مايو 18, 2024 10:48 pm من طرف بدأ الأمر
» رؤيا منذرة لاهل تونس راوها توام في نفس الوقت
السبت مايو 18, 2024 10:46 pm من طرف بدأ الأمر
» قال رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام أن المهدي عليه السلام لا يعرفه بني آدم ولكن الجن تعرفه فقط رمزا
السبت مايو 18, 2024 9:44 pm من طرف بدأ الأمر
» رأيت إمامنا المهدي يسحب من يديه من طرف مجموعتين من الشياطين يريدان شقه في اثنين
السبت مايو 18, 2024 9:43 pm من طرف بدأ الأمر
» من الرؤى الاعجازية و المتواترات تحمل 5 ادلية يقينية على اننا سنشاهد احداث ماساوية قبل و بعد الحــــــــــــــــــــــــــــج
السبت مايو 18, 2024 9:38 pm من طرف بدأ الأمر
» طفلة عمرها 15سنة قالت : " رايت لازار و سمعت بووووم و مات السيسي "...
السبت مايو 18, 2024 9:36 pm من طرف بدأ الأمر
» المهدي ليلا يتوضأ من ماء السماء
السبت مايو 18, 2024 9:31 pm من طرف بدأ الأمر
» انوا يتقدمون بطلب لله رب العالمين للتوظيف في السماء الأولى
السبت مايو 18, 2024 9:31 pm من طرف بدأ الأمر
» نعيشين و ترى الامام المهدي و ستضنه انه سيدنا عيسى ؟
السبت مايو 18, 2024 9:29 pm من طرف بدأ الأمر
» القمر نزل من السماء يمشي بجانبي
السبت مايو 18, 2024 9:19 pm من طرف ظهر وريث الانبياء
» رأيت شعوب العرب مجتمعين على حدود فلسطين النتي انت محاصرة بسياج من نور
السبت مايو 18, 2024 8:40 pm من طرف ظهر وريث الانبياء
» رؤية مبشرة جدا و منذرة في ان واحد
السبت مايو 18, 2024 8:00 am من طرف ظهر وريث الانبياء
» اذا الحوراء غاضبة على أبو عبد الرحمان فزوجها اكيد هو كذلك غـــــــــــــاضب
السبت مايو 18, 2024 6:52 am من طرف ظهر وريث الانبياء
» شخصان يعالجان المهدي بالكي
السبت مايو 18, 2024 6:51 am من طرف ظهر وريث الانبياء
» من الرؤى المتواتر التي اخبرت ان المهدي سيخرج من ابتلاته الكبيرة سنة 2022
السبت مايو 18, 2024 6:51 am من طرف ظهر وريث الانبياء
» رؤيا جديدة في اخونا غبد الرحمان
السبت مايو 18, 2024 6:50 am من طرف ظهر وريث الانبياء
» من المتواترات على ان تجهيز الامام ستنتهي في شهر ذو القعدة وقتها سيتنهي ستنتهي مراحل اصلاحه
السبت مايو 18, 2024 6:49 am من طرف ظهر وريث الانبياء
» الشمس كانت في منتصف السماء وبدل أن تكمل مسيرها بإتجاه الغروب رجعت بإتجاه الشروق
السبت مايو 18, 2024 6:48 am من طرف ظهر وريث الانبياء
» الشمس قد ضلت مسارها ....
السبت مايو 18, 2024 6:47 am من طرف ظهر وريث الانبياء
» الله غاضب : الويــــــــــــل ثم الويــــــــــــل
السبت مايو 18, 2024 6:46 am من طرف ظهر وريث الانبياء
» قربت و رب العزة : وريث الانبياء قريبا جدا سيستلم اول كرمات من كرمات الانبياء
السبت مايو 18, 2024 6:42 am من طرف ظهر وريث الانبياء
» لانفراج حاله على المهدي بالاكثار من قراءة سورة يسين
السبت مايو 18, 2024 6:31 am من طرف بدأ الأمر
» " لننطلق من جحيم وأهوال يوم القيامة " .
السبت مايو 18, 2024 6:31 am من طرف بدأ الأمر
» صاحب "المهدى المنتظر" الخفى لاهو من الانس ولاحتى من الجن - الراقى على مراقى المفاخر | الحقائق الخفية
السبت مايو 18, 2024 6:27 am من طرف بدأ الأمر
» مبشرة جدااااااا المهدي يترقب جفاف غسيله
السبت مايو 18, 2024 6:25 am من طرف بدأ الأمر
» " ليلة الجمعة 23 من رمضان المبارك " هي ليلة اصلاح الامام المهدي
السبت مايو 18, 2024 6:24 am من طرف بدأ الأمر
» المهدي تحت المطر مستسلم للإغتسال
السبت مايو 18, 2024 6:21 am من طرف بدأ الأمر
» المهدي يتابع قنوات اليوتيوب التي تتحدث عنه
السبت مايو 18, 2024 6:13 am من طرف بدأ الأمر
» الملك سلمان يرقص تعبير الدجال علامة فارقة
السبت مايو 18, 2024 5:45 am من طرف بدأ الأمر
» القمر يهتز ونار عظيمة وراءه يريد أن ينزل للأرض
السبت مايو 18, 2024 5:44 am من طرف بدأ الأمر
» ابراج الساعة اللي موجودة عند المسجد الحرام جميع ابراج سقطتت وانهارت الرؤيا تكررت
السبت مايو 18, 2024 5:30 am من طرف بدأ الأمر
» الرسول صلى الله عليه وسلم " اين امتي اين الاسلام اين المسلمون "
السبت مايو 18, 2024 5:27 am من طرف بدأ الأمر
» السيسي ملقى على الأرض بعد انفجار
السبت مايو 18, 2024 5:27 am من طرف بدأ الأمر
» نزلت يد من السماء عملاقة طولها من اول لاخر السعودية اقتلعت الكعبة من الأرض و حولتها الى مكان اخر
السبت مايو 18, 2024 5:22 am من طرف بدأ الأمر
» صاحب القناة : " عسى ان تكرهوا شيئ و وهو خيرا لكم .. " لا ليست حديث بل هي مقول نقولها ..
الخميس مايو 16, 2024 1:39 am من طرف ظهر وريث الانبياء