موسوعــــــــة الرؤى في زمن بداية النهاية
اهــــــــــــــدفنـــــــــــــــــــــــا:
جمع الروى العامـة في اقسـام كل حسب :
الموضــوع
باختلاف اصحابهــا واجتهدات معبريها حتى وان اختلفت .لنتوصل في الاخـــر
لمــا تواترت عليه . والذي اجمع العلمـاء على انه الدليل على صدقهــــــــــــــــــــــــــا ، فليس لنا اي تدخل مباشر او غير مباشر......
في ما تخبربه الرؤى و بتواتر وما ننشره مما تتنبئ به ......

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المجموعة الرسمية : المبشرات والمنذرات من الرؤى في زمن بداية النهاية

على التويترTwitter و الجوجل blogger.com و الفيس بوك facebook ... ترقبنا على WhatsApp

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

موسوعــــــــة الرؤى في زمن بداية النهاية
اهــــــــــــــدفنـــــــــــــــــــــــا:
جمع الروى العامـة في اقسـام كل حسب :
الموضــوع
باختلاف اصحابهــا واجتهدات معبريها حتى وان اختلفت .لنتوصل في الاخـــر
لمــا تواترت عليه . والذي اجمع العلمـاء على انه الدليل على صدقهــــــــــــــــــــــــــا ، فليس لنا اي تدخل مباشر او غير مباشر......
في ما تخبربه الرؤى و بتواتر وما ننشره مما تتنبئ به ......

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المجموعة الرسمية : المبشرات والمنذرات من الرؤى في زمن بداية النهاية

على التويترTwitter و الجوجل blogger.com و الفيس بوك facebook ... ترقبنا على WhatsApp
موسوعــــــــة الرؤى في زمن بداية النهاية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» شيطانة مجندة نفسها لاثارة الفتنه في بيت المهدي
(الصحة النفسية ) وحاجتنا لها..إنها مطلب شرعي  .   Emptyاليوم في 3:06 pm من طرف كرم

» هام جدا المراحل التي عاشها المهدي قبل سفره لبلاد الحرمين التي منها سيشق طريقه لما اتى من اجله
(الصحة النفسية ) وحاجتنا لها..إنها مطلب شرعي  .   Emptyاليوم في 12:27 pm من طرف كرم

» رؤيا خطيرة تكشف من سيسبق الجميع بالتعرف على المهدي وكيف
(الصحة النفسية ) وحاجتنا لها..إنها مطلب شرعي  .   Emptyاليوم في 5:57 am من طرف بدأ الأمر

» رسالة من المهدي مشفرة عاجلة لرؤساء دول السباقين في مبايعته والتمهيد له منهم المشهور بعبد القادر صاحب مصر
(الصحة النفسية ) وحاجتنا لها..إنها مطلب شرعي  .   Emptyاليوم في 5:57 am من طرف بدأ الأمر

» النبي صلى الله عليه و سلم للمهدي : " هيا " معي لتقطع الشارع
(الصحة النفسية ) وحاجتنا لها..إنها مطلب شرعي  .   Emptyاليوم في 5:53 am من طرف بدأ الأمر

»  سبحان الله الرؤيا تكشف للناس ان المهدي اقرب اليهم اكثر مما يكون ولكن " لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُور "
(الصحة النفسية ) وحاجتنا لها..إنها مطلب شرعي  .   Emptyاليوم في 5:52 am من طرف بدأ الأمر

»  رؤيا والله ستزلزل عروش طغات العالم قريبا الامام المهدي سبيبدا بالاجتماع بالصف الاول للمقربين منه و سيوزع عليهم المهمات .
(الصحة النفسية ) وحاجتنا لها..إنها مطلب شرعي  .   Emptyاليوم في 5:51 am من طرف بدأ الأمر

» ستقع احداث سياسية هرج و مرج و كوارث طبعية ...... ببلد المهدي ستجعل العالم يشك بظهوره فيه
(الصحة النفسية ) وحاجتنا لها..إنها مطلب شرعي  .   Emptyاليوم في 5:51 am من طرف بدأ الأمر

»  ابن من ابناء ابراهيم موجود في تونس
(الصحة النفسية ) وحاجتنا لها..إنها مطلب شرعي  .   Emptyاليوم في 4:25 am من طرف بدأ الأمر

» شخص من بلاد الحرمين " حلمت بمراءة محجبة ترضع طفل، موجوده بعلم تونس و العلم مرصع بنجوم كثيرة وكبيرة "
(الصحة النفسية ) وحاجتنا لها..إنها مطلب شرعي  .   Emptyأمس في 10:49 pm من طرف بدأ الأمر

» رأيت سيدي جبريل ينزل على سطح الكعبة يحمل طفلا صغيرا في المهد و قال هذا هو المهدي
(الصحة النفسية ) وحاجتنا لها..إنها مطلب شرعي  .   Emptyأمس في 10:48 pm من طرف بدأ الأمر

» رؤيا منذرة لاهل تونس راوها توام في نفس الوقت
(الصحة النفسية ) وحاجتنا لها..إنها مطلب شرعي  .   Emptyأمس في 10:46 pm من طرف بدأ الأمر

» قال رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام أن المهدي عليه السلام لا يعرفه بني آدم ولكن الجن تعرفه فقط رمزا
(الصحة النفسية ) وحاجتنا لها..إنها مطلب شرعي  .   Emptyأمس في 9:44 pm من طرف بدأ الأمر

» رأيت إمامنا المهدي يسحب من يديه من طرف مجموعتين من الشياطين يريدان شقه في اثنين
(الصحة النفسية ) وحاجتنا لها..إنها مطلب شرعي  .   Emptyأمس في 9:43 pm من طرف بدأ الأمر

» من الرؤى الاعجازية و المتواترات تحمل 5 ادلية يقينية على اننا سنشاهد احداث ماساوية قبل و بعد الحــــــــــــــــــــــــــــج
(الصحة النفسية ) وحاجتنا لها..إنها مطلب شرعي  .   Emptyأمس في 9:38 pm من طرف بدأ الأمر

»  طفلة عمرها 15سنة قالت : " رايت لازار و سمعت بووووم و مات السيسي "...
(الصحة النفسية ) وحاجتنا لها..إنها مطلب شرعي  .   Emptyأمس في 9:36 pm من طرف بدأ الأمر

» المهدي ليلا يتوضأ من ماء السماء
(الصحة النفسية ) وحاجتنا لها..إنها مطلب شرعي  .   Emptyأمس في 9:31 pm من طرف بدأ الأمر

» انوا يتقدمون بطلب لله رب العالمين للتوظيف في السماء الأولى
(الصحة النفسية ) وحاجتنا لها..إنها مطلب شرعي  .   Emptyأمس في 9:31 pm من طرف بدأ الأمر

» نعيشين و ترى الامام المهدي و ستضنه انه سيدنا عيسى ؟
(الصحة النفسية ) وحاجتنا لها..إنها مطلب شرعي  .   Emptyأمس في 9:29 pm من طرف بدأ الأمر

» القمر نزل من السماء يمشي بجانبي
(الصحة النفسية ) وحاجتنا لها..إنها مطلب شرعي  .   Emptyأمس في 9:19 pm من طرف ظهر وريث الانبياء

»  رأيت شعوب العرب مجتمعين على حدود فلسطين النتي انت محاصرة بسياج من نور
(الصحة النفسية ) وحاجتنا لها..إنها مطلب شرعي  .   Emptyأمس في 8:40 pm من طرف ظهر وريث الانبياء

» الله اكبر يا مسلمين لقد بدا الامام المهدي يتلقي الكرمات الاهية
(الصحة النفسية ) وحاجتنا لها..إنها مطلب شرعي  .   Emptyأمس في 9:05 am من طرف ظهر وريث الانبياء

»  رؤية مبشرة جدا و منذرة في ان واحد
(الصحة النفسية ) وحاجتنا لها..إنها مطلب شرعي  .   Emptyأمس في 8:00 am من طرف ظهر وريث الانبياء

» اذا الحوراء غاضبة على أبو عبد الرحمان فزوجها اكيد هو كذلك غـــــــــــــاضب
(الصحة النفسية ) وحاجتنا لها..إنها مطلب شرعي  .   Emptyأمس في 6:52 am من طرف ظهر وريث الانبياء

» شخصان يعالجان المهدي بالكي
(الصحة النفسية ) وحاجتنا لها..إنها مطلب شرعي  .   Emptyأمس في 6:51 am من طرف ظهر وريث الانبياء

»  من الرؤى المتواتر التي اخبرت ان المهدي سيخرج من ابتلاته الكبيرة سنة 2022
(الصحة النفسية ) وحاجتنا لها..إنها مطلب شرعي  .   Emptyأمس في 6:51 am من طرف ظهر وريث الانبياء

» رؤيا جديدة في اخونا غبد الرحمان
(الصحة النفسية ) وحاجتنا لها..إنها مطلب شرعي  .   Emptyأمس في 6:50 am من طرف ظهر وريث الانبياء

»  من المتواترات على ان تجهيز الامام ستنتهي في شهر ذو القعدة وقتها سيتنهي ستنتهي مراحل اصلاحه
(الصحة النفسية ) وحاجتنا لها..إنها مطلب شرعي  .   Emptyأمس في 6:49 am من طرف ظهر وريث الانبياء

» الشمس كانت في منتصف السماء وبدل أن تكمل مسيرها بإتجاه الغروب رجعت بإتجاه الشروق
(الصحة النفسية ) وحاجتنا لها..إنها مطلب شرعي  .   Emptyأمس في 6:48 am من طرف ظهر وريث الانبياء

»  الشمس قد ضلت مسارها ....
(الصحة النفسية ) وحاجتنا لها..إنها مطلب شرعي  .   Emptyأمس في 6:47 am من طرف ظهر وريث الانبياء

»  الله غاضب : الويــــــــــــل ثم الويــــــــــــل
(الصحة النفسية ) وحاجتنا لها..إنها مطلب شرعي  .   Emptyأمس في 6:46 am من طرف ظهر وريث الانبياء

» قربت و رب العزة : وريث الانبياء قريبا جدا سيستلم اول كرمات من كرمات الانبياء
(الصحة النفسية ) وحاجتنا لها..إنها مطلب شرعي  .   Emptyأمس في 6:42 am من طرف ظهر وريث الانبياء

»  لانفراج حاله على المهدي بالاكثار من قراءة سورة يسين
(الصحة النفسية ) وحاجتنا لها..إنها مطلب شرعي  .   Emptyأمس في 6:31 am من طرف بدأ الأمر

» " لننطلق من جحيم وأهوال يوم القيامة " .
(الصحة النفسية ) وحاجتنا لها..إنها مطلب شرعي  .   Emptyأمس في 6:31 am من طرف بدأ الأمر

» صاحب "المهدى المنتظر" الخفى لاهو من الانس ولاحتى من الجن - الراقى على مراقى المفاخر | الحقائق الخفية
(الصحة النفسية ) وحاجتنا لها..إنها مطلب شرعي  .   Emptyأمس في 6:27 am من طرف بدأ الأمر

» مبشرة جدااااااا المهدي يترقب جفاف غسيله
(الصحة النفسية ) وحاجتنا لها..إنها مطلب شرعي  .   Emptyأمس في 6:25 am من طرف بدأ الأمر

» " ليلة الجمعة 23 من رمضان المبارك " هي ليلة اصلاح الامام المهدي
(الصحة النفسية ) وحاجتنا لها..إنها مطلب شرعي  .   Emptyأمس في 6:24 am من طرف بدأ الأمر

» المهدي تحت المطر مستسلم للإغتسال
(الصحة النفسية ) وحاجتنا لها..إنها مطلب شرعي  .   Emptyأمس في 6:21 am من طرف بدأ الأمر

»  المهدي يتابع قنوات اليوتيوب التي تتحدث عنه
(الصحة النفسية ) وحاجتنا لها..إنها مطلب شرعي  .   Emptyأمس في 6:13 am من طرف بدأ الأمر

»  الملك سلمان يرقص تعبير الدجال علامة فارقة
(الصحة النفسية ) وحاجتنا لها..إنها مطلب شرعي  .   Emptyأمس في 5:45 am من طرف بدأ الأمر

»  القمر يهتز ونار عظيمة وراءه يريد أن ينزل للأرض
(الصحة النفسية ) وحاجتنا لها..إنها مطلب شرعي  .   Emptyأمس في 5:44 am من طرف بدأ الأمر

»  ابراج الساعة اللي موجودة عند المسجد الحرام جميع ابراج سقطتت وانهارت الرؤيا تكررت
(الصحة النفسية ) وحاجتنا لها..إنها مطلب شرعي  .   Emptyأمس في 5:30 am من طرف بدأ الأمر

»  الرسول صلى الله عليه وسلم " اين امتي اين الاسلام اين المسلمون "
(الصحة النفسية ) وحاجتنا لها..إنها مطلب شرعي  .   Emptyأمس في 5:27 am من طرف بدأ الأمر

» السيسي ملقى على الأرض بعد انفجار
(الصحة النفسية ) وحاجتنا لها..إنها مطلب شرعي  .   Emptyأمس في 5:27 am من طرف بدأ الأمر

» نزلت يد من السماء عملاقة طولها من اول لاخر السعودية اقتلعت الكعبة من الأرض و حولتها الى مكان اخر
(الصحة النفسية ) وحاجتنا لها..إنها مطلب شرعي  .   Emptyأمس في 5:22 am من طرف بدأ الأمر

»  صاحب القناة : " عسى ان تكرهوا شيئ و وهو خيرا لكم .. " لا ليست حديث بل هي مقول نقولها ..
(الصحة النفسية ) وحاجتنا لها..إنها مطلب شرعي  .   Emptyالخميس مايو 16, 2024 1:39 am من طرف ظهر وريث الانبياء

» امراة تخصني رات انها رفعت علما كله اخظر
(الصحة النفسية ) وحاجتنا لها..إنها مطلب شرعي  .   Emptyالأربعاء مايو 15, 2024 6:30 pm من طرف يسم34

» الرسول خلفك
(الصحة النفسية ) وحاجتنا لها..إنها مطلب شرعي  .   Emptyالأربعاء مايو 15, 2024 5:46 pm من طرف يسم34

» الرسول صلى الله عليه وسلم اعطى سيفا ملفوف بعلم اخضر فيه ختم النبي كانت امامنا هضبة وراءها غزة
(الصحة النفسية ) وحاجتنا لها..إنها مطلب شرعي  .   Emptyالأربعاء مايو 15, 2024 9:26 am من طرف walim75

» رقية عامة لصالحكم ابداء
(الصحة النفسية ) وحاجتنا لها..إنها مطلب شرعي  .   Emptyالأربعاء مايو 15, 2024 3:03 am من طرف يسم34

احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 7525 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو ابو خالد اليافعي فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 73778 مساهمة في هذا المنتدى في 11817 موضوع
تصويت
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 7 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 7 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 94 بتاريخ الجمعة فبراير 02, 2024 2:20 am
إعلانات تجارية

    لا يوجد حالياً أي إعلان


    (الصحة النفسية ) وحاجتنا لها..إنها مطلب شرعي .

    اذهب الى الأسفل

    (الصحة النفسية ) وحاجتنا لها..إنها مطلب شرعي  .   Empty (الصحة النفسية ) وحاجتنا لها..إنها مطلب شرعي .

    مُساهمة من طرف أمازيغية المغرب الجمعة أكتوبر 21, 2016 10:37 pm

    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.

    بقلم: أ. أناهيد السميري حفظها الله.
    *****

    في الأصل أن العبد في هذه الدنيا يتعبّد ربّه بإصلاح نفسه، فالعبادة كلها الناتج المنتظر منها أن تكون عبدًا صالحًا -صالح النفس- وبعدها تكون صالحًا لمجاورة الله، فالعبد الذي لا يصلُح أبدًا لمجاورة الله لأن نفسه خبيثة وهو من شر البرية فهذا سيكون إلى النار -والعياذ بالله-. والعبد الذي يصلُح للمجاورة لكن قلبه فيه من الأخطاء ومن الآثام ما فيه، يُطَهَّر ويدخل جنات النعيم ليصلُح لمجاورة الله وأما العبد الذي بذل غاية جهده في إصلاح نفسه وسلامتها فهذا يصلح للمجاورة ابتداءً فلا يدخل النار.

    نحن نقول هذا (عبد صالح) أي صالح لمجاورة ربه في جنات النعيم. ما الذي صلُح فيه وصلح لأي شيء؟ معه قلبه سليم وأمام القلب السليم قلب مريض قلب أو ميت.
    إذًا الكلام عن (الصحة النفسية) هذا موضوع أهل الإسلام، فلما يتكلم فيه غير أهل الإسلام ويناقشوه فإنهم يناقشونه من مبادئ أرضية سفلية، فمعنى ذلك إذا سمعت إرشادات لصلاح نفسك ولصحته من ناس أصلًا مرضى ستكون هذه الإرشادات ذاهبة بك إلى أي شيء؟! هم ناس مرضى يرشدوك لصحة نفسك، النتيجة من المؤكد أنهم سيفسدوها.

    لماذا نتناقش هذا الموضوع؟ نحن أهله وليس أهل الكفر وأهل الباطل وأهل فصل الدين عن الحياة لأنك أنت تسير في هذا الطريق كله تود أن تلقى ربك بقلب سليم، قلبك هو نفسك، وما يدور في خاطرك وما تتأثر به ويؤثر عليك، فهذه نفسك لابد أن تكون أكثر الناس رعاية وحفظًا ولا تدخل عليه من السموم شيء من أجل أن لا يحصل لها بلاء وتفسد. في الصحة النفسية نحن نسير على منهجين:

    ما علامات الصحة النفسية وكيف يحافظ على صحته النفسية؟
    لازم تراقب نفسك، تراها كيف تتقلب وتتحرك حتى تقول عن نفسك صحيح أو مريض، لو ظهر لك أنك صحيح مطلوب منك أن تحافظ على هذه الصحة، لن نتكلم عن الأمراض بتفاصيلها لكن سنتكلم عن مجموعة مفاهيم إذا كانت موجودة في نفسك هذه إشارة إلى أنك صحيح نفسيًا.

    فموضوعنا هذا الصحة النفسية لن نتناوله من جهة طبية، إنما من جهة أنك مخلوق لتبقى صحيح نفسيًا ومخلوق لتبقى وقد صححت ما في قلبك من مشاكل وتصلح لمجاورة الله.

    هذه الصحة ممكن نتكلم فيها وقائيًا وممكن نتكلم فيها علاجًيا لقاءنا اليوم (وقائي)، نشخص نفسنا هل نحن أصحاء؟ إذا كنا أصحاء كيف نحافظ على صحتنا؟

    وعلينا بالقاعدة التي تقول: ارقب نفسك وليس عينك وتحاليلك وقدراتك لا تبذلها لمواقف الناس، ((من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه))، وتهتم بما يعنيك، فتعنيك نفسك التي بين جنبيك فهي التي تريد أن تنجيها.
    فهناك مفاهيم إن وجدت دلت على الصحة النفسية: هذه المفاهيم كأنها مجموعة (مقاييس) موجودة أعيشها Ü أفهمها Ü أقيس بها المواقف

    أول مفهوم من المفاهيم التي لابد أن تكون موجودة:
    القاعدة الأولى: أن الحياة جُبلت أن تكون مشقة وكبد.
    كما قال تعالى:{لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ}[1]على أحد تفسيرات معنى كلمة (كبد) أنها المشقة، وهذا المفهوم لو فهمه الإنسان جيدًا سيعرف أن الحياة كلها مكابدة من أن يخرج للحياة من لحظة الولادة من بطن أمه سيكون كبد، ثم لما يتعلم الرضاعة يكون كبد، لما تخرج أسنانه كبد، وهكذا كل حياته عبارة عن كبد، الحياة خُلقت كبدًا؛ اختبارًا وامتحانًا.

    مِن الخطأ أن يصف لك أحد الدنيا أنك تعيش وتصل لما تريد ويأتي وقت يكون كل ماتريده! وتصل لأحلامك وأمانيك وبأيسر ما يكون، هذا كذب! ولذلك لما يأتي أحد يستشعر واقع الشباب ويراهم أنهم أول ما يكابدون ويتعبون ينفرون ويغضبون، هؤلاء يفقدون أساس الصحة النفسية؛ لأنه لما اصطدم بالواقع وأرى أنه لايأتي شيء بسهولة إنما من وراء كبد، فيحصل اصطدام بين الواقع وبين الحقيقة فيرتد على النفس أنها تحزن وربما تنكف عن المعاملات وربما يتضخم ويفكر في الانتحار وغيره!

    الناس من زمانهم يعلمون أن الدنيا كبد، والآباء يورثون لأبنائهم أن الدنيا لا تأتي بسهولة لما دخل علينا الترف ودخلت الأجهزة التي تسهل الأشياء بدأت من هنا نقطة انكسار نفسي صار الناس يرون كل شيء سهل فلما يواجهون صعوبات تتأثر نفسياتهم يكتئبون ويحزنون وينتظرون أن هذه الأشياء تتغير إلى السهولة، زادت المصيبة

    مصيبة لما جاءت دورات تطوير الذات وقالت تعال اخرج الطاقة الكامنة التي فيك!ماذا تريد؟ فقط أغمض عينيك وقل: أنا أقدر! أنا أستطيع! تريد أن تنسى همومك اكتبها ومزقها فقط انتهى الموضوع! فزادت المصيبة مصيبة علينا، فهو يخرج لأرض الواقع يكتب ويمزق ويكتب ويمزق لكن لم يخرج بنتيجة! يزيد الأمر بلاء، كان يظن أن هنا الحل، قالوا له في ثلاثة أيام تصبح مبدعًا! في أربعة أيام يخرج العملاق في داخلك! إلى آخر الكذب الذي يكذبونه، فلما لم يقابل الواقع يكون الأمر مختلف تمامًا ثم يصطدم بالواقع وتأتيه الحالات النفسية، يأتيه الاكتئاب ويأتيه الحزن والعزلة عن المجتمع ويأتيه كل ما أنتم ترونه.

    فالتسهيل الحاصل كان ردّه أن أصبحت النفس صعبة في القدرة على تقبل أو تحمل شيء لدرجة ما نتحمل أحد يقول لنا الطريق هنا! مانقبل توجيه الناس لنا، فنرى أن ما يوجهنا به الناس خطأ ويقولون الناس لا يعرفون أن يتعاملوا مع الناس، وكل واحد يقول أنا شديد الحساسية، وكل ذلك أننا لم نفهم قاعدة الصحة النفسية من الذي غرك وقال لك أن الراحة هنا؟! الحياة خُلقت في كبد، الله خلقها على هذه الطبيعة ولو اجتمع الخلق على تغيير هذه الطبيعة ما يستطيعون أبدًا.

    مثال من الحياة، الصغار الذين يرفضون الاستحمام بعد عودتهم من المدرسة نقول لهم لو تعرفون الناس في الماضي كيف كانوا يعانون حتى يأتوا بالماء من البئر كيف كانوا يتمنون هذا الماء يأتي على أبدانهم! ما كان رفضوا الاستحمام لأنهم يشعرون أن لاستحمام صعب! لو كانوا يأتون بالماء من البئر ولا يجدون مكان يستحمون فيه والماء يجري كأسهل ما يمكن، ونحن الآن نغتسل في بيوتنا سنكون أعز حتى من كل الملوك الذين مضوا؛ لأن الملوك الذين مضوا أعلى شيء عندهم خادم في الأعلى يعمل لهم ممر للماء ويصب عليهم من الأعلى! فنحن في بيوتنا ملوك لكن لما كثُرت الأشياء ظنوا أن هذه السهولة لابد أن يكون وراءه كل شيء سهل ومع ذلك لم يروه سهلًا فهم تركوا الاستحمام لأنهم ظنوا أنه صعب!

    أين الصعوبة! لا يدرون أن الدنيا خلقت في كبد!
    فهذا يؤثر جدًا على الصحة النفسية، يجعل الفتاة التي تتزوج في بداية زواجها تتصور أن كل شيء سيأتيها كما تريد، وبعد أسبوع تغضب منه أنه لم يفعل لها ما تريد! لا تتصور أن كل شيء لابد أن يكون في كبد، تتصوّر ما رُسم لها في الإعلام! فتخرج تقول خدعتموني كذبتم علي! هذا مخادع أنا أبحث عن شخصية غير هذا، أنا أريد أن أتزوج واحد من هؤلاء الذين يخرجون في الإعلام، يكلموك على الجنسيات وعلى الأوضاع وعلى البلدان فيقولون أنتم رجالكم غير رقيقين وإلى آخر مايقولون، وكل هذا لأنهم لا يعرفون أن الدنيا خلقت في كبد.

    أو فتاة تقول لك أنا متعقدة جدًا من مسألة الزواج وهي شابة مثلها ينجب ويأتي بالأبناء! أو أنا متعقدة جدًا من مسألة التعامل مع الناس لا أريد أن أكلمهم ومعتزلتهم، وهذا وهذا.. وكل يدور حول نفس المشكلة أن الناس يعتقدون أن الأشياء سهلة ويسيرة يجب أن تكون سهلة ويسيرة وهذا مخالف الحقيقة.

    من أعجب ما يثبت لنا هذا، أنّ الله في سورة النحل أخبرنا بمننه على خلقه ومن ضمن المنن صارت علينا منة الماء الذي ينزل من السماء والخمر قبل تحريمه (السَّكر) أتى الإخبار أننا نُخرج من النبات السكر وهو العصير، وكيف يخرج اللبن من الناقة، وكيف يخرج العسل من النحل، بهذا الترتيب، ثم في سورة محمد الله أخبر عن نعيم أهل الجنة أخبرنا بهذا الترتيب، ماء يجري غير آسن، وأنهار من لبن، وأنهار من خمر، وأنهار من عسل مصفى، الشاهد أن الأمور في الدنيا مثلًا اللبن يخرج من بين فرث ودم ولازم الحلب وبطريقة معينة وفي وقت معين ولما ينتهي الاختبار في الآخرة يكون نهر يجري! العسل من أين؟ من المناحل وبعدها وبعدها والطريقة المعروفة، كل هذه حتى يأتي العسل، وفي الآخرة نهر يجري! كل هذا المشوار في الدنيا، في الآخرة أنهار من عسل مصفى! معنى هذا أن الدنيا خُلقت على كبد.

    القاعدة الثانية: الله خلق للإنسان الحاجات حتى تصدر منه العبادات.
    هذا المفهوم يدور حول وظيفة الإنسان في الدنيا، وظيفتنا في الدنيا عبادة الله، لكن هذه الوظيفة المختصرة تحتاج إلى تفصيل حتى تأتي الصحة النفسية.
    العبادة معناها الذلّ والانكسار لله، وهذا الذلّ والانكسار ما يحصل إلا لما تحصل الحاجة، الدنيا خلقت في كبد، وهذا الكبد لماذا يأتي؟ لأنك تحتاج وتتحرك من أجل أن تسدّ حاجتك، تحتاج أن تأكل، تحاج أن تشرب، تحتاج المال، البيت، الزوجة، الأبناء.. وتتحرك لسدّ حاجاتك.
    لماذا الحاجات كثيرة وطرقها عسيرة؟ لأن في هذه النظرة أنت تحقق معنى العبادة لله، خلق الله للإنسان الحاجات حتى تصدر منه العبادات. وهذا واضح جدًا في الحديث القدسي ((يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلَّا مَنْ هَدَيْتُهُ فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ، يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ جَائِعٌ إِلَّا مَنْ أَطْعَمْتُهُ فَاسْتَطْعِمُونِي أُطْعِمْكُمْ))[2].

    خُلقت الدنيا على طبيعة توصلنا للوظيفة، فالذي يريد أن يبقى مرتاحًا وساكنًا وما عنده أي مشاكل ويريد أن يأتي بكل الأمور جاهزة حتى يرتاح فيظهر له شيء ناقص؛ حتى يقول يارب أعنّي، ساعدني، سهّل لي، وفّقني لأصل لهذا الأمر.. فالمشكلة أننا نركز في الشيء الناقص وما نركز أنه ما نقص أصلًا إلا لتطيع! كل ما نشأت الحاجة نشأت الطاعة، حتى الحاجة الفكرية! ((يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلَّا مَنْ هَدَيْتُهُ فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ)).

    لما تأتيك شبهة في القلب -نسأل الله أن يحفظ قلوبنا وذرارينا- من أجل أن تطلب الهداية من الله، ولم تأتيك من أجل أن تدور به يمين ويسار قبل ذلك وقبل أن تكبر المسألة وتكتئب أول أمر
    [1] سورة البلد4
    [2] صحيح مسلم


    عدل سابقا من قبل أمازيغية المغرب في الجمعة أكتوبر 21, 2016 10:53 pm عدل 1 مرات
    أمازيغية المغرب
    أمازيغية المغرب

    عدد المساهمات : 721
    نقاط : 1098
    إعجاب : 153
    تاريخ التسجيل : 13/06/2016
    الموقع : تطرد لادعائها طعن بدون دليل " قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين" لادخال الشكوك و البلبلة

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

    (الصحة النفسية ) وحاجتنا لها..إنها مطلب شرعي  .   Empty رد: (الصحة النفسية ) وحاجتنا لها..إنها مطلب شرعي .

    مُساهمة من طرف أمازيغية المغرب الجمعة أكتوبر 21, 2016 10:51 pm

    يتابع.. إن شاء الله
    أمازيغية المغرب
    أمازيغية المغرب

    عدد المساهمات : 721
    نقاط : 1098
    إعجاب : 153
    تاريخ التسجيل : 13/06/2016
    الموقع : تطرد لادعائها طعن بدون دليل " قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين" لادخال الشكوك و البلبلة

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

    (الصحة النفسية ) وحاجتنا لها..إنها مطلب شرعي  .   Empty رد: (الصحة النفسية ) وحاجتنا لها..إنها مطلب شرعي .

    مُساهمة من طرف أمازيغية المغرب الجمعة أكتوبر 21, 2016 11:45 pm

    (الصحة النفسية ) وحاجتنا لها....
    ****

    استهدي الله واطلب منه الهداية، هذا غالبًا يأتي بعدم الصحة النفسية وهذه النقطة مهمة لأن كثير من الأمراض النفسية تأتي من هذا. الذي يصاب بشبهة في قلبه بمسألة تتصل بدينه أحيانا كثيرة يرى أن الخلاص أن ينتحر ويموت! وهو لو كان صحيحًا نفسيًا لقال لنفسه: كل هذه الاضطرابات والأشياء التي تنقص كي أصدر أمامها عبادة وطاعة.

    نضرب مثال على ابن تيمية، ذُكر عنه أنه -رحمه الله- لما يشتبه عليه المعتزلة والأشاعرة المخالفين ويستصعب عليه المسألة ويشبه عليه وهو يريد أن يبيّن الحق للمسلمين ويريد أن يجيب على شبهتهم، ذُكر عنه أنه يخرج خارج المدينة ويعفّر وجهه في التراب ساجدًا لله، ويستغيث ويطلب من الله ليفتح عليه، وها هو ميراثه اليوم يستقي منه الناس[1].

    ما أتتك الحاجة لتكون حزينًا ولا لتكون مكتئابًا ولا لتكون متوترًا ولا لتقول أنا إنسان قلقل، تأتيك الحاجة لتري الله من نفسك توكلًا واستهداءً واعتماد وثقة وحسن ظن، لا أن تري الله منك عدم الثقة به وعدم اليقين أنه سينجيك! مع أنه أمس نجاك، وقبله نجاك، كل شهر تعيش نفس المشكلة يضيق عليك ثم يأتيك الرزق من حيث لا تحتسب! وأنت تقرأ: {وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ}[2] تحسب وتحسب فتكتئب! يرزقك من حيث لا تحتسب ويطمئنك ..

    ثم يأتي الشهر الثاني وتكتئب مرة ثانية! عيب عليك! من رزقك أول الشهر يرزقك هذا الشهر، عيب أن يأتي أحد ويقول أنا في آخر حياتي وسن التقاعد وخائف من أولادي يهملوني ويرموني لازم أُؤَمٍّن حياتي الباقية! مَن حفظك وأنت في بطن أمك وأخرجك من بطن أمك سيحفظك إلى آخر حياتك! أحسن الظن بالله. يقول انظر مثال هنا وهنا! نقول: من يحسن الظن بالله لا يخذله الله أبدًا! ليس لنا بالأمس لنا بما يحمله القلب، فيكون صغير ويحمل هم مستقبله ويخوفه الناس ولا توجد وظائف وما في أموال! بهذه الطريقة وكأن المال مخزونة عند الخلق! (الملك)

    الله خزائنه ملأى، يده سحاء الليل والنهار، لكن لماذا يضيق عليك؟ ليستخرج منك الطاعة، لم الأمور ضيقة؟ لم تجوع؟ لتطلب منه الطعام، فلما تشبع تقول الحمد لله ((إِنَّ اللَّهَ لَيَرْضَى عَنْ الْعَبْدِ أَنْ يَأْكُلَ الْأَكْلَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا أَوْ يَشْرَبَ الشَّرْبَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا))[3] فنجوع ونعطش ونعرى حتى تكون عندنا هذه الأشياء حاجات لتكون عندنا صحة نفسية لا أن تكون حاجة تسبب لنا الاكتئاب.

    تأتيك الحاجات لتصمد إلى الصمد الواحد، وهذه من الراحة أن تصمد إلى واحد سيّد قد كمُل في سؤدده، فالواحد الذي تلجأ إليه سيّد فوق هؤلاء، ملك فوق الملوك، سيد عالم فوق العالمين، سيد قريب فوق القريبين، فلما أقرأ كل يوم سورة الصمد تكون عندك صحة نفسية تقول لك لا تقلق، لما يكون عندي غدًا مشوار أريد أن أقوم به أو لقاء ألقى به الناس أضع كل مخاوفي عند بابه وأقول ثقة بك لا أقلق! ينتظرون الوظيفة ويعتقدون أن الحصول عليها بدون كبد حتى لو حصلت على الوظيفة ففيها كبد وترقيتك فيها كبد ليس كل الناس يصلحون لدخول جنات النعيم.

    هذه الدنيا كل حاجة تنشأ فيها ليس من أجل أن تتعذب إنما من أجل أن تسأل الله
    · يصيبك الصداع ليس من أجل أن تتعذب بل من أجل أن تسأل الله أن يشفيك وتعيش تحت اسمه (الشافي).
    · تجوع فتستطعمه.
    · تحتاج مال فتطلب من (الرزاق).
    · تحتاج الأولاد فتطلب منه أن يهبك فتعيش تحت اسمه (الوهاب).
    · ينكسر قلبك من المؤذين فيجبره فتعيش تحت اسمه (الجبار).
    · تقع في خطأ فتطلب منه أن يسترك فتعيش تحت اسمه (الستير).
    وهكذا الحياة هي للقيام بالوظيفة و الوظيفة هي العبادة، وهي في حقيقتها حاجة وتقابلها طاعة فكلما احتجت أطعت فتعيش تحت الحاجة.ويظهر لك في الطاعة من هو الله، كلما احتجت وأطعت عرفت من هو الله، عرفت أنه قريب ويسمعك، عرفت أنه ملك، أنه الأول الذي ليس قبله شيء، الآخر الذي ليس بعده شيء، الظاهر الذي ليس فوقه شيء، الباطن الذي ليس دونه شيء، فكلهم إن اتفقوا على أن لا يعطوك فالله هو الظاهر الذي جاءك من حيث لا تحتسب ولا يحتسبون.

    تأتي في موقف الزوج يمارس عليك سلطته ويمنعك من الخروج هذه حاجتك فلن يكون هو قبلة القلب، ظهرت الحاجة جاءت العبادة، يوجد الليل والدعاء والذل والانكسار بين يدي الله، فلا تكلميه ولا تفكري فيه، إنما فكري فيمن يملكك ويملكه ومن ثم نجد أن كل حاجة تأتي بطاعة وعبادة، ما أصح هذه النفس التي ترى العقبة إنما يخرج منها الإنسان ويجوزها بعون الله! لذلك يقول الله: {فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ}[4]

    فالدنيا كلها كبد وعقبات وهذا كله من أجل أن تحصل الطاعات فالحاجات من أجل أن تدفعك للطاعات، وإذا كنت لست مستقيمًا كما ينبغي فأنت صحيح نفسيًا بحسب ذلك، فأنت تكون صحيح نفسيًا إذا كنت تنظر لكل شيء كما نظر إليها عمر بن عبد العزيز: "أَصْبَحْتُ وَمَالِي سُرُورٌ إِلَّا فِي مَوَاضِعِ الْقَضَاءِ وَالْقَدَرِ"! سروري أن أنظر لمواطن قدر الله وأن أتصرف مع مواطن قدر الله كما يرضي الله، وليس معنى ذلك أن تكون مكفوف اليدين، ولكن أن تعلم أن هذا يحتاج منك جهد ودعاء، يحتاج منك صبر وسلوان، وهنا يحتاج منك أن تشفع أن تُصلح، فكل الحاجات التي جاءت ما جاءت إلا من أجل الوصول إلى العبادات والطاعات.

    القاعدة الثالثة: الطمأنينة بمناجاة الله واستهدائه عند المخاوف.
    من الأشياء المزعجة في الحياة: الملجأ، الخوف، التيه، من الأشياء التي تخيفنا الخوف من الضياع، يخيفنا كثيرا ويسبب لنا أزمات نفسية كيف نختار لما تأتينا اختيارات؟ كيف نصل لأحسن الأوضاع؟ فالتيه شيء مخوف، الاختيار شيء مخوف، هذا الشأن الناس كلهم يشتركون فيه وهو يعتبر جزء من أهم حاجات الحياة.

    مثلًا شابة صغيرة تقول أتزوج هذا أو لا أتزوجه؟ أدخل هذه الكلية أو هذه؟ أصاحب هؤلاء أم لا أصاحبهم؟ تكبر ويكبر التيه، أشتري هذا أم لا أشتري؟ فتبقى في كل مرة في حيرة أمام الاختيارات، يكبرون يزيد الخوف ولا ينقص! وكلما كبرنا كان الخيار أكبر، نختار عن أنفسنا وعن غيرنا، قرارنا لصغارنا ومن نربي، فتزيد مشاعر الخوف في نفوسنا.

    أحد أهم أسباب الاكتئاب، إحساس الإنسان بأنه بحاجة إلى ركن شديد، يخاف الإنسان فيحتاج إلى ركن شديد، هذا الكلام من الكلام الذي مضى لكنه خاص، وهو حاجة عند الناس كلهم.
    فالصحيح نفسيًا في كل الطريق يستهدي، ليس تائهًا، يعتقد أن له ركن شديد يلجأ إليه في كل حالة خوف، إذًا معناه هذا كيف سيفكر في الحياة؟ الناس يفكرون أنه لو حصلت اضطرابات سياسة سأودع أموالي في دول كذا وكذا، والثاني يقول أبني بيوت في كذا وكذا، والثالث يقول أنا أُؤمن نفسي وأشتري بضاعة، فكل الناس يفترضون حلولًا من عندهم وأحيانًا كثيرة ما تصيب هذه الحلول ولا تسد الثغرات ويأتي مايعوقها، لماذا يفعل الناس ذلك؟ لأن أحد الأشياء التي تخيفهم غدًا من سيكون معي؟ غدًا من سيشد من أزري؟ غدًا من سيعطيني؟ فيمرض هؤلاء وينسون ركنهم الشديد! وينسون أنهم ما يتوهون مادام أنهم مع الله.

    يأتي مثلًا في اتخاذ قرار يقول غدًا الناس يلومونني ويبقى في هاجس طويل يخاف أن يتخذ فيه قرار وينسى أن ربه مالك الملك العليم الذي وصفه أنه بكل شيء عليم فلو استخاره واستهداه سكنت نفسه، فللعبد عند كل مخاوف ركن شديد يؤمنه، الإنسان المؤمن نفسه ما تخاف أن يخذلها الله، فإذا خافت مباشرة يكون مأمنها هو الله بمعنى لا نقول على المؤمن أنه ما يخاف، هو يخاف من الأحوال لكن لا يخاف أن يخذله الله.

    مثل موسى عليه السلام، أول ما خاف توكل على الله، اعتمد على الله، ولذلك لما قال فرعون: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ }[5]، قال موسى عليه السلام: {وَقَالَ مُوسَى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُم مِّن كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لَّا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ}[6]. فالخوف طبيعة بشرية لا يمكن أن تندفع بنفسها لكنه مباشرة لما يحصل الخوف يعوذ يلجأ يطلب من الله يدعو يستعيذ بالله، فإذا كان أمر قد مضى يدعو، وإذا كان أمر مستقبلي يستعيذ بالله. مثلا يقال لشخص أنتم عندكم مرض وراثي مادام في سلسلة عائلتكم كذا فهذا المرض وراثي

    هذا الكلام ماذا يفعل له؟ يخاف، هذا الخوف طبيعي، لكنه عندما خاف وسوس له الشيطان وأصبح لا ينام الليل وكل شهر يعمل فحص لدرجة أنه يميت نفسه قبل أن يأتيه حتى المرض! الصحيح نفسيًّا يستعيذ بالله من شر هذا المرض، فلا نقول عنه أنه لا يخاف، يخاف لكنه إذا خاف يلجأ إلى الله.

    وبهذا يذهب أهم أسباب الاكتئاب وهو الخوف، يفكر في مستقبل أو يخاف من شيء فيصبح رهين هذا الخوف.. مثلًا يُقال لشابة ما أظنك ستتزوجين! فتأخذها كأنها قاعدة وكأن القائل قد اطلع على قدر الله!

    كأنه يقال لها أنت أسباب زواجك ضعيفة، وتكتئب لنفترض أنه وقع في القلب الخوف من هذا الشيء فهذا لا يأتي بالاكتئاب، بل يأتي بالدعاء واللجوء وسؤاله ويأتي الثقة بالله والاستعاذة بالله من ضد ذلك.
    فإذًا من علامات الصحة النفسية مقابل الخوف (الثقة أن هناك ركن شديد).

    فالصحيح يتصور أن الدنيا ليست يسيرة وأن كل الحاجات وجدت من أجل أن تحصل الطاعات وهذا العسر الذي في الدنيا يجعل الإنسان يعيش دائمًا فزعًا إلى الله وكلما تعرض لمخاوف وقربت منه المهالك كان مطمئنًا أن عنده من يرشده وعنده من يطمئنه فهو في صحة نفسية لأنه واثق بالله.

    القاعدة الرابعة: من علامات الصحة النفسية الاستفادة من التجارب السابقة وتصور أن الله يرقي العبد في الابتلاءات ليزداد قوة نفسية.
    وهذا الأمر كثيرًا ما يُفهم خطأ يأتي أحد يقول أنا لي عشرين سنة وأنا صابر! ماذا بقي له من بعد العشرين سنة؟! كأنه يقول: لماذا أنا فقط التي أُبتلىفاكتأب لما رأى تاريخه كله بلاءات! يُقال له الله عز وجل من سنته في معاملة الخلق أنه إذا أراد رفعة أحد كيف يُعامله؟ يُبتلى بلاءً فيقوي قلبه ثم يُبتلى بلاء أعلى منه ثم يُبتلى فيكون قلبه قد أصبح أقوى:
    · أقوى في اللجوء إلى الله.
    · أقوى في الصبر والاحتمال.
    · أقوى في معالجة المسألة وتقليبها.

    لا تجعل الشيطان بعد أن مشيت شوطًا طويلًا في الصبر ومعرفة الحق واللجوء إلى الله يجعلك تقول أنا تعبت وضعفت، بالعكس نفسك تزداد صحة لما تزداد بلاءً؛ لأن الله من لطفه بالخلق أن يعليهم مراتب في هذه المسائل.
    انظر لحياة النبي صلى الله عليه وسلم، يخرج من بلده التي يحبها مع صاحبه، يدخل الغار ويأتي المشركين ويسمع طرق نعالهم وقلبه وقلب الصديق -رضي الله عنه- يشعران بهم تمامًا، فيقول لصاحبه: }لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا}[7] هذه مرحلة، ثم تكبر المسائل وتعظم البلاءات ويصبحوا صفين ويقاتل صلى الله عليه وسلم المشركين وتعظم البلاءات ويقع المنافقون في عرضه ويصبر صلى الله عليه وسلم، وترى المنازل في البلاءات تتعلى، وهو يزداد تجملًا!

    من رحمة الله أن لا تقع المصائب مرة واحدة، إنما يلطف به لينزله منزلة تصلُح بها نفسه، فالمفروض لما يكثُر علينا نوع البلاء لا يلعب بنا الشيطان ويحصل الملل بل يكون موقفي في المرة الثانية لما يأتي البلاء أو مايشبهه أقوى من موقفي في المرة الأولى، لا تأتي المسألة بالعكس ونقول خارت قوانا!
    القوى تعظم كلما زاد الإنسان إيمانًا كلما وقعت عليه البلاءات وعامل الله بما يصح معاملته
    [1] روي أنه إذا أشكلت عليه مسألة أو صعب فهم آية التجأ إلى جامع في مكان موحش ووضع جبهته على التراب و ردد قوله : يا معلم إبراهيم فهمني " (العقود الدرية)، ويقول العلامة الذهبي: "لم أر مثله في ابتهاله واستغاثته وكثرة توجهه"،

    و يقول ابن تيمية: "إنه ليقف خاطري في المسألة أو الشيء أو الحالة التي تشكل علىّ فاستغفر الله تعالى ألف مرة أو أكثر أو أقل حتى ينشرح الصدر وينجلي إشكال ما أشكل".

    [2] الطلاق: 3.

    [3] رواه مسلم.

    [4] سورة البلد11

    [5] سورة غافر26

    [6] سورة غافر27

    [7]سورة التوبة40

    أمازيغية المغرب
    أمازيغية المغرب

    عدد المساهمات : 721
    نقاط : 1098
    إعجاب : 153
    تاريخ التسجيل : 13/06/2016
    الموقع : تطرد لادعائها طعن بدون دليل " قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين" لادخال الشكوك و البلبلة

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

    (الصحة النفسية ) وحاجتنا لها..إنها مطلب شرعي  .   Empty رد: (الصحة النفسية ) وحاجتنا لها..إنها مطلب شرعي .

    مُساهمة من طرف أمازيغية المغرب الجمعة أكتوبر 21, 2016 11:48 pm


    يتابع.. إن شاء الله
    (الصحة النفسية ) وحاجتنا لها....
    أمازيغية المغرب
    أمازيغية المغرب

    عدد المساهمات : 721
    نقاط : 1098
    إعجاب : 153
    تاريخ التسجيل : 13/06/2016
    الموقع : تطرد لادعائها طعن بدون دليل " قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين" لادخال الشكوك و البلبلة

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

    الرجوع الى أعلى الصفحة

    - مواضيع مماثلة

     
    صلاحيات هذا المنتدى:
    لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى