اجتهاد #3 في تفسير سورة آل عمران

من طرف قارئ الفرقان الجمعة مايو 10, 2024 6:50 pm

وصلنا في الحديث إلى الآية رقم 13

{ قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُم مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاء إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُولِي الأَبْصَار }
هذا ليس مثال على القتال ، هو عبرةٌ لأصحاب البصيرة ، كيف أن الإيمان يدب في قلب أحدهم ببركة الله والآخر يراه بعينه مثله لكن بصيرته مغشي عليها بلا إيمان بفعل سلطان الشهوات. فاحمد الله على نعمة الإيمان { وما كان لنفسٍ أن تؤمن إلا بإذن الله ، ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون }.

{ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآب }
هذه الآية مقدمة لما بعدها حول عملية دخول كهف الإصلاح. لتزكية النفس وتنقيتها من دنس الشهوات الحرام.
وهذا امتحان يُكرم المرء فيه أو يُهان. اختبارٌ قلبي رباني لمن هو مستعد بالتضحية أم يألّه شهواته الدنيا.
لذلك بدأ الخطاب موجها للعقل ، ثم معاتبة القلب.

{ قُلْ أَؤُنَبِّئُكُم بِخَيْرٍ مِّن ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللهِ وَاللهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَاد }
قال رسول الله -ص- (من ترك شيئا لله أبدله الله خيرا منه).

{ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّار }
أولا الإيمان شريطة دخول الكهف. بعد الصلاة تتذكر ذنوبك فتتبعها بالاستغفار ودعاء الله لك بالإصلاح (اللهم آتِ نفوسنا تقواها وزكّها فأنت خير من زكّاها أنت وليها ومولاها) آمين.
وزكاة النفس ليست بيدك فاسألها من الله { وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاء وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيم }.

{ الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَار }
_ يقول المثل الشعبي (كُلُّ ممنوعٍ مرغوب) لذلك فالامتناع عن تلبية الشهوات المسرفات يتطلب إرادة وقوة عزيمة وقوة عقلٍ سليم واختيارات صائبة إلى حين توبةٍ نصوح.
_ قال النبي -ص- (الصدق يهدي إلى البر ، والبر يهدي إلى الجنة.. والكذب يهدي إلى الفجور ، والفجور يهدي إلى النار..).
_ شرط نجاح أي أمرٍ في الحياة هو الاختيارات السليمة ، فإن عـُرض عليك الإسلام واخترت الاختيار الصحيح ووقفت الموقف السليم كنتَ أسعد الناس.

{ شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيم }
قد يتسائل أحدهم لمَ يشهد الله ؟ وهل هناك خيرٌ من الله ليشهد.
الله سبحانه وتعالى لا يحجر في الرزق كافرا عن مؤمن ، ولا مؤمن عن كافر. كلهم عباده وهو مسؤول عن إرزاقهم.

إخوتي أخواتي أودعكم إلى لقاءٍ آخر والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته.