لم يبقى من الدنيا؛ إلا نصف قرن

وردت اقوال عند اهل الكتاب من اليهود والنصارى تقول بأن عمر البشرية يقارب ال٧٠٠٠ عام وانه مضى منها بحدود ٦٥٠٠ او اكثر ربما مايقارب ال ٧٠٠٠ عام الا قليلا وبقي القليل من عمر البشرية ... وقد وردت العديد من الروايات التي تؤيد ذلك لكن معظمها ضعيفة.
فالمصادر التاريخية الدينية عند اهل الكتاب وليست مصادر علماء الالحاد تؤكد ان ما بين ادم وعيسى ما يقارب ال ٥٠٠٠ الى ٥٥٠٠ عام و عمر الامة الاسلامية الى الان ما يقارب ال ١٤٤١ عام او اكثر .... فهذا يقارب ال ٧٠٠٠ عام الا نصف قرن.

وفي الصحيحين عن ابن عمر مرفوعًا “ما أجَلُكُمْ في أَجَلِ مَنْ كَانَ قَبلَكُمْ إلا من صلاة العصر إلى مَغْرِبِ الشمس"
وَفُسِّرَ بأن مُدة هذه الأمة قدر خُمس النهار تقريبًا، والطبري ارْتضى أن الدنيا سبعة آلاف سنة، وأيده السهيلي بحديث عن ابن زمل، “الدنيا سبعة آلاف سنة بُعِثْتُ في آخرها” الدنيا هنا المقصود بها عمر البشرية والله اعلم.
لكن هذا الحديث ضعيف جدًا، وإسناده مجهول.

* اما الصحيح عندنا ما ورد في القرآن والسنة :

قول الله تعالى في مدة لبث نوح عليه السلام في دعوة قومه : ( فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاماً ).
من الاية نستنبط انه مكث في قومه يدعوهم إلى الإسلام تسع مائة وخمسين سنة. وقد اورد بعض المفسرين انه عاش بعد الطوفان ما يقارب ال ٦٠ عام ومنهم من قال اكثر من ذلك فالله اعلم.

المدة بين عيسى ونبينا محمد عليهما الصلاة والسلام : روى البخاري (3732 ) عن سلمان الفارسي قال : فترة بين عيسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام ستمائة سنة .

المدة بين آدم ونوح عليهما الصلاة والسلام :عن أبي أمامة أن رجلا قال : ( يا رسول الله أنبيٌّ كان آدم ؟ قال : نعم ، مكلَّم ، قال : فكم كان بينه وبين نوح ؟ قال : عشرة قرون ) رواه ابن حبان في " صحيحه " ( 14 / 69 ) والحاكم (2/262) وقال صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي ، وقال ابن كثير في " البداية والنهاية " ( 1 / 94 ) : هذا على شرط مسلم ولم يخرجه .

المدة بين نوح وإبراهيم عليهما السلام : ودليلها زيادة في حديث أبي أمامة رضي الله عنه السابق ... قال : كم بين نوح وإبراهيم ؟ قال : عشر قرون ) رواه الحاكم في " المستدرك " ( 2 / 288 ) وقال : هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ، والطبراني في " المعجم الكبير " ( 8 / 118 ) ، وورد كلام في تضعيف بعض رواة الحديث ، وصححه الألباني بشواهده.

المدة بين موسى وعيسى عليهما السلام :قال القرطبي : واختلف في قدر مدة تلك الفترة فذكر محمد بن سعد في كتاب الطبقات عن ابن عباس قال كان بين موسى بن عمران وعيسى بن مريم عليهما السلام ألف سنة وسبعمائة سنة ولم يكن بينهما فترة وأنه أرسل بينهما ألف نبي من بني إسرائيل سوى من أرسل من غيرهم وكان بين ميلاد عيسى والنبي صلى الله عليه وسلم خمسمائة سنة وتسع وتسعون سنة ." تفسير القرطبي " ( 6 / 121 ) .
قال ابن حجر : وقد اتفق أهل النقل على أن مدة اليهود إلى بعثة النبي صلى الله عليه وسلم كانت أكثر من ألفي سنة ومدة النصارى من ذلك ستمائة ." فتح الباري " ( 4 / 449 )

اختلاف العلماء في تحديد القرن هل هو مائة عام أم هو الجيل ، فإن كان الصحيح أنه الجيل فإن الثابت من أعمار أهل تلك الفترة هو جزء من عمر نوح وهو الذي قضاه في دعوته ، ولا نعلم كم كان معدَّل أعمار بقية أهل تلك الأجيال.

و لو حسبنا ان المهدي سيخرج هذه السنة او السنة القادمة وان المهدي سيحكم ما بين ال ٧ الى ال ٩ اعوام والمسيح عليه السلام ٤٠ سنة فهذه ٥٠ سنة اي نصف قرن ثم بعد ذلك ستخرج الشمس من المغرب وتخرج الدابة وباقي علامات الساعة الكبرى كالخسوفات و النار التي تحشر الناس و الريح التي تأخذ ارواح المؤمنين الخ ...

خلاصة القول أن الارض شارفت على نهايتها وموتها وهذا نسمعه كل يوم على لسان علماء كبار .... وايضا البشرية وصلت الى اوج انحطاطها ولا اعتقد انه بقي الا القليل وتنتهي الامور .

والله اعلم .