بحث في رؤى المهدي : د . محمد احمد المبيض

عالم الرؤى عالم غريب وعجيب ، فهو ما تبقى للأمة من المبشرات بعد النبوة ، والرؤى الصادقة هي شكل من أشكال الإعلام الخفي الغيبي  ينتقل للروح من عالم الغيب ، وفي  آخر الزمان تصدق رؤى المؤمنين سواء المبشرة أو المحذرة .
وعلم الرؤى وتعبيرها علم عظيم اختص الله به أنبيائه وعلى وجه الخصوص تميز به النبي يوسف عليه السلام ، وكذا اختص به ورثة الأنبياء من العلماء الصالحين ، لكن لكونه علم رمزي في أغلب جوانبه لا يتصور من كل عالم رباني  أن يتقنه ، بل هو من الدرجة الأولى منحة إلهية يختص الله بها بعض عباده العالمين .
من هذا الوجه أقول : يشترط للتعبير صفتان : حصول ملكة التأويل لدى صاحبها والمنحة الربانية المرافقة لها ، والثانية : العلم بأصول هذا العلم الغيبي العميق الرقيق .
أما لماذا العلم إضافة للملكة والموهبة الربانية ؛ فلأن الرؤى أشبه بالأمثال في رمزيتها ، بل الأمثال تعتبر جزء من رمزية الرؤى ، وقد بين القرآن الكريم أنه لا يعقل الأمثال الربانية إلا أهل العلم ، يقول الله سبحانه وتعالى : {وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ }العنكبوت43
فكذلك الرؤى هي الأشبه بالأمثال ؛ لذا لا يتصور أن يعقلها بمدلولها الحقيقي إلا العالم في ميزان الله سبحانه وتعالى .
فالعالم هو الأقدر على فك رموزها ودلالتها الغيبية ، وهو الأقدر على التمييز بين المفارقات الدقيقة بين رؤية وأخرى أو رمزية وأخرى كالغل والقيد مثلاً ، فكلاهما رباط لكن أحدهما محمود (القيد) والآخر مذموم ( الغل ) .
وهو الأقدر على معرفة دلالة الحال وأثرها على تأويل الرؤية ، وهو بربانيته وعلو علمه يقتدر على كشف زيف الرؤى أو نقصانها أو الزيادة فيها ، أيضاً  معرفة درجة تسلل الشيطان وحظه منها ، على سبيل المثال : عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: ( جَاءَ رَجُلٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ كَأَنَّ رَأْسِي ضُرِبَ فَرَأَيْتُهُ بِيَدِي هَذِهِ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَعْمِدُ الشَّيْطَانُ إِلَى أَحَدِكُمْ فَيَتَهَوَّلُ لَهُ، ثُمَّ يَغْدُو فَيُخْبِرُ النَّاسَ»([1])
كذلك العالم الرباني يستطيع أن يكشف مقدار حظ الشيطان حال تسلله للرؤى الصادقة  حال الأماني التي تكون في الماورائية الذهنية للرائي ، وهذا الحظ أرشد إليه الله سبحانه وتعالى في سورة الحج يقول الله سبحانه وتعالى : {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }الحج52
فالآية صريحة أن الإلقاء الشيطاني يتسلل حال الأماني في الوحي المحض الصادق ، لكن لخلوص الوحي وحفظه من رب السماء رعاية للنبي والرسول كان الله يزيل وينسخ ما يلقي الشيطان ويحكم آياته .
فإذا كانت الأماني  مدخلاً لتسلل الشيطان في الوحي ووليجة  لإلقائه  ، فمن باب أولى في الرؤى كجزء من الوحي يحصل لأناس عاديين .
كذلك العالم الرباني يستطيع أن يكتشف بعض الرؤى المتعارضة مع مدلول الوحي العام ، إذ لا تعارض حقيقي بين أجزاء الوحي ، وهنا يظهر رسوخ العالم في التأويل بما لا يتعارض مع مدلول الوحي العام حال كون الرؤية صادقة . على سبيل المثال عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ :  ( أَنَّ رَجُلًا رَأَى رُؤْيَا: مَنْ صَلَّى اللَّيْلَةَ فِي الْمَسْجِدِ دَخَلَ الْجَنَّةَ، فَخَرَجَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ وَهُوَ يَقُولُ: «اخْرُجُوا لَا تَغْتَرُّوا فَإِنَّمَا هِيَ نَفْخَةُ شَيْطَانٍ» ( )
وهذا من فقه ابن مسعود ورسوخه في العلم ؛ حيث عبر عن الرؤيا هنا بأنها نفخة شيطان بالرغم من أنها هاتف والهواتف أصدق الرؤى لكنه هاتف شيطاني ، واستخدم كلمة نفخة وليست همزة أو نفثة ، لأن تسلل الشيطان هنا هو من باب الخير ليدخلهم للابتداع والغلو في الدين واختراع ما ليس منه ، فناسب الأمر النفخ هنا . وقد حكم عليها ابن مسعود رضي الله عنه أنها نفخة شيطان لأنها تعارض مدلول الوحي العام وفتح باب للتعبد بغير ما شرع الله سبحانه وتعالى .
كذلك لفتة مهمة هنا وهي تختص بربانية العالم وملكته وهي القدرة على معرفة البشارة فيما ظاهره النذارة ، أو النذارة فيما ظاهره البشارة في بعض الرؤى  على سبيل المثال هذه الرؤية التي عرضت على أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: ( مَرَّ صُهَيْبٌ بِأَبِي بَكْرٍ فَأَعْرَضَ عَنْهُ، فَقَالَ: مَالَكَ أَعْرَضْتَ عَنِّي؟ أَبْلَغَكَ شَيْءٌ تَكْرَهُهُ، قَالَ: لَا، وَاللَّهِ إِلَّا الرُّؤْيَا رَأَيْتُهَا كَرِهْتُهَا، قَالَ: وَمَا رَأَيْتَ؟ قَالَ: " رَأَيْتُ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ عَلَى بَابِ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ: أَبُو الْحَشْرِ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: «نِعْمَ مَا رَأَيْتَ، جَمَعَ لِي دَيْنِي إِلَى يَوْمِ الْحَشْرِ» ) ([2])
فظاهر الرؤية أنها منذرة لكن أبا بكر الصديق رآها نعم الرؤية حيث أولها بالخير العظيم له يوم الحشر . وفي ظني لو عرضت هذه الرؤية  على أهل التأويل في عصرنا قد يعبرونها أنها منذرة ، وهنا تأتي قيمة الفهم وطبيعة حال الرائي أو المرئي له .
هذه لفتات بسيطة عن طبيعة علم الرؤى وعظمته ، وهو من أسمى أنواع الفتوى والتوقيع عن رب العالمين ، وللأسف تصدر هذا العلم على جلالته كثير من البغاث وضعاف البصيرة والعلم مما عزز فوضى في الفهم واضطراب في التصور عند الكثيرين المتابعين في هذا المجال ، وكنت اتمنى أن يتصدر هذا العلم أهله .



([1])   ابن أبي شيبة : المصنف ( 6/175)
([2])   ابن أبي شيبة : المصنف ( 6/179)

المقالة السابقة هي المهدي والرقم 7 ( 2)

الرؤية الثانية :

يقول الرائي : رأيت شكلاً دائرياً وهرمياً من سبع درجات مثل ما يقف عليه الفائزون ليتسلموا المداليات ، ولكن كان دائرياً  و7 درجات ، وكان الامام المهدي يصعد ويقف بكل درجة قليلا ويواصل الصعود ملحوظة كان لون الهرم أو الدرجات باللون الاسود وبعض النقط البيضاء .

هذه الرؤية رصدتها في مسودة عندي وأظن أنها كانت في منتصف 2014 أو نهايته أو بداية 2015م ، وفيما ذكره صاحب الرؤيا في المداخلات أن الإمام المهدي كان يصعد الدرجات وهو حزين ، وعندما سئل الرائي  إلى أي درجة وصل كان الشك بين الثالثة والرابعة وأظن الخامسة .
وهذه الرؤية لها عدة مدلولات مهمة جداً تربطنا بالرؤية الأولى ، من هذه الدلالات أن الدرجات كانت على شكل دائري وهرمي ، والشكل الدائري يشير إلى دورة مما يدل على السنين ، وقد يدل على الشهور لكنه على السنيين أوضح  هنا ، بل الدورة في السنة النبوية  استخدمت للدلالة على السنة ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:  ( " الزَّمَانُ قَدْ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ، السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلاَثَةٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو القَعْدَةِ وَذُو الحِجَّةِ وَالمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ، الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ " ([1])  

فالاثنا عشر شهراً هي دورة بنص النبي عليه السلام وهذا صريح في قوله استدار كهيئته ، إذا هي سبع سنوات كل دورة سنة ، وهي سنوات ارتقاء من خلال فرن التمحيص والاستخلاص والابتلاء ، يرشد إلى ذلك أنها درجات سوداء فيها بعض النقط  البيضاء مما يشير إلى سنوات شدائد سوداء على صاحبها لكن يتخللها فرج محدود جداً يعينه على إكمال المسير ، ومرحلة هذه الرؤية وقبلها بقليل كثرت الرؤى التي تشير إلى شدة ابتلاء المهدي منها طلبه للموت أو أن يموت مئة مرة ، ومنها الضربات الثلاثين التي يتعرض لها ، ومنها حصره والتضييق عليه ، ومنها ما يشير إلى كونه في حالة سكون ونوم لشدة ما يحيق به من شدائد .

خلال هذه المرحلة التي ركزت في أكثر رؤاها على ابتلاء المهدي جاءت هذه الرؤية لتشير إلى أن مع الابتلاء ارتقاء ، وأن الابتلاء شدته في السنوات الأولى ، وهذا يرمز إليه الشكل الدائري الهرمي والهرم قاعدته واسعة جداً ، أما قمته فهي ضيقة جداً ، مما يشير إلى أن السنوات الأولى كانت الأشد على المهدي ، ولعلها تشير إلى صدمة شديدة تعرض لها ،  ثم بدأت السنين تمر بشكل أسرع في حقه بالرغم من استمرار الابتلاءات والمحن ، لكن يظهر مع طول أمدها في حقه واستمراريتها جعل أثرها تدريجياً يخف عليه من سنة إلى أخرى ، فالابتلاء موجود لكن الذي تغير هو نظرة الإمام وتفاعله مع الابتلاء  ، والدائرة في الشكل الهرمي موجودة لكنها في كل دائرة  تضيق المساحة التي يقطعها المهدي للارتقاء للدرجة التي بعدها .

والمتابع للرؤى في 2013 و2014م يجد أنها ركزت على مرحلة الابتلاء بشكل كبير ، مقارنة مع 2016م التي انطفأت فيها جذوة الرؤى الدالة على ذلك مما يشير إلى أن الرؤى تسير وفق الظروف التي يقطعها المهدي في رحلة السنين الشداد .
لكن أهمية هذه الرؤية أنها أشارت في نصها وإشارة صاحبها إلى عدد السنوات التي قطعها المهدي من السنوات الشدائد وهي في 2014 أو 2015 بين الثلاثة أو الأربعة أو الخمسة سنوات .

وهذا المعنى ينقلني لرؤية أخرى معينة للفهم وفي ذات السياق مع الرؤية السابقة وفيها يقول الرائي :   رأيت أن سيدنا عمر مبتلى ابتلاء شديد و حزين فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم :  اصبر . ثم رأيت المهدي يصعد جبلا راكضا بشكل سريع و قد قطع أكثر من نصف المسافة .هذا ما رأيت و الله على ما أقول شهيد . بتاريخ 21/1/2014
هذه الرؤية كاشفة لرؤية الهرم وهي سابقة لها في الوقت ، وفيها المدلولان : الابتلاء والحزن  وارتبط الأمر  بعمر بن الخطاب ، وهذا فيه رمزية أن الشدائد التي يمر بها المهدي إنما هي تربية وتزكية تؤهله لإقامة العدل كما كان الضيم الواقع على بني عدي قوم عمر من قبيلة بني مخزوم سبباً في تزكية عمر ، والتأثير على شخصيته التي ألفت العدل وتربت على النفور من الظلم مهما صغر .  فعمر الفاروق هو رمزية العدل ، والابتلاء هنا للإشارة للعلاقة بين العدل والابتلاء .

أما الجزء الثاني من الرؤية وهو الأهم ، وفيه يقول الرائي : ثم رأيت المهدي يصعد جبلا راكضا بشكل سريع و قد قطع أكثر من نصف المسافة .

هنا ارتقاء سريع وقطع لأكثر من نصف المسافة ، وهي تربطنا برؤية الهرم الذي يشبه الجبل ، لكن الأهم هنا هو سرعة الارتقاء و قطع أكثر من نصف المسافة ، ولو ربطنا هذه الرؤية برؤية الهرم ورؤية القبر والرقم 7 اكتمل الفهم لدينا ، بأن السنوات السبع قد بدأت تقريباً من عام 2010م لأن الرائي هنا رأى أنه قطع أكثر من نصف المسافة أي أكثر من ثلاثة سنين ونصف من السبع سنين ، والرؤية كانت في بداية 2014م وهي بذلك تنسجم تماماً مع رؤية الهرم ح حيث كان المهدي على الثالثة أو الرابعة أو الخامسة   في الدرج الهرمي الدائري وهي كانت في آخر 2014م .

فالرؤية في بداية 2014م وقد جزم الرائي بأن المهدي قطع اكثر من نصف المسافة ، وقلنا في رؤية الهرم أن المسافة سبع سنوات ، فيكون قطع أكثر من ثلاثة ونصف سنة ، والاحتمال الأكبر أنه قطع أربع سنوات لتتوافق مع رؤية الهرم ، مما يشير إلى أنه مع بداية 2014م بقي له ثلاثة سنوات من سنين الابتلاء .

فالرؤيتان من ذات المعين ويرمزان لذات الفكرة والتوقيت وتصدق إحداهما الأخرى وتتفقان مع الرؤية الأولى التي ترشد إلى قبر مكتوب على ترابه   رقم 7 إشارة إلى أن السبع سنوات هي سنوات ستر وغموض ، وهذا ما نعاينه حالياً من الغموض والضبابية الكثيفة حول شخصية الإمام . وهي ذات الرمزية في رؤية الحجاب ( لنحجبنك حجاباً ترضاه ) .

أما ما تميزت به هاتان الرؤيتان فهو التوقيت والارتقاء خلال سنين الابتلاء ، مع توافق عجيب في تحديد المدة التي انقضت من الابتلاء وهما تتوافقان مع تواتر الرؤى في نفس المرحلة التي توسعت في الإشارة إلى ابتلاء الإمام .

يتبع بعنوان : المهدي والرقم 7 في الرؤى ( 4)
_____________________
([1])   اخرجه البخاري برقم 3179 ( 4/107 )

ولنكمل في نفس السياق مع رؤية أخرى ترشد إلى ذات الرقم لكنها تعطينا مدلولاً آخر يرتبط بالهرم والجائزة والارتقاء وفيها يقول الرائي :

( رأيت أني بمكان مجهول فجاءني رجل شعره حد الكتف أسود يلبس ملابس بيضاء مصفرة ، و بشت اسود فناداني باسمي وقال لي :  أنه سيكون بذمة الله لسبعة ايام  ، ثم وجدت نفسي معه بالسماء فقال لي   أن الله أعطاني سيفاً شديد القوة ، و قد أعطاك أنت كذلك سيف لكنه ليس كسيفي ، فبدأت أنظر لجسدي و كأن سيفي سيخرج من جسدي، بعدها رأيت أمامي عرش الله سبحانه وتعالى و به نور لم أرى من النور سوى أرجل العرش من ذهب ، و رأيت الرجل أمام الله يحمل سيفا من نور فأمره الله فضرب بالسيف الأرض فرأيت الجبال دكت و الأنهار فاضت والأشجار قلعت و الأرض خسفت. أقسم بالله العظيم هذا ما رأيت.


هذه الرؤية رموزها ودلالاتها كثيرة جداً لا يتسع المقام هنا لتحليلها ، لكن يعنيني هنا السبعة أيام ، حيث الأيام ترمز للسنين هذا في الأرجح في دلالتها هنا مع احتمال ضعيف أنها على حقيقتها واعتبارها بالسنين هنا لرمزية ذكر السماء في الرؤية مما يشير إلى أنها أيام ليست كأيامنا ، والأيام بحسب رؤى الأنبياء في كتاب العهد القديم ترمز للسنين .

وسبعة  أيام في ذمة الله شبيهة بالعشرة حجج في ذمة الله التي قضاها موسى عليه السلام في التربية والتزكية والتي كان شعارها قوله تعالى : وجئت على قدر يا موسى ... واصطنعتك لنفسي ، وفتناك فتونا .
أما قصة السيف هنا فأترك قصته في مواضيع أخرى كي لا أشتت فكرتي هنا ، فأنا هنا فقط أركز على فكرة الرقم سبعة في بعض رؤى المهدي .

الرؤية الأخيرة :

يقول الرائي : (رأيت فيما يرى النائم أنني في مكان لا أعرفه ، ورأيت رجلا يتوافد الناس عليه متراكمين عليه وفوقه لوحة مكتوب عليها 7\7 ، ثم تقدمت وسألت الناس فقالو:  إنه خليفة الله المهدي ثم استيقظت فزعا من النوم  ،  الرائي من الرياض ، التاريخ فبراير 2016 )

نحن هنا نسير على نفس النسق في 2014 م قطع المهدي أكثر من نصف المسافة في سنين الابتلاء والاستخلاص ، وهو نفس المعنى الذي أرشدت له رؤية الهرم الدائري .

ثم جاءت هذه الرؤية في 2016م لتشير إلى ذات المعنى والمضمون والسياق برمزية عجيبة وهي 7/7 مما يشير إلى اقتراب انتهاء السنوات السبع وأنه بمجرد اكتمالها يكون التوافد والوضوح في مسألة المهدي ، فالرؤية الأولى بدأت بالإشارة لرقم 7 ، ورؤية الهرم  والصعود على الجبل في 2014 أشارت إلى 4/7 .

وفي 2016 جاءت الرؤية لتشير إلى 7/7 أي انتهاء السبع سنوات واكتمال مرحلة الاستخلاص وهي التي ستخرج المهدي من قبر الستر نحو العلن والشروع في المهمة الملقاة عليه ، إنها الحياة الجديدة التي سينالها الإمام .

ولو أعطينا لبشارة هذه الرؤية عاماً فيكون تحقيقها في الواقع في منتصف 2017 م فهذه الرؤية مغايرة لرؤية الجبل فهناك جزم صاحبها بانتهاء نصف المسافة ساعة الرؤية ، لكن هنا كان الرقم مكتوب على لوحة ، فيكون تأويله وفق الرؤى السابقة في 2017 م .
الغريب أن هذه النتيجة التي توصلت إليها من رؤى الرقم 7 تتوافق تماماً مع رؤى كثيرة ترشد إلى ذات التاريخ تقريباً ، منها على سبيل المثال هذه الرؤى :

يقول الرائي : ( وقت الرؤيا بعد فجر الخميس 8ذي القعدة 1432هـ: رأيت بعد فجر هذا اليوم كأنني في ساحة فضاء رجلا لا أعرفه يقول انظر الى القمر فنظرت إليه ،  فرأيته بدرا ولكن عليه كتابة واضحة جدا وهي 12/1/1436 ورقم 6كأنه 6 فدققت النظر ، فرأيت الكتابة 12/1/1439 واضحة على القمر بخط سميك وواضح للعالم مع شدة لمعان ضوء القمر ، ورأيت أناساً  كثيرين في الشارع ينظرون الى القمر بدهشة وتعجب ورأيتني كأنني أسرع لكي انادي زميل لي معلم ليرى القمر واسمه متعب وانتهت الرؤيا قبل أن أناديه. )

وهذه الرؤية لن أطيل في تحليل رموزها فلها دلالات ورموز كثيرة لا يتسع المقام هنا لذكرها ،  لكن هناك لفتتان مهمتان فيها الأولى : الرؤية كانت في 1432ه ، والكتابة على القمر تكون واضحة بعد سبع سنوات من وقت الرؤية أي في 1439ه ، أي بعد منتصف 2017 م ووضوح التاريخ للعالم وشدة لمعان القمر يشير إلى ذات المعنى التي أرشدت له رؤية 7/7 ، لكن هذه الرؤية كانت في 1/7 أي في أول سنة من السنين السبع ، لكنها أرشدت إلى توقيت النهاية في هذه السنين . وهذا توافق عجيب جداً .
أما رقم 12/1/1436 على القمر فهو ينقلني مباشرة لرؤيا الفيفا ، وفيها يقول الرائي :

 ( رأيت قبل اربع أشهر انني جالس أنا و أخي في المجلس فأتى أبي وأعطاني شريط كورة قدم ( فيفا ) قال لي :  هذا فيفا 2016 ففتحت غلاف الشريط الا هو فيفا 2015، ثم جلس أبي ثم قال لي وهو خائف : يقولون ان المهدي ظهر )

فهذه الرؤية هي نفس مدلول الرؤية السابقة في شريط الفيفا 2015 ( 1436) وهي مرحلة عدم الوضوح على القمر  . لكنها إشارات سريعة مرشدة هنا وهناك .

يتبع بالمقالة : المهدي والرقم 7 ( 5)

وفي هذه المقالة أكمل السلسلة السابقة عن الرقم 7 في الرؤى وعلاقتها بالوحي العام
الوحي العام والرؤى

ما وصلت إليه من نتائج هنا تشير إلى أن سنة 2017 م تحتمل الظهور الفعلي ، أو بداية الظهور للإمام المهدي رضي الله عنه ولا يمتنع أن يكون هناك بعض الوضوح في الأشهر الستة المتبقية من 2016م  كما ارشدت بعض الرؤى منها على سبيل المثال فيفا 2016 وغيرها ، لكن هنا تعترضني مشكلة كبيرة جداً في الفهم ؛ حيث أن اعتبار كون ظهور المهدي في 2017م في آكد الأحوال  ، أو 2018 أو 2019 م بحسب تقدير بداية المدة للسبع سنين  .

لكن ما وصلت إليه من نتائج حسب فهمي لسلسلة الرؤى السابقة عن السنين السبع الشداد يعتبر ظنياً ، لأن المقدمات التي اعتمدت عليها ظنية وما بني عليها لا محالة لابد أن يكون ظنياً في نتيجته أي يحتمل الصواب والخطأ ، والذي يجعلني متردداً في هذه النتيجة هو فهمي للأحداث بحسب الوحي والسنة النبوية وهي المرجع الأصلي عندي ، لذا أرى أن أعرض تصوراتي هنا بحسب فهمي للوحي ما يتوافق مع نتيجتي وما يمكن أن يتعارض لكي نصل إلى تصور دقيق  :

مما يتوافق لدي في فهمي للسنين الشداد هي إشارة رمزية موهمة  تضمنها أثر عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وفيه رمز للرقم سبعة عن محمد بن الحنفية قال : « كنا عند علي رضي الله عنه فسأله رجل عن المهدي فقال علي رضي الله عنه :  هيهات ثم عقد بيده سبعا ، فقال :  ذاك يخرج في آخر الزمان إذا قال الرجل الله الله قتل فيجمع الله تعالى له قوما قزع كقزع السحاب يؤلف الله بين قلوبهم لا   يستوحشون  إلى أحد ، ولا يفرحون بأحد يدخل فيهم على عدة أصحاب بدر لم يسبقهم الأولون ولا يدركهم الآخرون وعلى عدد أصحاب طالوت الذين جاوزوا معه النهر قال أبو الطفيل قال بن الحنفية : أتريده ؟  قلت :  نعم . قال :  إنه يخرج من بين هذين الخشبتين .  قلت :  لا جرم والله لا أريهما حتى أموت فمات بها يعني مكة حرسها الله تعالى» . ([1])   هذا الأثر عجيب جداً ، وأعجب ما فيه أن الإمام علي رضي الله عنه عندما سئل عن المهدي قال هيهات ثم عقد بيديه سبعاً  ، فلماذا كانت هذه الرمزية من الإمام علي رضي الله عنه ، وماذا كان يقصد بها ، وكون الرائي هو محمد بن الحنفية ابن الإمام وهو الذي خصه الإمام عن باقي الإخوة بأحوال الفتن والملاحم كما تصرح كتب السير ، فهذا أمر عجيب وظاهر السياق لا يشير إلى سنين حكم الإمام المهدي لأنها في النصوص الأخرى جاءت بصيغ متعددة تحتمل السبع والثماني والتسع ، وصيغة الحديث هنا يشير إلى السبعة وبعدها يخرج الإمام المهدي ، فهل مقصود الإمام علي هي السنوات السبع في الارتقاء والبلاء المؤهلة للإمام لخلافة تسخيرية وارثة لخلافة داود عليه السلام ، هذا محتمل جداً والإشارات الكثيرة بل الرؤى الكثيرة والقرائن ترشد إلى ذلك .

كذلك ما وصلت إليه من نتائج هنا يذكرني بابتلاء سيدنا أيوب عليه السلام فوفق الروايات أنه استمر في ابتلائه سبع سنوات وأشهر وهناك روايات تشير إلى 18 عام ، ولكني حسب فهمي لقصة أيوب أرجح الرأي القائل أن ابتلاءه كان سبع سنوات وأشهر . ([2]) وجاءت بعض الرؤى لتربط بين المهدي ورمزية أيوب عليه السلام
كذلك يتوافق ما وصلت إليه هنا من نتائج مع فهمي واجتهادي بخصوص الدهيماء فهي تنتهي أو تقارب على الانتهاء وفق فهمي سنة 2018م .

ثانياً : مما يتعارض مع فهمي للسنين السبع أو توقيتها :

النتيجة التي توصلت إليها هنا تتعارض في ظاهرها مع فهمي للأحداث وترتيبها ، فوفق فهمي هناك اقتتال ثلاثة كلهم ابن خليفة ، وهناك كنز يظهر ، وهناك حسر الفرات وهذه الأمور الثلاثة مترابطة  بل قد تكون حدثاً واحداً كما سأفصل في مقالات أخرى ، وهناك تغير سنني واضح جداً مغاير لما نحن عليه الآن ، معه تبدأ أحداث النهاية ،  وبدونه تكون لدينا فجوة قوية بين الأحاديث والآثار والواقع ، وهذا التغير السنني لم يقع حتى اللحظة مما ينسف كل فهمي السابق للسنين السبع ، فالمهدي قطعاً عندي يخرج في ظل خارطة سياسية وجغرافية وديمغرافية مغايرة تماماً لما نحن عليه .

والموضوع لا يمكن استقصاؤه هنا لكن هناك تعارض حقيقي بين المرحلة الحالية وبين ما ترشد إليه دلالة الرؤى عن نقطة البداية ، ولو أخذنا بمفهوم الرؤى السابقة وفق فهمي لها فهذا معناه حصول أحداث عظيمة يجب وفق فهمي أن تحصل قبل الظهور وأنا هنا وفق الرؤى أتحدث عن سنة ، أو سنة وأشهر قليلة ، وهذا يتعارض في ظاهره مع فهمي للنصوص والأحداث إلا إذا كانت هناك تطورات دراماتيكية مفاجئة خلال 2016م وبداية 2017م ، فبدونها يكون كل فهمي للرؤى هنا غير دقيق ، أو هناك خطأ في فهمي للبداية بالرغم من قناعتي بقوة ما وصلت إليه من نتائج .

إذ لو كان فهمي صحيحاً لسلسلة رؤى الرقم 7 فمعنى الأمر هو أننا الآن خلال 2016م وبداية 2017م لابد من حصول أحداث عظيمة مفاجئة وسريعة ، وبدون ذلك تكون مشكلة في فهمي الظني لهذه الرؤى .... لذا قيمة فهمي هو في 360 يوم القادمة وما يحدث فيها من أحداث مفاجئة فهي التي ستحدد لنا المسار بدقة .

المشكلة أن هناك رؤى كثيرة تدعم فهمي منها   هذه الرؤى  الغريبة لذات الشخص وهي التي شجعتني لإخراج هذا التوقيت للعلن  ، يقول الرائي : (لي ثلاث رؤى مرتبطين ببعض  ، وكلما عرضتهم لأحد للتعبير تجاهلها ، واحتمال ظنا منهم إنها مكذوبة. وانا أعي جيدا ذنب الكذب في الرؤى ،  كنت أعتقد ان رمضان الماضي هو الذي تطلع فيه مع الشمس آيه وكنت شبه متأكد. ثم بعد انتصاف رمضان 1436 ه جاءني احباط كاد يقتلني. فرأيت ثلاث منامات بينها فترة ما بين الاسبوع أو اكثر. اولاهن في رمضان الماضي 1436ه  رأيت فيما يرى النائم المهدي يتجول في البقيع وكان هناك صينية بها شيء أبيض يشبه الكرات صغير جدا لم أتبينه ،  وكانت الصينية باتجاه الشمال أمام المهدي  ثم سأل المهدي فاطمة الزهراء عن ميعاد آية الشمس فأجابت أن علي بن ابي طالب هو اللي يعرف. انتهى ثم رأيت بعدها بفترة المهدي ومعه فتاه لا يعرفها وكانت مهتمة وعلى علم بآخر الزمان وحكى لها المهدي عن كيفية تأثير الكوكب على كسوف الشمس ، وقال لها : ان دخان الكوكب هو الذي يحجب ضوء الشمس. انتهى.ثم بعدها بفترة رأيت المهدي مع فتاه أخري تقريبا شقراء وكانا يقفان  أمام بقالة اسمها الأمن الغذائي وكانت البقالة أمام سوق خضار وكان الوقت قبل الفجر وكانت البقالة والسوق مغلق ، ثم أعطت الفتاه للمهدي شيئا لم أتبينه وكأنها تعمدت لمس يده حينها، ثم تكلما عن موعد طلوع ايه مع الشمس فقال لها المهدي . ان علي بن أبي طالب يقول انها 2016 او 2017 او 2018 ولكن 2016 أأكد انتهى. )  
هذه الرؤية لا أحتاج شهادة من صاحبها على صدقها ، لأنني أعلم أنها صادقة من طبيعة رموزها ، وهذه شهادة مني لصاحبها بأنه صادق في كل رؤاه الثلاثة ، فالمشكلة هنا ليست في المصداقية ، ولكن في فهم الرؤى بطريقة صحيحة ، والمهم هنا آية الشمس ، لن أتوسع هنا لكن أقول هذه الرؤى الثلاثة أشعرتني باحتمال مصداقية فهمي للتوقيت مع احتمال زيادة بسيطة سببها فهمي للبداية ، لكن وفق هذه الرؤية التي في ظني بدايتها مرتبطة بحرب صغيرة مفاجئة وبعدها تبدأ الأحداث بالوضوح ، ونتركها للشهور والسنوات القليلة القادمة ..... نتركها فقط لسنة كاملة كحد أدنى وثلاث سنوات كحد أقصى ففيها سيستبين كل شيء والله أعلى وأعلم .

المقالة المتممة وتتضمن الخلاصة وهي بعنوان رؤى المهدي والرقم 7  ( 6)


([1])   أخرجه الحاكم  برقم 8659 ، وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه ، وسكت عنه الذهبي [ المستدرك 4/596) ] قال البستوي : إسناده حسن [ البستوي : المهدي المنتظر ( 208) ]
([2])   وفي مدة مرضه قولان: أحدهما: سبع سنين وسبعة أشهر , قاله ابن عباس. الثاني: ثماني عشرة سنة رواه أنس مرفوعاً [ الماوردي : النكت والعيون ( 5/102)

الخلاصة

هذا الموضوع الذي طرحته هنا عن الرقم سبعة في الرؤى إنما قصدت منه خلال فوضى التعبير الجزئي أن أرشد إلى منهجية في التعامل مع الرؤى ، وقد استخلصت هنا عدة نتائج مهمة :

1-             الرؤى هي جزء من النبوة والوحي كما صرحت كثير من النصوص النبوية على صاحبها أطهر سلام وأطيبه ، والوضع الطبيعي أن الوحي لا يضرب بعضه بعضاً ، وقد اخترت هنا جانباً من الرؤى وأبرزت دلالة معينة فيها تتوافق مع بعضها ، وترشد إلى أن الوحي يصدق بعضه بعضاً ، وأنا هنا استخدمت منهج السبر والتقسيم في شرحي وملاحقتي للرؤى لبيان الجامع المشترك بينها ، وكيف نسترشد من خلالها في فهم المرحلة بدقة أو بما يغلب على الظن مصداقيته .

2-             أنا هنا تعاملت مع جزئية صغيرة ولاحقتها وفق منهجي ، ولو تعاملنا مع باقي الرؤى وفق ذات المنهج قد نحصل على  تصورا كامل للمرحلة القادمة .

3-             ما وصلت إليه من نتائج هنا هي ظنية أي تحتمل الصواب والخطأ ، بحيث ممكن زيادة سنة أو نقصان سنة ، وأنا وفق فهمي أن سقف الأحداث أو خروجنا من الضبابية  لن يتجاوز 2019 م ، والأيام القادمة ستكشف لنا مصداقية فهمنا أو خطأه .

4-             هذا الفهم الذي توصلت إليه لهذه الجزئية لم أعتمد فيه فقط على الرؤى المذكورة ، بل منهج السبر والتقسيم عندي استوعب أكثر من عشرة رؤى أخرى تسير في ذات السياق لكنني هنا لم أرغب في  إقحامها خشية الإطالة .

5-             هذا الموضوع تعامل مع جزئية بسيطة ، لكن خلال متابعتي للرؤى في الأمور الأخرى المهمة وجدت أنها تعطينا تصوراً متكاملاً للمرحلة القادمة بشكل عجيب جداً ، بحيث أشبهت الرؤى بريشة ألوان ، وكل رؤية تضفي لونا وشكلاً معيناً في اللوحة ، وبمجموع الرؤى تكتمل الصورة لدينا عن لوحة الأحداث المستقبلية القريبة  ، أو بعبارة أخرى نحن الآن من خلال الرؤى أمام لوحة كبيرة جداً لكنها الآن عبارة عن قطع فسيفساء صغيرة متناثرة وغير مرتبة ، ولا يمكن فهم هذه اللوحة ومدلولاتها إلا إذا أعدنا ترتيب هذه اللوحة كما نعيد ترتيب لعب الصور المتقطعة .

6-             إن صدق ظني وفهمي فنحن مقبلون على أحداث دراماتيكية مفاجئة وكبيرة جداً فوق تصورنا وهي التي سترسم مسار المرحلة القادمة التي ستدخل وفق فهمي إلى مرحلة سننية جديدة غير المعهود لدينا حالياً ، فالسنن الحالية ستستعصي على الإنسان كما سأبين في مقالات جديدة منفصلة عن الإنسان والدورة السننية الجديدة .

المهدي والقبر والقمر

لقد بدأت موضوع الرقم سبعة برؤية القبر ، وبينت أن رمزية القبر سأعيد طرحها في آخر الموضوع لكي يتضح الأمر من جميع جوانبه ، لذا أعيد الرؤية هنا وأبرز فهمي لدلالة القبر ، يقول ناقل الرؤيا : ( الرؤية باختصار يقول صاحبها  :  أنه وجد نفسه داخل الروضة الشريفة و أمامه حائط من الخشب الأخضر يفصل بينه وبين قبور أبي بكر و عمر رضي الله عنهما ، وكذلك قبر النبي صلى الله عليه وسلم ، فقام الشاب برفع رأسه قليلا ليرى ما وراء الجدار ، فشاهد قبرا في زاوية الحجرة ، وعرف انه قبر أمنا عائشة رضوان الله عليها ، فخجل ثم بسرعة أنزل عنقه بعد ذلك أحس بأن أحداً يدفعه الى وسط الجدار ،  ثم يرفعه وينزله مباشرة الى قبر الرسول صلى الله عليه وسلم ، وقد وصفه الشاب بالقبر المرتفع شبرا اي قليلا وشكله مستطيل وكان بالأبيض ...هنا قال الشاب بأنه بدأ يمسح بيديه على القبر ويتأمله ، فوجد مكتوب عليه باللون الاسود هذه العبارة (بسم الله الرحمان الرحيم) ثم تحتها (قبر محمد ) باللون الاحمر ، وبعدها نزل بعينه الى أسفل هذه الكتابة أي في وسط القبر تقريبا ، فلاحظ رقم سبعة هكذا 7 مكتوب بالتراب وتحته كتابة غير مفهومة بالتراب ايضا فاقترب الشاب بعينه للرقم 7 فكان يضيئ ثم يخفت ضوئه كلما ابعد ناظره و جلس على هذا النحو ثم انتهت الرؤيا )

ما هي قصة القبر هنا ؟ طبعاً رمزية اللون الحمر ترشدني للإمام المهدي كما بينت في مقالة سابقة ، لكن القبر هنا له دلالة أخرى ،  خاصة خلال السنوات السبع الشداد ، وهذا ينقلني لرؤية أخرى بينت سر القبر .
يقول الرائي : ( رأيت رؤيا عن المهدي ، رأيت كان المهدي كان في وادٍ له حواف شاهقة  ، وكان مشهد السماء مخيف كأن هناك شمس أخرى و، كان المهدي خائفا واراد الصعود من الوادي فأخذ يتمسك بأطراف الاشجار المتدلية و أعمدة كهرباء الغريب أنه كلما أراد التمسك بشجرة تداعت من جذورها ، فتمسك بعمود كهرباء خشبي ، فسقط لا ادري هل كان المهدي ثقيلا أم أن الارض رخوة ، ولكن المهدي استطاع الصعود بصعوبة فمر قرب شجرة فيها عش لذكر وانثى طائر وفرخهما فسمعت الذكر وكانه يؤنب فرخة ثم يقول له هذه الجملة:  هذا المهدي عظم الله اجرة يدفنه قمر ثم قالت الام نفس الكلام : هذا المهدي عظم الله أجرة يدفنه قمر ثم رأيت قبر ورأيت القمر على القبر مضيئا11.11.2014)

شاء الله سبحانه وتعالى لهذه الرؤية أن تخرج من دائرة الغيب للمشاهدة لتكشف لنا نوعية الابتلاء من جهة ، ومن جهة أخرى تبرز لنا سر القبر في الرؤية السابقة ، فهذه الرؤية تحكي لنا قصة عجيبة عن المهدي رضي الله عنه ، حيث خرج عن دائرة المعهود نحو التمكين في ظل وجود شمس أخرى مهيمنة ومتحكمة بقدر من الله في واقع الناس ، مما خلق واقعاً منكوساً يؤتمن فيه الخائن ويخون فيه الأمين ، واقع أسعد الناس فيه لكع ابن لكع ، ويظهر أن المهدي بقدر من الله قد سلك طريقاً غير تقليدي نحو الصعود بعيداً عن إملاءات الواقع التي تملي عليه أساليب ملتوية ، لكن الإمام تعثر في طريقه كثيراً جداً ، أو بعبارة أخرى استعصت عليه الأسباب الطبيعية ( الشجرة ) والصناعية ( عمود الكهرباء ) ، بل الأسباب استعصت عليه بشكل غير طبيعي في رحلة الصعود ، فهو يسير بعكس التيار من جهة ، ومن جهة أخرى أقفلت عليه الأبواب واستعصت عليه الأسباب ، مما عمق من مأساته بشكل قد لا نفهمه إلا عندما يوضحه لنا الإمام في المستقبل إن قدر الله لنا حياة ولقاء معه .

والعجيب في الرؤية أن قانون السببية لم يكن فقط يستعصي على الإمام بل كان يعمق من مأساته بشكل غريب ........ فها هو يتمسك بشجرة ليصعد ( السبب ) !!!! فتتهاوى الشجرة من جذورها لتعمق في داخله اليأس ، ويتكرر الحدث معه عدة مرات ، وكل مرة يترتب عليه ضربة له وسقوط جزئي ، ولكنه لا ييأس ، ويتعاطى مع سبب  من نوع آخر وهو التشبث بعمود الكهرباء ، ولكنه أيضاً يسقط مما يجعل الرائي يتعجب من حاله هل لأن المهدي ثقيل أم الأرض رخوة ، أي هل ذنوب المهدي هي السبب في التعثر أم البيئة نفسها هي الرخوة ولا تحتمل نجاح الأذكياء الأنقياء وصعودهم  ، ولعل الرؤية الكاشفة التي فيها ( أن المهدي طرق كل الأبواب فلم يفلح ) تشير إلى تلك الحالة الغريبة من الابتلاء الذي فيها تستعصي السنن والأسباب مع المهدي بشكل مؤلم جداً في مرحلة تربية في ظني هي الأعجب في حق مصلح آخر الزمان .

الرؤية بعباراتها القليلة اختزلت كل رحلة المعاناة وأشكالها ، لكنه بحسب الرؤية يستطيع أن يصل لقمة الجبل ( بداية التمكين ) بالرغم من معاندة الأسباب له بشكل غريب عجيب جداً .
وهناك فوق الجبل يكون موضوع آخر هو متلبس في ثنايا الموضوع الأول ، وفيه كلام ذكر الحمام وأنثاه عن أمرين : الأول : عظم أجر المهدي في ابتلائه العجيب ، وربط ذلك بأن القمر يدفنه .

وهذه الجزئية والتي جاءت اللقطة الأخيرة في المنام لتصور قبر المهدي فوقه القمر ، هذه  الجزئية تحمل أسراراً  كثيرة ولها تأويلان أحدهما له علاقة بالابتلاء نفسه وهذا التأويل لن أتوسع به هنا  ، والتأويل الثاني : أبرز أن المهدي تتحول رمزيته في الرؤى للقمر ، بمعنى أن رمزية القمر في الرؤى  تشير إليه دون أن تفصح عن الشخص أو تبرز حقيقته بشكل مباشر ، وارتبط الكلام هنا بالحمام على وجه الخصوص ، لأن الحمام يحمل الرسائل ، مما يشير إلى أن الرسائل ستكون مرمزة وسر المهدي مدفون في رمزية القمر ، فالقمر هو سر المهدي و قبره في مرحلة الابتلاء . كذلك الحمام طائر والرؤى على جناح طائر .

فالموضوع كله هنا يرمز إلى قبر المهدي ودفن سره وابتلاؤه دون أن يعلمه أحد أو يشعر به ويتحول في رمزيته إلى أشكال أخرى بعيدة عن الدلالة على شخصه الكريم ، مما يشير إلى أنه يعيش مرحلة الابتلاء بعيداً عن تعاطي الأسباب معه ، وبعيداً عن معرفة الناس له أو حتى الصالحين له لكي يساندوه ، مما يشير إلى أنه يعيش معركة عجيبة جداً لوحده حتى الظهور .
وقد بينت الرؤية الأولى أن القبر مداه سبع سنوات ، وهذه الرؤية تشير إلى أنه مدفون برمزيات أخرى لعل أهمها القمر ، وهذه الرؤية نزلت في المنتديات في آخر 2014م لتكشف لنا هذه الرمزية .

وهذا ينقلنا من المهدي المدفون في القبر في 2014 أو قبلها ، للرؤى التي تكشف لنا انتهاء مرحلة الدفن برمزية القمر وبداية انكشاف الحال كما في الرؤية التالية :

يقول الرائي : (رأيت أني أقرأ في رؤي عرضت علي لتأويلها ومن ضمنها بدأت أقرأ في رؤيا سقوط القمر التي عرضت علي قبل ايام وكانت من أغرب الرؤي عندي فنظرت الي السماء ورأيت القمر وهو يسقط سريعا جدا الي أن تحول الي قطعة صغيرة مضيئة وكأن هناك يد من نور تلتقط فيه من السماء الي أن هبطت به ثم استقر  في قلب رجل وكأن اليد أدخلته الي القلب وهناك صوت يقول وكأنه يعبر لي في الرؤيا : السقوط الذي حدث للقمر هو أن الله تعالي أنزل أمر المهديه علي قلب المهدي عليه السلام ، ليتيقن ويتثبت ويتأكد من أنه هو المهدي وليربط الله علي قلبه في هذا الأمر من فوق سبع سموات ، ومر علي خلدي في تلك اللحظة أن هناك أمر أنزل علي قلب النبي صلي الله عليه وسلم ليثبته الله ويربط علي قلبه ثم مر علي خلدي في تلك اللحظة الجزئية من الآية الكريمة: نزله علي قلبك .وانتهت الرؤيا هنا . )

هذه الرؤية في 2015م أي بعد الرؤية السابقة ، وهي تشير مرحلة انكشاف حال المهدي ووضوح رموز الرؤى الدالة عليه ، أو بعبارة أخرى انتهاء مرحلة دفن القمر للمهدي ، حيث تبدأ رمزية الرؤى ترشد إلى شخص معين بعينه ، وأول المستفيدين من هذه المرحلة هو الإمام المهدي الذي تبدأ تنكشف له الأمور والرموز الخاصة به في بعض الرؤى فيبدأ في مرحلة الطمأنينة في عمق ابتلائه غير المفهوم له كما بينت سابقاً .

ورمزية هذه الرؤية واضحة وقد قدر الله أن يراها أحد المعبرين على النت ( أبو حسام ) ولحكمة ما قدر الله أن تتضمن الرؤية تأويلها في داخلها بالرغم من أنها حصلت مع أحد المعبرين ، المهم في هذه الرؤية أنها كانت في المراحل الأخيرة من الرؤية الأولى المتعلقة بقبر السبع سنوات ، ورموز الرؤية واضحة جداً ، وقد قرأت أكثر من رؤية تشير إلى نفس الرمزية ، لكن أهمها هذه الرؤية التي حصلت في عام 2016م وفيها يتضح الأمر أكثر بالانتقال من مرحلة الغموض والدفن والستر للإمام نحو الانكشاف .

يقول الرائي : ( رأيت قمرا كبيرا منيرا أكبر من حجم الشمس حوله أقمار صغيرة كثيره تقريبا عشرين قمر كتب في داخله لا إله إلا الله عماد الدين رسول الله ، بعدها اختفت ظهر رقم 49 ثم اختفى ، ثم ظهر هادي العباد صدقا وحقا بعدها اختفت فظهر رقم 2015 فيه بعدها نزل القمر وصغر فتحول الى شخص منير لم اتبين ملامحه من شدة نور سمعت هاتفا عظيماً يقول لي:  هذه الغربي خليفه الله. انتهت )

وهذه الرؤية لن أسرح كثيراً في تفصيلاتها ، لكن أقول الرؤية الأولى ربطت القبر برقم 7 ، وبينت أن المقصود بها سبع سنوات ، وقد أرشدت خلال ملاحقتي ولملمتي للرؤى التي تحمل رمزية 7 أننا الآن في السنة الأخيرة منها ، و جاءت رؤية كاشفة بأن القبر والستر على الإمام افترض أن يرمز إليه بالرؤى بأشياء أخرى أهمها القمر ، ثم جاءت الرؤى لتكشف أن رمزية القمر في طور الانتهاء والمهدي في طور الانكشاف ، جاءت رؤية أبو حسام لتبين أن المستفيد الأول من ذلك هو الإمام لكي يتيقن ويتثبت ، ثم جاءت هذه الرؤية في 2016 م لتشير إلى مرحلة تالية وهي انكشاف الأمر لبعض الخواص حول شخصية الإمام ( العشرون قمر ) . وفي ظني نحن على أبواب رؤية تبرز إلى أن الانكشاف سيكون عاماً للجميع ، وقد لا تكون رؤية بل حدث كبير كاشف للأمر ...... والله أعلى وأعلم .

لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

من أفضل و أمتن ما قرأت حول الرؤى المتعلقة بالمهدي، موضوع مترابط ومتناسق ومعروض بأسلوب تحليلي علمي رصين، ماشاءالله تبارك الله.

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته أخي بدأ الامر ربما تدل 7 سنين على 7 سنين من المعاصي و الابتلاآت و الدليل في الحديث: عن أبي بردة عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَثَلُ الذي يَذْكُرُ رَبَّهُ وَالَّذِي لا يَذْكُرُ رَبَّهُ، مَثَلُ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ) متفقٌ عليه
و بعد انقضاء السنين السبع تبدأ مرحلة جديد الا و هي مرحلة الهداية و الدليل في قول الله جل وعلا: {أَوَمَن كَانَ مَيتًا فَأَحيَينَهُ وَجَعَلنَا لَهُ نُورًا يَمشَي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيسَ بِخَارِجٍ منهَا} (الأنعام:122)
و هذا يؤكده رقم 7 فوق قبر الذي يرمز للموت اي السنين الميتة و نحن في السنة الاخيرة او ربما ان تلك السنين انقضت مع انقضاء رمضان الماضي و بدأ الامر
و السلام عليكم

و بعد انقضاء السنين السبع تبدأ مرحلة جديد الا و هي مرحلة الهداية و الدليل في قول الله جل وعلا: {أَوَمَن كَانَ مَيتًا فَأَحيَينَهُ وَجَعَلنَا لَهُ نُورًا يَمشَي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيسَ بِخَارِجٍ منهَا} (الأنعام:122)
بعدها سيلاحظ الناس من حوله النور و يبدأ انكشاف أمره للناس
سبحان الله ... لان الله جل و على يجعل له نورا يمشي به في الناس
... القمر هنا بدرا ... و بدأ الامر
و السلام عليكم

اخي عبد الله  كلامك كله صحيح والدليل لو سالت المبشرين يالقررب للمهدي ففسيقلونن لك اان ان اامورهم تعكرت و بلغ الضيق للقمة من سنة 2009 و البداية كانت من سنة 2006 ولكن وكما قلت من رمضان سنة 2015 بدات الامور تتغير للاحسن و رمضان 2016 بدات عجلة التغير تتحرك ببطئ و حسب ما اجتمع لدينا سينفرج حال الجميع باصلاح المهدي و الذي  سيمر باخرمراحله هو في المولد النبوي الشريف 2016/12/12 والله اعلم

السلام عليكم منذ ٢٠١٠ وانا اعلم بهذا ولكن لم اكن اعلم ان له علاقة بالمهدي ومنذ ذلك الحين وانا انتظر هذه السنة ٢٠١٧

تحليل قوي جدا والأقرب للصحيح والله أعلم ،أسأل الله أن يأتي الفرج في آخر هذا العام وعلى ما أظن أن آخر هذا العام ستكون بداية حياة جديدة للإمام وأصحابه ولكن دون الظهور العلني وعلى ما أظن أن آخر هذا العام سوف يبدأ يتعرف على نفسه بطرق مختلفة منها الرؤى وأصحابه حتى إن تعرفوا عليه لن يقدرو على إقناعه إلا بين الركن والمقام ،هذا ما أظن والله أعلم ،المهم نسأل الله أن يفرج عن المؤمنين والمؤمنات

مقال ممتاز جدا واسلوب متفوق من مدة لم اقرا شي جميل هكذا شكرا لك لقد جعلتني اشعر بلغة ادبية لها حلاوة سردية مميزة

من افضل ما قرات رائع ووكتعقيب البلاء الشديد قد يحرقك لدرجة تصبح عاجز حتى عن انقاذ نفسك وطرحك لموضوع البلاء كان موفقا بشكل عبقري جدا شكرا لك

ما شاء الله ... حديث به فطنة وفهم

لم اقرا سوى راس الموضوع او المشاركه الاولى والثانية

السلام عليكم تحليل رائع لم يبقى إلا لغز سورة يوسف و المهدي عظم الله أجره

ما هو لغز سورة يوسف دلوني عليه بارك الله فيكم ..
عندي علم به ان شاء الله فقط دلوني عليه ..

متمكن ودقيق ومحب وموفق

كلها اجتمعت فيك

فعلا على اسم عائلتك

انت ممن يبيض الله وجوههم

لجمال منطقك وقلبك الصافي الراقي

Mohammad911 كتب:متمكن ودقيق ومحب وموفق

كلها اجتمعت فيك

فعلا على اسم عائلتك

انت ممن يبيض الله وجوههم

لجمال منطقك وقلبك الصافي الراقي

لم أفهم من تقصد بكلامك هذا

السلام عليكم .. هل بعد السبع سنوات يخرج المهدي أم يعرف نفسه جزاكم ربي كل خير .. وإن كان الجواب يعرف نفسه إذآ متى سيخرج ويبايع ؟

ربما يقصد الإسم في العنوان؟َ!
 رد: بحث في رؤى المهدي : د . محمد احمد المبيض