اجتهاد #2 في تفسير سورة آل عمران

من طرف قارئ الفرقان الخميس مايو 09, 2024 3:07 am

نكْمل مع الآية رقم 7

{ هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَاب }
أتعجّب من بعض معادي الإسلام الوقوف على مسائل نقدية ، بدلاً من الوقوف على فتنٕ إيمانية ، فحق فيهم قوله تعالى (قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيم).

{ رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّاب }
اخى القارئ ، ما فائده أن نقبل بالإسلام إن لم يعطنا الله املا بمستقبل ديننا ، ( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولائِكَ هُمُ الْفَاسِقُون ).
إن لم تجد جوابا إسلاميا لكل مشكلة شخصية تواجهك فأنت حتما لا تعيش في هذه الدنيا.
في الدنيا أزر رباني ، وفي الآخرة جنةٌ فوق ما تتمنى.

{ رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَاد }
كم من النعاوي الجديدة تقرأ بالجرائد كل يوم ؟! أيُعقل أن نموت وتنتهي الدنيا والمظلوم لا يقتص من الظالم ؟
{ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلادُهُم مِّنَ اللهِ شَيْئًا وَأُولائِكَ هُمْ وَقُودُ النَّار }
تأكيد لما سبق.
قال رسول الله -ص- (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له).
و لي في حديث النبي -ص- ( لا مهدي إلا عيسى ) اجتهاد ؛ يجب ألا تركِن الناس أعمالها وتعتمد حينة ظهور مخلّصٍ لها.

{ كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ اللهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللهُ شَدِيدُ الْعِقَاب }
توجيه الكلام للمحرضين ضد الإسلام. { وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون } بمعنى أن عقاب الله لتلك الأقوام ما كان ظلماً لهم بل كان انتقاماً منهم لأنهم فسقوا -اتبعوا الشهوات الحرام- فأخذهم الله بذنوبهم.
أنت مَن ؟! أنت كلك لله سبحانه وتعالى.
وتفسير الآية كالتالي.. تأمل جمال النسق بين آل عمران وآل فرعون. قوم فرعون ومَن قبلهم أذنبوا وأسرفوا في الشهوات ، فجائهم العلاج السماوي ، فلم يتبعوه ، وتعرضوا لأصحابه وشخصهم بالأذية والتكذيب ، فقال رسولهم ربي إنَّ قومي كذّبون ، فجاء العقاب.

{ قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَاد }
جاء النبي لقتلى قريش في نهاية بدر الكبرى فخاطب جثثهم وناداهم بأسمائهم : يا فلان يا فلان ، أوجدتم ما وعدكم ربكم حقا ؟ فإني قد وجدت ما وعدني ربي حقا... إلى آخر القصة.
أنت موعود بالاستخلاف في الارض. لكن هذا لا يعني عدم السعي له مهما كان نوع الاستخلاف. على سبيل المثال ، آية { أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِير* الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيز } هذه الآية أذانٌ (بالقتال).

تمت المشاركة بحمد الله ، إلى حين لقاءٍ آخر والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته.