بحـث
المواضيع الأخيرة
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 7524 عُضو.آخر عُضو مُسجل هو قارئ الفرقان فمرحباً به.
أعضاؤنا قدموا 73678 مساهمة في هذا المنتدى في 11790 موضوع
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 12 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 12 زائر لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 94 بتاريخ الجمعة فبراير 02, 2024 2:20 am
إعلانات تجارية
لا يوجد حالياً أي إعلان
قطاع الطريق إلى الله
موسوعــــــــة الرؤى في زمن بداية النهاية :: Þ-Þ-Þ المنتــــــــدى العــــــــــــام :: اسلامــــــــــــنا اولا
صفحة 1 من اصل 1
قطاع الطريق إلى الله
"لقد دعونا نحن وغيرنا كثيراً من أهل الكتاب إلى الإسلام، فأخبروا أن المانع لهم ما يرون عليه المنتسبين إلى الإسلام ممن يعظّمهم الجهّال؛ من البدع والظلم والفجور والمكر والاحتيال، ونسبة ذلك إلى الشرع ولمن جاء به؛ فساء ظنهم بالشرع وبمن جاء به. فالله طليب قطّاع طريق الله وحسيبهم" (إغاثة اللهفان، لابن القيم [2/416]).
وقد أكّد ابن القيم رحمه الله مقالته السالفة في موطن آخر، فقال: "علماء السوء جلسوا على باب الجنة يدعون إليها الناس بأقوالهم، ويدعونهم إلى النار بأفعالهم؛ فكلما قالت أقوالهم للناس: (هلموا)؛ قالت أفعالهم: لا تسمعوا منهم؛ فلو كان ما دعوا إليه حقاً لكانوا أول المستجيبين له. فهم في الصورة أدلّاء، وفي الحقيقة قُطّاع الطرق" (الفوائد، لابن القيم، ص 94).
فابن القيم يتوجّع من حال هؤلاء المتبوعين أرباب الظلم والبدع والفجور والاحتيال، والذين يلصقون تلك الشناءات كلها بالشرع المطهّر، فأضحوا سبباً للصدّ عن سبيل الله تعالى، والنفرة عن دين الله عز وجل. كما ذم ابن القيم -في مقالته الأخرى- علماء السوء الذين يقولون بألسنتهم ما ينقضونه بأفعالهم.
وقد أطنب ابن القيم في تحريم نكاح المحلِّل وذمّه وتغليظ جرمه كما في كتابه (إعلام الموقعين)، ومن قبله شيخه ابن تيمية في (بيان الدليل على بطلان التحليل)، وبيّنَا ما فيه من استحلال المحرمات، ومخادعة الله عز وجل، والتوثّب على محارم الله تعالى. بل كان تجويز هذا (النكاح) مسبّةً على أهل الإسلام، وذريعة لشماتة الأعداء، وتزهيداً في الإسلام.
يقول ابن تيمية -في بطلان نكاح التحليل وذمّه-: "ولما رأى كثير من أهل الكتاب أن بعض المسلمين يقول: (إن المطلّقة تحرم حتى توطأ على هذا الوجه)، وقد رأى أن معنى هذا معنى الزنا، وحَسِب أن هذا من الدين المأخوذ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو تجاهل بإظهار ذلك؛ أخذ يعيّر المسلمين بهذا، ويقول: (إن دينهم أن المطلقة تحرُم حتى تزني، فإذا زنت حلّت)! وأخذ ينفِّر أهل دينه عن الإسلام بالتشنيع بهذا. ولم يعلم عدوُّ الله أن هذا لا أصل له في الدين، ولا هو مأخوذ عن السابقين ولا عن التابعين لهم بإحسان، بل قد حرّمه الله ورسوله، فإن دين الله أزكى وأطهر من أن يحرِّم فرجاً من الفروج حتى يستعار له تيس من التيوس، لا يُرغب في نكاحه ولا بقاؤه مع المرأة أصلاً، فينزو عليها، وتحلّ بذلك. فإن هذا بالسفاح أشبه منه بالنكاح، بل هو سفاح وزنا كما سمّاه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم..." (بيان الدليل على بطلان التحليل، ص 437، 438. باختصار).
وسرى وباء قطّاع الطريق فأصاب عامة المسلمين ما أصابهم من الانحراف والزيغ، إذ استحوذ على كثير منهم الضُّلال، واستحكمت عليهم الشبهات، حتى إن النصارى شغَّبوا على ابن تيمية في أكثر من مناظرة، محتجين بهذا الواقع المريج. ومن ذلك: أن ابن تيمية لما ناظر ثلاثة من رهبان مصر وأقام عليهم الحجة، وأنهم ليسوا على دين إبراهيم ولا المسيح عليهما السلام عندئذٍ قالوا: نحن نعمل مثل ما تعملون؛ أنتم تقولون بالسيدة نفيسة، ونحن نقول بالسيدة مريم، وقد أجمعنا نحن وأنتم على أن المسيح ومريم أفضل من الحسين ومن نفيسة، وأنتم تستغيثون بالصالحين الذين من قبلكم، ونحن كذلك.
فقال لهم: "إنّ من فعل ذلك ففيه شبه منكم؛ فإن الدين الذي كان إبراهيم عليه أن لا نعبد إلا الله وحده لا شريك.." إلخ. فلما سمع الرهبان ذلك منه؛ قالوا: الدين الذي ذكرتَه خير من الدين الذي نحن وهؤلاء عليه (انظر: الجامع لسيرة ابن تيمية، ص 89، 90، ومجموع الفتاوى [1/370]، [27/461]).
وقَبلَ شيخ الإسلام، كَابَد ابن الجوزي هذا الداء، فكشف عن عُوار هذه الآفة في غير موطن. ويتجلى ذلك في ذمّه للمتصوفة وبيان حالهم، كما قال في إحدى خواطره: "فجاء أقوام فأظهروا التزهد، وابتكروا طريقة زيّنها لهم الهوى، ثم تطلّبوا لها الدليل. وإنما ينبغي للإنسان أن يتبع الدليل، لا أن يتبع طريقاً ويطلب دليلَها، ثم انقسموا: فمنهم متصنع في الظاهر، يتناول في خلواته الشهوات، ويعكف على اللذات، ويُرى في الناس بزيِّه أنه متصوف متزهد، وما تزهّد إلا القميص، وإذا نظر إلى أفعاله فعنده كِبْرُ فرعون (صيد الخاطر، ص 55).
ولا يخلِّف هذا التلوّن والنفاق إلا زهداً في التدين وفراراً من الاستقامة. ولذا؛ صار هؤلاء المتصوفة محلّ تندُّر عند الظَّلَمة المستبدين، فضلاً عن غيرهم. وهاك مثالاً سطّره ابن الجوزي في هذا الصدد، إذ يقول: "ولقد بلَغَنا أن بعض الصوفية دخل على بعض الأمراء الظلمة، فوعظه، فأعطاه ألف درهم، فقبِلها، فقال ذاك الظالم: كلنا صيّادون ولكن الشباك تختلف" (تلبيس إبليس، ص 207، والمنتظم لابن الجوزي، 14/ 12، 13). وصدق الظالم!
وقد قيل لصوفي آخر: تبيع جُبّتك الصوف؟ قال: إذا باع الصيّاد شبكته؛ بأي شيء يصطاد؟! (انظر: تلبيس إبليس، ص 222) فتماثلتْ مقالة الصوفي ومقولة الظالم، كما تشابهت قلوبهم.
وقد تحدَّث الشيخ محمد الغزالي عن ذاك الداء الذي فتَكَ بنفر من المنتسبين للدعوة في هذا العصر، وسطّر عبارات لاذعة تليق بهذا الصنف، فقال: "ومن صِدْق الداعية مع ربّه -في أخذ نفسه ابتداء بكل إصلاح- أن يكون مدى ما يصيب من توفيق في عمله مع الناس.
ومن أعجب النقائض في دين الله ودنيا الناس، أن هناك نفراً ممن يتسمَّوْن بالدعاة يحسبون أن ما يقولون لغيرهم من عِلْم إنما هو أمر يخص المخاطَبين فحسب! إنهم نَقَلة فحسب، إنهم (أشرطة مسجلة) تدور بعض الوقت ليستمع الناس إليها وهي تهرف بما لا تعرف. والدعاة الذين يَحْيَوْن على ذلك النحو المتناقض هم آفة الإيمان، وسَقام الحياة، ذلك أنهم تكذيب عملي للكلام الذي يلقون، والمبدأ الذي إليه ينتمون. أي أنهم عُذْر قائم بين يدي كل مقصر، وإياس من الصلاح أمام بغاته من السامعين والمطّلعين. وكثير من هؤلاء المنتسبين إلى الدين بألسنتهم، الخارجين عليه بأعمالهم؛ من يُلوِّن الدين برغبته، ويمزُج تعاليمه بشهوته، فهو -أولاً- يتعرف ما يشتهي، فاذا حدّده ألبسه ثوب الدين، وربما أقنع نفسه بأن شهوته هذه حق محض، ثم سعى إلى بلوغها، وكأنما هو يؤدي عبادة ولا يشبع نهمة!
إن الرجل القذِر البَدَن لا يغني عنه أن يحمل بين يديه قِطَع الصابون. ودعاة الدين الذين تهُبّ من سيرتهم سموم حارقة، إنما هم عار على الدين وصدٌّ عن سبيله.
والمراد من الدعاة المسلمين أن يتحسسوا أنفسهم، وأن يداووا ما قد يكون بها من عِلل، تلك العلل التي تشيع بين من لم يُرزقوا العصمة، والتي يستحيل أن نخلو منها يوماً.." (كتاب (مع الله)، ص 182 - 184، باختصار).
إنّ أخْذَ الدين بقوة عِلماً وعملاً، والقيام بدين الله تعالى كله؛ لَهو الغذاء والدواء تجاه هذه البلية، وقد ورد في الأثر: "إنه لا يقوم بدين الله إلا من أحاطه من جميع جوانبه" (قال ابن كثير في البداية [3/142]: "أخرجه أبو نعيم في دلائل النبوة، والحاكم، والبيهقي")، كما أن التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم كفيل برفع هذا الداء ودفعه: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب:12]، إضافة إلى أن النظر في سير السلف الصالح (العالمين العاملين) باعث على سلوك سبيلهم ومدافعة تلك الآفة.
"قيل لعبد الواحد صاحب الحسن البصري: أي شيء بلغ الحسن فيكم إلى ما بلغ، وكان فيكم علماء وفقهاء؟ فقال: كان الحسن إذا أَمَر بشيء أعملَ الناس به، وإذا نهى عن شيء أتركَ الناس له" (أخبار الحسن البصري، لابن الجوزي، ص 28).
"وكان يحضر حلقة الإمام أحمد بن حنبل خمسة آلاف، منهم خمسمائة يكتبون، والباقون يتعلمون منه حُسْن الأدب والسّمْت" (سير أعلام النبلاء، [11/316]).
"وقال بعض تلاميذ عبد الوهاب الأنماطي عنه: استفدت من بكائه أكثر من روايته" (ذيل طبقات الحنابلة، [1/202]).
وما قد يقترفه بعض المنتسبين للعلم لا يعدّ مذهباً لهم -فضلاً عـن أن يُستدل به؛ فالعبرة باتباع نصوص الوحيين- إذ قد يكون فَعَلَه ناسياً أو ذاهلاً أو متأولاً، أو ذنباً يستغفر الله منه، كما بينه ابن القيم في إعلام الموقعين [3/ 196].
{رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الحَكِيمُ} [الممتحنة:5].
وقد أكّد ابن القيم رحمه الله مقالته السالفة في موطن آخر، فقال: "علماء السوء جلسوا على باب الجنة يدعون إليها الناس بأقوالهم، ويدعونهم إلى النار بأفعالهم؛ فكلما قالت أقوالهم للناس: (هلموا)؛ قالت أفعالهم: لا تسمعوا منهم؛ فلو كان ما دعوا إليه حقاً لكانوا أول المستجيبين له. فهم في الصورة أدلّاء، وفي الحقيقة قُطّاع الطرق" (الفوائد، لابن القيم، ص 94).
فابن القيم يتوجّع من حال هؤلاء المتبوعين أرباب الظلم والبدع والفجور والاحتيال، والذين يلصقون تلك الشناءات كلها بالشرع المطهّر، فأضحوا سبباً للصدّ عن سبيل الله تعالى، والنفرة عن دين الله عز وجل. كما ذم ابن القيم -في مقالته الأخرى- علماء السوء الذين يقولون بألسنتهم ما ينقضونه بأفعالهم.
وقد أطنب ابن القيم في تحريم نكاح المحلِّل وذمّه وتغليظ جرمه كما في كتابه (إعلام الموقعين)، ومن قبله شيخه ابن تيمية في (بيان الدليل على بطلان التحليل)، وبيّنَا ما فيه من استحلال المحرمات، ومخادعة الله عز وجل، والتوثّب على محارم الله تعالى. بل كان تجويز هذا (النكاح) مسبّةً على أهل الإسلام، وذريعة لشماتة الأعداء، وتزهيداً في الإسلام.
يقول ابن تيمية -في بطلان نكاح التحليل وذمّه-: "ولما رأى كثير من أهل الكتاب أن بعض المسلمين يقول: (إن المطلّقة تحرم حتى توطأ على هذا الوجه)، وقد رأى أن معنى هذا معنى الزنا، وحَسِب أن هذا من الدين المأخوذ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو تجاهل بإظهار ذلك؛ أخذ يعيّر المسلمين بهذا، ويقول: (إن دينهم أن المطلقة تحرُم حتى تزني، فإذا زنت حلّت)! وأخذ ينفِّر أهل دينه عن الإسلام بالتشنيع بهذا. ولم يعلم عدوُّ الله أن هذا لا أصل له في الدين، ولا هو مأخوذ عن السابقين ولا عن التابعين لهم بإحسان، بل قد حرّمه الله ورسوله، فإن دين الله أزكى وأطهر من أن يحرِّم فرجاً من الفروج حتى يستعار له تيس من التيوس، لا يُرغب في نكاحه ولا بقاؤه مع المرأة أصلاً، فينزو عليها، وتحلّ بذلك. فإن هذا بالسفاح أشبه منه بالنكاح، بل هو سفاح وزنا كما سمّاه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم..." (بيان الدليل على بطلان التحليل، ص 437، 438. باختصار).
وسرى وباء قطّاع الطريق فأصاب عامة المسلمين ما أصابهم من الانحراف والزيغ، إذ استحوذ على كثير منهم الضُّلال، واستحكمت عليهم الشبهات، حتى إن النصارى شغَّبوا على ابن تيمية في أكثر من مناظرة، محتجين بهذا الواقع المريج. ومن ذلك: أن ابن تيمية لما ناظر ثلاثة من رهبان مصر وأقام عليهم الحجة، وأنهم ليسوا على دين إبراهيم ولا المسيح عليهما السلام عندئذٍ قالوا: نحن نعمل مثل ما تعملون؛ أنتم تقولون بالسيدة نفيسة، ونحن نقول بالسيدة مريم، وقد أجمعنا نحن وأنتم على أن المسيح ومريم أفضل من الحسين ومن نفيسة، وأنتم تستغيثون بالصالحين الذين من قبلكم، ونحن كذلك.
فقال لهم: "إنّ من فعل ذلك ففيه شبه منكم؛ فإن الدين الذي كان إبراهيم عليه أن لا نعبد إلا الله وحده لا شريك.." إلخ. فلما سمع الرهبان ذلك منه؛ قالوا: الدين الذي ذكرتَه خير من الدين الذي نحن وهؤلاء عليه (انظر: الجامع لسيرة ابن تيمية، ص 89، 90، ومجموع الفتاوى [1/370]، [27/461]).
وقَبلَ شيخ الإسلام، كَابَد ابن الجوزي هذا الداء، فكشف عن عُوار هذه الآفة في غير موطن. ويتجلى ذلك في ذمّه للمتصوفة وبيان حالهم، كما قال في إحدى خواطره: "فجاء أقوام فأظهروا التزهد، وابتكروا طريقة زيّنها لهم الهوى، ثم تطلّبوا لها الدليل. وإنما ينبغي للإنسان أن يتبع الدليل، لا أن يتبع طريقاً ويطلب دليلَها، ثم انقسموا: فمنهم متصنع في الظاهر، يتناول في خلواته الشهوات، ويعكف على اللذات، ويُرى في الناس بزيِّه أنه متصوف متزهد، وما تزهّد إلا القميص، وإذا نظر إلى أفعاله فعنده كِبْرُ فرعون (صيد الخاطر، ص 55).
ولا يخلِّف هذا التلوّن والنفاق إلا زهداً في التدين وفراراً من الاستقامة. ولذا؛ صار هؤلاء المتصوفة محلّ تندُّر عند الظَّلَمة المستبدين، فضلاً عن غيرهم. وهاك مثالاً سطّره ابن الجوزي في هذا الصدد، إذ يقول: "ولقد بلَغَنا أن بعض الصوفية دخل على بعض الأمراء الظلمة، فوعظه، فأعطاه ألف درهم، فقبِلها، فقال ذاك الظالم: كلنا صيّادون ولكن الشباك تختلف" (تلبيس إبليس، ص 207، والمنتظم لابن الجوزي، 14/ 12، 13). وصدق الظالم!
وقد قيل لصوفي آخر: تبيع جُبّتك الصوف؟ قال: إذا باع الصيّاد شبكته؛ بأي شيء يصطاد؟! (انظر: تلبيس إبليس، ص 222) فتماثلتْ مقالة الصوفي ومقولة الظالم، كما تشابهت قلوبهم.
وقد تحدَّث الشيخ محمد الغزالي عن ذاك الداء الذي فتَكَ بنفر من المنتسبين للدعوة في هذا العصر، وسطّر عبارات لاذعة تليق بهذا الصنف، فقال: "ومن صِدْق الداعية مع ربّه -في أخذ نفسه ابتداء بكل إصلاح- أن يكون مدى ما يصيب من توفيق في عمله مع الناس.
ومن أعجب النقائض في دين الله ودنيا الناس، أن هناك نفراً ممن يتسمَّوْن بالدعاة يحسبون أن ما يقولون لغيرهم من عِلْم إنما هو أمر يخص المخاطَبين فحسب! إنهم نَقَلة فحسب، إنهم (أشرطة مسجلة) تدور بعض الوقت ليستمع الناس إليها وهي تهرف بما لا تعرف. والدعاة الذين يَحْيَوْن على ذلك النحو المتناقض هم آفة الإيمان، وسَقام الحياة، ذلك أنهم تكذيب عملي للكلام الذي يلقون، والمبدأ الذي إليه ينتمون. أي أنهم عُذْر قائم بين يدي كل مقصر، وإياس من الصلاح أمام بغاته من السامعين والمطّلعين. وكثير من هؤلاء المنتسبين إلى الدين بألسنتهم، الخارجين عليه بأعمالهم؛ من يُلوِّن الدين برغبته، ويمزُج تعاليمه بشهوته، فهو -أولاً- يتعرف ما يشتهي، فاذا حدّده ألبسه ثوب الدين، وربما أقنع نفسه بأن شهوته هذه حق محض، ثم سعى إلى بلوغها، وكأنما هو يؤدي عبادة ولا يشبع نهمة!
إن الرجل القذِر البَدَن لا يغني عنه أن يحمل بين يديه قِطَع الصابون. ودعاة الدين الذين تهُبّ من سيرتهم سموم حارقة، إنما هم عار على الدين وصدٌّ عن سبيله.
والمراد من الدعاة المسلمين أن يتحسسوا أنفسهم، وأن يداووا ما قد يكون بها من عِلل، تلك العلل التي تشيع بين من لم يُرزقوا العصمة، والتي يستحيل أن نخلو منها يوماً.." (كتاب (مع الله)، ص 182 - 184، باختصار).
إنّ أخْذَ الدين بقوة عِلماً وعملاً، والقيام بدين الله تعالى كله؛ لَهو الغذاء والدواء تجاه هذه البلية، وقد ورد في الأثر: "إنه لا يقوم بدين الله إلا من أحاطه من جميع جوانبه" (قال ابن كثير في البداية [3/142]: "أخرجه أبو نعيم في دلائل النبوة، والحاكم، والبيهقي")، كما أن التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم كفيل برفع هذا الداء ودفعه: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب:12]، إضافة إلى أن النظر في سير السلف الصالح (العالمين العاملين) باعث على سلوك سبيلهم ومدافعة تلك الآفة.
"قيل لعبد الواحد صاحب الحسن البصري: أي شيء بلغ الحسن فيكم إلى ما بلغ، وكان فيكم علماء وفقهاء؟ فقال: كان الحسن إذا أَمَر بشيء أعملَ الناس به، وإذا نهى عن شيء أتركَ الناس له" (أخبار الحسن البصري، لابن الجوزي، ص 28).
"وكان يحضر حلقة الإمام أحمد بن حنبل خمسة آلاف، منهم خمسمائة يكتبون، والباقون يتعلمون منه حُسْن الأدب والسّمْت" (سير أعلام النبلاء، [11/316]).
"وقال بعض تلاميذ عبد الوهاب الأنماطي عنه: استفدت من بكائه أكثر من روايته" (ذيل طبقات الحنابلة، [1/202]).
وما قد يقترفه بعض المنتسبين للعلم لا يعدّ مذهباً لهم -فضلاً عـن أن يُستدل به؛ فالعبرة باتباع نصوص الوحيين- إذ قد يكون فَعَلَه ناسياً أو ذاهلاً أو متأولاً، أو ذنباً يستغفر الله منه، كما بينه ابن القيم في إعلام الموقعين [3/ 196].
{رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الحَكِيمُ} [الممتحنة:5].
الصديق- عدد المساهمات : 119
نقاط : 198
إعجاب : 35
تاريخ التسجيل : 12/11/2016
مواضيع مماثلة
» المهدي اقترب من الهداية الكاملة و عرف الطريق الكامل للهداية بكل مفردات تلك الطريق وقد بلغ منزلة قريبة جداً من هذا الاكتمال في الهداية
» المهدي يدخل الحرم ويستقبل القبله وامامه من يشق له الطريق ومن خلفه نصرا مؤزرا من الله
» الجيش الأردني تحالف مع الجيش الإسرائيلي لغزو الكعبة وهم في الطريق خسف الله بهم
» ستسيطر الدولة على قطاع كبير من جنوب اليمن
» اسم المهدي
» المهدي يدخل الحرم ويستقبل القبله وامامه من يشق له الطريق ومن خلفه نصرا مؤزرا من الله
» الجيش الأردني تحالف مع الجيش الإسرائيلي لغزو الكعبة وهم في الطريق خسف الله بهم
» ستسيطر الدولة على قطاع كبير من جنوب اليمن
» اسم المهدي
موسوعــــــــة الرؤى في زمن بداية النهاية :: Þ-Þ-Þ المنتــــــــدى العــــــــــــام :: اسلامــــــــــــنا اولا
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 7:54 am من طرف ظهر وريث الانبياء
» في رمضان الماضي .. رأيت نفسي عند الكعبة .. وكنت أشير بأصبع التشهد الى الكعبة والأرض كلها ثلج
اليوم في 6:55 am من طرف ظهر وريث الانبياء
» الشمس كانت في منتصف السماء وبدل أن تكمل مسيرها بإتجاه الغروب رجعت بإتجاه الشروق
اليوم في 6:51 am من طرف ظهر وريث الانبياء
» الشمس قد ضلت مسارها ....
اليوم في 6:45 am من طرف ظهر وريث الانبياء
» رؤيا منذرة لاهل تونس راوها توام في نفس الوقت
اليوم في 6:05 am من طرف ظهر وريث الانبياء
» رؤيا تكشف ان ال سلول يرون الكعبة خروف؟؟؟؟؟
اليوم في 5:43 am من طرف ظهر وريث الانبياء
» المهدي ليلا يتوضأ من ماء السماء
اليوم في 5:18 am من طرف ظهر وريث الانبياء
» انوا يتقدمون بطلب لله رب العالمين للتوظيف في السماء الأولى
اليوم في 4:49 am من طرف ظهر وريث الانبياء
» اليوم الشيخ يعلن ان جنود السماء و الارض متجهزون لفسح المجال للامام المهدي - ترقبوا بداية الهلاك بعاد الثاني
اليوم في 4:28 am من طرف ظهر وريث الانبياء
» رأيت رجل قائم لليل يبكي في جبال مكه وحيدا يحيط به النور من كل مكان
اليوم في 4:20 am من طرف ظهر وريث الانبياء
» زيتونة تسقط في حباتها على الامام لتوقضه من نومه
أمس في 8:09 pm من طرف ظهر وريث الانبياء
» صدام حسين واقف على خريطة دول الخليج العربي وعم يلوح بإيديه
أمس في 7:39 pm من طرف ظهر وريث الانبياء
» الله غاضب : الويــــــــــــل ثم الويــــــــــــل
أمس في 7:33 pm من طرف ظهر وريث الانبياء
» و كان المهدي عايز يظهر لناس معينة
أمس في 7:17 pm من طرف ظهر وريث الانبياء
» أخرجونا من الطواف وقالوا لنا تعالوا غداً لإستكمال الطواف فذهبت إلى الفندق بجوار الكعبة المشرفة ولكني وجدت اثار دم على السلالم ..
أمس في 1:43 pm من طرف ظهر وريث الانبياء
» دخان أسود كثيف يتصاعد شمال شرق تركيا فقلت أنه بوتين اعلن الحرب العالمية ..
أمس في 1:39 pm من طرف ظهر وريث الانبياء
» رؤيا هامــــــــــــة و خطيــــــــــــرة جــــــــــــدا تتنبؤ باحداث بداية النهاية بالتفصيل
أمس في 5:37 am من طرف بدأ الأمر
» تحديد تاريخ بداية البداية من طفلة صغيرة السن فاعدوا و استعدوا لاهول لم ترى من قبل
أمس في 5:33 am من طرف ظهر وريث الانبياء
» " اختفت الكعبة و ظهرت في مكانها واحدة اخرى جديدة و بقواعد عظيمة و كسوة اجمل ما رات عيني"
أمس في 5:14 am من طرف بدأ الأمر
» اجتهاد #2 في تفسير سورة آل عمران
أمس في 3:07 am من طرف قارئ الفرقان
» ابشري سترين المهدي و زوجته و سنعرفينها بكل تلك الصفات
الأربعاء مايو 08, 2024 4:49 am من طرف ظهر وريث الانبياء
» كورة نور في وسطها رجل نازلة من السماء
الأربعاء مايو 08, 2024 4:47 am من طرف ظهر وريث الانبياء
» هادي الخلق وتلك الشجره تهديه
الأربعاء مايو 08, 2024 2:51 am من طرف ظهر وريث الانبياء
» رأيت القمر نزل يمشي على الارض
الأربعاء مايو 08, 2024 2:42 am من طرف ظهر وريث الانبياء
» طفل عمره 13 سنة : " بابا ريت هرم فيه عين بجانبه مزميا في السماء ينزل منه جنود "
الثلاثاء مايو 07, 2024 12:58 am من طرف بدأ الأمر
» رجل يلبس البياض بعمامة كبيرة جدا ووشاح طويل جدا
الإثنين مايو 06, 2024 4:27 am من طرف ظهر وريث الانبياء
» هاتف : " فيضان أو سيول تكنس كل شيء أمامها كنس "
الأحد مايو 05, 2024 3:12 pm من طرف بدأ الأمر
» اخونا المعبر اول الرجل الزنجي الافريقي بانه المهدي في افريقيا ؟؟؟؟
الأحد مايو 05, 2024 6:22 am من طرف بدأ الأمر
» نزلت يد من السماء و محت الكعبة و اتت باخرى افضل شكلا
الأحد مايو 05, 2024 2:34 am من طرف ظهر وريث الانبياء
» اجتهاد في تفسير بدايات سورة آل عمران
الأحد مايو 05, 2024 1:32 am من طرف قارئ الفرقان
» سمعت في النوم هذه الاية .. " وَلَنَبلُوَنَّكُمْ حَتَّى ..."
السبت مايو 04, 2024 7:31 pm من طرف ظهر وريث الانبياء
» الله عز وجل يقول للمهدي : " الأمر لك "
السبت مايو 04, 2024 6:48 am من طرف ظهر وريث الانبياء
» المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع يُعلن عن منظومة صاروخية عابرة للقارات!!!
الجمعة مايو 03, 2024 5:13 pm من طرف ظهر وريث الانبياء
» النيال عبرها الاخوة انه نهر النيل ولكن النيل لا يربط بين بحرين بل هو قناة السويس
الخميس مايو 02, 2024 5:34 am من طرف ظهر وريث الانبياء
» من الرؤى المتواترة شدا بان المهدي من دولة شرق المعرب العربي
الأربعاء مايو 01, 2024 5:00 am من طرف ظهر وريث الانبياء
» اخيرااااااااااااااااا يعترف بان الامام المهدي ليس من بلاده - ابو عبد الرحمان
الثلاثاء أبريل 30, 2024 10:45 pm من طرف ظهر وريث الانبياء
» بدا يرفع الستار عن مسقط راس الامام المهدي الشيخ من بلاد الحرمين
الثلاثاء أبريل 30, 2024 10:33 pm من طرف ظهر وريث الانبياء
» المهدي لطفل عمره 8 سنوات سعودي : " وإذا صار عمرك ما بين 30 إلى 33 بتشوفني وبتشوفني في مكة وإذا شفتني بالطيح دولتك "
الثلاثاء أبريل 30, 2024 7:26 pm من طرف أحمد علي فوزان
» رأيت تساقط أحجار من السماء وقرأت في السماء : " هذه علامة ظهور المهدي عليه السلام "
الثلاثاء أبريل 30, 2024 6:56 pm من طرف ظهر وريث الانبياء
» ورقه بيضاء من الورق المقوى مكتوب بها " بشرى سيد السيد "
الثلاثاء أبريل 30, 2024 7:53 am من طرف ظهر وريث الانبياء
» بدأ الأمر اخي العزيز
الثلاثاء أبريل 30, 2024 5:57 am من طرف بدأ الأمر
» الفارس: " أقل من عشر سنوات من الآن هذا الكلام كان طبعا آخر 2017 أو إلى 2018 لن يبق هناك شيء اسم يهود على أرض فلسطين هنا نقطة مهمة جد "
الإثنين أبريل 29, 2024 6:49 pm من طرف ثلاثة1ثلاثة
» القمر بدر كامل وفي وسطه تظهر صورة المسجد النبوي المنارة والقبة الخضراء
الإثنين أبريل 29, 2024 6:07 pm من طرف پژگچ
» ظهر سحاب من المغرب في شكل فرشه ثم ضهر القمر
الإثنين أبريل 29, 2024 7:06 am من طرف كرم
» نزلت يد من السماء عملاقة طولها من اول لاخر السعودية اقتلعت الكعبة من الأرض و حولتها الى مكان اخر
الإثنين أبريل 29, 2024 4:03 am من طرف ظهر وريث الانبياء
» رؤيا امتنع عن تعبيرها الشيخ فهد القرني
الإثنين أبريل 29, 2024 3:08 am من طرف ظهر وريث الانبياء
» رؤيا مرعبة و رب العزة توبوا الى الله قبل فوات الاوان
الأحد أبريل 28, 2024 5:27 am من طرف ظهر وريث الانبياء
» استعدادات للحرب القادمه في الشرق الاوسط
الأحد أبريل 28, 2024 4:08 am من طرف ظهر وريث الانبياء
» السيسي ملقى على الأرض بعد انفجار
الأحد أبريل 28, 2024 4:05 am من طرف ظهر وريث الانبياء
» الرسول صلى الله عليه وسلم " اين امتي اين الاسلام اين المسلمون "
الأحد أبريل 28, 2024 3:57 am من طرف ظهر وريث الانبياء