الخروج الثاني للترك وصدامهم مع الأكراد :

- الخروج الثاني للترك وصدامهم مع الأكراد :


__________________


أخوتي وأحبتي السلام عليكم : 

لازالت فتنة بلاد الشام تعصف فيها في كل الاتجاهات ، فهي تطيف بها من مكان لمكان موقعةً خراباً عظيماً ومتسببة بأضرار فادحة يظهر في كل شيء ..
وقد قلنا في مواضيع سابقة بأن مدينة الرقة (التي كانت مركزاً أساسياً لتنظيم الدولة الإسلامية في بلاد الشام) هي منطلقٌ للأحداث العظيمة التي ستأتي من بعدها حيث جاء وصف كتلة هذه الأحداث بالفتنة الرابعة وهي " عَمْيَاءُ مُظْلِمَةٌ تَمُورُ مَوْرَ الْبَحْرِ، لَا يَبْقَى بَيْتٌ مِنَ الْعَرَبِ وَالْعَجَمِ إِلَّا مَلَأَتْهُ ذُلًّا وَخَوْفًا" ..
ونفهم من الوصف الشامل عن هذه الفتنة الرابعة بأنها نفسها المقصود بها بالحرب العالمية الثالثة ، حيث قلنا مراراً بأن الصهاينة يدفعون إليها بكل ما يستطيعون ليحكموا من بعدها ألف عام بحسب نبوءاتهم وخططهم ، وقد نجح الصهاينة بافتعال حربين عالميتين حيث كانت نتائجهما أن تجمع اليهود في الأرض المقدسة وأعلنوا فيها دولتهم الظالمة وصارت هذه الدولة قوةً مستعصية في المنطقة وقبلةً لكل الخونة من العرب ..
وتوقعنا أيضاً بأن انحسار سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية عن مدينة الرقة والجزيرة السورية سيفتح الباب على مصراعيه للصدام المباشر بين الأتراك والأكراد ، ويبدو أن هذا الأمر قد بدأ بشكل عملي في الآونة الأخيرة ..
ونحاول أن نجتهد في فهم علوم آخر الزمان وخصوصاً فيما يتعلق بالعناوين العريضة التي تخصنا في زماننا هذا ، ومن هذا المبدأ نحاول أن نفهم الدور التركي في الأحداث القادمة حيث لا مناص منه في تصعيد الأمور كلها ..
((( وأرجو ممن لديهم قناعة مسبقة بأن مفهوم الترك لا ينطبق على الأتراك في زماننا أو أنه يعني أعراق أخرى مثل الروس أو الأكراد أو غيرهم ، أرجوهم أن يرحمونا من هذه القناعات وألا يغرقوا الموضوع بردود تشتته عن الاجتهاد الذي نبذله لفهم واقعنا بشكل صحيح ، فلكل شخص منا الحق بأن يجتهد في معرفة وفهم الأمور ولا يوجد هناك مفهوم القوالب المسبقة الصنع بهذا الشأن .. )))
وقبل الخوض في تفاصيل العنوان الذي انطلقت منه في هذا الموضوع أريد الحديث أولاً عن مفهوم " الخروج" :
فأصل الكلمة هو الفعل "خَرَجَ" والتي تحمل معاني " البروز من المكان الذي كان فيه من موضع أو مقر وظهوره للعلن بعدها " ، فمن يخرج من بيته سيظهر للعيان بعكس الحالة التي كان عليها قبل الخروج ..
ويأتي الخروج أيضاً في معانٍ أخرى مشبعاً بالعواطف " مثل البغض والكره أو الشعور بالمظلومية أو حب الانتقام .. وهكذا .." ..
وفي هذا المعنى يندرج مفهوم الخروج على الحاكم أو الخروج عن الإجماع أو حتى الخروج كرهاً من مكان الإقامة ..
فهذا سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عند خروجه من مكة المكرمة مهاجراً للمدينة المنورة : " أَمَا وَاللَّهِ لأَخْرُجُ مِنْكِ ، وَإِنِّي لأَعْلَمُ أَنَّكِ أَحَبُّ بِلادِ اللَّهِ إِلَيَّ وَأَكْرَمُهُ عَلَى اللَّهِ ، وَلَوْلا أَنَّ أَهْلَكِ أَخْرَجُونِي مَا خَرَجْتُ " .
وفي هذا المعنى أيضاً تحدث القرآن العظيم عن الصحابة الكرام الذين أُخرجوا من ديارهم بغير حق :
{الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} [الحج : 40]
وفيما يتعلق بعلوم آخر الزمان فقد جاء الخروج في عناوين عريضة ومنها خروج الدجال ، حيث وارد في الحديث الذي رواه الإمام مسلم والإمام أحمد وغيرهما بأن الدجال " إنما يخرج من غضبة يغضبها " ، فحالة الغضب التي يكون عليها الدجال عند خروجه من أصفهان في إيران لا بد أن يكون لديه أيضاً ما يبررها بالنسبة إليه حيث ومن عناوين أخرى في علوم آخر الزمان تشير إلى أن الدجال يفقد السيطرة قبل خروجه على الكثير من الأمور التي عكف على التخطيط لها قروناً طويلة فيخسر الأرض المقدسة التي جلب إليها الصهاينة وتظهر الخلافة الراشدة والتي هي من أمر الله تعالى وتبدأ بنشر نور الله تعالى من خلال الفتوحات التي ستكون ويبدأ يدخل الناس في دين الله أفواجاً مرة أخرى ، فكل هذه الأسباب وغيرها تشير بأن الدجال سيخرج من غضبة يغضبها بسبب فقدان سيطرته على الأمور بشكل تام ، ودائماً ما يكون وراء الخروج الانفعالي خسائر كبيرة وعظيمة ..
ووارد بأن الترك أيضاً سيخرجون في آخر الزمان خرجة ثانية يفعلون فيها الأهوال العظيمة ، فهناك خمسة روايات مرفوعة ومن طرق مختلفة عند ابن حماد وغيره تصف هذا الخروج من زوايا مختلفة ، فهل الأحداث التي تجري الآن هي مقدمة لهذا الخروج الأخير والذي ينتهي كما هو وارد بأنه " لا ترك بعدها " بمعنى الدولة والكيان ؟؟
أضع بين أيديكم هذه الروايات أولاً ونكمل الحديث عنها من بعدها ..
* رقم الحديث: 1894
(حديث مرفوع) قَالَ ابْنُ عَيَّاشٍ : وَأَخْبَرَنِي مَنْ ، سَمِعَ مَكْحُولا ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لِلتُّرْكِ خَرْجَتَانِ : خَرْجَةٌ مِنْهَا خَرَابُ أَذَرْبِيجَانَ ، وَخَرْجَةٌ يَخْرُجُونَ فِي الْجَزِيرَةِ ، يَحْتَقِبُونَ ذَوَاتِ الْحِجَالِ ، فَيَنْصُرُ اللَّهُ الْمُسْلِمِينَ ، فِيهِمْ ذَبْحُ اللَّهِ الأَعْظَمُ ، لا تُرْكَ بَعْدَهَا " . 
* رقم الحديث: 602
(حديث مرفوع) حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ ، عَنِ ابْنِ جَابِرٍ ، وَغَيْرِهِ ، عَنْ مَكْحُولٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لِلتُّرْكِ خَرْجَتَانِ : إِحْدَاهُمَا يُخْرِبُونَ أَذَرْبِيجَانَ ، وَالثَّانِيَةُ يَشْرَعُونَ عَلَى ثِنْيِ الْفُرَاتِ " . قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ فِي حَدِيثِهِ : عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَنَّهُ قَالَ : " فَيَبْعَثُ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى خَيْلِهِمُ الْمَوْتَ فَيُرْجِلُهُمْ ، فَيَكُونُ فِيهِمْ ذَبْحُ اللَّهِ الأَعْظَمُ ، لا تُرْكَ بَعْدَهَا .
* رقم الحديث: 599
(حديث مرفوع) حَدَّثَنَا عَبْدُ الْخَالِقِ بْنُ زَيْدِ بْنِ وَاقِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ مَكْحُولٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " لِلتُّرْكِ خَرْجَتَانِ : خَرْجَةٌ يَخْرُجُونَ ، وَالثَّانِيَةُ يَرْبُطُونَ خُيُولَهُمْ بِالْفُرَاتِ ، لا تُرْكَ بَعْدَهَا " . 
* رقم الحديث: 1894
(حديث مرفوع) قَالَ ابْنُ عَيَّاشٍ : وَأَخْبَرَنِي مَنْ ، سَمِعَ مَكْحُولا ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لِلتُّرْكِ خَرْجَتَانِ : خَرْجَةٌ مِنْهَا خَرَابُ أَذَرْبِيجَانَ ، وَخَرْجَةٌ يَخْرُجُونَ فِي الْجَزِيرَةِ ، يَحْتَقِبُونَ ذَوَاتِ الْحِجَالِ ، فَيَنْصُرُ اللَّهُ الْمُسْلِمِينَ ، فِيهِمْ ذَبْحُ اللَّهِ الأَعْظَمُ ، لا تُرْكَ بَعْدَهَا " . 
* رقم الحديث: 1913
(حديث مرفوع) حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ ، عَنِ ابْنِ جَابِرٍ ، وَغَيْرِهِ ، عَنْ مَكْحُولٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " لِلتُّرْكِ خَرْجَتَانِ ، إِحْدَاهُمَا يُخَرِّبُونَ أَذَرْبِيجَانَ ، وَالثَّانِيَةُ يَشْرَعُونَ مِنْهَا عَلَى شَطِّ الْفُرَاتِ " .
ومما نفهمه من الروايات المتعددة بأن الأتراك سيكون لهم خرجة ثانية في آخر الزمان سيفقدون من بعدها سلطتهم على المناطق التي يسيطرون عليها ويذوب كيانهم الذي عُرفوا فيه نسبة لهم حيث " لا ترك بعدها "
وبالطيع فإن الخروج الثاني للأتراك لم يحدث بعد ، حيث وحتى أيامنا هذه لا تزال هناك على الخريطة الدولة التركية ، كما أن وصف هذا الخروج ارتبط بحيز جغرافي محيط بمجرى نهر الفرات الذي يسيطرون على منابعه الآن .. 
وقد ربط الكثير من الباحثين في علوم آخر الزمان مفهوم الخروج الأول بالحملات التترية التي حدثت في أواخر الدولة العباسية ، إلا أنني أعتقد بأن الخروج الأول يعني أكثر الأحداث التي وقعت في أرمينيا وذلك للأسباب التالية :
• عندما يأتي حديث بموضوع هام مثل الذي نتحدث عنه فلا بد من اتصال بين مقدمته ونهايته ، وأعتقد أن هذا الاتصال قد تجلى في الكثير من العناوين الرئيسية :
- فالترك لم يُعرفوا بهذا الوضوح ككيان مستقل إلا بسبب هذه الأحداث التي جرت في أواخر الدولة العثمانية والتي كانت ضعيفة ويحيط بها الأعداء من كل جانب ، وفي يومنا هذا يحاول أردوغان وحزبه أن يعيدوا أمجاد الدولة العثمانية في الكثير من التفاصيل ، إلا أنهم بالنتيجة حالهم كحال الدولة العثمانية في أواخر حكمها حيث تتدخل الدول العظمى في الكثير من تفاصيل سياسات الدولة التركية ويحيط بالأتراك الأعداء من كل مكان وهناك مؤامرات على تفتيت الدولة التركية كما كان الوضع إبان أواخر الحكم العثماني .
- أرمينيا تقع في منطقة أذربيجان التي عرفها العرب فيما سبق بهذا الاسم ، حيث عدة دول تتشارك هذه المنطقة (كأرمينيا وجورجيا وأذربيجان الحالية ... ) ..
- شعر العثمانيون الأتراك بخيانة عظيمة وطعنة في الظهر من قبل الأرمن حيث ساعدوا الروس وتعاونوا معهم حينها في معاركهم ضد الأتراك مما تسبب بخسارات كبيرة على الأتراك ، وفي أيامنا هذه يعيد الزمن نفسه فيما يتعلق بالأكراد والذين يتعاونون مع أعداء الأتراك "بحسب ما يعتقده الأتراك" في التآمر على وحدة واستقرار دولة تركيا حيث نشاهد هذا الأمر في كل وسائل الإعلام التركية ..
وقد خرج الأتراك على الأرمن وبدؤوا فيهم أعظم مذبحة عرفها التاريخ المعاصر حيث يقال أن عدد من قتلهم الأتراك من الأرمن بلغ حوالي المليون ونصف مليون شخص ، فالأتراك عندهم قسوة لا يمكن تصورها عندما تتحرك جينات أنفتهم ، ويكفي أن نعرف أنهم من نسل التتر الذين عاثوا فساداً في الكثير من المناطق التي وصولوا إليها ..
- وقد حدثت هذه الأحداث بين سنة 1915 و 1917 أي قبل مائة سنة من الآن وهو ما يذكرنا بقرن الشيطان الذي بدأ بنوا إسرائيل يتحركون فيها تحت قيادة الدجال لإظهار مشروعهم الشيطاني ..
• لذلك أعتقد بأن هذه الرويات التي تتحدث عن خروج الترك بأن الخرجة الأولى حدثت أيام المذابح في حق الأرمن وأن الثانية والأخيرة ستكون في حق الأكراد في زماننا هذا والذي يشابه الكثير من الظروف الذي حدثت إبان الخروج الأول ..
ففي زماننا هذا :
- تحاول الدول المحكومة من الدجال أن تجعل تركيا في حالة إضرار ليقع صدام مرعب بينهم وبين الأكراد ، فالأكراد تم دعمهم بكافة أنواع الأسلحة الفتاكة وتم تدريبهم جيداً لاستخدامها وهم يتلقون كافة أنواع الدعم اللوجستي والاستخباراتي من قبل الأمريكان ومن لف حولهم ..
- كما أن الأكراد قد تم دفعهم لإعلان استقلالهم في كردستان العراق وعليه تم توريطهم بخط اللاعودة مع كل الدول التي تحيط بهم والتي ترفض هذا الأمر جملة وتفصيلاً ، كما أن هذا الأمر قد أفرز حالة غضب عند معظم الأكراد في المنطقة حيث وضعتهم في حالة مصيرية على مستوى المنطقة وليس كما كان الحال عليه حيث كان هناك حضورٌ للسياسة في الكثير من التفاصيل والتي تقتضي المحافظة على المكتسبات التي حصلت عليها منطقة تحت حكم الأكراد بغض النظر عن مناطق أخرى ، فالأكراد الآن يشعرون بغيظ ونقمة ومظلومية عظمى من كل الدول والأعراق التي تحيط بهم وخصوصاً العرق التركي ، وهذا من شأنه أن يجعلهم يمضون في طريق صراعهم للحصول على حقوقهم التي يعتقدون بها حتى آخر رمق فيهم ، وهذا تماماً ما تريده دول الدجال حيث يقع الاستنزاف الكامل لكل المنطقة بكافة مكوناتها ..
ومن هذ المنظور نعتقد بأن الأكراد قد وقعوا في شراك مكر عظيم ومحكم لا يمكنهم الخروج منه بحال من الأحوال ، وأن هذه الشراك ستتسبب بزوال الكيان الكردي في منطقة الشرق الأوسط فيما بعد ..
- ومن جهة أخرى فإن الأتراك يجزمون بأن الشر يحاك لهم من أمريكا وحلفائها ، وأن تركيا يُراد لها أن تتقسم ويحيق بها الخراب كما هو حال سورية والعراق وغيرهما في منطقة الشرق الأوسط ، وزاد الطين بلة إعلان أمريكا وحلفاؤها بتشكيل جيش قوامه ثلاثون ألف لنشره قرب الحدود التركية والعراقية ، وهذا الفخ الذي نصبه الأمريكان للأتراك هو لتسريع تحركها حيث أن الأتراك من طبيعتهم أنهم يحبون حسم الأمور دون خسائر أو التقليل منها قدر المستطاع ، لكن حكومات الدجال تريد استنزافاً كاملاً للأتراك في أتون المحرقة التي يمكرونها لمنطقة الشرق الأوسط ومن ورائه العالم كله ، ونعتقد أيضاً بأن الأتراك قد وقعوا في شرك الكيد العظيم والمكر الكبير لشياطين الدجال ، وأن هذه الشراك لا مخرج منها بالنسبة للأتراك وهي التي ستتسبب فيما بعد بتقسيم وتفتت تركيا حيث " لا ترك بعدها " .
- وقد بدأت ماكينة الإعلام التركية ببث هذه الهواجس على الملأ حتى أضحت العنوان الرئيسي فيها ، كما أن التحشيد الديني والقومي يفعل فعله من خلال الساسة الأتراك ومؤسسات الدولة التركية بكافة تنوعاتها وتفاصيلها لشعور الأتراك بأن هذه المعارك التي تنتظرهم ما هي إلا أهوال سيخسرون فيها الكثير الكثير من الموارد والبشر ..
في كل الأحوال :
إن مقدمات الصراع التركي مع الأكراد تكمن خطورته بأن الطرفين يستولي عليهما الأنفة والعند ، فالأكراد ينتشرون على حيز جغرافي كبير ويستطيعون أن يوجعوا الأتراك إن شاؤوا فعل ذلك ، ونلحظ في الإعلام الكردي بكافة تصانيفه تجييشاً عظيماً باتجاه التصعيد مع الأتراك بغض النظر عن الجهات التي تقف وراء هذا الإعلام ونخص بالذكر المؤسسات الإسرائيلية وشبيهاتها ..
وهنا وحتى لا نسهب كثيراً في هذا الموضوع وحتى لا ندخل في تفاصيل من السابق أن ندخل فيها ، نوجز ما نحن فيه من بحث علمي بالأسئلة التالية :
- هل الصدام التركي مع الأكراد سيتصاعد أكثر ويتجاوز عفرين ومنبج ، أم أنه سيقف عند حد بقعة جغرافية تتدخل بتفصيلها الدول العظمى لأجل مصالحها وتقف الأمور عند هذا الحد فترةً من الزمن ؟
- وهل هذا الصدام إن استمر وتصاعد فسيكون بمثابة علامة هامة ننتظرها فيما يتعلق بمجريات فتنة الهرج والتي تتحدث عن "انسياب الترك" أو خروجهم الثاني والأهوال العظيمة المترافقة معها وما سيأتي من بعدها ، وهل سيتصاعد الغضب ومشاعر الانتقام عند الاتراك بسبب الأهوال التي سيتسبب بها الأكراد حتى يخرجوا من غضبة يغضبونها ؟ 
- وهل سيفقد الأتراك السيطرة ضمن وخارج تركيا على الوضع بحيث يقررون مشروع الانتحار الذي ينتظرهم فينجح الدجال وأعوانه بسحب الأتراك إلى هذا المستنقع القذر ؟
أعتقد أنه ومن المبكر للإجابة عن هذه الأسئلة بشكل واضح ، ولكن نقول :
- إن كان الأمر يتجه إلى التصعيد الكامل فإننا سنشهد سفك دماء كبير بين الطرفين بحيث كل منهما يؤلم الآخر ، كما أننا سنشهد عمليات ضد المدنيين من الطرفين قد يكون وراءها أجهزة المخابرات دول الدجال ليجبروا الطرفين على الخوض أكثر فأكثر في هذه الفتن التي لا تنتهي ..
- كما أن مشاعر الكره والبغض وحب الانتقام والتحريض عليها في وسائل الإعلام للطرفين ستتصاعد أكثر فأكثر ، حيث يمكننا عندها أن نعتقد أننا نسير باتجاه الخروج الثاني والأخير للأتراك والذي سيكون من ورائه أهوال عظيمة عليهم وعلى الأكراد وعلى كل الجهات التي تشترك بهذه التصادمات من السوريين وغيرهم ..
- كما أن هناك أحداث وعناوين هامة ستتحرك بعد فترة بالتزامن مع ما يجري مع الأكراد في بلاد الشام وما حولها والتي تدخل كلها ضمن تبويب " الحراك البشري " ، لكنني أعتقد بان الدجال وقبل تحريك هذه العناوين " كالصدام بين العرب والفرس " سيعطي فرصة لتشتعل الجبهات بين الأتراك والأكراد بشكل صحيح ويتأكد من سير خططه بشكل أمثلي ..
وللحديث بقية ...
أخوكم جلال قاوجي(Jalal Kawjy) .

احسنت اخى العزيز وجزاك الله خيرا