بحـث
المواضيع الأخيرة
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 7524 عُضو.آخر عُضو مُسجل هو قارئ الفرقان فمرحباً به.
أعضاؤنا قدموا 73679 مساهمة في هذا المنتدى في 11791 موضوع
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 14 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 14 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحثلا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 94 بتاريخ الجمعة فبراير 02, 2024 2:20 am
إعلانات تجارية
لا يوجد حالياً أي إعلان
براءة دولة الخلافة الاسلامية من منهج الخوارج .... تعريف الخوارج من هم وماهي صفاتهم وعلى من تنطبق ؟؟؟؟!!!
موسوعــــــــة الرؤى في زمن بداية النهاية :: Þ-Þ-Þ المنتــــــــدى العــــــــــــام :: اسلامــــــــــــنا اولا
صفحة 1 من اصل 1
براءة دولة الخلافة الاسلامية من منهج الخوارج .... تعريف الخوارج من هم وماهي صفاتهم وعلى من تنطبق ؟؟؟؟!!!
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله وليّ الموحّدين، والصلاة والسلام على نبي الله قائد المجاهدين وعلى آله ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين؛ أما بعد:
هناك من المبطِلين من يقول بأن الدولة الإسلامية “خوارج”؛ يطرحون كلامهم هذا، إما لنفاقٍ في قلوبهم يكتُمُونه، أو لجهلٍ ركيكٍ مركّبٍ يسبَحُون فيه؛ ثم يلتقط بعضُ الجاهلين من هذه الترّاهات، فيردّدونها عن جهل على جهل، من دون أن يعرفوا من هم الخوارج، ماهي صفاتهم، وما هي عقائدهم.
وللعلم، لم يسلم من هذه التهمة أحدٌ قام يدعوا الناس إلى الحق، فهي كانت-ولا زالت-وشمًا يطرحُه أهلُ الضلال على كلّ من قام يدعوا إلى التوحيد الخالص وإلى دين الله الكامل؛ فطرحوها على محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله وعلى علماء الدعوة النجدية جميعا، وطرحوها من قبلهم على ابن تيمية وعلى تلميذه ابن القيّم، ومن قبلهم جميعا على أحمد ابن حنبل، رحمهم الله جميعا؛ فقال أحمد ابن حنبل رحمه الله مثلا:
(بَلَغَنِي أَنَّ أَبَا خَالِدٍ وَمُوسَى بْنَ مَنْصُورٍ وَغَيْرَهُمَا يَجْلِسُونَ فِي ذَلِكَ الْجَانِبِ، فَيَعِيبُونَ قَوْلَنَا، وَيَدَّعُونَ أَنَّ هَذَا الْقَوْلَ أَنْ لَا يُقَالَ مَخْلُوقٌ وَلَا غَيْرُ مَخْلُوقٍ، وَيَعِيبُونَ مَنْ يُكَفِّرُ، وَيَقُولُونَ إنَّا نَقُولُ بِقَوْلِ الْخَوَارِجِ؛ ثُمَّ تَبَسَّمَ أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ كَالْمُغْتَاظِ). أ.ه. [مجموع الفتاوى، ص 6\479]؛ ويقول ابن القيّم رحمه الله:
(فصل: في بيان كذبهم ورميهم أهل الحق بأنهم أشباه الخوارج: وَمِنَ العَجَائِبِ أَنَّهُم قَالُوا لِمَنْ *** قَد جَاءَ بِالآثَارِ وَالقُرآنِ؛ أَنتُم بِذَا مِثلُ الخَوَارِجِ إِنَّهُم *** أَخَذُوا الظَّوَاهِرَ مَا اهتَدَوا لِمَعَانِ). أ.ه. [نونية ابن القيم المسماة بالكافية الشافية]. ويقول عبداللطيف بن عبدالرحمن رحمه الله فيما قاله أهل الباطل في الشيخ محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله: (فتنازع المخالفون أمره، وجحدوا برهان صدقه؛ فقوم قالوا، “هذا مذهب الخوارج المارقين”، وطائفة قالت، “هو مذهب خامس لا أصل له في الدين”، وآخرون قالوا، “هو يُكَفِّرُ أهلَ الإسلام”، وَصِنْفٌ نسبوه إلى استحلال الدماء والأموال الحرام، ومنهم من عابه بوطنه وأنه دار مسيلمة الكذاب؛ وكل هذه الأقاويل لا تَرُوجُ على من عرف أصل الإسلام وحقيقة الشرك وعبادة الأصنام، وإنما يحتج بها قومٌ عَزُبَتْ عنهم الأصولُ والحقائقُ، ووقفوا مع الرسوم والعادات في تلك المناهج والطرائق). [الرسائل النجدية، ص 1\77].
لذلك، ومع أنّ هذا الأمر من أوضح الأمور، ومع أن كثيرا من أهل العلم الراسخين قد فنّدوا كلّ الشُبَه عن الدولة الإسلامية أعزّها الله، إلا أنّي سأُسَطِّر بعضَ المعالم هنا، عسى الله أن يجعل ما أكتبُه سببا لهداية بعضِ المسلمين، فيكون لي بذلك أجرٌ عند الله العلي العظيم.
فأقول مستعينا بالله:
من هم الخوارج؟
الخوارج في الأصل هم طائفة خرجت على عليّ ابن أبي طالب رضي الله عنه بعد قبوله الصلح مع معاوية رضي الله عنه بإخراج حَكَمين يحكمان بين القوم بالكتاب والسنّة. يقول ابن حجر العسقلاني رحمه الله: (والخوارج: الَّذين أَنْكَرُوا على عَليّ التَّحْكِيم، وتبرءوا مِنْهُ وَمن عُثْمَان وَذريته، وقاتلوهم؛ فَإِن أطْلقُوا تكفيرهم فهم الغلاة مِنْهُم). أ.ه. [فتح الباري شرح صحيح البخاري، ص 1\459].
يُطلَقُ اسمُ الخوارج على من يعتقد ما كان يعتقده أولئك الذين خرجوا على عليّ رضي الله عنه. يقول ابن حزم رحمه الله: (ومن وافق الخوارج من إنكار التحكيم، وتكفير أصحاب الكبائر، والقول بالخروج على أئمة الجور، وأن أصحاب الكبائر مخلَّدون في النار، فهو خارجيٌّ وإن خالفهم فيما عدا ذلك مما اختلف فيه المسلمون؛ وإن خالفهم فيما ذكرنا، فليس خارجيًّا). أ.ه. [الفصل في الملل والأهواء والنحل، ص 2\90].
ما هي عقائد الخوارج؟
التكفير بكبائر الذنوب التي هي دون الكفر: هذا هو خلافهم الأساسي لأهل السنة ومَعلَمُهم الأوضح. فهم يكفّرون الزّناة، وشاربي الخمر، والسُّرّاق، وكلّ الذين يرتكبون الكبائر التي هي دون الكفر والشرك؛ ذلك لأنهم يرون أن الإيمان كلٌّ لا يتبعّض، وأنّ آحاد الأعمال من الإيمان، وأنّ ترْكَها تركٌ لبعض الإيمان، ومن ترك بعض الإيمان فقد ترك كلّ الإيمان؛ فحكموا على تارك الواجب بالكفر المخرج من الملة، ومنه انطلقوا إلى القول بكفر فاعل الكبيرة كفراً مخرجاً من الملة. يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (ثُمَّ إذَا تَرَكَ وَاجِبًا، أَوْ فَعَلَ مُحَرَّمًا، قَالُوا بِنُفُوذِ الْوَعِيدِ فِيهِ، فَيُوجِبُونَ تَخْلِيدَ فُسَّاقِ أَهْلِ الْمِلَّةِ فِي النَّارِ؛ وَهَذَا قَوْلُ جُمْهُورِ الْمُعْتَزِلَةِ وَالْخَوَارِجِ؛ وَلَكِنْ الْخَوَارِجُ يُكَفِّرُونَ بِالذَّنْبِ الْكَبِيرِ -أَوْ الصَّغِيرِ عِنْدَ بَعْضِهِمْ-؛ وَأَمَّا الْمُعْتَزِلَةُ فَيَقُولُونَ، “هُوَ فِي مَنْزِلَةٍ بَيْنَ مَنْزِلَتَيْنِ لَا مُؤْمِنٌ وَلَا كَافِرٌ”). أ.ه. [مجموع الفتاوى، ص 19\151]. ويقول رحمه الله: (قَالَتْ الْخَوَارِجُ وَالْمُعْتَزِلَةُ قَدْ عَلِمْنَا يَقِينًا أَنَّ الْأَعْمَالَ مِنْ الْإِيمَانِ فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ تَرَكَ بَعْضَ الْإِيمَانِ وَإِذَا زَالَ بَعْضُهُ زَالَ جَمِيعُهُ؛ لِأَنَّ الْإِيمَانَ لَا يَتَبَعَّضُ وَلَا يَكُونُ فِي الْعَبْدِ إيمَانٌ وَنِفَاقٌ فَيَكُونُ أَصْحَابُ الذُّنُوبِ مُخَلَّدِينَ فِي النَّارِ إذْ كَانَ لَيْسَ مَعَهُمْ مِنْ الْإِيمَانِ شَيْءٌ). أ.ه. [مجموع الفتاوى، ص 13\48]. ويقول رحمه الله أيضا: (وَكَانَتْ الْبِدَعُ الْأُولَى مِثْلُ ” بِدْعَة الْخَوَارِجِ ” إنَّمَا هِيَ مِنْ سُوءِ فَهْمِهِمْ لِلْقُرْآنِ؛ لَمْ يَقْصِدُوا مُعَارَضَتَهُ، لَكِنْ فَهِمُوا مِنْهُ مَا لَمْ يَدُلَّ عَلَيْهِ؛ فَظَنُّوا أَنَّهُ يُوجِبُ تَكْفِيرَ أَرْبَابِ الذُّنُوبِ؛ إذْ كَانَ الْمُؤْمِنُ هُوَ الْبَرَّ التَّقِيَّ، قَالُوا: فَمَنْ لَمْ يَكُنْ بَرًّا تَقِيًّا فَهُوَ كَافِرٌ وَهُوَ مُخَلَّدٌ فِي النَّارِ؛ ثُمَّ قَالُوا: وَعُثْمَانُ وَعَلِيٌّ وَمَنْ وَالَاهُمَا لَيْسُوا بِمُؤْمِنِينَ). أ.ه. [مجموع الفتاوى، ص 19\151].
إنكار رؤية الله تعالى في الآخرة: يقولون بأن الله لا يراه أحد من خلقه، لا في الدنيا ولا في الآخرة. يقول النووي رحمه الله: (اعْلَمْ أَنَّ مَذْهَبَ أَهْلِ السُّنَّةِ بِأَجْمَعِهِمْ أَنَّ رُؤْيَةَ اللَّهِ تَعَالَى مُمْكِنَةٌ غَيْرُ مُسْتَحِيلَةٍ عَقْلًا، وَأَجْمَعُوا أَيْضًا عَلَى وُقُوعِهَا فِي الْآخِرَةِ، وَأَنَّ الْمُؤْمِنِينَ يَرَوْنَ اللَّهَ تَعَالَى دُونَ الْكَافِرِينَ؛ وَزَعَمَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْبِدَعِ -الْمُعْتَزِلَةُ وَالْخَوَارِجُ وَبَعْضُ الْمُرْجِئَةِ- أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَا يَرَاهُ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِهِ، وَأَنَّ رُؤْيَتَهُ مُسْتَحِيلَةٌ عَقْلًا؛ وَهَذَا الَّذِي قَالُوهُ خَطَأٌ صَرِيحٌ وَجَهْلٌ قَبِيحٌ، وَقَدْ تَظَاهَرَتْ أَدِلَّةُ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَإِجْمَاعِ الصَّحَابَةِ فَمَنْ بَعْدَهُمْ مِنْ سَلَفِ الْأُمَّةِ عَلَى إِثْبَاتِ رُؤْيَةِ اللَّهِ تَعَالَى فِي الْآخِرَةِ لِلْمُؤْمِنَيْنِ). أ.ه. [شرح النووي على صحيح مسلم، ص 3\15].
عدم اشتراط القرشية في الخليفة: فهم يرون الخلافة في قريش وفي غير قريش، ما دام الشخص كفئا للإمامة. يقول ابن حجر رحمه الله: (وَقَالَتِ الْخَوَارِجُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الْمُعْتَزِلَةِ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْإِمَامُ غَيْرَ قُرَشِيٍّ وَإِنَّمَا يَسْتَحِقُّ الْإِمَامَةَ مَنْ قَامَ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ سَوَاءٌ كَانَ عَرَبِيًّا أَمْ عَجَمِيًّا). أ.ه. [فتح الباري شرح صحيح البخاري، ص 13\118].
عدم الأخذ بالأحاديث التي يرون أنها تخالف ظاهر القرآن: فهم لا يرجمون الزاني المحصن مثلا، لأنهم يعتقدون أن ذلك يخالف نصّ القرآن. يقول ابن عبد البرّ رحمه الله: (وَأَمَّا أَهْلُ الْبِدَعِ مَنِ الْخَوَارِجِ وَالْمُعْتَزِلَةِ فَلَا يَرَوْنَ الرَّجْمَ عَلَى أَحَدٍ مِنَ الزُّنَاةِ، ثَيِّبًا كَانَ أَوْ غَيْرَ ثَيِّبٍ؛ وَإِنَّمَا حَدُّ الزُّنَاةِ عِنْدَهُمُ الْجَلْدُ، الثَّيِّبُ وَغَيْرُ الثَّيِّبِ سَوَاءٌ عِنْدَهُمْ). أ.ه. [التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد، ص 23\121].
الخوارج يقتلون أهل الإسلام، ويتركون أهل الأوثان
لقد ورد في ذمّ الخوارج كثير من الأحاديث، وهذه الأحاديث وصفت الخوارج؛ وإذا تدبّرنا فيها، نجد أنّ الصفة الوحيدة التي نستطيع من خلالها أن نميّز الخوارج من الناس هي: قَتْلُ المسلمين، وتَرْكُ الكافرين.
في حديث ذي الخويصرة -الرجل الذي قال للنبي صلى الله عليه وسلّم “اعدل”-، قال صلى الله عليه وسلّم: (إِنَّ مِنْ ضِئْضِئِ هَذَا، قَوْمًا يَقْرَءُونَ القُرْآنَ، لاَ يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الإِسْلاَمِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنَ الرَّمِيَّةِ، يَقْتُلُونَ أَهْلَ الإِسْلاَمِ، وَيَدَعُونَ أَهْلَ الأَوْثَانِ، لَئِنْ أَدْرَكْتُهُمْ لَأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ عَادٍ). [صحيح البخاري، ح رقم 7432، ص 9\127].
وقال صلى الله عليه وسلّم: (يَأْتِي فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ حُدَثَاءُ الأَسْنَانِ، سُفَهَاءُ الأَحْلاَمِ، يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ البَرِيَّةِ، يَمْرُقُونَ مِنَ الإِسْلاَمِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، لاَ يُجَاوِزُ إِيمَانُهُمْ حَنَاجِرَهُمْ، فَأَيْنَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ، فَإِنَّ قَتْلَهُمْ أَجْرٌ لِمَنْ قَتَلَهُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ). [صحيح البخاري، ح رقم 5057، ص 6\197].
من الصفات المستنبطة من الأحاديث التي وردت في ذمّ الخوارج:
حُدثاء الأسنان: لكنّ هذا ليس ما يميّز الخوارج، إذ الشباب هم خيرة الأمة وأتباع دعوة التوحيد في كل زمان ومكان؛ فالرسول صلى الله عليه وسلّم ناصَرَهُ الشباب، وموسى عليه الصلاة والسلام لم يتّبعه من قومه إلا قليل من الشباب، فقال تعالى: (فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ)؛ وكلّ دعوة للتوحيد في أي زمان ومكان، الشباب هم من يتصدّرها ويحملها. فلا نستطيع أن نقول أن كلّ جماعة فيها كثير من الشباب هم من الخوارج. فهذه الصفة ليست مُميِزَةً للخوارج من غيرهم.
سفهاء الأحلام: هذا شيء يستطيع كلّ شخص أن يرميه بالمخالِف؛ فالذين رموا شبهة الخوارج بابن تيمية، كانوا يقولون أنّه سفيه يزجّ أمته في مواجهة التتار قبل القدرة؛ وكذا قال الكفار للأنبياء وأتباعهم: (وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ)، (قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ). فهذه إذن صفة يطرحها المبطلون على أهل الصلاح والرشاد، وليست صفةً يراها كلّ الناس، فلا نستطيع أن نميّز بها الخوارج من الناس.
يقرءون القرآن، ويقولون من خير قول البرية: هذا لا يميّزهم، فأهل الخير والصلاح يقرأون القرآن ويقولون من خير قول البرية؛ فلا يصحّ أن تقول أن كلّ شابّ يقرأ القران هو خارجي؛ إذا قلتَ هذا فأنت كافر، لأنك تجعل من قراءة القرآن ذنبا يشين الخلق.
لاَ يُجَاوِزُ إِيمَانُهُمْ حَنَاجِرَهُمْ: كيف لك أنت أن تعرف أنّ إيمانهم قد جاوز حناجرهم أو ما جاوز؟ كلّ أهل الباطل يستطيعون أن يرموا أهل الخير والصلاح بهذه التهمة، ولا يستطيع أحد أن يرى الإيمان في حنجرة الناس. فهذه أيضا ليست صفة تميّز الخوارج من غيرهم.
الصفّة المميِّزة، الخاصة بأهل الباطل من دون الناس:
يَقْتُلُونَ أَهْلَ الإِسْلاَمِ، وَيَدَعُونَ أَهْلَ الأَوْثَانِ: هذه هي! كلّنا نستطيع أن نرى هذه الصفة، ولا يشارك الخوارج فيها إلا أهل الضلال الآخرون. لا يستطيع أحدٌ أن يقول لك أن هذه الجماعة أو تلك تقتل أو لا تقتل المسلمين وهي بعكس ذلك. طبعا يجادل أهل الضلال في كلّ شيء، لكن الذي يريد الحق، الذي يعرف نواقض الإسلام، يستطيع أن يعرف إن كانت جماعةٌ ما تقتل المسلمين وتتركُ الكافرين، أو لا.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (فَهَؤُلَاءِ الْخَوَارِجُ الْمَارِقُونَ مِنْ أَعْظَمِ مَا ذَمَّهُمْ بِهِ النَّبِيُّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – أَنَّهُمْ يَقْتُلُونَ أَهْلَ الْإِسْلَامِ وَيَدَعُونَ أَهْلَ الْأَوْثَانِ).أ.ه. [الفتاوى الكبرى لابن تيمية، ص 3\546].
وللعلم، هذه (أعني ترك جهاد الكفار والتفرّغ لإيذاء المسلمين) هي صفة ملازمةٌ لأهل الضلال جميعا أينما كانوا، ومنهم الخوارج. فأهل الضلال لا يجاهدون الكفار أبدا، ولكنّهم يتحالفون معهم، ويوالونهم؛ فلا ترى رافضيّا يجاهد الكفار؛ ولا ترى من غلاة المرجئة من يجاهد الكفّار؛ ولا ترى غيرهم من أهل الضلال من يجاهد الكفار؛ بل يتفرغون جميعا لإيذاء المسلمين؛ لذلك، جعل الله موالاة الكفار صفةً نعرف بها أهل الكفر والضلال؛ فقال تعالى: (وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ)؛ فلا يجتمع الإيمان مع موالاة الكفار في قلب شخص أبدا.
فنستطيع أن نستعمل هذا كمعيار نزِن به الناس (جماعاتٍ وأفراد)؛ فمن جاهد الكفار وشدّ عليهم، عرفنا أنّه من أهل الحق، وإن أخطأ؛ ومن ترك جهاد الكفار، وجعل شغله الشاغل إيذاء المسلمين، عرفنا بالأتوماتيك أنّه ليس من أهل الحق.
فما هي عقيدة الدولة الإسلامية؟
الدولة الإسلامية لا تكفّر الناس بالمعاصي التي هي دون الكفر؛ هذا منهجها، ومن ادّعى عليها غير ذلك، فعليه البيّنة.
يقول أبو عمر البغدادي تقبّله الله: (ولا نكفّر إمرءا مسلما صلى إلى قبلتنا بالذنوب، كالزنا وشرب الخمر والسرقة، ما لم يستحلها؛ وقولنا في الإيمان وسطٌ بين الخوارج الغالين و أهل الإرجاء المفرطين؛ ومن نطق بالشهادتين، وأظهر لنا الإسلام، ولم يتلبس بناقض من نواقض الإسلام، عاملناه معاملة المسلمين، ونكل سريرته إلى الله تعالى؛ وأن الكفر كفران: أكبر وأصغر؛ وأن حكمه يقعُ على مُقترفه اعتقادا أو قولا أو فعلا؛ لكنّ تكفيرَ الواحد المعينِ منهم، والحكم بتخليده في النار، موقوفٌ على ثبوت شروط التكفير وانتفاء موانعه). أ.ه. [كلمة “قل إني علي بينة من ربي” للشيخ أبي عمر البغدادي تقبّله الله].
والدولة الإسلامية تنتهج منهج أهل السنّة والجماعة، وتؤمن بما يؤمنون به من العقائد؛ فتؤمن برؤية الله تعالى في الجنة، وتؤمن بأخذ الأحاديث التي رفضها الخوارج وزعموا أنها تخالف ظاهر القران (كأحاديث الرجم)؛ فترى الدولة الإسلامية ترجم الزُناة جهارا في كل ولاياتها.
فعقيدة الدولة الإسلامية يجب أن تُأخذ من فَمِها كغيرها من الناس، وهي التي تقول لكم ليلا ونهارا بأنّها تعتقد بعقيدة أهل السنة والجماعة، في مسائل الإيمان وفي غير مسائل الإيمان؛ فمن أراد أن يتّهمها بغير ذلك فعليه بالدليل، لأن البينة على المدّعي.
الدولة الإسلامية تقتل كل أنواع الكافرين، فأنَّى لعاقلٍ أن يقارنها بالخوارج؟!
مَن ذا الذي يقول بأن الدولة الإسلامية اليوم لا تجاهد أهل الأوثان؟ ماذا يكون عشرات الآلاف من الرافضة الذين تسوقهم الدولة الإسلامية إلى حتوفهم في العراق؟ ماذا عن آلاف النصيرية الذين تقتلهم الدولة الإسلامية؟ وماذا عن آلاف الأمريكان الذين قتلتهم الدولة الإسلامية قبل امتدادها إلى الشام؟ (لكن لنترك قتل الأمريكان هذا جانبا لأنّ الخصوم سيقولون بأن الدولة الإسلامية غير تلك التي كانت في العراق)! طيب، هنا أسألك سؤالا بسيطا: هل الروافض والنصيرية مسلمون؟ إن قلتَ بأنهم مشركون (وهم كذلك)، فقد عرفت وصْفَ النبي صلى الله عليه وسلّم للخوارج: يقتلون أهل الإسلام ويتركون أهل الأوثان؛ فلا يمكن أن يكون من يقتُل أهلَ الأوثان من الخوارج. وإن قلت بأنّ الروافض والنصيرية مسلمون، مع علمك بما يرتكبونه -من شركٍ بالله، وجحودٍ لأحكام الله المُجمَعِ عليها، وموالاةٍ لأعداء الله، وغير هذه الأمور- فإنك مختلّ العقيدة على الأقل، أو أنت كافر مرتد (إلا أن يُوجَد لك مانعٌ يمنع عنك الكفر)، لأنك تجحد آيات الله البينات.
الدولة الإسلامية تُكفِّر مَن تُكفِّر، بنواقض الإسلام المعلومة في كتب التوحيد
حقيقة المشكِلة هي أنّ الناس لا يفهمون معنى “الإسلام”، فيجعلون المرتد على حكم المسلم، ثم يحكمون على الموحّدين ما يُحكَم على قاتل المسلم. الدولة الإسلامية تقتُل الرافضة المشركين، عامة وعلماء؛ وتقتل كلَّ شخص يرتكب ناقضًا من نواقض الإسلام التي يتعلمّها طلاب العلم الشرعي في الإبتدائية؛ لكنّ الجاهلين لا يعرفون نواقض الإسلام، فيحكمون بإسلام المرتدّين والمشركين، ثم ينتظرون من الدولة الإسلامية أن تُتَابعهم وتسترضيهم.
إذا قَتَلت الدولة رافضة في سوقٍ ما، قالوا “قَتَلوا المسلمين”؛ وإذا قتلت الدولة عناصرَ من الجيش الحر أو الإئئتلاف الوطني، الموالين للصليبيين، أو قتلت من أولئك الذين يزحفون على ثغور الدولة الإسلامية بغطاءٍ جوّيٍ تُعطِيهم إياه طائراتُ الصليبيين، أو قَتَلت أولئك الذين يطلبون الديموقراطية ويهتفهون بأن الحكم للشعب من دون الله، قالوا “قتلوا المسلمين”؛ وإذا قتلت جيوش الطغاة في حكوماتٍ استبدلت شرع الله بالقوانين الوضعية، وأقرت طاغوت الأمم المتحدة وأصبحت جزأً منه، وشرّعت مع الله ونازعته في التحليل والتحريم، ووالت أعداء الله من صليبيين ورافضةٍ وملحدين… إذا قتلت الدولة الإسلامية هؤلاء، الذين ارتكبوا نواقضَ من نواقض الإسلام المُجمَع عليها، قال الجاهلون يصرخون “قتلوا المسلمين”، “فجّروا المسلمين”، “نحروا المسلمين”. فهنا تكمُن المشكلة.
الدولة الإسلامية تُكفّر من كفّره الشرع؛ ومن كانت عنده قضيّةٌ واحدةٌ كَفّرتِ الدولة الإسلامية فيه شخصا واحدا بناقضٍ لم تعرفوه في كتب التوحيد، فليأت به إن استطاع، وأنا أتحدّاه. مشكلتكم يا خصومَ الدولة ليست في الدولة وتكفيرها لبعض الناس، وإنما في المصادر التي تستنبط منها الدولةُ الأحكامَ التي تُكفّركم؛ فاذهبوا إلى كتاب الله، وامحوا عنه الآيات إن استطعتم؛ أزِيلوا قول الله تعالى “وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ“، وقوله تعالى ” اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا“، وكل الآيات الأخرى التي تقول بأن الله هو الحاكم والمشرع الوحيد، وتجعل من ينازعه في ذلك مشركا في الربوبية، وتجعل من يطيعون ذاك المشرك في تحليله وتحريمه، عُبّادا للمشرِّع من دون الله؛ واذهبوا إلى الآيات التي تجعل مظاهرة الكفار على المسلمين كفرا، ثم أزيلوها عن القرآن؛ ثم اذهبوا إلى كتب العقيدة والتوحيد، وأزيلوا عنها أبواب الولاء والبراء… إن كنتم تستطيعون! هذه هي مشكلتكم… هذا ما جعلكم تنظرون إلى الأمر مقلوبا على رأسه، فترون الكافر مؤمنا، والمؤمن خارجيا فاسقا. إي وربّي، إنّها السنوات الخدّعات!
نماذج للزندقة وإنكار ما علم من الدين بالضرورة
هناك فرقٌ بين فساد التأصيل وفساد التنزيل
#006600]]الخوارج أخطئوا في تأصيل مسمى الإيمان، وبهذا خرجوا عن أهل السنة والجماعة؛ لم يصبح الخوارج خارجَ أهلِ السنة والجماعة لأنهم أنزلوا الحكم الخاطئ في مسائل معينة على بعض الأعيان، لا، بل لأنّ عقيدتهم غير عقيدة أهل السنة والجماعة أصلا. الخوارج أخطئوا في تعريف أصل الإيمان وأصل الكفر، ثم تفرعت أحكامهم على الناس من هذا الفساد في العقيدة. يقول الشيخ محمد الجزولي حفظه الله: (لقد ضلّت الخوارج لفساد التأصيل، لا لفساد التنزيل؛ لم تكن تقول بعقيدة أهل السنة والجماعة في الكفر والإيمان ثم أخطئت في التنزيل، لا، هي أفسدت إذ سمّت المعاصي كلها كفرا). أ.ه. وقال: (الخوارج أخطأت يوم قرأت نصوصا وتركت نصوصا، فكان فسادها في تأصيل مسمى الإيمان، لا في تنزيل أوصاف الكفر والإيمان على الناس). أ.ه. [خطبة || مجاهدو الدولة الأبرار ليسوا من الخوارج الأشرار || للشيخ د.محمد علي الجزولي]
فإذا كان عند الشخص عقيدة أهل السنة والجماعة، ثم اجتهد في إنزال حكم الكفر على بعض الأعيان فأخطأ، هذا لا يكون خارجيا، بل قد لا يكون مذنبا، بل قد يكون مثابا أجرا واحدا على اجتهاده. والله أعلم.[/size]
كان سيكون هذا إذا كانت الدولة قد أخطأت حقا في تكفير من كفّرتهم، وهي لم تخطأ في تكفيرهم. فالحمد لله رب العالمين!
وكتبه: أبو خالد الصومالي
هناك من المبطِلين من يقول بأن الدولة الإسلامية “خوارج”؛ يطرحون كلامهم هذا، إما لنفاقٍ في قلوبهم يكتُمُونه، أو لجهلٍ ركيكٍ مركّبٍ يسبَحُون فيه؛ ثم يلتقط بعضُ الجاهلين من هذه الترّاهات، فيردّدونها عن جهل على جهل، من دون أن يعرفوا من هم الخوارج، ماهي صفاتهم، وما هي عقائدهم.
وللعلم، لم يسلم من هذه التهمة أحدٌ قام يدعوا الناس إلى الحق، فهي كانت-ولا زالت-وشمًا يطرحُه أهلُ الضلال على كلّ من قام يدعوا إلى التوحيد الخالص وإلى دين الله الكامل؛ فطرحوها على محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله وعلى علماء الدعوة النجدية جميعا، وطرحوها من قبلهم على ابن تيمية وعلى تلميذه ابن القيّم، ومن قبلهم جميعا على أحمد ابن حنبل، رحمهم الله جميعا؛ فقال أحمد ابن حنبل رحمه الله مثلا:
(بَلَغَنِي أَنَّ أَبَا خَالِدٍ وَمُوسَى بْنَ مَنْصُورٍ وَغَيْرَهُمَا يَجْلِسُونَ فِي ذَلِكَ الْجَانِبِ، فَيَعِيبُونَ قَوْلَنَا، وَيَدَّعُونَ أَنَّ هَذَا الْقَوْلَ أَنْ لَا يُقَالَ مَخْلُوقٌ وَلَا غَيْرُ مَخْلُوقٍ، وَيَعِيبُونَ مَنْ يُكَفِّرُ، وَيَقُولُونَ إنَّا نَقُولُ بِقَوْلِ الْخَوَارِجِ؛ ثُمَّ تَبَسَّمَ أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ كَالْمُغْتَاظِ). أ.ه. [مجموع الفتاوى، ص 6\479]؛ ويقول ابن القيّم رحمه الله:
(فصل: في بيان كذبهم ورميهم أهل الحق بأنهم أشباه الخوارج: وَمِنَ العَجَائِبِ أَنَّهُم قَالُوا لِمَنْ *** قَد جَاءَ بِالآثَارِ وَالقُرآنِ؛ أَنتُم بِذَا مِثلُ الخَوَارِجِ إِنَّهُم *** أَخَذُوا الظَّوَاهِرَ مَا اهتَدَوا لِمَعَانِ). أ.ه. [نونية ابن القيم المسماة بالكافية الشافية]. ويقول عبداللطيف بن عبدالرحمن رحمه الله فيما قاله أهل الباطل في الشيخ محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله: (فتنازع المخالفون أمره، وجحدوا برهان صدقه؛ فقوم قالوا، “هذا مذهب الخوارج المارقين”، وطائفة قالت، “هو مذهب خامس لا أصل له في الدين”، وآخرون قالوا، “هو يُكَفِّرُ أهلَ الإسلام”، وَصِنْفٌ نسبوه إلى استحلال الدماء والأموال الحرام، ومنهم من عابه بوطنه وأنه دار مسيلمة الكذاب؛ وكل هذه الأقاويل لا تَرُوجُ على من عرف أصل الإسلام وحقيقة الشرك وعبادة الأصنام، وإنما يحتج بها قومٌ عَزُبَتْ عنهم الأصولُ والحقائقُ، ووقفوا مع الرسوم والعادات في تلك المناهج والطرائق). [الرسائل النجدية، ص 1\77].
لذلك، ومع أنّ هذا الأمر من أوضح الأمور، ومع أن كثيرا من أهل العلم الراسخين قد فنّدوا كلّ الشُبَه عن الدولة الإسلامية أعزّها الله، إلا أنّي سأُسَطِّر بعضَ المعالم هنا، عسى الله أن يجعل ما أكتبُه سببا لهداية بعضِ المسلمين، فيكون لي بذلك أجرٌ عند الله العلي العظيم.
فأقول مستعينا بالله:
من هم الخوارج؟
الخوارج في الأصل هم طائفة خرجت على عليّ ابن أبي طالب رضي الله عنه بعد قبوله الصلح مع معاوية رضي الله عنه بإخراج حَكَمين يحكمان بين القوم بالكتاب والسنّة. يقول ابن حجر العسقلاني رحمه الله: (والخوارج: الَّذين أَنْكَرُوا على عَليّ التَّحْكِيم، وتبرءوا مِنْهُ وَمن عُثْمَان وَذريته، وقاتلوهم؛ فَإِن أطْلقُوا تكفيرهم فهم الغلاة مِنْهُم). أ.ه. [فتح الباري شرح صحيح البخاري، ص 1\459].
يُطلَقُ اسمُ الخوارج على من يعتقد ما كان يعتقده أولئك الذين خرجوا على عليّ رضي الله عنه. يقول ابن حزم رحمه الله: (ومن وافق الخوارج من إنكار التحكيم، وتكفير أصحاب الكبائر، والقول بالخروج على أئمة الجور، وأن أصحاب الكبائر مخلَّدون في النار، فهو خارجيٌّ وإن خالفهم فيما عدا ذلك مما اختلف فيه المسلمون؛ وإن خالفهم فيما ذكرنا، فليس خارجيًّا). أ.ه. [الفصل في الملل والأهواء والنحل، ص 2\90].
ما هي عقائد الخوارج؟
التكفير بكبائر الذنوب التي هي دون الكفر: هذا هو خلافهم الأساسي لأهل السنة ومَعلَمُهم الأوضح. فهم يكفّرون الزّناة، وشاربي الخمر، والسُّرّاق، وكلّ الذين يرتكبون الكبائر التي هي دون الكفر والشرك؛ ذلك لأنهم يرون أن الإيمان كلٌّ لا يتبعّض، وأنّ آحاد الأعمال من الإيمان، وأنّ ترْكَها تركٌ لبعض الإيمان، ومن ترك بعض الإيمان فقد ترك كلّ الإيمان؛ فحكموا على تارك الواجب بالكفر المخرج من الملة، ومنه انطلقوا إلى القول بكفر فاعل الكبيرة كفراً مخرجاً من الملة. يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (ثُمَّ إذَا تَرَكَ وَاجِبًا، أَوْ فَعَلَ مُحَرَّمًا، قَالُوا بِنُفُوذِ الْوَعِيدِ فِيهِ، فَيُوجِبُونَ تَخْلِيدَ فُسَّاقِ أَهْلِ الْمِلَّةِ فِي النَّارِ؛ وَهَذَا قَوْلُ جُمْهُورِ الْمُعْتَزِلَةِ وَالْخَوَارِجِ؛ وَلَكِنْ الْخَوَارِجُ يُكَفِّرُونَ بِالذَّنْبِ الْكَبِيرِ -أَوْ الصَّغِيرِ عِنْدَ بَعْضِهِمْ-؛ وَأَمَّا الْمُعْتَزِلَةُ فَيَقُولُونَ، “هُوَ فِي مَنْزِلَةٍ بَيْنَ مَنْزِلَتَيْنِ لَا مُؤْمِنٌ وَلَا كَافِرٌ”). أ.ه. [مجموع الفتاوى، ص 19\151]. ويقول رحمه الله: (قَالَتْ الْخَوَارِجُ وَالْمُعْتَزِلَةُ قَدْ عَلِمْنَا يَقِينًا أَنَّ الْأَعْمَالَ مِنْ الْإِيمَانِ فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ تَرَكَ بَعْضَ الْإِيمَانِ وَإِذَا زَالَ بَعْضُهُ زَالَ جَمِيعُهُ؛ لِأَنَّ الْإِيمَانَ لَا يَتَبَعَّضُ وَلَا يَكُونُ فِي الْعَبْدِ إيمَانٌ وَنِفَاقٌ فَيَكُونُ أَصْحَابُ الذُّنُوبِ مُخَلَّدِينَ فِي النَّارِ إذْ كَانَ لَيْسَ مَعَهُمْ مِنْ الْإِيمَانِ شَيْءٌ). أ.ه. [مجموع الفتاوى، ص 13\48]. ويقول رحمه الله أيضا: (وَكَانَتْ الْبِدَعُ الْأُولَى مِثْلُ ” بِدْعَة الْخَوَارِجِ ” إنَّمَا هِيَ مِنْ سُوءِ فَهْمِهِمْ لِلْقُرْآنِ؛ لَمْ يَقْصِدُوا مُعَارَضَتَهُ، لَكِنْ فَهِمُوا مِنْهُ مَا لَمْ يَدُلَّ عَلَيْهِ؛ فَظَنُّوا أَنَّهُ يُوجِبُ تَكْفِيرَ أَرْبَابِ الذُّنُوبِ؛ إذْ كَانَ الْمُؤْمِنُ هُوَ الْبَرَّ التَّقِيَّ، قَالُوا: فَمَنْ لَمْ يَكُنْ بَرًّا تَقِيًّا فَهُوَ كَافِرٌ وَهُوَ مُخَلَّدٌ فِي النَّارِ؛ ثُمَّ قَالُوا: وَعُثْمَانُ وَعَلِيٌّ وَمَنْ وَالَاهُمَا لَيْسُوا بِمُؤْمِنِينَ). أ.ه. [مجموع الفتاوى، ص 19\151].
إنكار رؤية الله تعالى في الآخرة: يقولون بأن الله لا يراه أحد من خلقه، لا في الدنيا ولا في الآخرة. يقول النووي رحمه الله: (اعْلَمْ أَنَّ مَذْهَبَ أَهْلِ السُّنَّةِ بِأَجْمَعِهِمْ أَنَّ رُؤْيَةَ اللَّهِ تَعَالَى مُمْكِنَةٌ غَيْرُ مُسْتَحِيلَةٍ عَقْلًا، وَأَجْمَعُوا أَيْضًا عَلَى وُقُوعِهَا فِي الْآخِرَةِ، وَأَنَّ الْمُؤْمِنِينَ يَرَوْنَ اللَّهَ تَعَالَى دُونَ الْكَافِرِينَ؛ وَزَعَمَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْبِدَعِ -الْمُعْتَزِلَةُ وَالْخَوَارِجُ وَبَعْضُ الْمُرْجِئَةِ- أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَا يَرَاهُ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِهِ، وَأَنَّ رُؤْيَتَهُ مُسْتَحِيلَةٌ عَقْلًا؛ وَهَذَا الَّذِي قَالُوهُ خَطَأٌ صَرِيحٌ وَجَهْلٌ قَبِيحٌ، وَقَدْ تَظَاهَرَتْ أَدِلَّةُ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَإِجْمَاعِ الصَّحَابَةِ فَمَنْ بَعْدَهُمْ مِنْ سَلَفِ الْأُمَّةِ عَلَى إِثْبَاتِ رُؤْيَةِ اللَّهِ تَعَالَى فِي الْآخِرَةِ لِلْمُؤْمِنَيْنِ). أ.ه. [شرح النووي على صحيح مسلم، ص 3\15].
عدم اشتراط القرشية في الخليفة: فهم يرون الخلافة في قريش وفي غير قريش، ما دام الشخص كفئا للإمامة. يقول ابن حجر رحمه الله: (وَقَالَتِ الْخَوَارِجُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الْمُعْتَزِلَةِ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْإِمَامُ غَيْرَ قُرَشِيٍّ وَإِنَّمَا يَسْتَحِقُّ الْإِمَامَةَ مَنْ قَامَ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ سَوَاءٌ كَانَ عَرَبِيًّا أَمْ عَجَمِيًّا). أ.ه. [فتح الباري شرح صحيح البخاري، ص 13\118].
عدم الأخذ بالأحاديث التي يرون أنها تخالف ظاهر القرآن: فهم لا يرجمون الزاني المحصن مثلا، لأنهم يعتقدون أن ذلك يخالف نصّ القرآن. يقول ابن عبد البرّ رحمه الله: (وَأَمَّا أَهْلُ الْبِدَعِ مَنِ الْخَوَارِجِ وَالْمُعْتَزِلَةِ فَلَا يَرَوْنَ الرَّجْمَ عَلَى أَحَدٍ مِنَ الزُّنَاةِ، ثَيِّبًا كَانَ أَوْ غَيْرَ ثَيِّبٍ؛ وَإِنَّمَا حَدُّ الزُّنَاةِ عِنْدَهُمُ الْجَلْدُ، الثَّيِّبُ وَغَيْرُ الثَّيِّبِ سَوَاءٌ عِنْدَهُمْ). أ.ه. [التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد، ص 23\121].
الخوارج يقتلون أهل الإسلام، ويتركون أهل الأوثان
لقد ورد في ذمّ الخوارج كثير من الأحاديث، وهذه الأحاديث وصفت الخوارج؛ وإذا تدبّرنا فيها، نجد أنّ الصفة الوحيدة التي نستطيع من خلالها أن نميّز الخوارج من الناس هي: قَتْلُ المسلمين، وتَرْكُ الكافرين.
في حديث ذي الخويصرة -الرجل الذي قال للنبي صلى الله عليه وسلّم “اعدل”-، قال صلى الله عليه وسلّم: (إِنَّ مِنْ ضِئْضِئِ هَذَا، قَوْمًا يَقْرَءُونَ القُرْآنَ، لاَ يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الإِسْلاَمِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنَ الرَّمِيَّةِ، يَقْتُلُونَ أَهْلَ الإِسْلاَمِ، وَيَدَعُونَ أَهْلَ الأَوْثَانِ، لَئِنْ أَدْرَكْتُهُمْ لَأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ عَادٍ). [صحيح البخاري، ح رقم 7432، ص 9\127].
وقال صلى الله عليه وسلّم: (يَأْتِي فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ حُدَثَاءُ الأَسْنَانِ، سُفَهَاءُ الأَحْلاَمِ، يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ البَرِيَّةِ، يَمْرُقُونَ مِنَ الإِسْلاَمِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، لاَ يُجَاوِزُ إِيمَانُهُمْ حَنَاجِرَهُمْ، فَأَيْنَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ، فَإِنَّ قَتْلَهُمْ أَجْرٌ لِمَنْ قَتَلَهُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ). [صحيح البخاري، ح رقم 5057، ص 6\197].
من الصفات المستنبطة من الأحاديث التي وردت في ذمّ الخوارج:
حُدثاء الأسنان: لكنّ هذا ليس ما يميّز الخوارج، إذ الشباب هم خيرة الأمة وأتباع دعوة التوحيد في كل زمان ومكان؛ فالرسول صلى الله عليه وسلّم ناصَرَهُ الشباب، وموسى عليه الصلاة والسلام لم يتّبعه من قومه إلا قليل من الشباب، فقال تعالى: (فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ)؛ وكلّ دعوة للتوحيد في أي زمان ومكان، الشباب هم من يتصدّرها ويحملها. فلا نستطيع أن نقول أن كلّ جماعة فيها كثير من الشباب هم من الخوارج. فهذه الصفة ليست مُميِزَةً للخوارج من غيرهم.
سفهاء الأحلام: هذا شيء يستطيع كلّ شخص أن يرميه بالمخالِف؛ فالذين رموا شبهة الخوارج بابن تيمية، كانوا يقولون أنّه سفيه يزجّ أمته في مواجهة التتار قبل القدرة؛ وكذا قال الكفار للأنبياء وأتباعهم: (وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ)، (قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ). فهذه إذن صفة يطرحها المبطلون على أهل الصلاح والرشاد، وليست صفةً يراها كلّ الناس، فلا نستطيع أن نميّز بها الخوارج من الناس.
يقرءون القرآن، ويقولون من خير قول البرية: هذا لا يميّزهم، فأهل الخير والصلاح يقرأون القرآن ويقولون من خير قول البرية؛ فلا يصحّ أن تقول أن كلّ شابّ يقرأ القران هو خارجي؛ إذا قلتَ هذا فأنت كافر، لأنك تجعل من قراءة القرآن ذنبا يشين الخلق.
لاَ يُجَاوِزُ إِيمَانُهُمْ حَنَاجِرَهُمْ: كيف لك أنت أن تعرف أنّ إيمانهم قد جاوز حناجرهم أو ما جاوز؟ كلّ أهل الباطل يستطيعون أن يرموا أهل الخير والصلاح بهذه التهمة، ولا يستطيع أحد أن يرى الإيمان في حنجرة الناس. فهذه أيضا ليست صفة تميّز الخوارج من غيرهم.
الصفّة المميِّزة، الخاصة بأهل الباطل من دون الناس:
يَقْتُلُونَ أَهْلَ الإِسْلاَمِ، وَيَدَعُونَ أَهْلَ الأَوْثَانِ: هذه هي! كلّنا نستطيع أن نرى هذه الصفة، ولا يشارك الخوارج فيها إلا أهل الضلال الآخرون. لا يستطيع أحدٌ أن يقول لك أن هذه الجماعة أو تلك تقتل أو لا تقتل المسلمين وهي بعكس ذلك. طبعا يجادل أهل الضلال في كلّ شيء، لكن الذي يريد الحق، الذي يعرف نواقض الإسلام، يستطيع أن يعرف إن كانت جماعةٌ ما تقتل المسلمين وتتركُ الكافرين، أو لا.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (فَهَؤُلَاءِ الْخَوَارِجُ الْمَارِقُونَ مِنْ أَعْظَمِ مَا ذَمَّهُمْ بِهِ النَّبِيُّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – أَنَّهُمْ يَقْتُلُونَ أَهْلَ الْإِسْلَامِ وَيَدَعُونَ أَهْلَ الْأَوْثَانِ).أ.ه. [الفتاوى الكبرى لابن تيمية، ص 3\546].
وللعلم، هذه (أعني ترك جهاد الكفار والتفرّغ لإيذاء المسلمين) هي صفة ملازمةٌ لأهل الضلال جميعا أينما كانوا، ومنهم الخوارج. فأهل الضلال لا يجاهدون الكفار أبدا، ولكنّهم يتحالفون معهم، ويوالونهم؛ فلا ترى رافضيّا يجاهد الكفار؛ ولا ترى من غلاة المرجئة من يجاهد الكفّار؛ ولا ترى غيرهم من أهل الضلال من يجاهد الكفار؛ بل يتفرغون جميعا لإيذاء المسلمين؛ لذلك، جعل الله موالاة الكفار صفةً نعرف بها أهل الكفر والضلال؛ فقال تعالى: (وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ)؛ فلا يجتمع الإيمان مع موالاة الكفار في قلب شخص أبدا.
فنستطيع أن نستعمل هذا كمعيار نزِن به الناس (جماعاتٍ وأفراد)؛ فمن جاهد الكفار وشدّ عليهم، عرفنا أنّه من أهل الحق، وإن أخطأ؛ ومن ترك جهاد الكفار، وجعل شغله الشاغل إيذاء المسلمين، عرفنا بالأتوماتيك أنّه ليس من أهل الحق.
فما هي عقيدة الدولة الإسلامية؟
الدولة الإسلامية لا تكفّر الناس بالمعاصي التي هي دون الكفر؛ هذا منهجها، ومن ادّعى عليها غير ذلك، فعليه البيّنة.
يقول أبو عمر البغدادي تقبّله الله: (ولا نكفّر إمرءا مسلما صلى إلى قبلتنا بالذنوب، كالزنا وشرب الخمر والسرقة، ما لم يستحلها؛ وقولنا في الإيمان وسطٌ بين الخوارج الغالين و أهل الإرجاء المفرطين؛ ومن نطق بالشهادتين، وأظهر لنا الإسلام، ولم يتلبس بناقض من نواقض الإسلام، عاملناه معاملة المسلمين، ونكل سريرته إلى الله تعالى؛ وأن الكفر كفران: أكبر وأصغر؛ وأن حكمه يقعُ على مُقترفه اعتقادا أو قولا أو فعلا؛ لكنّ تكفيرَ الواحد المعينِ منهم، والحكم بتخليده في النار، موقوفٌ على ثبوت شروط التكفير وانتفاء موانعه). أ.ه. [كلمة “قل إني علي بينة من ربي” للشيخ أبي عمر البغدادي تقبّله الله].
والدولة الإسلامية تنتهج منهج أهل السنّة والجماعة، وتؤمن بما يؤمنون به من العقائد؛ فتؤمن برؤية الله تعالى في الجنة، وتؤمن بأخذ الأحاديث التي رفضها الخوارج وزعموا أنها تخالف ظاهر القران (كأحاديث الرجم)؛ فترى الدولة الإسلامية ترجم الزُناة جهارا في كل ولاياتها.
فعقيدة الدولة الإسلامية يجب أن تُأخذ من فَمِها كغيرها من الناس، وهي التي تقول لكم ليلا ونهارا بأنّها تعتقد بعقيدة أهل السنة والجماعة، في مسائل الإيمان وفي غير مسائل الإيمان؛ فمن أراد أن يتّهمها بغير ذلك فعليه بالدليل، لأن البينة على المدّعي.
الدولة الإسلامية تقتل كل أنواع الكافرين، فأنَّى لعاقلٍ أن يقارنها بالخوارج؟!
مَن ذا الذي يقول بأن الدولة الإسلامية اليوم لا تجاهد أهل الأوثان؟ ماذا يكون عشرات الآلاف من الرافضة الذين تسوقهم الدولة الإسلامية إلى حتوفهم في العراق؟ ماذا عن آلاف النصيرية الذين تقتلهم الدولة الإسلامية؟ وماذا عن آلاف الأمريكان الذين قتلتهم الدولة الإسلامية قبل امتدادها إلى الشام؟ (لكن لنترك قتل الأمريكان هذا جانبا لأنّ الخصوم سيقولون بأن الدولة الإسلامية غير تلك التي كانت في العراق)! طيب، هنا أسألك سؤالا بسيطا: هل الروافض والنصيرية مسلمون؟ إن قلتَ بأنهم مشركون (وهم كذلك)، فقد عرفت وصْفَ النبي صلى الله عليه وسلّم للخوارج: يقتلون أهل الإسلام ويتركون أهل الأوثان؛ فلا يمكن أن يكون من يقتُل أهلَ الأوثان من الخوارج. وإن قلت بأنّ الروافض والنصيرية مسلمون، مع علمك بما يرتكبونه -من شركٍ بالله، وجحودٍ لأحكام الله المُجمَعِ عليها، وموالاةٍ لأعداء الله، وغير هذه الأمور- فإنك مختلّ العقيدة على الأقل، أو أنت كافر مرتد (إلا أن يُوجَد لك مانعٌ يمنع عنك الكفر)، لأنك تجحد آيات الله البينات.
الدولة الإسلامية تُكفِّر مَن تُكفِّر، بنواقض الإسلام المعلومة في كتب التوحيد
حقيقة المشكِلة هي أنّ الناس لا يفهمون معنى “الإسلام”، فيجعلون المرتد على حكم المسلم، ثم يحكمون على الموحّدين ما يُحكَم على قاتل المسلم. الدولة الإسلامية تقتُل الرافضة المشركين، عامة وعلماء؛ وتقتل كلَّ شخص يرتكب ناقضًا من نواقض الإسلام التي يتعلمّها طلاب العلم الشرعي في الإبتدائية؛ لكنّ الجاهلين لا يعرفون نواقض الإسلام، فيحكمون بإسلام المرتدّين والمشركين، ثم ينتظرون من الدولة الإسلامية أن تُتَابعهم وتسترضيهم.
إذا قَتَلت الدولة رافضة في سوقٍ ما، قالوا “قَتَلوا المسلمين”؛ وإذا قتلت الدولة عناصرَ من الجيش الحر أو الإئئتلاف الوطني، الموالين للصليبيين، أو قتلت من أولئك الذين يزحفون على ثغور الدولة الإسلامية بغطاءٍ جوّيٍ تُعطِيهم إياه طائراتُ الصليبيين، أو قَتَلت أولئك الذين يطلبون الديموقراطية ويهتفهون بأن الحكم للشعب من دون الله، قالوا “قتلوا المسلمين”؛ وإذا قتلت جيوش الطغاة في حكوماتٍ استبدلت شرع الله بالقوانين الوضعية، وأقرت طاغوت الأمم المتحدة وأصبحت جزأً منه، وشرّعت مع الله ونازعته في التحليل والتحريم، ووالت أعداء الله من صليبيين ورافضةٍ وملحدين… إذا قتلت الدولة الإسلامية هؤلاء، الذين ارتكبوا نواقضَ من نواقض الإسلام المُجمَع عليها، قال الجاهلون يصرخون “قتلوا المسلمين”، “فجّروا المسلمين”، “نحروا المسلمين”. فهنا تكمُن المشكلة.
الدولة الإسلامية تُكفّر من كفّره الشرع؛ ومن كانت عنده قضيّةٌ واحدةٌ كَفّرتِ الدولة الإسلامية فيه شخصا واحدا بناقضٍ لم تعرفوه في كتب التوحيد، فليأت به إن استطاع، وأنا أتحدّاه. مشكلتكم يا خصومَ الدولة ليست في الدولة وتكفيرها لبعض الناس، وإنما في المصادر التي تستنبط منها الدولةُ الأحكامَ التي تُكفّركم؛ فاذهبوا إلى كتاب الله، وامحوا عنه الآيات إن استطعتم؛ أزِيلوا قول الله تعالى “وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ“، وقوله تعالى ” اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا“، وكل الآيات الأخرى التي تقول بأن الله هو الحاكم والمشرع الوحيد، وتجعل من ينازعه في ذلك مشركا في الربوبية، وتجعل من يطيعون ذاك المشرك في تحليله وتحريمه، عُبّادا للمشرِّع من دون الله؛ واذهبوا إلى الآيات التي تجعل مظاهرة الكفار على المسلمين كفرا، ثم أزيلوها عن القرآن؛ ثم اذهبوا إلى كتب العقيدة والتوحيد، وأزيلوا عنها أبواب الولاء والبراء… إن كنتم تستطيعون! هذه هي مشكلتكم… هذا ما جعلكم تنظرون إلى الأمر مقلوبا على رأسه، فترون الكافر مؤمنا، والمؤمن خارجيا فاسقا. إي وربّي، إنّها السنوات الخدّعات!
نماذج للزندقة وإنكار ما علم من الدين بالضرورة
هناك فرقٌ بين فساد التأصيل وفساد التنزيل
#006600]]الخوارج أخطئوا في تأصيل مسمى الإيمان، وبهذا خرجوا عن أهل السنة والجماعة؛ لم يصبح الخوارج خارجَ أهلِ السنة والجماعة لأنهم أنزلوا الحكم الخاطئ في مسائل معينة على بعض الأعيان، لا، بل لأنّ عقيدتهم غير عقيدة أهل السنة والجماعة أصلا. الخوارج أخطئوا في تعريف أصل الإيمان وأصل الكفر، ثم تفرعت أحكامهم على الناس من هذا الفساد في العقيدة. يقول الشيخ محمد الجزولي حفظه الله: (لقد ضلّت الخوارج لفساد التأصيل، لا لفساد التنزيل؛ لم تكن تقول بعقيدة أهل السنة والجماعة في الكفر والإيمان ثم أخطئت في التنزيل، لا، هي أفسدت إذ سمّت المعاصي كلها كفرا). أ.ه. وقال: (الخوارج أخطأت يوم قرأت نصوصا وتركت نصوصا، فكان فسادها في تأصيل مسمى الإيمان، لا في تنزيل أوصاف الكفر والإيمان على الناس). أ.ه. [خطبة || مجاهدو الدولة الأبرار ليسوا من الخوارج الأشرار || للشيخ د.محمد علي الجزولي]
فإذا كان عند الشخص عقيدة أهل السنة والجماعة، ثم اجتهد في إنزال حكم الكفر على بعض الأعيان فأخطأ، هذا لا يكون خارجيا، بل قد لا يكون مذنبا، بل قد يكون مثابا أجرا واحدا على اجتهاده. والله أعلم.[/size]
كان سيكون هذا إذا كانت الدولة قد أخطأت حقا في تكفير من كفّرتهم، وهي لم تخطأ في تكفيرهم. فالحمد لله رب العالمين!
وكتبه: أبو خالد الصومالي
أبو يزيد المغربي- عدد المساهمات : 322
نقاط : 713
إعجاب : 145
تاريخ التسجيل : 25/09/2016
رد: براءة دولة الخلافة الاسلامية من منهج الخوارج .... تعريف الخوارج من هم وماهي صفاتهم وعلى من تنطبق ؟؟؟؟!!!
أبو يزيد المغربي كتب:بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله وليّ الموحّدين، والصلاة والسلام على نبي الله قائد المجاهدين وعلى آله ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين؛ أما بعد:
هناك من المبطِلين من يقول بأن الدولة الإسلامية “خوارج”؛ يطرحون كلامهم هذا، إما لنفاقٍ في قلوبهم يكتُمُونه، أو لجهلٍ ركيكٍ مركّبٍ يسبَحُون فيه؛ ثم يلتقط بعضُ الجاهلين من هذه الترّاهات، فيردّدونها عن جهل على جهل، من دون أن يعرفوا من هم الخوارج، ماهي صفاتهم، وما هي عقائدهم.
وللعلم، لم يسلم من هذه التهمة أحدٌ قام يدعوا الناس إلى الحق، فهي كانت-ولا زالت-وشمًا يطرحُه أهلُ الضلال على كلّ من قام يدعوا إلى التوحيد الخالص وإلى دين الله الكامل؛ فطرحوها على محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله وعلى علماء الدعوة النجدية جميعا، وطرحوها من قبلهم على ابن تيمية وعلى تلميذه ابن القيّم، ومن قبلهم جميعا على أحمد ابن حنبل، رحمهم الله جميعا؛ فقال أحمد ابن حنبل رحمه الله مثلا:
(بَلَغَنِي أَنَّ أَبَا خَالِدٍ وَمُوسَى بْنَ مَنْصُورٍ وَغَيْرَهُمَا يَجْلِسُونَ فِي ذَلِكَ الْجَانِبِ، فَيَعِيبُونَ قَوْلَنَا، وَيَدَّعُونَ أَنَّ هَذَا الْقَوْلَ أَنْ لَا يُقَالَ مَخْلُوقٌ وَلَا غَيْرُ مَخْلُوقٍ، وَيَعِيبُونَ مَنْ يُكَفِّرُ، وَيَقُولُونَ إنَّا نَقُولُ بِقَوْلِ الْخَوَارِجِ؛ ثُمَّ تَبَسَّمَ أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ كَالْمُغْتَاظِ). أ.ه. [مجموع الفتاوى، ص 6\479]؛ ويقول ابن القيّم رحمه الله:
(فصل: في بيان كذبهم ورميهم أهل الحق بأنهم أشباه الخوارج: وَمِنَ العَجَائِبِ أَنَّهُم قَالُوا لِمَنْ *** قَد جَاءَ بِالآثَارِ وَالقُرآنِ؛ أَنتُم بِذَا مِثلُ الخَوَارِجِ إِنَّهُم *** أَخَذُوا الظَّوَاهِرَ مَا اهتَدَوا لِمَعَانِ). أ.ه. [نونية ابن القيم المسماة بالكافية الشافية]. ويقول عبداللطيف بن عبدالرحمن رحمه الله فيما قاله أهل الباطل في الشيخ محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله: (فتنازع المخالفون أمره، وجحدوا برهان صدقه؛ فقوم قالوا، “هذا مذهب الخوارج المارقين”، وطائفة قالت، “هو مذهب خامس لا أصل له في الدين”، وآخرون قالوا، “هو يُكَفِّرُ أهلَ الإسلام”، وَصِنْفٌ نسبوه إلى استحلال الدماء والأموال الحرام، ومنهم من عابه بوطنه وأنه دار مسيلمة الكذاب؛ وكل هذه الأقاويل لا تَرُوجُ على من عرف أصل الإسلام وحقيقة الشرك وعبادة الأصنام، وإنما يحتج بها قومٌ عَزُبَتْ عنهم الأصولُ والحقائقُ، ووقفوا مع الرسوم والعادات في تلك المناهج والطرائق). [الرسائل النجدية، ص 1\77].
لذلك، ومع أنّ هذا الأمر من أوضح الأمور، ومع أن كثيرا من أهل العلم الراسخين قد فنّدوا كلّ الشُبَه عن الدولة الإسلامية أعزّها الله، إلا أنّي سأُسَطِّر بعضَ المعالم هنا، عسى الله أن يجعل ما أكتبُه سببا لهداية بعضِ المسلمين، فيكون لي بذلك أجرٌ عند الله العلي العظيم.
فأقول مستعينا بالله:
من هم الخوارج؟
الخوارج في الأصل هم طائفة خرجت على عليّ ابن أبي طالب رضي الله عنه بعد قبوله الصلح مع معاوية رضي الله عنه بإخراج حَكَمين يحكمان بين القوم بالكتاب والسنّة. يقول ابن حجر العسقلاني رحمه الله: (والخوارج: الَّذين أَنْكَرُوا على عَليّ التَّحْكِيم، وتبرءوا مِنْهُ وَمن عُثْمَان وَذريته، وقاتلوهم؛ فَإِن أطْلقُوا تكفيرهم فهم الغلاة مِنْهُم). أ.ه. [فتح الباري شرح صحيح البخاري، ص 1\459].
يُطلَقُ اسمُ الخوارج على من يعتقد ما كان يعتقده أولئك الذين خرجوا على عليّ رضي الله عنه. يقول ابن حزم رحمه الله: (ومن وافق الخوارج من إنكار التحكيم، وتكفير أصحاب الكبائر، والقول بالخروج على أئمة الجور، وأن أصحاب الكبائر مخلَّدون في النار، فهو خارجيٌّ وإن خالفهم فيما عدا ذلك مما اختلف فيه المسلمون؛ وإن خالفهم فيما ذكرنا، فليس خارجيًّا). أ.ه. [الفصل في الملل والأهواء والنحل، ص 2\90].
ما هي عقائد الخوارج؟
التكفير بكبائر الذنوب التي هي دون الكفر: هذا هو خلافهم الأساسي لأهل السنة ومَعلَمُهم الأوضح. فهم يكفّرون الزّناة، وشاربي الخمر، والسُّرّاق، وكلّ الذين يرتكبون الكبائر التي هي دون الكفر والشرك؛ ذلك لأنهم يرون أن الإيمان كلٌّ لا يتبعّض، وأنّ آحاد الأعمال من الإيمان، وأنّ ترْكَها تركٌ لبعض الإيمان، ومن ترك بعض الإيمان فقد ترك كلّ الإيمان؛ فحكموا على تارك الواجب بالكفر المخرج من الملة، ومنه انطلقوا إلى القول بكفر فاعل الكبيرة كفراً مخرجاً من الملة. يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (ثُمَّ إذَا تَرَكَ وَاجِبًا، أَوْ فَعَلَ مُحَرَّمًا، قَالُوا بِنُفُوذِ الْوَعِيدِ فِيهِ، فَيُوجِبُونَ تَخْلِيدَ فُسَّاقِ أَهْلِ الْمِلَّةِ فِي النَّارِ؛ وَهَذَا قَوْلُ جُمْهُورِ الْمُعْتَزِلَةِ وَالْخَوَارِجِ؛ وَلَكِنْ الْخَوَارِجُ يُكَفِّرُونَ بِالذَّنْبِ الْكَبِيرِ -أَوْ الصَّغِيرِ عِنْدَ بَعْضِهِمْ-؛ وَأَمَّا الْمُعْتَزِلَةُ فَيَقُولُونَ، “هُوَ فِي مَنْزِلَةٍ بَيْنَ مَنْزِلَتَيْنِ لَا مُؤْمِنٌ وَلَا كَافِرٌ”). أ.ه. [مجموع الفتاوى، ص 19\151]. ويقول رحمه الله: (قَالَتْ الْخَوَارِجُ وَالْمُعْتَزِلَةُ قَدْ عَلِمْنَا يَقِينًا أَنَّ الْأَعْمَالَ مِنْ الْإِيمَانِ فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ تَرَكَ بَعْضَ الْإِيمَانِ وَإِذَا زَالَ بَعْضُهُ زَالَ جَمِيعُهُ؛ لِأَنَّ الْإِيمَانَ لَا يَتَبَعَّضُ وَلَا يَكُونُ فِي الْعَبْدِ إيمَانٌ وَنِفَاقٌ فَيَكُونُ أَصْحَابُ الذُّنُوبِ مُخَلَّدِينَ فِي النَّارِ إذْ كَانَ لَيْسَ مَعَهُمْ مِنْ الْإِيمَانِ شَيْءٌ). أ.ه. [مجموع الفتاوى، ص 13\48]. ويقول رحمه الله أيضا: (وَكَانَتْ الْبِدَعُ الْأُولَى مِثْلُ ” بِدْعَة الْخَوَارِجِ ” إنَّمَا هِيَ مِنْ سُوءِ فَهْمِهِمْ لِلْقُرْآنِ؛ لَمْ يَقْصِدُوا مُعَارَضَتَهُ، لَكِنْ فَهِمُوا مِنْهُ مَا لَمْ يَدُلَّ عَلَيْهِ؛ فَظَنُّوا أَنَّهُ يُوجِبُ تَكْفِيرَ أَرْبَابِ الذُّنُوبِ؛ إذْ كَانَ الْمُؤْمِنُ هُوَ الْبَرَّ التَّقِيَّ، قَالُوا: فَمَنْ لَمْ يَكُنْ بَرًّا تَقِيًّا فَهُوَ كَافِرٌ وَهُوَ مُخَلَّدٌ فِي النَّارِ؛ ثُمَّ قَالُوا: وَعُثْمَانُ وَعَلِيٌّ وَمَنْ وَالَاهُمَا لَيْسُوا بِمُؤْمِنِينَ). أ.ه. [مجموع الفتاوى، ص 19\151].
إنكار رؤية الله تعالى في الآخرة: يقولون بأن الله لا يراه أحد من خلقه، لا في الدنيا ولا في الآخرة. يقول النووي رحمه الله: (اعْلَمْ أَنَّ مَذْهَبَ أَهْلِ السُّنَّةِ بِأَجْمَعِهِمْ أَنَّ رُؤْيَةَ اللَّهِ تَعَالَى مُمْكِنَةٌ غَيْرُ مُسْتَحِيلَةٍ عَقْلًا، وَأَجْمَعُوا أَيْضًا عَلَى وُقُوعِهَا فِي الْآخِرَةِ، وَأَنَّ الْمُؤْمِنِينَ يَرَوْنَ اللَّهَ تَعَالَى دُونَ الْكَافِرِينَ؛ وَزَعَمَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْبِدَعِ -الْمُعْتَزِلَةُ وَالْخَوَارِجُ وَبَعْضُ الْمُرْجِئَةِ- أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَا يَرَاهُ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِهِ، وَأَنَّ رُؤْيَتَهُ مُسْتَحِيلَةٌ عَقْلًا؛ وَهَذَا الَّذِي قَالُوهُ خَطَأٌ صَرِيحٌ وَجَهْلٌ قَبِيحٌ، وَقَدْ تَظَاهَرَتْ أَدِلَّةُ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَإِجْمَاعِ الصَّحَابَةِ فَمَنْ بَعْدَهُمْ مِنْ سَلَفِ الْأُمَّةِ عَلَى إِثْبَاتِ رُؤْيَةِ اللَّهِ تَعَالَى فِي الْآخِرَةِ لِلْمُؤْمِنَيْنِ). أ.ه. [شرح النووي على صحيح مسلم، ص 3\15].
عدم اشتراط القرشية في الخليفة: فهم يرون الخلافة في قريش وفي غير قريش، ما دام الشخص كفئا للإمامة. يقول ابن حجر رحمه الله: (وَقَالَتِ الْخَوَارِجُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الْمُعْتَزِلَةِ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْإِمَامُ غَيْرَ قُرَشِيٍّ وَإِنَّمَا يَسْتَحِقُّ الْإِمَامَةَ مَنْ قَامَ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ سَوَاءٌ كَانَ عَرَبِيًّا أَمْ عَجَمِيًّا). أ.ه. [فتح الباري شرح صحيح البخاري، ص 13\118].
عدم الأخذ بالأحاديث التي يرون أنها تخالف ظاهر القرآن: فهم لا يرجمون الزاني المحصن مثلا، لأنهم يعتقدون أن ذلك يخالف نصّ القرآن. يقول ابن عبد البرّ رحمه الله: (وَأَمَّا أَهْلُ الْبِدَعِ مَنِ الْخَوَارِجِ وَالْمُعْتَزِلَةِ فَلَا يَرَوْنَ الرَّجْمَ عَلَى أَحَدٍ مِنَ الزُّنَاةِ، ثَيِّبًا كَانَ أَوْ غَيْرَ ثَيِّبٍ؛ وَإِنَّمَا حَدُّ الزُّنَاةِ عِنْدَهُمُ الْجَلْدُ، الثَّيِّبُ وَغَيْرُ الثَّيِّبِ سَوَاءٌ عِنْدَهُمْ). أ.ه. [التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد، ص 23\121].
الخوارج يقتلون أهل الإسلام، ويتركون أهل الأوثان
لقد ورد في ذمّ الخوارج كثير من الأحاديث، وهذه الأحاديث وصفت الخوارج؛ وإذا تدبّرنا فيها، نجد أنّ الصفة الوحيدة التي نستطيع من خلالها أن نميّز الخوارج من الناس هي: قَتْلُ المسلمين، وتَرْكُ الكافرين.
في حديث ذي الخويصرة -الرجل الذي قال للنبي صلى الله عليه وسلّم “اعدل”-، قال صلى الله عليه وسلّم: (إِنَّ مِنْ ضِئْضِئِ هَذَا، قَوْمًا يَقْرَءُونَ القُرْآنَ، لاَ يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الإِسْلاَمِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنَ الرَّمِيَّةِ، يَقْتُلُونَ أَهْلَ الإِسْلاَمِ، وَيَدَعُونَ أَهْلَ الأَوْثَانِ، لَئِنْ أَدْرَكْتُهُمْ لَأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ عَادٍ). [صحيح البخاري، ح رقم 7432، ص 9\127].
وقال صلى الله عليه وسلّم: (يَأْتِي فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ حُدَثَاءُ الأَسْنَانِ، سُفَهَاءُ الأَحْلاَمِ، يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ البَرِيَّةِ، يَمْرُقُونَ مِنَ الإِسْلاَمِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، لاَ يُجَاوِزُ إِيمَانُهُمْ حَنَاجِرَهُمْ، فَأَيْنَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ، فَإِنَّ قَتْلَهُمْ أَجْرٌ لِمَنْ قَتَلَهُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ). [صحيح البخاري، ح رقم 5057، ص 6\197].
من الصفات المستنبطة من الأحاديث التي وردت في ذمّ الخوارج:
حُدثاء الأسنان: لكنّ هذا ليس ما يميّز الخوارج، إذ الشباب هم خيرة الأمة وأتباع دعوة التوحيد في كل زمان ومكان؛ فالرسول صلى الله عليه وسلّم ناصَرَهُ الشباب، وموسى عليه الصلاة والسلام لم يتّبعه من قومه إلا قليل من الشباب، فقال تعالى: (فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ)؛ وكلّ دعوة للتوحيد في أي زمان ومكان، الشباب هم من يتصدّرها ويحملها. فلا نستطيع أن نقول أن كلّ جماعة فيها كثير من الشباب هم من الخوارج. فهذه الصفة ليست مُميِزَةً للخوارج من غيرهم.
سفهاء الأحلام: هذا شيء يستطيع كلّ شخص أن يرميه بالمخالِف؛ فالذين رموا شبهة الخوارج بابن تيمية، كانوا يقولون أنّه سفيه يزجّ أمته في مواجهة التتار قبل القدرة؛ وكذا قال الكفار للأنبياء وأتباعهم: (وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ)، (قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ). فهذه إذن صفة يطرحها المبطلون على أهل الصلاح والرشاد، وليست صفةً يراها كلّ الناس، فلا نستطيع أن نميّز بها الخوارج من الناس.
يقرءون القرآن، ويقولون من خير قول البرية: هذا لا يميّزهم، فأهل الخير والصلاح يقرأون القرآن ويقولون من خير قول البرية؛ فلا يصحّ أن تقول أن كلّ شابّ يقرأ القران هو خارجي؛ إذا قلتَ هذا فأنت كافر، لأنك تجعل من قراءة القرآن ذنبا يشين الخلق.
لاَ يُجَاوِزُ إِيمَانُهُمْ حَنَاجِرَهُمْ: كيف لك أنت أن تعرف أنّ إيمانهم قد جاوز حناجرهم أو ما جاوز؟ كلّ أهل الباطل يستطيعون أن يرموا أهل الخير والصلاح بهذه التهمة، ولا يستطيع أحد أن يرى الإيمان في حنجرة الناس. فهذه أيضا ليست صفة تميّز الخوارج من غيرهم.
الصفّة المميِّزة، الخاصة بأهل الباطل من دون الناس:
يَقْتُلُونَ أَهْلَ الإِسْلاَمِ، وَيَدَعُونَ أَهْلَ الأَوْثَانِ: هذه هي! كلّنا نستطيع أن نرى هذه الصفة، ولا يشارك الخوارج فيها إلا أهل الضلال الآخرون. لا يستطيع أحدٌ أن يقول لك أن هذه الجماعة أو تلك تقتل أو لا تقتل المسلمين وهي بعكس ذلك. طبعا يجادل أهل الضلال في كلّ شيء، لكن الذي يريد الحق، الذي يعرف نواقض الإسلام، يستطيع أن يعرف إن كانت جماعةٌ ما تقتل المسلمين وتتركُ الكافرين، أو لا.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (فَهَؤُلَاءِ الْخَوَارِجُ الْمَارِقُونَ مِنْ أَعْظَمِ مَا ذَمَّهُمْ بِهِ النَّبِيُّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – أَنَّهُمْ يَقْتُلُونَ أَهْلَ الْإِسْلَامِ وَيَدَعُونَ أَهْلَ الْأَوْثَانِ).أ.ه. [الفتاوى الكبرى لابن تيمية، ص 3\546].
وللعلم، هذه (أعني ترك جهاد الكفار والتفرّغ لإيذاء المسلمين) هي صفة ملازمةٌ لأهل الضلال جميعا أينما كانوا، ومنهم الخوارج. فأهل الضلال لا يجاهدون الكفار أبدا، ولكنّهم يتحالفون معهم، ويوالونهم؛ فلا ترى رافضيّا يجاهد الكفار؛ ولا ترى من غلاة المرجئة من يجاهد الكفّار؛ ولا ترى غيرهم من أهل الضلال من يجاهد الكفار؛ بل يتفرغون جميعا لإيذاء المسلمين؛ لذلك، جعل الله موالاة الكفار صفةً نعرف بها أهل الكفر والضلال؛ فقال تعالى: (وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ)؛ فلا يجتمع الإيمان مع موالاة الكفار في قلب شخص أبدا.
فنستطيع أن نستعمل هذا كمعيار نزِن به الناس (جماعاتٍ وأفراد)؛ فمن جاهد الكفار وشدّ عليهم، عرفنا أنّه من أهل الحق، وإن أخطأ؛ ومن ترك جهاد الكفار، وجعل شغله الشاغل إيذاء المسلمين، عرفنا بالأتوماتيك أنّه ليس من أهل الحق.
فما هي عقيدة الدولة الإسلامية؟
الدولة الإسلامية لا تكفّر الناس بالمعاصي التي هي دون الكفر؛ هذا منهجها، ومن ادّعى عليها غير ذلك، فعليه البيّنة.
يقول أبو عمر البغدادي تقبّله الله: (ولا نكفّر إمرءا مسلما صلى إلى قبلتنا بالذنوب، كالزنا وشرب الخمر والسرقة، ما لم يستحلها؛ وقولنا في الإيمان وسطٌ بين الخوارج الغالين و أهل الإرجاء المفرطين؛ ومن نطق بالشهادتين، وأظهر لنا الإسلام، ولم يتلبس بناقض من نواقض الإسلام، عاملناه معاملة المسلمين، ونكل سريرته إلى الله تعالى؛ وأن الكفر كفران: أكبر وأصغر؛ وأن حكمه يقعُ على مُقترفه اعتقادا أو قولا أو فعلا؛ لكنّ تكفيرَ الواحد المعينِ منهم، والحكم بتخليده في النار، موقوفٌ على ثبوت شروط التكفير وانتفاء موانعه). أ.ه. [كلمة “قل إني علي بينة من ربي” للشيخ أبي عمر البغدادي تقبّله الله].
والدولة الإسلامية تنتهج منهج أهل السنّة والجماعة، وتؤمن بما يؤمنون به من العقائد؛ فتؤمن برؤية الله تعالى في الجنة، وتؤمن بأخذ الأحاديث التي رفضها الخوارج وزعموا أنها تخالف ظاهر القران (كأحاديث الرجم)؛ فترى الدولة الإسلامية ترجم الزُناة جهارا في كل ولاياتها.
فعقيدة الدولة الإسلامية يجب أن تُأخذ من فَمِها كغيرها من الناس، وهي التي تقول لكم ليلا ونهارا بأنّها تعتقد بعقيدة أهل السنة والجماعة، في مسائل الإيمان وفي غير مسائل الإيمان؛ فمن أراد أن يتّهمها بغير ذلك فعليه بالدليل، لأن البينة على المدّعي.
الدولة الإسلامية تقتل كل أنواع الكافرين، فأنَّى لعاقلٍ أن يقارنها بالخوارج؟!
مَن ذا الذي يقول بأن الدولة الإسلامية اليوم لا تجاهد أهل الأوثان؟ ماذا يكون عشرات الآلاف من الرافضة الذين تسوقهم الدولة الإسلامية إلى حتوفهم في العراق؟ ماذا عن آلاف النصيرية الذين تقتلهم الدولة الإسلامية؟ وماذا عن آلاف الأمريكان الذين قتلتهم الدولة الإسلامية قبل امتدادها إلى الشام؟ (لكن لنترك قتل الأمريكان هذا جانبا لأنّ الخصوم سيقولون بأن الدولة الإسلامية غير تلك التي كانت في العراق)! طيب، هنا أسألك سؤالا بسيطا: هل الروافض والنصيرية مسلمون؟ إن قلتَ بأنهم مشركون (وهم كذلك)، فقد عرفت وصْفَ النبي صلى الله عليه وسلّم للخوارج: يقتلون أهل الإسلام ويتركون أهل الأوثان؛ فلا يمكن أن يكون من يقتُل أهلَ الأوثان من الخوارج. وإن قلت بأنّ الروافض والنصيرية مسلمون، مع علمك بما يرتكبونه -من شركٍ بالله، وجحودٍ لأحكام الله المُجمَعِ عليها، وموالاةٍ لأعداء الله، وغير هذه الأمور- فإنك مختلّ العقيدة على الأقل، أو أنت كافر مرتد (إلا أن يُوجَد لك مانعٌ يمنع عنك الكفر)، لأنك تجحد آيات الله البينات.
الدولة الإسلامية تُكفِّر مَن تُكفِّر، بنواقض الإسلام المعلومة في كتب التوحيد
حقيقة المشكِلة هي أنّ الناس لا يفهمون معنى “الإسلام”، فيجعلون المرتد على حكم المسلم، ثم يحكمون على الموحّدين ما يُحكَم على قاتل المسلم. الدولة الإسلامية تقتُل الرافضة المشركين، عامة وعلماء؛ وتقتل كلَّ شخص يرتكب ناقضًا من نواقض الإسلام التي يتعلمّها طلاب العلم الشرعي في الإبتدائية؛ لكنّ الجاهلين لا يعرفون نواقض الإسلام، فيحكمون بإسلام المرتدّين والمشركين، ثم ينتظرون من الدولة الإسلامية أن تُتَابعهم وتسترضيهم.
إذا قَتَلت الدولة رافضة في سوقٍ ما، قالوا “قَتَلوا المسلمين”؛ وإذا قتلت الدولة عناصرَ من الجيش الحر أو الإئئتلاف الوطني، الموالين للصليبيين، أو قتلت من أولئك الذين يزحفون على ثغور الدولة الإسلامية بغطاءٍ جوّيٍ تُعطِيهم إياه طائراتُ الصليبيين، أو قَتَلت أولئك الذين يطلبون الديموقراطية ويهتفهون بأن الحكم للشعب من دون الله، قالوا “قتلوا المسلمين”؛ وإذا قتلت جيوش الطغاة في حكوماتٍ استبدلت شرع الله بالقوانين الوضعية، وأقرت طاغوت الأمم المتحدة وأصبحت جزأً منه، وشرّعت مع الله ونازعته في التحليل والتحريم، ووالت أعداء الله من صليبيين ورافضةٍ وملحدين… إذا قتلت الدولة الإسلامية هؤلاء، الذين ارتكبوا نواقضَ من نواقض الإسلام المُجمَع عليها، قال الجاهلون يصرخون “قتلوا المسلمين”، “فجّروا المسلمين”، “نحروا المسلمين”. فهنا تكمُن المشكلة.
الدولة الإسلامية تُكفّر من كفّره الشرع؛ ومن كانت عنده قضيّةٌ واحدةٌ كَفّرتِ الدولة الإسلامية فيه شخصا واحدا بناقضٍ لم تعرفوه في كتب التوحيد، فليأت به إن استطاع، وأنا أتحدّاه. مشكلتكم يا خصومَ الدولة ليست في الدولة وتكفيرها لبعض الناس، وإنما في المصادر التي تستنبط منها الدولةُ الأحكامَ التي تُكفّركم؛ فاذهبوا إلى كتاب الله، وامحوا عنه الآيات إن استطعتم؛ أزِيلوا قول الله تعالى “وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ“، وقوله تعالى ” اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا“، وكل الآيات الأخرى التي تقول بأن الله هو الحاكم والمشرع الوحيد، وتجعل من ينازعه في ذلك مشركا في الربوبية، وتجعل من يطيعون ذاك المشرك في تحليله وتحريمه، عُبّادا للمشرِّع من دون الله؛ واذهبوا إلى الآيات التي تجعل مظاهرة الكفار على المسلمين كفرا، ثم أزيلوها عن القرآن؛ ثم اذهبوا إلى كتب العقيدة والتوحيد، وأزيلوا عنها أبواب الولاء والبراء… إن كنتم تستطيعون! هذه هي مشكلتكم… هذا ما جعلكم تنظرون إلى الأمر مقلوبا على رأسه، فترون الكافر مؤمنا، والمؤمن خارجيا فاسقا. إي وربّي، إنّها السنوات الخدّعات!
نماذج للزندقة وإنكار ما علم من الدين بالضرورة
هناك فرقٌ بين فساد التأصيل وفساد التنزيل
#006600]]الخوارج أخطئوا في تأصيل مسمى الإيمان، وبهذا خرجوا عن أهل السنة والجماعة؛ لم يصبح الخوارج خارجَ أهلِ السنة والجماعة لأنهم أنزلوا الحكم الخاطئ في مسائل معينة على بعض الأعيان، لا، بل لأنّ عقيدتهم غير عقيدة أهل السنة والجماعة أصلا. الخوارج أخطئوا في تعريف أصل الإيمان وأصل الكفر، ثم تفرعت أحكامهم على الناس من هذا الفساد في العقيدة. يقول الشيخ محمد الجزولي حفظه الله: (لقد ضلّت الخوارج لفساد التأصيل، لا لفساد التنزيل؛ لم تكن تقول بعقيدة أهل السنة والجماعة في الكفر والإيمان ثم أخطئت في التنزيل، لا، هي أفسدت إذ سمّت المعاصي كلها كفرا). أ.ه. وقال: (الخوارج أخطأت يوم قرأت نصوصا وتركت نصوصا، فكان فسادها في تأصيل مسمى الإيمان، لا في تنزيل أوصاف الكفر والإيمان على الناس). أ.ه. [خطبة || مجاهدو الدولة الأبرار ليسوا من الخوارج الأشرار || للشيخ د.محمد علي الجزولي]
فإذا كان عند الشخص عقيدة أهل السنة والجماعة، ثم اجتهد في إنزال حكم الكفر على بعض الأعيان فأخطأ، هذا لا يكون خارجيا، بل قد لا يكون مذنبا، بل قد يكون مثابا أجرا واحدا على اجتهاده. والله أعلم.[/size]
كان سيكون هذا إذا كانت الدولة قد أخطأت حقا في تكفير من كفّرتهم، وهي لم تخطأ في تكفيرهم. فالحمد لله رب العالمين!
وكتبه: أبو خالد الصومالي
أبو يزيد المغربي- عدد المساهمات : 322
نقاط : 713
إعجاب : 145
تاريخ التسجيل : 25/09/2016
موسوعــــــــة الرؤى في زمن بداية النهاية :: Þ-Þ-Þ المنتــــــــدى العــــــــــــام :: اسلامــــــــــــنا اولا
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 6:50 pm من طرف قارئ الفرقان
» من المتواترات على ان تجهيز الامام ستنتهي في شهر ذو القعدة وقتها سيتنهي ستنتهي مراحل اصلاحه
اليوم في 7:54 am من طرف ظهر وريث الانبياء
» في رمضان الماضي .. رأيت نفسي عند الكعبة .. وكنت أشير بأصبع التشهد الى الكعبة والأرض كلها ثلج
اليوم في 6:55 am من طرف ظهر وريث الانبياء
» الشمس كانت في منتصف السماء وبدل أن تكمل مسيرها بإتجاه الغروب رجعت بإتجاه الشروق
اليوم في 6:51 am من طرف ظهر وريث الانبياء
» الشمس قد ضلت مسارها ....
اليوم في 6:45 am من طرف ظهر وريث الانبياء
» رؤيا منذرة لاهل تونس راوها توام في نفس الوقت
اليوم في 6:05 am من طرف ظهر وريث الانبياء
» رؤيا تكشف ان ال سلول يرون الكعبة خروف؟؟؟؟؟
اليوم في 5:43 am من طرف ظهر وريث الانبياء
» المهدي ليلا يتوضأ من ماء السماء
اليوم في 5:18 am من طرف ظهر وريث الانبياء
» انوا يتقدمون بطلب لله رب العالمين للتوظيف في السماء الأولى
اليوم في 4:49 am من طرف ظهر وريث الانبياء
» اليوم الشيخ يعلن ان جنود السماء و الارض متجهزون لفسح المجال للامام المهدي - ترقبوا بداية الهلاك بعاد الثاني
اليوم في 4:28 am من طرف ظهر وريث الانبياء
» رأيت رجل قائم لليل يبكي في جبال مكه وحيدا يحيط به النور من كل مكان
اليوم في 4:20 am من طرف ظهر وريث الانبياء
» زيتونة تسقط في حباتها على الامام لتوقضه من نومه
أمس في 8:09 pm من طرف ظهر وريث الانبياء
» صدام حسين واقف على خريطة دول الخليج العربي وعم يلوح بإيديه
أمس في 7:39 pm من طرف ظهر وريث الانبياء
» الله غاضب : الويــــــــــــل ثم الويــــــــــــل
أمس في 7:33 pm من طرف ظهر وريث الانبياء
» و كان المهدي عايز يظهر لناس معينة
أمس في 7:17 pm من طرف ظهر وريث الانبياء
» أخرجونا من الطواف وقالوا لنا تعالوا غداً لإستكمال الطواف فذهبت إلى الفندق بجوار الكعبة المشرفة ولكني وجدت اثار دم على السلالم ..
أمس في 1:43 pm من طرف ظهر وريث الانبياء
» دخان أسود كثيف يتصاعد شمال شرق تركيا فقلت أنه بوتين اعلن الحرب العالمية ..
أمس في 1:39 pm من طرف ظهر وريث الانبياء
» رؤيا هامــــــــــــة و خطيــــــــــــرة جــــــــــــدا تتنبؤ باحداث بداية النهاية بالتفصيل
أمس في 5:37 am من طرف بدأ الأمر
» تحديد تاريخ بداية البداية من طفلة صغيرة السن فاعدوا و استعدوا لاهول لم ترى من قبل
أمس في 5:33 am من طرف ظهر وريث الانبياء
» " اختفت الكعبة و ظهرت في مكانها واحدة اخرى جديدة و بقواعد عظيمة و كسوة اجمل ما رات عيني"
أمس في 5:14 am من طرف بدأ الأمر
» اجتهاد #2 في تفسير سورة آل عمران
أمس في 3:07 am من طرف قارئ الفرقان
» ابشري سترين المهدي و زوجته و سنعرفينها بكل تلك الصفات
الأربعاء مايو 08, 2024 4:49 am من طرف ظهر وريث الانبياء
» كورة نور في وسطها رجل نازلة من السماء
الأربعاء مايو 08, 2024 4:47 am من طرف ظهر وريث الانبياء
» هادي الخلق وتلك الشجره تهديه
الأربعاء مايو 08, 2024 2:51 am من طرف ظهر وريث الانبياء
» رأيت القمر نزل يمشي على الارض
الأربعاء مايو 08, 2024 2:42 am من طرف ظهر وريث الانبياء
» طفل عمره 13 سنة : " بابا ريت هرم فيه عين بجانبه مزميا في السماء ينزل منه جنود "
الثلاثاء مايو 07, 2024 12:58 am من طرف بدأ الأمر
» رجل يلبس البياض بعمامة كبيرة جدا ووشاح طويل جدا
الإثنين مايو 06, 2024 4:27 am من طرف ظهر وريث الانبياء
» هاتف : " فيضان أو سيول تكنس كل شيء أمامها كنس "
الأحد مايو 05, 2024 3:12 pm من طرف بدأ الأمر
» اخونا المعبر اول الرجل الزنجي الافريقي بانه المهدي في افريقيا ؟؟؟؟
الأحد مايو 05, 2024 6:22 am من طرف بدأ الأمر
» نزلت يد من السماء و محت الكعبة و اتت باخرى افضل شكلا
الأحد مايو 05, 2024 2:34 am من طرف ظهر وريث الانبياء
» اجتهاد في تفسير بدايات سورة آل عمران
الأحد مايو 05, 2024 1:32 am من طرف قارئ الفرقان
» سمعت في النوم هذه الاية .. " وَلَنَبلُوَنَّكُمْ حَتَّى ..."
السبت مايو 04, 2024 7:31 pm من طرف ظهر وريث الانبياء
» الله عز وجل يقول للمهدي : " الأمر لك "
السبت مايو 04, 2024 6:48 am من طرف ظهر وريث الانبياء
» المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع يُعلن عن منظومة صاروخية عابرة للقارات!!!
الجمعة مايو 03, 2024 5:13 pm من طرف ظهر وريث الانبياء
» النيال عبرها الاخوة انه نهر النيل ولكن النيل لا يربط بين بحرين بل هو قناة السويس
الخميس مايو 02, 2024 5:34 am من طرف ظهر وريث الانبياء
» من الرؤى المتواترة شدا بان المهدي من دولة شرق المعرب العربي
الأربعاء مايو 01, 2024 5:00 am من طرف ظهر وريث الانبياء
» اخيرااااااااااااااااا يعترف بان الامام المهدي ليس من بلاده - ابو عبد الرحمان
الثلاثاء أبريل 30, 2024 10:45 pm من طرف ظهر وريث الانبياء
» بدا يرفع الستار عن مسقط راس الامام المهدي الشيخ من بلاد الحرمين
الثلاثاء أبريل 30, 2024 10:33 pm من طرف ظهر وريث الانبياء
» المهدي لطفل عمره 8 سنوات سعودي : " وإذا صار عمرك ما بين 30 إلى 33 بتشوفني وبتشوفني في مكة وإذا شفتني بالطيح دولتك "
الثلاثاء أبريل 30, 2024 7:26 pm من طرف أحمد علي فوزان
» رأيت تساقط أحجار من السماء وقرأت في السماء : " هذه علامة ظهور المهدي عليه السلام "
الثلاثاء أبريل 30, 2024 6:56 pm من طرف ظهر وريث الانبياء
» ورقه بيضاء من الورق المقوى مكتوب بها " بشرى سيد السيد "
الثلاثاء أبريل 30, 2024 7:53 am من طرف ظهر وريث الانبياء
» بدأ الأمر اخي العزيز
الثلاثاء أبريل 30, 2024 5:57 am من طرف بدأ الأمر
» الفارس: " أقل من عشر سنوات من الآن هذا الكلام كان طبعا آخر 2017 أو إلى 2018 لن يبق هناك شيء اسم يهود على أرض فلسطين هنا نقطة مهمة جد "
الإثنين أبريل 29, 2024 6:49 pm من طرف ثلاثة1ثلاثة
» القمر بدر كامل وفي وسطه تظهر صورة المسجد النبوي المنارة والقبة الخضراء
الإثنين أبريل 29, 2024 6:07 pm من طرف پژگچ
» ظهر سحاب من المغرب في شكل فرشه ثم ضهر القمر
الإثنين أبريل 29, 2024 7:06 am من طرف كرم
» نزلت يد من السماء عملاقة طولها من اول لاخر السعودية اقتلعت الكعبة من الأرض و حولتها الى مكان اخر
الإثنين أبريل 29, 2024 4:03 am من طرف ظهر وريث الانبياء
» رؤيا امتنع عن تعبيرها الشيخ فهد القرني
الإثنين أبريل 29, 2024 3:08 am من طرف ظهر وريث الانبياء
» رؤيا مرعبة و رب العزة توبوا الى الله قبل فوات الاوان
الأحد أبريل 28, 2024 5:27 am من طرف ظهر وريث الانبياء
» استعدادات للحرب القادمه في الشرق الاوسط
الأحد أبريل 28, 2024 4:08 am من طرف ظهر وريث الانبياء
» السيسي ملقى على الأرض بعد انفجار
الأحد أبريل 28, 2024 4:05 am من طرف ظهر وريث الانبياء