اجتهاد في تفسير سورة الروم

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله ومن اتبع هداه وأخذ بنهجه وسار خطاه


إخوتي في الله آتيكم اليوم باجتهاد شخصي في تفسير سورة الروم أسأل الله أن ينفع المؤمنين والمؤمنات..


بسم الله الرحمن الرحيم


{ الم * غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ }
السورة تتحدث عن تحدي ثبات الإيمان في القلب المرتاب .. فابتدأت بذكر انهزام الروم لكي يقنع الله عز وجل المرتابين بقوة الإسلام ورسالة الإيمان ..
حيث أن كل مرتاب كما ذكر شيوخنا يسحر قلوبَهم تفوق الغرب وحضارته ، حتى يكاد يؤمن بهزيمة المسلمين وانتصار الطرف الآخر ..


{ وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ }
هنا يتأكد كلامي بأن السورة موجهة للمرتابين وضعاف الإيمان ..


{ يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ }
تأمل جمال التحول في الكلام الآن إلى نسقٍ مختلف .. حيث بدأ الحديث الآن يتوجه للمرتابين عن ضعف إيمانهم بالغيب وكيف أن علمهم محدود بالحياة الدنيا وقلوبهم غافلة عن أهل السماء..


{ أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُّسَمًّى وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ بِلِقَاء رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ }
الإيمان لا يتحقق إلا بالتفكر والتأمل وطلب العلم عن إعجاز القرآن وإعجاز قدرة الله في الخلق ..
فالكون إخوتي منظومة متكاملة موجود لهدف إيمان الإنسان بعظمة خالقه ..
وعندما تدرس وتتدبر حركة المجموعة الشمسية تعلم بأن لهذا الكون بداية ونهاية ..


لكن العاصي المحب للمعصية لا يطمئن قلبه بها إلا إذا أنكر الحساب بقلبه .. فكفر وأقسى قلبه ونسي الله ويوم الحساب.. فمعنى كلمة {كافرون} هنا أي ناسون .. فنزلت هذه السورة لتعيد للناس رشدهم ..
فأول دعوة للهداية هي بتذكير الناس بالمعاد والحساب ، فعندما يتذكر الإنسان الحساب يصبح مهتما بسماع بقية الآيات.. لأن قلبه الناسي مُلئ بالمعاصي وسماع ذكر "الآخرة" يخيفه ..


{ أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ }
الصراحه أن الإنسان الناسي قد جرب واستمع في المرة الأولى قبل أن يقرر إقساء قلبه .. فلا يصح الحديث معه إلا باللهجة الغليظة لعله يتعظ قليلا ما ..


{ ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا السُّوأَى أَن كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِؤُون }
هنا ينكر الله بكلامه بعودة آيات ومعجزات للكافرين ، فخيرٌ لهم أن يتدارسوا هذه السورة بآياتها بدلا من أن تأتيهم معجزات فيكذبوها بقسوة قلوبهم فيحق عليهم العذاب فتفوت الفرص عليهم..


{ اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }
لا حياة لك من دون الله .. أقسم علماء الإسلام أن في القلب وحشة لا يملؤها إلا معرفة الله ومحبته ..


{ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ }
هنا يتأكد كلامي بأن العصاة ناسون للحساب والله يذكّرهم ..


{ وَلَمْ يَكُن لَّهُم مِّن شُرَكَائِهِمْ شُفَعَاء وَكَانُوا بِشُرَكَائِهِمْ كَافِرِينَ }
لكل إنسان في الحياة سندٌ يأوي إليه .. لكن حين تقوم الساعة لا سند إلا الله ..


{ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ }
تأكيد لما قبل ..


{ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ }
سُئل أحد الأئمة متى أجد الراحة ؟ قال له عند أول موطأٍ لك في الجنة ..


{ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاء الآخِرَةِ فَأُولَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ }
أخي أنت مخلوق للجنة ، ففي الدنيا أنت عابر سبيل ، فلا تجعلها أكبر همك ..


{ فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ }
الحياة كلها لله .. قال العلماء إن أردت الدنيا فعليك بالعلم ، وإن أردت الآخرة فعليك بالعلم ، وإن أردتهما معا فعليك بالعلم ..
واختلاف الليل والنهار آية من آيات الله ..


{ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ }
تأكيد بأن الحياة كلها لله .. الحمد بمعنى الفضل..


{ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِي الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ }
تأكيد على قيام البعث بعد الموت ، وما الموت إلا بداية والغافل يظنها النهاية ..


{ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنتُم بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ }
في الكتب الأخرى مذكور فيها : من تراب إلى تراب بدايةً ونهايةً ..


{ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }
الله واحد ولا صلة لك به إلا بالعبادة ، بينما الناس بينهم اتصالات أخرى ، من زواج وتعارف ونسل وغيره ..


{ وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ }
الله سبحانه سمح بالتفاضل بين الأمم ، فأنت المسلم تتعرف على الأمم الأخرى وحضارتها ولكن تحافظ على إيمانك .. وقبل زهو الغرب كان العرب سباقين لأسس العلم الذي بنى عليه الغرب علمهم الحالي .. فاعتز بدينك وهيئ له زهوًا جديدًا ..


{ وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ }
قال موسى الكليم لربه ألا تغفل ؟ فأوصاه أن يمسك وعائين من الماء ، فعندما نعس سيدنا موسى وقع الوعائان وتحطما ، فأوحى له الله بأنه يمسك السماوات والأرض بلا غفلة لثانية واحدة ..


{ وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاء مَاء فَيُحْيِي بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ }
هذه الآية من أكبر الإيمانيات للمسلم .. فتدبر آية المطر ..


{ وَمِنْ آيَاتِهِ أَن تَقُومَ السَّمَاء وَالأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِّنَ الأَرْضِ إِذَا أَنتُمْ تَخْرُجُونَ }
حين تقوم الساعة تتفكك السماوات ، وتحضن الأرض الناس في جوفها .. ثم يدعوك الخالق دعوة مباشرة فتلبي نداءه بالفطرة كلٍ على سواء الكافر والمؤمن ..


{ وَلَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ }
تأكيد على دعوة الخالق للأموات يوم الدين ..


{ وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }
الله عز وجل عندما يريد برهنة البعث ؛ يذكّرك ببداية خلقك .. وحتى إن احتاج سبحانه لبرهنة ذلك فإن له المثل الأعلى ..
وكل علماء الدنيا من أولهم لآخرهم ما قام لهم من مقام لولا أنهم برهنوا نظرياتهم منطقيًا ..
فقل لي من تحب أقل لك من أنت ..


{ ضَرَبَ لَكُم مَّثَلا مِنْ أَنفُسِكُمْ هَل لَّكُم مِّن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن شُرَكَاء فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنتُمْ فِيهِ سَوَاء تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنفُسَكُمْ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ }
تأكيد على التفسير السابق..
فالأنبياء عليهم السلام كانوا ينامون ولكن قلوبهم لا تنام ..
أما الأقوياء إن نام زعماؤهم خسروا قوتهم لغيرهم .. ولله المثل الأعلى ..


{ بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ فَمَن يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ }
الآن يبدأ الكلام في تمحيص إعراض العصاة .. فلكل معرض سبب في إعراضه .. وكل السور تبت بأن السبب واحد ، هو أهوائك التي تتعارض مع منهج الله ..
فإن أردت أن تكون قويا عليك بالتقوى .. وإن كان الله معك فمن عليك ؟ وإن كان عليك فمن معك ؟


{ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ }
نصيحة من الله لأوليائه بتقواه لكي يكونوا أقوياء ويتغلبوا على حضارات الغرب ..


{ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ }
وصية ونداء أخير من الله لأوليائه بأن يُعرضوا عمن أعرض ويركزوا جهدهم في أنفسهم بالتقوى والتقويم ..

{ مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ }
أمة الإسلام إن كانت تحت راية واحدة كانت ناجية ، وإن كانت مثل حالنا اليوم تغلب علينا الغرب ..
فانظر مثلا سورية تتبنى الرفض ، والفلسطينيون متفاوتون بين ذلك وعكسه ، والعرب مشرذمون لا يجتمعون على رأي .. أحزاب فرحة والله لا يحب الفرحين .. نسوا الأيتام والمآسي والفقراء وبنوا أمجادهم على أنقاض غيرهم .. فكانت شوكة الغرب قوية عليهم جميعا..
وكلهم اليوم يهابون إسرائيل .. لدرجة أنه إذا ما لوت أمريكا ذراع رئيسٍ منهم ، لخرّ لها ملبيا شروطها كيفما كانت..


{ وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُم مُّنِيبِينَ إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا أَذَاقَهُم مِّنْهُ رَحْمَةً إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ }
هنا يفنّد الله أحوال تلك الأحزاب اليوم ..
عند المرض تقول يا الله ، عند الموت تقول يا الله ..
لكن عند الفوز تقول أنا !
فهنا وصية مبطّنة للمؤمنين أن يستقيموا على الحمد في جميع أحوالهم حتى لا يخرجوا من ملة الله ..
لأن الشرك لا فائدة منه .. وأبسط مثال على المؤمن والمشرك هو حينما تمرض بدلا من أن تذهب للمستشفى تذهب للملهى ، فلم تجد معينا لك على المرض...


{ لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ }
تخيل أحدا من أحبائك ، يوما ما تخلى عنك .. تتخيل أن الدنيا كلها انتهت ..
ولله المثل الأعلى ، لا تجعل الله أهون الناظرين إليك ..


{ أَمْ أَنزَلْنَا عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا فَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِمَا كَانُوا بِهِ يُشْرِكُونَ }
استهزاء ورد قوي على الغافل .. هل لك برهان أن فوزك كان سببه أنت ؟ ..
وعلماء الإسلام علمونا أنه إذا ما أتتك نظرية لتؤمن بوجودها ابحث عن الدليل .. فكل قوي تحبه في الدنيا فنّد أسباب قوته ، ستجد أنه لا يكاد يساوي شيء لولا دعم غيره ..
بينما الله سبحانه وتعالى صمد ، متصرفٌ بذاته ، لا فضل لأحدٍ عليه.. وكل الخلائق تحتاج له ولا غنى لها عنه بأي حالٍ من الأحوال..
فيا أيها المؤمن ، قال النبي -ص- كفى على عدوك نصرا أنه في معصية الله .. أي أن الله حليفك ومُعادٍ له ..


{ وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بِهَا وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ }
أخي .. من قصص الصالحين أن أحدهم فقد أحد أولاده الأربع ، فقال الحمد لله فقدت واحدا ولم أفقد ثلاثة ..
أنت عند نزول الابتلاء تذكر لحظة الرخاء .. حتى لا يتذبذب إيمانك فبذلك تكن على صراطٍ مستقيم ..
بينما الآخرين عند نزول الابتلاء يتمكن اليأس من قلوبهم ..


{ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }
هنا حث خفي على اتباع نهج الغرب في بناء الحضارة ..
قال الله عز وجل وكذلك جعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ..


{ فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }
هنا وصايا الإسلام حين بناء دولته .. فلا فلاح لها إلا إذا أعطت الضعيف حقه ..
قال النبي -ص- : ويلٌ للقوي من الضعيف ، وويل للضعيف من القوي ، ويل للفقير من الغني ، وويل للغني من الفقير ..
وقال الحكماء أن العدل أساس الملك ..


{ وَمَا آتَيْتُم مِّن رِّبًا لِّيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلا يَرْبُو عِندَ اللَّهِ وَمَا آتَيْتُم مِّن زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ }
أبغض الدول على الله تلك التي تسمح بالربا ، حتى قال عنه في سورة البقرة { يا أيها الذين آمنوا ذروا ما بقي من الربا ، فإن لم تفعلوا فأْذنوا بحربٍ من الله ورسوله } ..
وقال أيضا { يمحق الله الربا ويربي الصدقات }
فأنت إن أردت الغنى فالله من أسمائه "المغْني" ..


{ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَفْعَلُ مِن ذَلِكُم مِّن شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ }
إن أردت أن تكون قويا فكن مع القوي ، وإن أردت أن تكون غنيا فكن مع المغني ، وإن أردت أن تكون سعيدا فكن مع الودود .....إلخ


{ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ }
أنت حين تُحْدث الفساد تبحث عن الله ، تبحث عن الحل ..


{ قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلُ كَانَ أَكْثَرُهُم مُّشْرِكِينَ }
أنت إن لم تتب إلى الله من الفساد سيصيبك مثل الأقوام السابقة ..


{ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لّا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ }
الكلام لم يعد موجه للكافرين إنما موجه للمؤمنين ..


{ مَن كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِأَنفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ }
ركز جهدك على نفسك وأعرض عن الكافرين .. أوجد الأعمال الصالحة التي تلهيك عن المفسدات وتكفّر بها عن سيئاتك وتقربك من الله فتصبح من الأولياء المُخلَصين ..


{ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِن فَضْلِهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ }
دلالة على تولي الله للمؤمن الذي يعمل الصالحات ..


{ وَمِنْ آيَاتِهِ أَن يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُم مِّن رَّحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }
المطر ينزله الله على كل الناس .. فما بالك إن كنت مؤمنا ؟ .. هذه دلالة على ميزة المؤمنين عند الله ..


{ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ رُسُلا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاؤُوهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَانتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ }
مهما تأخر النصر وأنت تبذل كل جهدك في سبيل الله لا بد أن ينصرك الله في النهاية بعد الصبر والمصابرة ..


{ اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاء كَيْفَ يَشَاء وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ }
النصر آتٍ لا محالة ، فلا يستخفنك الذين لا يوقنون ..


{ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلِ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْهِم مِّن قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ }
في الحرب تتزلزل قلوب المؤمنين وينتظرون نصر الله بفارغ الصبر ..


{ فَانظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }
أهم ما في الحرب أن تحقق الفتح بعد النصر وترى أناسا كثيرين من الطرف الآخر يدخلون في دين الله ..


{ وَلَئِنْ أَرْسَلْنَا رِيحًا فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا لَّظَلُّوا مِن بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ }
هنا الدليل على أهمية الفتح ورعاية قلبك لقلوب الآخرين ..


{ فَإِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاء إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ }
هنا ضرورة الإعراض عن دعوة الكافرين وضرورة محاربتهم بكل ما أوتينا من قوة ..


{ وَمَا أَنتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَن ضَلالَتِهِمْ إِن تُسْمِعُ إِلاَّ مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُم مُّسْلِمُونَ }
تأكيد على ما سبق ..


{ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ }
قال النبي -ص- نُصرت بالضعفاء ..


{ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ }
نسوا الله فنسيهم ..


{ وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَكِنَّكُمْ كُنتُمْ لا تَعْلَمُونَ }
الجهل أعتى أعداء الإنسان ..


{ فَيَوْمَئِذٍ لّا يَنفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ }
لا تقنط من رحمة الله إذا ما زلت قدمك فاستغفر الله وجدد توبتك وأوجد الحل لكل خطيئة..


{ وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَلَئِن جِئْتَهُم بِآيَةٍ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ مُبْطِلُونَ }
لا يوجد سورة إلا وتذكر عظمة القرآن ، فهنا جاء ذكرها في آخر السورة..


{ كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ }
مجددا إياك والجهل .. اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد ..


{ فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ }
وعدنا الله بالنصر شرط أن نطلب العلم ونصلح أنفسنا ونعد العدة للحرب ..
وهنا دليل ضرورة الصبر إن تأخر النصر ..


والحمد لله رب العالمين

وما كان اجتهادك إلا كما يفعل علماء الرسوم و الكلام فهم يفسرون و يجتهدون بغير ثقة او علم في الله ، لكن جعل الله لك نورا أن شاء الله لكي تصبح رجلا عالم يا اخي ( سميح ) .

تأخذ ( ألم ) ثم تحسبها حساب الجمل الصغير فتجد حسابها 8
ثم تضيف 7 حروف (بضع سنين) و تجعلها سنين.
ثم تجمع ( ألم 8 ) + ( بضع سنين =8+8=16 ثم تأخذ الألف الذي هو 1 فتكون النتيجة 15 .
ثم تترك هذا الحساب على جنب و تذهب الى حساب ( ألم) بحساب الجمل الكبير فتجد 71 .
تأخذ الآن الرقم 71 ثم تضربه في البضع سنين 71×8=568
ثم تاخذ المجموع 568 و تجمعه مع الباقي من الحياب الأول من السنين 15 فيكون الحساب 568+15=583
وهذا التاريخ 583 هو تاريخ فتح بيت المقدس ، لذلك فإن علمتم سر الحروف و الايات لعلمتم ما علمتم