رد: ما هو الفرق بين الشرك الأصغر و الأكبر

من طرف طالب علم الجمعة أغسطس 04, 2017 1:41 am

السلام عليكم
قال تعالى : ( مَن كَفَرَ بِاللَّهِ مِن بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَٰكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) هذه آية عن الشرك الأكبر و هي تقرر أن العبرة بالقصد و النية و ما في القلب ، غير أنه في حال انتفاء حالة القهر و الإكراه فإن الأفعال و الطقوس و العبادات الشركية التي تفرد و تخص غير الله بالربوبية و الألوهية... تكون غالبا مصحوبة بنية و قصد إعطاء المخلوق مرتبة و صفة و أفعال الخالق و اعتقاد ذلك .
أما قولك : ( الفرق عندهم بين الشرك الأصغر و الأكبر أن أحدهما ذريعة للثاني و بالتالي الشرك الأصغر يصير معصية أو كما قالوا كبيرة من أكبر الكبائر لكنه طبعا ليس شركا في ذاته و بالتالي لماذا سماه الشارع شركا و لم يسمه كبيرة أو معصية لأنه في الأخير ليس شركا؟ ) فليس ذلك الفرق الوحيد و لا الأساسي ، الفرق بينهما يكمن في الدرجة و نسبة الخفاء و الوضوح و المباشرة و الصراحة ، و في القصد و النية ، و في الحكم ، و لذلك تم التفريق بينهما في التسمية ، فليس الأمر اعتباطا ، و قد سمي شركا لأنه يتضمن معنى الشرك حتى و إن لم يدركه و يعيه صاحبه ، فالفعل كتعليق التمائم و السحر مثلا يستبطن و يفترض التأثير و الفعل و النفع و الضر ... في غير الله تعالى ، و بما أن المعنى و الإعتقاد.. ليس بنفس فجاجة و لا صراحة و لا إطلاقية أفعال و أقوال و اعتقادات الشرك الأكبر ، فقد صنف و ميز و سمي شركا أصغر تدقيقا و تخصيصا و تمييزا عن سائر الذنوب و المعاصي ، و إلا فإن الشرك كبيرة و معصية ، غير أنه معصية لا ككل المعاصي ، فوجب التفريق .

من طرف طالب علم الجمعة أغسطس 04, 2017 1:55 am

( كيف علموا أن من علق تميمة لا يخرج من الدين؟ لا أدري ) اختلف العلماء في ذلك و ربطوه بالإعتقاد و النية و ما في القلب ، فإن كان اعتقاد النفع و الضر في التميمة بذاتها فهو شرك أكبر ، و الله تعالى أعلى و أعلم .

من طرف sunna703 الجمعة أغسطس 04, 2017 2:15 am

الذي أعلمه أن السحر كفر ما لم يكن من عقاقير و ليس كفرا أصغرا. ان كان ما يفرق بينهما في الجوهر هو النية و الاعتقاد فمعناه أن حقيقة الشرك تكمن في النية و ليس للعمل دخل فيها اذ أن الاعتقاد الشركي شركي بدون عمل شركي و بالتالي يصير العمل الخالي من الاعتقاد الشركي ليس شركا لا صغير و لا كبير هذا الذي أفهمه أنا.قضية الخفاء و الوضوح هذا أمرها آخر و حتى في الشرك الأكبر فيه من هو خاف عنه و منه و من هو واضح و مع ذلك يعتبر العمل شركا فهذا أيضا لا أراه يحل المشكلة.
ان كان هناك من العلماء من يعتبر مجرد تعليق التمائم شرك(و أظنه كذلك) بعض النظر عن اعتقاد صاحبه فهذا يؤكد صعوبة القضية

من طرف طالب علم الجمعة أغسطس 04, 2017 7:03 am

وراء الفعل و العمل دائما هناك نية و قصد و معنى ، قد يكون الشرك نية و فعلا خالصا للقلب و قد يقترن بطقس و بفعل معين ، هنا يصبح العمل علامة و مؤشرا على الشرك خصوصا إذا قترن أو سبق بتوعية من يقدم عليه و بيان الحكم و إقامة الحجة ، كما أن هناك أفعالا شركية لا نحتاج فيها للكشف عن النية في الظروف العادية لأنها دالة مقترنة بمدلولها الشركي ، عبادة الأصنام مثلا لها معنى و نية شركية أكيدة فلا نحتاج إلى شق صدر صاحبها للتأكد من النية ، أنت قلت بأن الحكم بشركية عدم الحكم بما أنزل الله تعالى مرتبط بالإعتقاد بأن ذلك حلال و ليس بالفعل في حد ذاته ، مع أن القضية خلافية ، فأتيتك بآية تبرهن على أن الأمر عام و مطرد في كل الأفعال ، فما حكم من أكره على اليجود لماك أو صنم و قلبه مطمئن بالإيمان ؟ الآية واضحة و صريحة ،
أما قولك : ( إن كان هناك من العلماء من يعتبر مجرد تعليق التمائم شرك(و أظنه كذلك) بعض النظر عن اعتقاد صاحبه فهذا يؤكد صعوبة القضية ) فالحكم و الإستنتاج فيه مرتبط بالشرط أي بكلمة ( إن كان ) أما في حال عدم صحة الفرض و الشرط أو عدم الأخذ به و هو واقع لاختلاف العلماء فإن النتيجة ( أي الحكم بصعوبة القضية ) تسقط ، و للعلماء القائلين بعدم اعتبار تعليق التمائم شركا بدون حصول الإعتقاد الشركي مستند نصي .

من طرف طالب علم الجمعة أغسطس 04, 2017 7:16 am

إذا أخذنا برأيك بالحكم بالشرك لمجرد الفعل ، فسنصادم النصوص ، مثلا الآية الكريمة التي أوردتها آنفا ، كما سنسقط في الظاهرية ، و في إشكالات عملية هي ما أراد الفقهاء تجنب الوقوع فيه ، فالقول بالشرك الأصغر و الأكبر و كذا بالكفر دون كفر .. هذا من التيسير و المرونة مع مراعاة المقاصد و النصوص و الضرورات ، هذا هو الإطار الذي يشتغل فيه الفقه ، و إلا سنحكم بكفر و شرك قطاع كبير من المسلمين ، و كل الحكام ، و هو ما سيفتح الباب لأشياء كثيرة.

من طرف sunna703 الجمعة أغسطس 04, 2017 8:48 am

"أنت قلت بأن الحكم بشركية عدم الحكم بما أنزل الله تعالى مرتبط بالإعتقاد بأن ذلك حلال و ليس بالفعل في حد ذاته ، مع أن القضية خلافية"
أنا لم أقل بهذا بل حكيت مذهب اللجنة و قلت أن هذا يصادم ما قررت هي في الشرك الأكبر حيث اشترطت له هنا الاستحلال.

"ذا أخذنا برأيك بالحكم بالشرك لمجرد الفعل ، فسنصادم النصوص ، مثلا الآية الكريمة التي أوردتها آنفا"
اذا كان العمل مجرد دليل على نية القلب فما وجه كون الشرك الأصغر اثما اذ عمل القلب "الشركي" منتفي عنه؟

يعني بعبارة أخرى عمل القلب هو الكل و الأساس فان انتفى فينتفي الكل فيصير العمل لا شيء لكن في الشرك الأصغر لم يصر العمل عبثا أو لا شيء بل صار من أكبر الكبائر فلا أدري ما هي نية من يعلق التمائم؟ ان كانت النفع من دون الله أشرك شركا أكبر و ان لم تكن كذلك فمعناه أنه يعتقد أنها وسيلة شرعية وضعها الله و هذا لا يكون الا بحديث مكذوب حتى يبررها و هنا يصير العبد جاهلا مخطئا و ليس له علاقة مع الشرك فما هي الحالة التي تجعله آثما و لكن أقل من الشرك الأكبر؟ لا أدري

أخيرا كوننا نحكم على قطاع كبير من المسلمين و كل الحكام بالكفر هذا لا يهمنا لأنه ليس عندنا ما يصادم هذا من الوحي. ليس لدينا وحي أن حكام هذا العصر مسلمون أو أغلبهم أو أي شيء فلا يمكن القياس عليهم و نفس الشيء بالنسبة للمسلمين.

أخيرا أنا قلت اذا كان جزء من العلماء اختلف في تعيين عمل هل هو من الأصغر أو الأكبر يشعرنا أنه لا يوجد ذاك الفرق السهل بينهما بحيث من قرأ تعريفهما يمكنه التفريق بينهما بسهولة لهذا اختلف العلماء فيه.

من طرف طالب علم السبت أغسطس 05, 2017 2:25 am

( إذا كان العمل مجرد دليل على نية القلب فما وجه كون الشرك الأصغر اثما اذ عمل القلب "الشركي" منتفي عنه؟ )وراء كل فعل نية و قصد و معنى يعطيه له صاحبه و إلا كان عبثا ، تعليق التمائم مثلا لا يخلو من ذلك ، غير أن النوايا و المعاني تختلف و هي مراتب ، فما دام الفعل و النية لم تصل لدرجة العبادة و اعتقاد النفع في ذات الشيء فإنه شرك أصغر و لا ضير أن يسمى معصية ، غير أنه لا يصل لدرجة التعبد و التعظيم و التسوية مع الله تعالى ، لذلك ليس شركا أكبر ، نعم نية أو علة الشرك الأكبر منتفية لكن هناك فعل شركي قلبي أصغر ملازم للمعصية حتى و إن لم يدركه صاحبه ، و التسمية فيه بعد و فائدة تربوية توعوية أيضا ، فالرياء مثلا فيه معنى الشرك حتى و إن لم يدركه فاعله و تصنيفه شركا أصغر فيه من التحذير و التنبيه و الردع و التشنيه ما ينفر منه المسلمين .
تدعي أنه ليس لدينا من الوحي ما يصادم تكفير قطاع كبير من المسلمين و الحكام فتتساهل في تكفيرهم لمجرد الفعل بغض النظر عن النية و العلة مع ما سقته لك في الآية السابقة و هي تتعلق بالشرك الأكبر ، و رغم عظم و خطورة الأمر و تبعاته في الدنيا و الآخرة ، و في نفس الوقت تتشدد و تصبح أكثر حذرا و احترازا في مسألة الشرك الأصغر كما يتبين من كلامك المقتبس أعلاه و في قولك ( ...و هنا يصير العبد جاهلا مخطئا و ليس له علاقة مع الشرك فما هي الحالة التي تجعله آثما و لكن أقل من الشرك الأكبر؟ لا أدري ) لماذا لا تطبق هذا الحكم و هذا المنطق على من لا يحكم بما أنزل الله و هو في حالة إكراه و عدم استحلال ؟ فأين الإتساق و الإنسجام و التوازن و الإطراد في المنهج ؟
أعطي مثالا لتتبين أهمية النية في الفعل الشركي : 1) حكم الصوم أو الصلاة أو أية عبادة.. بلا نية ؟ 2) تقبيل الحجر الأسود ليس شركا لأن الشارع قرره و سنه ، فالأمر توقيفي ، و كذلك في تعليق التمائم ، الأمر توقيفي : [size=39]فعن عقبة بن عامر الجهني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل إليه رهط فبايع تسعة وأمسك عن واحد، فقالوا يا رسول الله: بايعت تسعة وأمسكت عن هذا ! فقال:{إنَّ عليه تميمة} فأدخل يده فقطعها، فبايعه وقال: {من تعلَّق تميمة فقد أشرك}. رواه أحمد والحاكم.ورواته ثقات .[/size]

[size=39]وعن زينب امرأة عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قالت :[/size]
إن عبد الله رأى في عنقي خيطاً فقال: ما هذا ؟ قلت : خيط رقي لي فيه، قالت: فأخذه ثم قطعه، ثم قال: أنتم آل عبد الله لأغنياء عن الشرك؛ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: {إن الرُّقى والتمائم والـتِّوَلَة شرك}. رواه أحمد وأبو داود.
هذا علاوة على مستند سد الذرائع و هي قاعدة فقهية معتبرة .

من طرف طالب علم السبت أغسطس 05, 2017 2:43 am

( ... فلا أدري ما هي نية من يعلق التمائم؟ ان كانت النفع من دون الله أشرك شركا أكبر و ان لم تكن كذلك فمعناه أنه يعتقد أنها وسيلة شرعية وضعها الله و هذا لا يكون الا بحديث مكذوب حتى يبررها و هنا يصير العبد جاهلا مخطئا و ليس له علاقة مع الشرك ) و إن لم تكن كذلك أشرك شرما أصغر ، و هذا تأويل للحديث النبوي الذي أوردته سابقا لأن الرسول صلى الله عليه و سلم حكم بذلك ، و في حال عدم وجود النية المنوه إليها سابقا وجب التفريق و التمييز و أيضا اعتبار حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم و إعماله ، فكان المخرج اعتبار الفعل شركا دون شرك . و لا يؤثر فهم و اعتقاد معلق التميمة أنها سبب و وسيلة شرعية في كونها غير شرعية و شركا أصغر مع تأثيره في جهة صرفها عن حكم الشرك الأكبر ، و هذا يشبه تصنيف و تسمية المرابي رباه بيعا ، فلا يؤثر ما دام الشارع سماه وصنفه و حكم عليه ربا ، قال تعالى : ( الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا ۗ وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا ۚ فَمَن جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىٰ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَمَنْ عَادَ فَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ )

من طرف sunna703 السبت أغسطس 05, 2017 2:46 am

شكرا على المجهود و ان لم أواقف
لما تقرأ كلامي فيجب عليك أن تفرق متى أضرب مثالا على قاعدة في معرض الجدل ربما لابطال شيء أو لاثباته و بين أن أتبنى واحدا فيهما
مثلا ممكن أن أنفي شيء و ليس معناه أنا أنفيه لما أفهمه لنفسي بل على حسب أدلة الخصم الأولى نفيه حتى يستقيم كلام الخصم.
أنا أعتبر الاكراه في الحكم بغير ما أنزل الله و في كل كفر.
أنا لا أتساهل في التكفير قلت فقط ليس عندنا من الوحي ما يؤكد أن أغلب مسلمي اليوم اسلامهم صحيح فلو قال قائل أن أغلبهم كفار لا أعلم ما يصادم هذا الرأي من الوحي و بالتالي لا يمكننا أن نجعل أسلمت أغلب الناس شرطا علينا هذا كل ما أردت قوله.
أختصر المسألة ان شاء الله بخاصة أنك نقلت لنا نصين مهمين, فلو فهم منهما شخص أن تعليق التمام شرك يخرج من الدين كيف الرد عليه؟
و أيضا ما هي نية القلب في تعليق التمائم؟ هل من يعلقها ليس له نية؟
أنا أوافقك أن لكل عمل نية فان كان الشرك الأكبر لا تنفك عنه النية الشركية ففي الشرك الأصغر كيف تنفك عنه و مثاله هنا تعليق التميمة؟

من طرف sunna703 السبت أغسطس 05, 2017 2:48 am

أظن أن القضية معقدة و لا يمكن فكها بسهولة حتى نصوص الشرك الأصغر غليضة في ظاهرها و لا أدري ان كان معك نص صريح في الشرك الأصغر يبين أنه لا يهلك صاحبه

من طرف sunna703 السبت أغسطس 05, 2017 2:48 am

على كل حال شكرا على بحثك

من طرف طالب علم السبت أغسطس 05, 2017 2:58 am

أخيرا أنا قلت اذا كان جزء من العلماء اختلف في تعيين عمل هل هو من الأصغر أو الأكبر يشعرنا أنه لا يوجد ذاك الفرق السهل بينهما بحيث من قرأ تعريفهما يمكنه التفريق بينهما بسهولة لهذا اختلف العلماء فيه.) العلماء وضعوا تعريفا به حد و ضوابط و شروط ، و ربطوا الشرك بالقصد و النية ، كما أنهم أعطوا أمثلة ، و لكل تعريف إستثناءات و حالات شاذة أو مستعصية ، و الإشكال هنا عملي أكثر مما هو نظري و يتعلق بتحديد و تعيين و كشف النية و القصد الكامن وراء العمل ، فأنت لا تستطيع تعيين نوعية شرك من يذبح عند قبر و لا من يحلف بغير الله لأنك لا تعلم نيته هل فيها عبادة و تقرب لغير الله ، و هل فيها تعظيم و تسوية للمخلوق بالله تعالى ..

من طرف طالب علم السبت أغسطس 05, 2017 2:58 am

لك الشكر أنت أيضا على بحثك أخي الكريم

من طرف طالب علم السبت أغسطس 05, 2017 3:02 am

عموما التوبة تغسل كل شيء بإذن الله تعالى ، العلماء قالوا إن صاحب الشرك الأكبر يخلد في النار إذا لم يتب و لقي الله تعالى على شركه ، أما صاحب الشرك الأصغر فلا يخلد في النار ، و هذا لا يعني أنه لا يدخلها إن لم يتب . و الله تعالى أعلم .