ماتريكس خلقها الله .. كلمة أخرى !..

أولا عليك أن تستشعر هذا الاحساس الزمني بداخلك .. الشعور بآن مستمر .. لا يوجد ماضي او مستقبل بل حاضر دائم مستمر ومتصل من لحظة لأخري .. انظر عميقا داخل نفسك .. تجد هذا الشعور باللا زمن دائم وحاضر دوما .. ذلك انك خارج حدود الزمن بالفعل .. خلقك الله عز وجل لتكون خالد .. لا ليس الجسد الذي يفني .. انظر اعمق .. لا تتوقف عند حدود هذه المادة التي تكبلك وتحد من قدراتك .. انت من تقرأ الأن وتحاول الفهم .. وسبر اغوارك السحيقة ..  وليس هذا التجسد الذي تراه امامك اعبر تلك اليدين والقدمين والجسد لما هو اعمق .. انظر داخل روحك ذاتها !..  

هل وصلت لذاتك ؟.. حاول مرة اخري ستصل

نعم .. الأن بدأت تشعر بما اريد ان اجعلك تصل إليه .. هي لمحة من حقيقتك .. نفسك التي خلقها الله خالدة لا تموت .. تشعر دوما بهذا الشعور .. وبأنها فوق الموت .. وهذا سبب استقبالنا لحقيقة الموت دوما بصدمة وعدم فهم .. هذا الشعور بداخلنا الذي يعارض فكرة الموت ولا يفهمها او يتقبلها رغم حقيقة رؤيته لها كل يوم .. ولأن النفس عصت من البداية فكان يجب ان تدخل هذه الماتريكس من حولنا لتمر بهذا الاختبار الذي نحن فيه لتثبت استحقاقها للخلود في الجنة التي خلقت فيها من البداية او سقوطها اكثر لدركات من طبيعتها النارية التي لم تستطيع التغلب عليها  .. ثم هي نست كل شئ عن ذلك .. نست خطيئتها وعصيانها وكل تاريخها قبل ان تدخل هذه الماتريكس عندما دخلت في حالة تشبه النوم الذي نعرفه أو بمعني اكثر دقة دخلت ماتريكس الدنيا كي تمر بهذا الاختبار .. وعندما تصحوا منه بما نسميه الموت وليس إلا استيقاظ في الحقيقة .. عندما تخرج من هذا العالم تتذكر كل شئ وتعود لها ذاكرتها كاملة فتعرف وتدرك جيدا إدراك كامل لأبعاد الموقف الذي هي فيه ونتيجتها في الاختبار ..  

وهذا الاختبار شديد التعقيد بالفعل للبعض وبسيط جدا للأخر .. كيف ذلك ؟.. 

عندما صمم الله عز وجل هذه الدنيا من حولنا وخلقها كان ذلك بهدف الاختبار والإمتحان .. فوضع الله عز وجل قوانين ثابته لا تتغير ولا يمكن كسرها بأي شكل من الأشكال (إلا ما شاء الله) .. وأهمها كان أن يكون الاختبار للجميع بعدل كامل مطلق وحرية كاملة علي الاختيار بين الاضداد .. فكي تختار بحرية وجب أن يتساوي أمامك كلا من خيارات الخير والشر معا .. الحب والكره .. السلام والحرب .. العمار والدمار .. الأبيض والاسود .. وقيس علي ذلك  

ثم أنت ستختار حتما لا محالة .. فلو حتي قررت الامتناع عن الاختيار فهذا في حد ذاته اختيار !..  

ثم وضع قانون الأيمان بالغيب .. يجب أن تؤمن بالله عز وجل بالغيب دون ان تراه او تري ملائكته او يمكنك حتي التأكد من وجوده وملائكته إلا بعد أن تؤمن .. اختبار الدنيا الحر بعدله المطلق جعل ذلك حتميا .. فتساوت الاحتمالات .. حتي الإيمان .. بالقلب .. فالعقل وحده عاجز عن الوصول لله دون القلب .. والعقل جزء من القلب لا يصلح إلا بصلاحه .. وإن أمن القلب وصل العقل مباشرة وفهم كل ما لم يكن يفهم .. هذا هو الإيمان بالغيب .. وهو قانون لن يتم كسره إلا بالشمس .. وقتها يراها الكل كافر ومؤمن .. فيؤمن كل من كفر فورا بالله وبالاسلام لتيقنه عين اليقين من وجود الله وأن ما جاء به رسله حق .. وذلك وقت لا ينفع نفس إيمانها لم تكن أمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا  

فلن تري الملائكة قبل الموت .. فأنت معك الأن ملاك منهم .. هل تستطيع رؤيته ؟..

ومن يخبرك بعكس ذلك لم يدرك الحقيقة الكاملة بعد  

ولن تري الله إلا يوم القيامة بعد أن يعيد الله خلقنا مرة اخري وخلق كل شئ (لو كنت من المؤمنين) .. يوم يكشف عن ساق ويدعون للسجود فلا يستطيعون خاشعة ابصارهم .. هؤلا الكافرين .. أما المؤمنين سيسجدون بالطبع .. والساق هي الجزء من الذات الألاهية التي تماثل الساق لدينا لكنها ليست ساق كالتي نعرفها ولا يستطيع معرفتها احد لأن الله ليس كمثله شئ ولا يستطيع العقل المحدود القدرات الأن استيعابه او تصويرها .. يومها فقط يمكننا ذلك بعد أن يعيد الله سبحانه وتعالي خلقنا في صورة تسمح لنا بإستيعاب وادراك ذلك .. يمكننا فهمها وقتها فقط .. أما الأن داخل هذا التجسد فلا ولن نستطيع .. لذلك نمتنع فورا عن التجسيد ونعلم أن كل ما يدور في عقولنا من صور ليست صحيحة ولن يمكن ابدا ان تكون صحيحة لأن العقل ذاته عاجز عن تصوير من ليس كمثله شئ

وقبل أن ننظر عميقا في هذه الماتريكس ومما تتكون وكيف تكونت ومما نتكون نحن وما هي حدود قدراتنا الفعلية التي حبستها المادة وقيدتها داخل هذا التجسد وغير ذلك من حقائق ستبدوا للوهلة الأولي خيالية وربما صادمة مربكة لكن مع التمعن والتفكر والتجربة تكتشف ان الحقيقية اغرب من أي خيال ! ..

قبل ذلك اتوقف هنا قليلا لأري مدي استيعابكم لما كتبت


يتبع 

محمد هشام ابوالعلا
21/7/2014

https://www.facebook.com/notes/139529109823874/

ماتريكس خلقها الله .. الكلمة الأولى
https://almobshrat.forumarabia.com/t14183-topic

ماتريكس خلقها الله .. كلمة أخرى !..
https://almobshrat.forumarabia.com/t14188-topic

ماتريكس خلقها الله .. لماذا نحن هنا ؟!..
https://almobshrat.forumarabia.com/t14189-topic

ماتريكس خلقها الله .. ما نراه ليس الحقيقة كاملة !..
https://almobshrat.forumarabia.com/t14190-topic

ماتريكس خلقها الله .. حقائقنا ليست كما تبدوا !..
https://almobshrat.forumarabia.com/t14191-topic