بحـث
المواضيع الأخيرة
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 7592 عُضو.آخر عُضو مُسجل هو Kemo007 فمرحباً به.
أعضاؤنا قدموا 74208 مساهمة في هذا المنتدى في 12054 موضوع
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 143 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 143 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحثلا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 195 بتاريخ الأربعاء نوفمبر 27, 2024 3:41 pm
إعلانات تجارية
لا يوجد حالياً أي إعلان
ابن عربي يقول أن المهدي إسمه ربيع
+9
سعد قصر
عضو
العقاب الغريب
أسعد إنسان
محمد العربي
محمد بن عيسى
زائر1
راقي
فايز
13 مشترك
موسوعــــــــة الرؤى في زمن بداية النهاية :: Þ-Þ-------Þ الإمـــــــــــام المهــــــــــدي عليــــــــــه الســــــــــلام
صفحة 7 من اصل 8
صفحة 7 من اصل 8 • 1, 2, 3, 4, 5, 6, 7, 8
رد: ابن عربي يقول أن المهدي إسمه ربيع
فلتعلم اخي اني لاابغضك...... لكني ابغض المبتدعة الدجالون وظانين بالله ضن السوء ..... والذين يتكلمون على لسانهم ويبررون لهم دجلهم. وانا اتمنى لك الجنة لانك مسلم........... منقول من مؤسسة الدرر السنية
الرئيسة
الموسوعات
مكتبة الدرر السنية
الصفحات المتجددة
المشرف العام/
إصداراتنا التعريف بالموقع مداد المشرف
البحث الشامل ...
محرك بحث المواقع العلمية ...
موسوعة الفرق
الرئيسة موسوعة الفرقالباب العاشر: الصوفيةالفصل الرابع عشر: عقيدة المتصوفة في الله عزَّ وجل، وفي الرسول صلى الله عليه وسلم
كلمات البحث ...
المبحث الأول: عقيدة المتصوفة في الله عزَّ وجل
الله عز وجل هو الواحد الأحد الفرد الصمد، خلق المخلوقات وأوجدها، وأمر الثقلين والجن والإنس بأوامر، ونهاهم عن نواه، من قام بامتثال أمره فيها دخل في طاعته، ومن أبى صار من أعدائه، وهو غني عن الخلق وعبادتهم، وجعل لكلا الفريقين جزاء عادلاً إما الثواب وإما العقاب.
وقد وصف الله نفسه في كتابه الكريم ووصفه نبيه بالصفات الثابتة له عز وجل فهو رب كل شيء ومالكه، إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا[مريم:93- 95]
ولقد استقر في أذهان العقلاء مباينة الله لخلقه وقربه منهم بعلمه وإحاطته وأنه متفرد بالأسماء الحسنى والصفات العليا ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، وأمرنا عز وجل أن نصفه بما وصف به نفسه في كتابه الكريم وبما وصفه به نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم غير معطلين ولا محرفين ولا مكيفين، ذاته لا تشبه ذوات خلقه، وصفاته لا تشبه صفات خلقه حتى وإن اتفقت التسمية فإنها لا تتفق في الحقيقة وتبقى المباينة بين الحقائق مما لا يخفى إلا على من لم يفهم الحق.
هذا هو الاعتقاد الذي أمر الله العباد به فما هو موقف الصوفية منه. إن المتتبع لعقائد زعماء الصوفية يجد أنهم يعتقدون بوجود معبود لا حقيقة له قائمة بذاته، معبود لهم يذكر في الشريعة الإسلامية ولم تدل عليه العقول ولا الفطر السليمة إنه معبود غير رب العالمين تعالى وتقدس.
يظهر في صورة الصوفي العابد الذي وصل إلى مرتبة النيابة عن الله في تصريف أمور هذا الكون والتحكم فيه بحكم نيابته عن الله وعلمه بكل المغيبات ورؤيته لله في كل وقت لارتفاع الإنية بينه وبين الله عز وجل الذي يظهر أحياناً في صورة شاب وأحياناً في صورة الآكل والشارب، وأحياناً في صورة شخص كأنه محجور عليه تعالى بعد أن فوض الكون وما فيه إلى أقطاب الصوفية يتصرفون فيه بما يشاءون، كما تفيد أقوالهم وتبجحهم بذلك.
الحلول:
لقد أصبح الحلول من لوازم الصوفية الغلاة ومن المبادئ الأساسية عندهم، وكتبهم مملوءة بذلك نثراً ونظماً، وقد اختلف العلماء في تعريف الحلول:
فمنهم من قال: هو اتحاد جسمين بحيث تكون الإشارة إلى أحدهما إشارة إلى الآخر كحلول ماء الورد في الورد.
ومنهم من قال: هو اختصاص شيء بشيء، بحيث تكون الإشارة إلى أحدهما عين الإشارة إلى الآخر.
واستعمل بعض المتصوفة لفظ الحلول ليشيروا به إلى صلة الرب والعبد واللاهوت والناسوت، بمعنى أن الله تعالى يحل في بعض الأجساد الخاصة، وهو مبدأ نصراني وأول من أعلنه من الصوفية الحسين بن منصور الحلاج، حين عبر عن ذلك في أبياته الشعرية التي يقرر فيها أن الله تعالى حل في كل شيء، وأنه لا فارق بين الخالق والمخلوق.
أنا من أهوى ومن أهوى أنا نحن روحان حللنا بدنا
فإذا أبصرتني أبصرته وإذا أبصرته أبصرتني (1)
والقائلون بالحلول منهم من قصر الحلول وخصه ببعض الناس، كقول النصارى بالحلول في عيسى عليه السلام، وكقول بعض غلاة الشيعة كالخطابية الذين اعتقدوا أن الله حل في جعفر الصادق، والسبئية الذين قالوا بحلول الله في عليّ، ومثله قول النصيرية فيه، وقول الدروز بحلوله عز وجل في شخص الحاكم.
وفريق آخر قال بالحلول العام، وأن الله حال في كل شيء، وأنه في كل مكان، وهؤلاء تأثروا بالفلسفة الطبيعية عند اليونان – وهم الجهمية ومن قال بقولهم.
ويمثل الحلول العام البسطامي في قوله: "رفعني مرة فأقامني بين يديه وقال لي: يا أبا يزيد إن خلقي يحبون أن يروك، فقلت: زيني بوحدانيتك وألبسني أنانيتك وارفعني إلى أحديتك حتى إذا رآني خلقك قالوا رأيناك، فتكون أنت ذلك ولا أكون أنا هناك". مَّا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلا كَذِبًا[الكهف:5].
وهذا الطلب الغريب العجيب يريد به أبو يزيد البسطامي كما تقدم أن يحتال على الله عز وجل ليصبغ عليه الوحدانية ويرفع ما بينه وبين البسطامي من الإنية بحيث إذا قال الله عز وجل "أنا" وقال البسطامي "أنا" انعدم الفرق بينهما، وحينئذ يمثل البسطامي الله عز وجل تمام المماثلة، فإذا شوهد البسطامي شوهد عند ذلك الخلاق العظيم – سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علواً كبيراً.
وليس هذا فقط، بل أحياناً يختلط الحابل بالنابل فيحصل بين الرب والعبد مدّ وجزر حسب ما يتصوره ابن عربي في قوله:
ففي حال أقربه وفي الأحيان أجحده
فيعرفني وأنكره وأعرفه فأشهده
فإني بالغني وأنا أساعده وأسعده
فيحمدني وأحمده ويعبدني وأعبده (2)
ولعله بعد هذه المراوغة استقر الأمر على أن الله هو نفسه كل موجود على ظهر الأرض؛ فهو العاشق والمعشوق، والرجل والمرأة، فالأجسام صور عنه، وذلك في قوله:
فمن ليلى ومن لبنى ومن هند ومن بثينه
ومن قيس ومن بشر أليسوا كلهم عينه (3)
وفي قوله أيضاً:
فعين الخلق عين الحق فيه فلا تنكر فإن الكون عينه
فإن فرقت فالعرفان باد وإن لم فاعتبر فالبين بينه (4)
وقد ملأ كتابه الذي سماه بـ (الفتوحات المكية) أشعاراً وشروحاً لها حول هذا الاتحاد والحلول.
ويقول ابن الفارض عن الذات الإلهية كما يتصور:
ففي النشأة الأولي تراءت لآدم بمظهر حوا قبل حكم النبوة
وتظهر للعشاق في كل مظهر من اللبس في أشكال حسن بديعة
ففي مرة لبنى وأخرى بثينة وآونة تدعى بعزة عزت (5)
ومن هنا نشأ عند ابن الفارض الفوضى الفكرية في تداخل جميع الأديان الحق منها والباطل، حتى صارت بجميع أشكالها شكلاً واحداً، فكأنه أراد أن يجمع بين الليل والنهار، والحار والبارد، والحق والباطل، فتصور أن الملل كلها سواء كانت شركية وثنية أو مجوسية أو نصرانية أو يهودية، الكل عنده يرجع إلى مصدر واحد وحقيقة واحدة هي الله.
وتائيته المشهورة مليئة بتأكيد هذا الخلط والاضطراب، فهو بعد أن قرر أن جميع العبادات وجميع الأفعال التي تصدر عن الناس هي نفسها أفعال الله قال عن المجوس:
وإن عبد النار المجوس وما انطفت كما جاء في الأخبار في ألف حجة
فما عبدوا غيري وإن كان قصدهم سواي وإن لم يعقدوا عقد نيتي
رأوا ضوء ناري مرة فتوهموه ناراً فضلوا في الهدى بالأشعة (6)
وكثير من مثل هذا الهذيان في أشعارهم هو وسائر غلاة الصوفية ممكن هم على شاكلته أنهم يتصورون معبودهم يتجلى في صورة امرأة؛ ولهذا نجد أن الصوفية يلهجون بذكر النساء، ويرونهم أكمل وأتم وأجمل لتعينات الذات الإلهية التي يعتقدونها فيهن، وهذا واضح جداً في تلك العناية التي لقيتها المرأة في الأدب الصوفي من التذلل لها والتشبث بها والتفتن في وصفها.
ومما قاله ابن عربي في تقريره حول الله تعالى عن كلامه في المرأة أن الأمر بالغسل؛ لأن الحق غيور على عبده أن يعتقد أن يلتذ بغيره، فلهذا أحب النبي صلى الله عليه وسلم النساء لكمال شهود الحق فيهن، إذ لا نشاهد الحق مجرداً عن المراد، فشهود الحق في النساء أعظم شهود وأكمله، وأعظم الوصلة والنكاح… قال: فمن جاء لامرأته أو لأنثى بمجرد الالتذاذ ولكن لا يدري بمن كما قال:
صح عند الناس أني عاشق غير أنهم لا يعرفوا عشقي لمن
كذلك هذا أحب الالتذاذ فأحب المحل الذي يكون فيه، - هو المرأة -، ولكن غاب عنه روح المسألة فلو علمها لعلم بمن التذ؟ ومن التذ؟ وكان كاملاً قال من شاهد الحق في المرأة كان شهوده في منفعل وهو أعظم الشهود ويكون حباً إلهياً" (7) .
ومن هذا المفهوم الباطل تجرأ على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأساء الأدب في حقه وافترى عليه بما لا يقدم عليه مسلم يعرف ولو شيئا يسيراً عن الإسلام وعن نبيه العظيم الذي اعترف له كل من عرفه أو سمع عنه بأنه خير منقذ للبشرية، عابداً لربه حق عبادته، متواضعاً، بالمؤمنين رءوف رحيم، لكن ابن عربي يقرر حسب مذهبه الرديء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يحب النساء لكمال شهود الحق فيهن، وحاشا رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا البهتان.
بل قرر زعماء الإباحية والزنادقة العتاة ابن عربي وابن الفارض وغيرهما أن الله تعالى يتجلى في كل صورة حسنة في صورة الرجل أو المرأة فيكون فاعلاً ومفتعلاً – تعالى الله عن كفرهم وإلحادهم علواً كبيراً، وأن الله تجلى في صور العاشقات والمعشوقات ( ، ويطول النقل عنهم ولو أردنا ذلك مما يأباه الدين وتشمئز منه النفوس وتمجه الفطر السليمة ويأباه الذوق.
"وفي تفسير الحديث: ((فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به)) (9)
"يذكر السهروردي أن المحب يعود بفوائد اكتساب الصفات من المحبوب، أي بحيث تشترك الصفات بين المحب والمحبوب فلا يحصل بينهما أي فارق، ثم استشهد على هذا في الاتحاد والحلول بمبدأ الحلاج:
أنا من أهوى ومن أهوى أنا … الخ.
ويقول ابن عطا السكندري في بيان حقيقة الولي: "ولقد سمعت شيخنا أبا العباس رضي الله عنه يقول: لو كشف عن حقيقة الولي لعُبِد؛ لأن أوصافه من أوصافه ونعوته من نعوته" (10) وقال أيضاً في وجود الله تعالى أنه لا خفاء به ولا حجاب عليه:
"كيف يتصور أن يحجبه شيء وهو الذي ظهر بكل شيء" (11) .
وفي الشطحات الصوفية وجرأتهم على قول كل ما يريدون ما لا يخفى على طلاب العلم.
ومما يذكر في سيرة ابن عربي أنه شغف حين كان بمكة بحب امرأة هي ابنة رجل يسمى الشيخ مكين الدين أبي شجاع زاهر بن رستم بن أبي الرجاء الأصفهاني، ووصفها بأوصاف من الغزل بجمالها ما لا يحتمل المقام ذكره هنا ضمنه كتابه (ترجمان الأشواق)، ثم شرحه بطلب من رجلين من خاصته فشرحهُ في كتاب سماه (ذخائر الأعلاق).
حاول جاهداً أن يغطي ما قاله في تلك المرأة من العشق والغرام ليحوله على أنه قاله في الحب الإلهي، ولكن لم يتم ذلك؛ حيث غلب الطبع على التطبع، وليست هذه معشوقته الوحيدة، بل هناك أخرى عشقها وهو يطوف حول البيت، وقال فيها أشعاراً غزلية ماجنةً، ولم يستشعر مقدار جرمه في الحرم الذي يعاقب الله فيه على مجرد النية، ثم وصف تلك الأشعار بعد ذلك بالحب الإلهي تمويهاً وتغطية لمجون هذا الشيخ الصوفي الكبير، فأين الحب الإلهي في مثل قوله:
ليت شعري هل دروا أي قلب ملكوا
وفؤادي لو درى أي شعب سلكوا
أتراهم سلموا أم تراهم هلكوا
حار أرباب الهوى في الهوى وارتبكوا (12)
وحدة الوجود:
وحدة الوجود عقيدة إلحادية تأتي بعد التشبع بفكرة الحلول في بعض الموجودات، ومفادها لا شيء إلا الله وكل ما في الوجود يمثل الله عز وجل لا انفصال بين الخالق والمخلوق، وأن وجود الكائنات هو عين وجود الله تعالى ليس وجودها غيره ولا شيء سواه البتة، وهي فكرة هندية بوذية مجوسية.
وهذا هو المبدأ الذي قام عليه مذهب ابن عربي الذي قال: سبحان من خلق الأشياء وهو عينها، وتجرأ على تفسير كتاب الله بغير علم فاستدل بآيات من القرآن الكريم زعماً أن الله أطلق اسم الوجود على نفسه كما في قوله تعالى: وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ[النــور:39]، لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا[النساء:64]، يَجِدِ اللّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا[النساء:110]، واستدل بأحاديث موضوعة مثل حديث: ((من عرف نفسه فقد عرف ربه)) (13) .
وهذا الاستدلال من أغرب وأنكر ما تلفظ به قائل.
إذ كيف يتأتى لهم القول أن القرآن والسنة يدعون إلى الإلحاد والكفر بالله؟ ولا شك أن هذه العقائد الإلحادية قديمة جداً في العبادات الهندية والديانات البوذية. وقد انقسم أصحاب هذه المبادئ الإلحادية إلى فريقين:
1 - الفريق الأول: يرى الله سبحانه وتعالى روحاً وأن العالم جسماً لذلك الروح، فإذا سما الإنسان وتطهر التصق بالروح أي الله.
2 - الفريق الثاني: هؤلاء يزعمون أن جميع الموجودات لا حقيقة لوجودها غير وجود الله، فكل شيء في زعمهم هو الله تجلى فيه (14) .
والإسلام بريء من هذه الأفكار المنحرفة الخرافية كلها هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ[الحديد: 3]، وهؤلاء يقولون أن الله ما دام هو أصل وجود هذه الممكنات المشاهدة فكأن الموجودات في حكم العدل، والوجود الحقيقي هو الله الذي تجلى في أفعاله ومخلوقاته، وبالتالي فإن العقائد كلها حقائق والناس لا خلاف بينهم حقيقة، والديانات كلها ترجع إلى حقيقة واحدة، هذا ولا شك أنه خلط وانحراف شنيع أدى بمن أعتنقه إلى خذلان المسلمين وترك أمر الجهاد.
ولهذا نجد أن المستشرقين اهتموا كثيراً بدراسة ظاهرة التصوف؛ لأنها تحقق أهدافهم في إلهاء المسلمين وتفرق كلمتهم، وبالتالي فإنهم وجدوا فيها معيناً لهم على نشر الإلحاد وإنكار النبوات ونبذ التكاليف الشرعية والدعوة إلى القول بوحدة الأديان وتصويبها جميعاً مهما كانت، حتى وإن كانت عبادة الحجر والشجر.
والواقع أنه ما من مسلم يشك في كفر أو ارتداد من قال بوحدة الوجود، وعلماء الإسلام حين حكموا بكفر غلاة المتصوفة من القائلين بوحدة الوجود والحلول والاتحاد حكموا أيضاً بكفر من لم ير تكفيرهم.
ولقد قال شيخ الإسلام عن هؤلاء: "إن كفر هؤلاء أعظم من كفر اليهود والنصارى ومشركي العرب".
ولقد وصل الهوس والجنون بابن الفارض – بناء على عقيدته أن الله هو عين كل شيء – وصل به الحال إلى أن يعتقد أنه هو الله حقيقة؛ لأن الله حسب خرافاته هو عين كل شيء فهو على هذا يمثل الله – تعالى عن قولهم.
وابن عربي من أساطين القائلين بوحدة الوجود والحلول والاتحاد وصحة الأديان كلها، مهما كانت في الكفر إذ المرجع والمآل واحد، ومن هنا فهو يقول:
عقد الخلائق في الإله عقائداً وأنا اعتقدت جميع ما اعتقدوه
ويقول:
العبد رب والرب عبد يا ليت شعري من المكلف
إن قلت عبد فذاك رب أو قلت رب فأنى يكلف
ولابن عربي في كتابه (فصوص الحكم)، وكتابه الآخر (الفتوحات المكية) من الأقوال في وحدة الوجود ونفي الفرق بين الخالق والمخلوق وثبوت اتحادهما تماماً أقوال لا تكاد تحصر نثراً ونظماً.
وأما ابن الفارض فإذا أراد الشخص أن يعرف عقيدته تمام المعرفة فليقرأ تائيته التي باح فيها بكل صراحة وتحد أن الله متحد بكل موجود، وأن ابن الفارض نفسه هو المثل الكبير لله تعالى في صفاته وأفعاله؛ ولهذا فهو يفسر كل ما في الوجود بأنه يصح أن يقال فيه: إن الله أوجده أو كل موجود هو أيضاً ذلك الموجد.
وأن كل عبادة تقام فإنها توجه له أو لله لا فارق بينهما إلا في ذكر الاثنينية التي هي أيضاً لا وجود لها عند استجلاء الحقيقة حيث تتلاشى الاثنينية ويصبح الوجود واحداً ممثلاً في كل شيء.
وإذا أردت تفصيل كل تلك الحقائق عنه فاقرأ تائيته أو الأبيات الآتية، وانظر شرحها عند الشيخ عبد الرحمن الوكيل (15) .
ويقول ابن الفارض عن الذات الإلهية وتجليها له:
جلت في تجليها الوجود لناظري ففي كل مرئى أراها برؤية
ففي الصحو بعد المحو لم أك غيرها وذاتي بذاتي إذا تحلت تجلت
فوصفي إذا لم تدع باثنين وصفها وهيئتها إذ واحد نحن هيئتي
فإن دعيت كنت المجيب وإن أكن منادى أجابت من دعاني ولبت
فقد رفعت تاء المخاطب بيننا وفي رفعها عن فرقة الفرق رفعتي
وكل الجهات الست نحوي توجهت بما تم من نسك وحج وعمرة
لها صلواتي في المقام أقيمها وأشهد فيها أنها لها صلت
كلانا مصل واحد ساجد إلى حقيقته بالجمع في كل سجدة
وما كان لي صلى سواي ولم تكن صلاتي لغيري في أداء كل سجدة (16)
ويقول عن معنى سجود الملائكة لآدم، وأن الملائكة إنما هم صفة من صفاته لا خلق مستقل:
وفيَّ شهدت الساجدين لمظهري فحققت أني كنت آدم سجدتي
شرحه الصوفي القاشاني بقوله:
"أي عاينت في نفسي الملائكة الساجدين لمظهري فعلمت حقيقة أني كنت في سجدتي آدم تلك السجدة وأن الملائكة يسجدون لي والملائكة صفة من صفاتي، فللساجد صفى مني تسجد لذاتي" (17) .
ومن عتاة دعاة وحدة الوجود الجيلي صاحب كتاب (الإنسان الكامل) وقد ترجم له الشعراني وأطال في ترجمته، ابتدأها بقوله: "ومنهم أبو صالح سيدي عبد القادر الجيلي رضي الله عنه" (18) . ثم جاء في أخباره بما لا يصدقه عاقل.
ومما يدل على تعمق الجيلي في القول بوحدة الوجود وأنه لم يعد بينه وبين الله أي فارق، ولا بينه وبين كل المخلوقات في هذا الكون أي فارق أيضاً ما أورده في كتابه (الإنسان الكامل) (19) :
لي الملك في الدارين لم أر فيهما سواي فأرجو فضله أو فأخشاه
وقد حزت أنواع الكمال جمال جلال الكل ما أنا إلا هو
لي الملك والملكوت نسجي وصنعي لي الغيب والجبروت مني منشاه
فمهما ترى من معدن ونباته حيوانه مع أنسه وسجاياه
ومهما ترى من أبحر وقفاره ومن شجر أو شاهق طال أعلاه
ومهما ترى من صور معنوية من مشهد للعين طاب محياه
ومهما ترى من هيئة ملكية ومن منظر إبليس قد كان معناه
ومهما ترى من شهوة بشرية طبع وإيثار لحق تعاطاه
ومهما ترى من عرشه ومحيطه كرسيه أو رفرف عز مجلاه
فإني ذاك الكل والكل مشهدي أنا المتجلي في حقيقته لا هو
وإني رب للأنام وسيد جميع الورى اسم وذاتي مسماه (20)
فالجيلي هو كل شيء والله هو أيضاً كل شيء، من خير أو شر، من فسق أو فجور، الكل هو الله على حسب هذه العقيدة المجوسية.
ومن القائلين بوحدة الوجود ووحدة الشهود هو أبو حامد الغزالي، ولقد تأثر الناس به كثيراً؛ لأنه كان في وقته يداري كل طائفة ويتودد إليها بالموافقة، وخفي أمره على كثير من الناس فلم يفطنوا إلى تعلقه بوحدة الوجود، وإن كان قد صرح بها كثيراً في كتبه، وخصوصاً إحياء علوم الدين، وفي هذا يقول عنه عبد الرحمن الوكيل: "لا تعجب حين ترى الغزالي يجنح في دهاء إلى السلفية في بعض ما كتب فللغزالي وجوه عدة كان يرائي بها صنوف الناس في عصره، فهو أشعري؛ لأن نظام الملك صاحب المدرسة النظامية أراده على ذلك، وهو عدو للفلسفة؛ لأن الجماهير على تلك العداوة، وهو متكلم ولكنه يتراءى بعداوته للكلاميين اتقاء غضب الحنابلة.
وأما بالنسبة لرجوعه عن غلوه في التصوف، وأو عدم رجوعه فقد قرر بعض العلماء أن الغزالي رجع عن تلك الاقوال الصوفية، إلا أن بعضهم شكك في رجوعه وتوبته، ومن هنا يقول عبد الرحمن الوكيل: "يحاول السبكي في كتابه( طبقات الشفاعية) تبرئة ساحة الغزالي بزعمه أنه اشتغل في أخريات أيامه بالكتاب والسنة ونحن نسأل الله أن يكون ذلك حقاً، ولكن لا بد من تحذير المسلمين جميعاً من تراث الغزالي، فكل ما له من كتب في أيديهم تراث صوفي ولم يترك لنا في أخريات أيامه كتاباً يدل على أنه اشتغل بالكتاب وبالسنة" (21) .
ومن أقوال الغزالي في وحدة الوجود كما جاءت في كتابه (إحياء علوم الدين) قوله في ثنايا بيانه لما سماه مراتب التوحيد ……
"والثانية: أن يصدق بمعنى اللفظ قلبه كما صدق عموم المسلمين، وهو اعتقاد العوام.
والثالثة: أن يشاهد ذلك بطريق الكشف بواسطة نور الحق، وهو مقام المقربين، وذلك بأن يرى أشياء كثيرة ولكن يراها على كثرتها صادرة عن الواحد القهار.
والرابعة: ألا يرى في الوجود إلا واحداً، وهي مشاهدة الصديقين وتسمية الصوفية الفناء في التوحيد؛ لأنه من حيث لا يرى إلا وحداً فلا يرى نفسه أيضاً، وإذا لم ير نفسه لكونه مستغرقاً بالتوحيد كان فانياً عن نفسه في توحيده بمعنى أنه فنى عن رؤية نفسه والحق" (22) .
وفي هذا التعبير أمور تدل على وحدة الوجود، وذلك فيما يلي:
وصفه لعموم المسلمين بأنهم عوام في الاعتقاد، ويقصد به العقيدة السهلة الواضحة التي جاء بها الإسلام.
في تقريره أن الذي يشاهد تلك الأمور عن طريق الكشف يراها كلها صادرة عن فاعل واحد هو الله تعالى، وأنها عبارة عنه على ما فيها من خير وشر.
قوله: لا يرى في الوجود إلا واحداً، هذا هو عين القول بوحدة الوجود.
وعندما أورد استشكالاً قد يرد في الذهن، وهو قوله: "فإن قلت كيف يتصور ألا يشاهد إلا واحداً، وهو يشاهد السماء والأرض وسائر الأجسام المحسوسة وهي كثيرة فكيف يكون الكثير واحداً؟
ولا شك أن هذا الاستشكال وارد، وهو استشكال قوي جداً ويحتاج إلى جواب شاف، فبماذا أجاب الغزالي عن هذا؟ أجاب عن إيراد هذا السؤال بقوله: "فاعلم أن هذه غاية علوم المكاشفات وأسرار هذا العلم، لا يجوز أن تسطر في كتاب، فقد قال العارفون: إفشاء الربوبية كفر".
وهذا الجواب فيه اتهام لله بالتقصير في بيان أمر التوحيد؛ حيث لم يبينه الله تمام البيان، ولا بينه الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا يعرفه أحد إلا أرباب الكشف الصوفي الذين يعرفون كل تفاصيل التوحيد إلا أنهم لا يحبون إفشاء سر الربوبية؛ لأنه يؤدي إلى الكفر حسب هذا الزعم، والواقع أنه قد صدق، فإن هذا التوحيد الذي لا يعرفه إلا أصحاب الكشف هو نفسه التوحيد الذي لا يفرق بين الخالق والمخلوق وهو أمر لا يقر به أحد من المسلمين.
أما الجواب الثاني فهو مثل ضربه يفيد أنه قد يحصل تعدد أشياء في شيء واحد دون فارق بينهما؛ وذلك كالإنسان وأعضائه فهو إنسان واحد ولكن له أعضاء كثيرة؛ روحه وجسده وأطرافه وعروقه وعظامه وأحشاؤه، وهو باعتبار آخر ومشاهدة أخرى واحد أي إنسان.
وهذا الجواب أردأ من الذي قبله، يريد أن يثبت لنا القول بوحدة الوجود قياساً على الوحدة المتكاملة بين الإنسان وأعضائه، وأراد من هذا أيضاً جعله هذه الأوصاف هي نفسها الفناء في التوحيد حسب ما أورده عن موقف جرى بين الحلاج والخواص.
حيث رأى الخواص يدور في الأسفار فقال: في ماذا أنت؟ فقال: أدور في الأسفار لأصحح حالتي في التوكل، فقال الحسين – الحلاج-: قد أفنيت عمرك في عمران باطنك فأين الفناء في التوحيد؟ فكأن الخواص كان في تصحيح المقام الثالث فطالبه بالمقام الرابع.
أي أن الحلاج كان في المقام الثالث أو الرتبة الثالثة في التوحيد، وهي أنه يرى الأشياء هي نفسها "الله"، ولكن بطريق الواسطة والكشف فطالبه الخواص – والغزالي لإقراره كلام الخواص – بأن يرتقي إلى الدرجة الرابعة (23) في تحقيق التوحيد، وهي أن لا يرى في الوجود إلا واحداً وهي (الفناء في التوحيد) بدون واسطة ولا كشف وبها يتحقق التوحيد.
وفي كتاب (مشكاة الأنوار) للغزالي تصريح بوحدة الوجود في أكثر من موضع (24) وقد فندها الشيخ عبد الرحمن الوكيل وأظهر عوارها (25) .
ومن كبار القائلين بوحدة الوجود عامر بن عامر أبو الفضل عز الدين حيث قال محاكياً الفارض في تائيته وفي معتقده أيضاً:
تجلى لي المحبوب من كل وجهة فشاهدته في كل معنى وصورة
وخاطبني مني بكشف سرائر تعالت عن الأغيار لطفاً وجلت (26)
فقال أتدري من أنا قلت أنت أنا منادى أنا إذ كنت أنت حقيقتي
نظرت فلم أبصر محض وحدة بغير شريك قد تغطت بكثرة
تكثرت الأشياء والكل واحد صفات وذات ضمناً في هوية
فأنت أنا لا بل أنا أنت وحدة منزهة عن كل غير وشركة (27)
وقد اختار نقل هذه الأبيات من تائية ابن عامر الشيخ عبد الرحمن الوكيل وهي صريحة لا لبس فيها على ما يذهب إليه أهل وحدة الوجود الذين يرون أنه لا يكتمل إيمان العبد ولا يصل إلى الله إلا إذا تلاشت "أنا" من نفسه فأصبح في لجة جمع الجمع ورفع الاثنينية.
وقد سلك هذا المسلك في الاعتقاد بوحدة الوجود جماعة أخرى من الصوفية يمكن إحالة القارئ للاطلاع على كلامهم إلى كتاب الشيخ عبد الرحمن الوكيل، حيث ذكر نصوصاً كثيرة عنهم نثراً ونظماً، ومن أولئك محمد بن إسحاق المشهور بالقونوى (28) ، وعبد الغني بن إسماعيل المشهور بالنابلسي (29) ، وعبد السلام بن بشيش أو مشيش وهو من كبار شيوخ الشاذلية، ومحمد الدمرداش المحمدي (30) ، وأحمد بن عجيبة الإدريسي (31) ، وحسن رضوان (32) .
وكل واحد من هؤلاء قد أدلى بدلوه وخاض فيما ليس له بحق وحاول تثبيت عقيدة وحدة الوجود بكل ما أمكنه من الكلام نثراً ونظماً مما قد يطول نقله وتثقل قراءته، إذ إنهم لا يختلفون إلا في الألفاظ فقط والمورد واحد. (33)
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ...
كتاب الأسبوع القواعد الأصولية ...
كتاب الشهر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ...
شهر رجب وما قيل فيه ...
برومو ملخص فقه العبادات
خدمة API للموسوعة الحديثية نافذة البحث فى الموسوعة الحديثية الأرشيف راسلنا
جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة الدرر السنية 1436 هــ
الرئيسة
الموسوعات
مكتبة الدرر السنية
الصفحات المتجددة
المشرف العام/
إصداراتنا التعريف بالموقع مداد المشرف
البحث الشامل ...
محرك بحث المواقع العلمية ...
موسوعة الفرق
الرئيسة موسوعة الفرقالباب العاشر: الصوفيةالفصل الرابع عشر: عقيدة المتصوفة في الله عزَّ وجل، وفي الرسول صلى الله عليه وسلم
كلمات البحث ...
المبحث الأول: عقيدة المتصوفة في الله عزَّ وجل
الله عز وجل هو الواحد الأحد الفرد الصمد، خلق المخلوقات وأوجدها، وأمر الثقلين والجن والإنس بأوامر، ونهاهم عن نواه، من قام بامتثال أمره فيها دخل في طاعته، ومن أبى صار من أعدائه، وهو غني عن الخلق وعبادتهم، وجعل لكلا الفريقين جزاء عادلاً إما الثواب وإما العقاب.
وقد وصف الله نفسه في كتابه الكريم ووصفه نبيه بالصفات الثابتة له عز وجل فهو رب كل شيء ومالكه، إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا[مريم:93- 95]
ولقد استقر في أذهان العقلاء مباينة الله لخلقه وقربه منهم بعلمه وإحاطته وأنه متفرد بالأسماء الحسنى والصفات العليا ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، وأمرنا عز وجل أن نصفه بما وصف به نفسه في كتابه الكريم وبما وصفه به نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم غير معطلين ولا محرفين ولا مكيفين، ذاته لا تشبه ذوات خلقه، وصفاته لا تشبه صفات خلقه حتى وإن اتفقت التسمية فإنها لا تتفق في الحقيقة وتبقى المباينة بين الحقائق مما لا يخفى إلا على من لم يفهم الحق.
هذا هو الاعتقاد الذي أمر الله العباد به فما هو موقف الصوفية منه. إن المتتبع لعقائد زعماء الصوفية يجد أنهم يعتقدون بوجود معبود لا حقيقة له قائمة بذاته، معبود لهم يذكر في الشريعة الإسلامية ولم تدل عليه العقول ولا الفطر السليمة إنه معبود غير رب العالمين تعالى وتقدس.
يظهر في صورة الصوفي العابد الذي وصل إلى مرتبة النيابة عن الله في تصريف أمور هذا الكون والتحكم فيه بحكم نيابته عن الله وعلمه بكل المغيبات ورؤيته لله في كل وقت لارتفاع الإنية بينه وبين الله عز وجل الذي يظهر أحياناً في صورة شاب وأحياناً في صورة الآكل والشارب، وأحياناً في صورة شخص كأنه محجور عليه تعالى بعد أن فوض الكون وما فيه إلى أقطاب الصوفية يتصرفون فيه بما يشاءون، كما تفيد أقوالهم وتبجحهم بذلك.
الحلول:
لقد أصبح الحلول من لوازم الصوفية الغلاة ومن المبادئ الأساسية عندهم، وكتبهم مملوءة بذلك نثراً ونظماً، وقد اختلف العلماء في تعريف الحلول:
فمنهم من قال: هو اتحاد جسمين بحيث تكون الإشارة إلى أحدهما إشارة إلى الآخر كحلول ماء الورد في الورد.
ومنهم من قال: هو اختصاص شيء بشيء، بحيث تكون الإشارة إلى أحدهما عين الإشارة إلى الآخر.
واستعمل بعض المتصوفة لفظ الحلول ليشيروا به إلى صلة الرب والعبد واللاهوت والناسوت، بمعنى أن الله تعالى يحل في بعض الأجساد الخاصة، وهو مبدأ نصراني وأول من أعلنه من الصوفية الحسين بن منصور الحلاج، حين عبر عن ذلك في أبياته الشعرية التي يقرر فيها أن الله تعالى حل في كل شيء، وأنه لا فارق بين الخالق والمخلوق.
أنا من أهوى ومن أهوى أنا نحن روحان حللنا بدنا
فإذا أبصرتني أبصرته وإذا أبصرته أبصرتني (1)
والقائلون بالحلول منهم من قصر الحلول وخصه ببعض الناس، كقول النصارى بالحلول في عيسى عليه السلام، وكقول بعض غلاة الشيعة كالخطابية الذين اعتقدوا أن الله حل في جعفر الصادق، والسبئية الذين قالوا بحلول الله في عليّ، ومثله قول النصيرية فيه، وقول الدروز بحلوله عز وجل في شخص الحاكم.
وفريق آخر قال بالحلول العام، وأن الله حال في كل شيء، وأنه في كل مكان، وهؤلاء تأثروا بالفلسفة الطبيعية عند اليونان – وهم الجهمية ومن قال بقولهم.
ويمثل الحلول العام البسطامي في قوله: "رفعني مرة فأقامني بين يديه وقال لي: يا أبا يزيد إن خلقي يحبون أن يروك، فقلت: زيني بوحدانيتك وألبسني أنانيتك وارفعني إلى أحديتك حتى إذا رآني خلقك قالوا رأيناك، فتكون أنت ذلك ولا أكون أنا هناك". مَّا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلا كَذِبًا[الكهف:5].
وهذا الطلب الغريب العجيب يريد به أبو يزيد البسطامي كما تقدم أن يحتال على الله عز وجل ليصبغ عليه الوحدانية ويرفع ما بينه وبين البسطامي من الإنية بحيث إذا قال الله عز وجل "أنا" وقال البسطامي "أنا" انعدم الفرق بينهما، وحينئذ يمثل البسطامي الله عز وجل تمام المماثلة، فإذا شوهد البسطامي شوهد عند ذلك الخلاق العظيم – سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علواً كبيراً.
وليس هذا فقط، بل أحياناً يختلط الحابل بالنابل فيحصل بين الرب والعبد مدّ وجزر حسب ما يتصوره ابن عربي في قوله:
ففي حال أقربه وفي الأحيان أجحده
فيعرفني وأنكره وأعرفه فأشهده
فإني بالغني وأنا أساعده وأسعده
فيحمدني وأحمده ويعبدني وأعبده (2)
ولعله بعد هذه المراوغة استقر الأمر على أن الله هو نفسه كل موجود على ظهر الأرض؛ فهو العاشق والمعشوق، والرجل والمرأة، فالأجسام صور عنه، وذلك في قوله:
فمن ليلى ومن لبنى ومن هند ومن بثينه
ومن قيس ومن بشر أليسوا كلهم عينه (3)
وفي قوله أيضاً:
فعين الخلق عين الحق فيه فلا تنكر فإن الكون عينه
فإن فرقت فالعرفان باد وإن لم فاعتبر فالبين بينه (4)
وقد ملأ كتابه الذي سماه بـ (الفتوحات المكية) أشعاراً وشروحاً لها حول هذا الاتحاد والحلول.
ويقول ابن الفارض عن الذات الإلهية كما يتصور:
ففي النشأة الأولي تراءت لآدم بمظهر حوا قبل حكم النبوة
وتظهر للعشاق في كل مظهر من اللبس في أشكال حسن بديعة
ففي مرة لبنى وأخرى بثينة وآونة تدعى بعزة عزت (5)
ومن هنا نشأ عند ابن الفارض الفوضى الفكرية في تداخل جميع الأديان الحق منها والباطل، حتى صارت بجميع أشكالها شكلاً واحداً، فكأنه أراد أن يجمع بين الليل والنهار، والحار والبارد، والحق والباطل، فتصور أن الملل كلها سواء كانت شركية وثنية أو مجوسية أو نصرانية أو يهودية، الكل عنده يرجع إلى مصدر واحد وحقيقة واحدة هي الله.
وتائيته المشهورة مليئة بتأكيد هذا الخلط والاضطراب، فهو بعد أن قرر أن جميع العبادات وجميع الأفعال التي تصدر عن الناس هي نفسها أفعال الله قال عن المجوس:
وإن عبد النار المجوس وما انطفت كما جاء في الأخبار في ألف حجة
فما عبدوا غيري وإن كان قصدهم سواي وإن لم يعقدوا عقد نيتي
رأوا ضوء ناري مرة فتوهموه ناراً فضلوا في الهدى بالأشعة (6)
وكثير من مثل هذا الهذيان في أشعارهم هو وسائر غلاة الصوفية ممكن هم على شاكلته أنهم يتصورون معبودهم يتجلى في صورة امرأة؛ ولهذا نجد أن الصوفية يلهجون بذكر النساء، ويرونهم أكمل وأتم وأجمل لتعينات الذات الإلهية التي يعتقدونها فيهن، وهذا واضح جداً في تلك العناية التي لقيتها المرأة في الأدب الصوفي من التذلل لها والتشبث بها والتفتن في وصفها.
ومما قاله ابن عربي في تقريره حول الله تعالى عن كلامه في المرأة أن الأمر بالغسل؛ لأن الحق غيور على عبده أن يعتقد أن يلتذ بغيره، فلهذا أحب النبي صلى الله عليه وسلم النساء لكمال شهود الحق فيهن، إذ لا نشاهد الحق مجرداً عن المراد، فشهود الحق في النساء أعظم شهود وأكمله، وأعظم الوصلة والنكاح… قال: فمن جاء لامرأته أو لأنثى بمجرد الالتذاذ ولكن لا يدري بمن كما قال:
صح عند الناس أني عاشق غير أنهم لا يعرفوا عشقي لمن
كذلك هذا أحب الالتذاذ فأحب المحل الذي يكون فيه، - هو المرأة -، ولكن غاب عنه روح المسألة فلو علمها لعلم بمن التذ؟ ومن التذ؟ وكان كاملاً قال من شاهد الحق في المرأة كان شهوده في منفعل وهو أعظم الشهود ويكون حباً إلهياً" (7) .
ومن هذا المفهوم الباطل تجرأ على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأساء الأدب في حقه وافترى عليه بما لا يقدم عليه مسلم يعرف ولو شيئا يسيراً عن الإسلام وعن نبيه العظيم الذي اعترف له كل من عرفه أو سمع عنه بأنه خير منقذ للبشرية، عابداً لربه حق عبادته، متواضعاً، بالمؤمنين رءوف رحيم، لكن ابن عربي يقرر حسب مذهبه الرديء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يحب النساء لكمال شهود الحق فيهن، وحاشا رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا البهتان.
بل قرر زعماء الإباحية والزنادقة العتاة ابن عربي وابن الفارض وغيرهما أن الله تعالى يتجلى في كل صورة حسنة في صورة الرجل أو المرأة فيكون فاعلاً ومفتعلاً – تعالى الله عن كفرهم وإلحادهم علواً كبيراً، وأن الله تجلى في صور العاشقات والمعشوقات ( ، ويطول النقل عنهم ولو أردنا ذلك مما يأباه الدين وتشمئز منه النفوس وتمجه الفطر السليمة ويأباه الذوق.
"وفي تفسير الحديث: ((فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به)) (9)
"يذكر السهروردي أن المحب يعود بفوائد اكتساب الصفات من المحبوب، أي بحيث تشترك الصفات بين المحب والمحبوب فلا يحصل بينهما أي فارق، ثم استشهد على هذا في الاتحاد والحلول بمبدأ الحلاج:
أنا من أهوى ومن أهوى أنا … الخ.
ويقول ابن عطا السكندري في بيان حقيقة الولي: "ولقد سمعت شيخنا أبا العباس رضي الله عنه يقول: لو كشف عن حقيقة الولي لعُبِد؛ لأن أوصافه من أوصافه ونعوته من نعوته" (10) وقال أيضاً في وجود الله تعالى أنه لا خفاء به ولا حجاب عليه:
"كيف يتصور أن يحجبه شيء وهو الذي ظهر بكل شيء" (11) .
وفي الشطحات الصوفية وجرأتهم على قول كل ما يريدون ما لا يخفى على طلاب العلم.
ومما يذكر في سيرة ابن عربي أنه شغف حين كان بمكة بحب امرأة هي ابنة رجل يسمى الشيخ مكين الدين أبي شجاع زاهر بن رستم بن أبي الرجاء الأصفهاني، ووصفها بأوصاف من الغزل بجمالها ما لا يحتمل المقام ذكره هنا ضمنه كتابه (ترجمان الأشواق)، ثم شرحه بطلب من رجلين من خاصته فشرحهُ في كتاب سماه (ذخائر الأعلاق).
حاول جاهداً أن يغطي ما قاله في تلك المرأة من العشق والغرام ليحوله على أنه قاله في الحب الإلهي، ولكن لم يتم ذلك؛ حيث غلب الطبع على التطبع، وليست هذه معشوقته الوحيدة، بل هناك أخرى عشقها وهو يطوف حول البيت، وقال فيها أشعاراً غزلية ماجنةً، ولم يستشعر مقدار جرمه في الحرم الذي يعاقب الله فيه على مجرد النية، ثم وصف تلك الأشعار بعد ذلك بالحب الإلهي تمويهاً وتغطية لمجون هذا الشيخ الصوفي الكبير، فأين الحب الإلهي في مثل قوله:
ليت شعري هل دروا أي قلب ملكوا
وفؤادي لو درى أي شعب سلكوا
أتراهم سلموا أم تراهم هلكوا
حار أرباب الهوى في الهوى وارتبكوا (12)
وحدة الوجود:
وحدة الوجود عقيدة إلحادية تأتي بعد التشبع بفكرة الحلول في بعض الموجودات، ومفادها لا شيء إلا الله وكل ما في الوجود يمثل الله عز وجل لا انفصال بين الخالق والمخلوق، وأن وجود الكائنات هو عين وجود الله تعالى ليس وجودها غيره ولا شيء سواه البتة، وهي فكرة هندية بوذية مجوسية.
وهذا هو المبدأ الذي قام عليه مذهب ابن عربي الذي قال: سبحان من خلق الأشياء وهو عينها، وتجرأ على تفسير كتاب الله بغير علم فاستدل بآيات من القرآن الكريم زعماً أن الله أطلق اسم الوجود على نفسه كما في قوله تعالى: وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ[النــور:39]، لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا[النساء:64]، يَجِدِ اللّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا[النساء:110]، واستدل بأحاديث موضوعة مثل حديث: ((من عرف نفسه فقد عرف ربه)) (13) .
وهذا الاستدلال من أغرب وأنكر ما تلفظ به قائل.
إذ كيف يتأتى لهم القول أن القرآن والسنة يدعون إلى الإلحاد والكفر بالله؟ ولا شك أن هذه العقائد الإلحادية قديمة جداً في العبادات الهندية والديانات البوذية. وقد انقسم أصحاب هذه المبادئ الإلحادية إلى فريقين:
1 - الفريق الأول: يرى الله سبحانه وتعالى روحاً وأن العالم جسماً لذلك الروح، فإذا سما الإنسان وتطهر التصق بالروح أي الله.
2 - الفريق الثاني: هؤلاء يزعمون أن جميع الموجودات لا حقيقة لوجودها غير وجود الله، فكل شيء في زعمهم هو الله تجلى فيه (14) .
والإسلام بريء من هذه الأفكار المنحرفة الخرافية كلها هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ[الحديد: 3]، وهؤلاء يقولون أن الله ما دام هو أصل وجود هذه الممكنات المشاهدة فكأن الموجودات في حكم العدل، والوجود الحقيقي هو الله الذي تجلى في أفعاله ومخلوقاته، وبالتالي فإن العقائد كلها حقائق والناس لا خلاف بينهم حقيقة، والديانات كلها ترجع إلى حقيقة واحدة، هذا ولا شك أنه خلط وانحراف شنيع أدى بمن أعتنقه إلى خذلان المسلمين وترك أمر الجهاد.
ولهذا نجد أن المستشرقين اهتموا كثيراً بدراسة ظاهرة التصوف؛ لأنها تحقق أهدافهم في إلهاء المسلمين وتفرق كلمتهم، وبالتالي فإنهم وجدوا فيها معيناً لهم على نشر الإلحاد وإنكار النبوات ونبذ التكاليف الشرعية والدعوة إلى القول بوحدة الأديان وتصويبها جميعاً مهما كانت، حتى وإن كانت عبادة الحجر والشجر.
والواقع أنه ما من مسلم يشك في كفر أو ارتداد من قال بوحدة الوجود، وعلماء الإسلام حين حكموا بكفر غلاة المتصوفة من القائلين بوحدة الوجود والحلول والاتحاد حكموا أيضاً بكفر من لم ير تكفيرهم.
ولقد قال شيخ الإسلام عن هؤلاء: "إن كفر هؤلاء أعظم من كفر اليهود والنصارى ومشركي العرب".
ولقد وصل الهوس والجنون بابن الفارض – بناء على عقيدته أن الله هو عين كل شيء – وصل به الحال إلى أن يعتقد أنه هو الله حقيقة؛ لأن الله حسب خرافاته هو عين كل شيء فهو على هذا يمثل الله – تعالى عن قولهم.
وابن عربي من أساطين القائلين بوحدة الوجود والحلول والاتحاد وصحة الأديان كلها، مهما كانت في الكفر إذ المرجع والمآل واحد، ومن هنا فهو يقول:
عقد الخلائق في الإله عقائداً وأنا اعتقدت جميع ما اعتقدوه
ويقول:
العبد رب والرب عبد يا ليت شعري من المكلف
إن قلت عبد فذاك رب أو قلت رب فأنى يكلف
ولابن عربي في كتابه (فصوص الحكم)، وكتابه الآخر (الفتوحات المكية) من الأقوال في وحدة الوجود ونفي الفرق بين الخالق والمخلوق وثبوت اتحادهما تماماً أقوال لا تكاد تحصر نثراً ونظماً.
وأما ابن الفارض فإذا أراد الشخص أن يعرف عقيدته تمام المعرفة فليقرأ تائيته التي باح فيها بكل صراحة وتحد أن الله متحد بكل موجود، وأن ابن الفارض نفسه هو المثل الكبير لله تعالى في صفاته وأفعاله؛ ولهذا فهو يفسر كل ما في الوجود بأنه يصح أن يقال فيه: إن الله أوجده أو كل موجود هو أيضاً ذلك الموجد.
وأن كل عبادة تقام فإنها توجه له أو لله لا فارق بينهما إلا في ذكر الاثنينية التي هي أيضاً لا وجود لها عند استجلاء الحقيقة حيث تتلاشى الاثنينية ويصبح الوجود واحداً ممثلاً في كل شيء.
وإذا أردت تفصيل كل تلك الحقائق عنه فاقرأ تائيته أو الأبيات الآتية، وانظر شرحها عند الشيخ عبد الرحمن الوكيل (15) .
ويقول ابن الفارض عن الذات الإلهية وتجليها له:
جلت في تجليها الوجود لناظري ففي كل مرئى أراها برؤية
ففي الصحو بعد المحو لم أك غيرها وذاتي بذاتي إذا تحلت تجلت
فوصفي إذا لم تدع باثنين وصفها وهيئتها إذ واحد نحن هيئتي
فإن دعيت كنت المجيب وإن أكن منادى أجابت من دعاني ولبت
فقد رفعت تاء المخاطب بيننا وفي رفعها عن فرقة الفرق رفعتي
وكل الجهات الست نحوي توجهت بما تم من نسك وحج وعمرة
لها صلواتي في المقام أقيمها وأشهد فيها أنها لها صلت
كلانا مصل واحد ساجد إلى حقيقته بالجمع في كل سجدة
وما كان لي صلى سواي ولم تكن صلاتي لغيري في أداء كل سجدة (16)
ويقول عن معنى سجود الملائكة لآدم، وأن الملائكة إنما هم صفة من صفاته لا خلق مستقل:
وفيَّ شهدت الساجدين لمظهري فحققت أني كنت آدم سجدتي
شرحه الصوفي القاشاني بقوله:
"أي عاينت في نفسي الملائكة الساجدين لمظهري فعلمت حقيقة أني كنت في سجدتي آدم تلك السجدة وأن الملائكة يسجدون لي والملائكة صفة من صفاتي، فللساجد صفى مني تسجد لذاتي" (17) .
ومن عتاة دعاة وحدة الوجود الجيلي صاحب كتاب (الإنسان الكامل) وقد ترجم له الشعراني وأطال في ترجمته، ابتدأها بقوله: "ومنهم أبو صالح سيدي عبد القادر الجيلي رضي الله عنه" (18) . ثم جاء في أخباره بما لا يصدقه عاقل.
ومما يدل على تعمق الجيلي في القول بوحدة الوجود وأنه لم يعد بينه وبين الله أي فارق، ولا بينه وبين كل المخلوقات في هذا الكون أي فارق أيضاً ما أورده في كتابه (الإنسان الكامل) (19) :
لي الملك في الدارين لم أر فيهما سواي فأرجو فضله أو فأخشاه
وقد حزت أنواع الكمال جمال جلال الكل ما أنا إلا هو
لي الملك والملكوت نسجي وصنعي لي الغيب والجبروت مني منشاه
فمهما ترى من معدن ونباته حيوانه مع أنسه وسجاياه
ومهما ترى من أبحر وقفاره ومن شجر أو شاهق طال أعلاه
ومهما ترى من صور معنوية من مشهد للعين طاب محياه
ومهما ترى من هيئة ملكية ومن منظر إبليس قد كان معناه
ومهما ترى من شهوة بشرية طبع وإيثار لحق تعاطاه
ومهما ترى من عرشه ومحيطه كرسيه أو رفرف عز مجلاه
فإني ذاك الكل والكل مشهدي أنا المتجلي في حقيقته لا هو
وإني رب للأنام وسيد جميع الورى اسم وذاتي مسماه (20)
فالجيلي هو كل شيء والله هو أيضاً كل شيء، من خير أو شر، من فسق أو فجور، الكل هو الله على حسب هذه العقيدة المجوسية.
ومن القائلين بوحدة الوجود ووحدة الشهود هو أبو حامد الغزالي، ولقد تأثر الناس به كثيراً؛ لأنه كان في وقته يداري كل طائفة ويتودد إليها بالموافقة، وخفي أمره على كثير من الناس فلم يفطنوا إلى تعلقه بوحدة الوجود، وإن كان قد صرح بها كثيراً في كتبه، وخصوصاً إحياء علوم الدين، وفي هذا يقول عنه عبد الرحمن الوكيل: "لا تعجب حين ترى الغزالي يجنح في دهاء إلى السلفية في بعض ما كتب فللغزالي وجوه عدة كان يرائي بها صنوف الناس في عصره، فهو أشعري؛ لأن نظام الملك صاحب المدرسة النظامية أراده على ذلك، وهو عدو للفلسفة؛ لأن الجماهير على تلك العداوة، وهو متكلم ولكنه يتراءى بعداوته للكلاميين اتقاء غضب الحنابلة.
وأما بالنسبة لرجوعه عن غلوه في التصوف، وأو عدم رجوعه فقد قرر بعض العلماء أن الغزالي رجع عن تلك الاقوال الصوفية، إلا أن بعضهم شكك في رجوعه وتوبته، ومن هنا يقول عبد الرحمن الوكيل: "يحاول السبكي في كتابه( طبقات الشفاعية) تبرئة ساحة الغزالي بزعمه أنه اشتغل في أخريات أيامه بالكتاب والسنة ونحن نسأل الله أن يكون ذلك حقاً، ولكن لا بد من تحذير المسلمين جميعاً من تراث الغزالي، فكل ما له من كتب في أيديهم تراث صوفي ولم يترك لنا في أخريات أيامه كتاباً يدل على أنه اشتغل بالكتاب وبالسنة" (21) .
ومن أقوال الغزالي في وحدة الوجود كما جاءت في كتابه (إحياء علوم الدين) قوله في ثنايا بيانه لما سماه مراتب التوحيد ……
"والثانية: أن يصدق بمعنى اللفظ قلبه كما صدق عموم المسلمين، وهو اعتقاد العوام.
والثالثة: أن يشاهد ذلك بطريق الكشف بواسطة نور الحق، وهو مقام المقربين، وذلك بأن يرى أشياء كثيرة ولكن يراها على كثرتها صادرة عن الواحد القهار.
والرابعة: ألا يرى في الوجود إلا واحداً، وهي مشاهدة الصديقين وتسمية الصوفية الفناء في التوحيد؛ لأنه من حيث لا يرى إلا وحداً فلا يرى نفسه أيضاً، وإذا لم ير نفسه لكونه مستغرقاً بالتوحيد كان فانياً عن نفسه في توحيده بمعنى أنه فنى عن رؤية نفسه والحق" (22) .
وفي هذا التعبير أمور تدل على وحدة الوجود، وذلك فيما يلي:
وصفه لعموم المسلمين بأنهم عوام في الاعتقاد، ويقصد به العقيدة السهلة الواضحة التي جاء بها الإسلام.
في تقريره أن الذي يشاهد تلك الأمور عن طريق الكشف يراها كلها صادرة عن فاعل واحد هو الله تعالى، وأنها عبارة عنه على ما فيها من خير وشر.
قوله: لا يرى في الوجود إلا واحداً، هذا هو عين القول بوحدة الوجود.
وعندما أورد استشكالاً قد يرد في الذهن، وهو قوله: "فإن قلت كيف يتصور ألا يشاهد إلا واحداً، وهو يشاهد السماء والأرض وسائر الأجسام المحسوسة وهي كثيرة فكيف يكون الكثير واحداً؟
ولا شك أن هذا الاستشكال وارد، وهو استشكال قوي جداً ويحتاج إلى جواب شاف، فبماذا أجاب الغزالي عن هذا؟ أجاب عن إيراد هذا السؤال بقوله: "فاعلم أن هذه غاية علوم المكاشفات وأسرار هذا العلم، لا يجوز أن تسطر في كتاب، فقد قال العارفون: إفشاء الربوبية كفر".
وهذا الجواب فيه اتهام لله بالتقصير في بيان أمر التوحيد؛ حيث لم يبينه الله تمام البيان، ولا بينه الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا يعرفه أحد إلا أرباب الكشف الصوفي الذين يعرفون كل تفاصيل التوحيد إلا أنهم لا يحبون إفشاء سر الربوبية؛ لأنه يؤدي إلى الكفر حسب هذا الزعم، والواقع أنه قد صدق، فإن هذا التوحيد الذي لا يعرفه إلا أصحاب الكشف هو نفسه التوحيد الذي لا يفرق بين الخالق والمخلوق وهو أمر لا يقر به أحد من المسلمين.
أما الجواب الثاني فهو مثل ضربه يفيد أنه قد يحصل تعدد أشياء في شيء واحد دون فارق بينهما؛ وذلك كالإنسان وأعضائه فهو إنسان واحد ولكن له أعضاء كثيرة؛ روحه وجسده وأطرافه وعروقه وعظامه وأحشاؤه، وهو باعتبار آخر ومشاهدة أخرى واحد أي إنسان.
وهذا الجواب أردأ من الذي قبله، يريد أن يثبت لنا القول بوحدة الوجود قياساً على الوحدة المتكاملة بين الإنسان وأعضائه، وأراد من هذا أيضاً جعله هذه الأوصاف هي نفسها الفناء في التوحيد حسب ما أورده عن موقف جرى بين الحلاج والخواص.
حيث رأى الخواص يدور في الأسفار فقال: في ماذا أنت؟ فقال: أدور في الأسفار لأصحح حالتي في التوكل، فقال الحسين – الحلاج-: قد أفنيت عمرك في عمران باطنك فأين الفناء في التوحيد؟ فكأن الخواص كان في تصحيح المقام الثالث فطالبه بالمقام الرابع.
أي أن الحلاج كان في المقام الثالث أو الرتبة الثالثة في التوحيد، وهي أنه يرى الأشياء هي نفسها "الله"، ولكن بطريق الواسطة والكشف فطالبه الخواص – والغزالي لإقراره كلام الخواص – بأن يرتقي إلى الدرجة الرابعة (23) في تحقيق التوحيد، وهي أن لا يرى في الوجود إلا واحداً وهي (الفناء في التوحيد) بدون واسطة ولا كشف وبها يتحقق التوحيد.
وفي كتاب (مشكاة الأنوار) للغزالي تصريح بوحدة الوجود في أكثر من موضع (24) وقد فندها الشيخ عبد الرحمن الوكيل وأظهر عوارها (25) .
ومن كبار القائلين بوحدة الوجود عامر بن عامر أبو الفضل عز الدين حيث قال محاكياً الفارض في تائيته وفي معتقده أيضاً:
تجلى لي المحبوب من كل وجهة فشاهدته في كل معنى وصورة
وخاطبني مني بكشف سرائر تعالت عن الأغيار لطفاً وجلت (26)
فقال أتدري من أنا قلت أنت أنا منادى أنا إذ كنت أنت حقيقتي
نظرت فلم أبصر محض وحدة بغير شريك قد تغطت بكثرة
تكثرت الأشياء والكل واحد صفات وذات ضمناً في هوية
فأنت أنا لا بل أنا أنت وحدة منزهة عن كل غير وشركة (27)
وقد اختار نقل هذه الأبيات من تائية ابن عامر الشيخ عبد الرحمن الوكيل وهي صريحة لا لبس فيها على ما يذهب إليه أهل وحدة الوجود الذين يرون أنه لا يكتمل إيمان العبد ولا يصل إلى الله إلا إذا تلاشت "أنا" من نفسه فأصبح في لجة جمع الجمع ورفع الاثنينية.
وقد سلك هذا المسلك في الاعتقاد بوحدة الوجود جماعة أخرى من الصوفية يمكن إحالة القارئ للاطلاع على كلامهم إلى كتاب الشيخ عبد الرحمن الوكيل، حيث ذكر نصوصاً كثيرة عنهم نثراً ونظماً، ومن أولئك محمد بن إسحاق المشهور بالقونوى (28) ، وعبد الغني بن إسماعيل المشهور بالنابلسي (29) ، وعبد السلام بن بشيش أو مشيش وهو من كبار شيوخ الشاذلية، ومحمد الدمرداش المحمدي (30) ، وأحمد بن عجيبة الإدريسي (31) ، وحسن رضوان (32) .
وكل واحد من هؤلاء قد أدلى بدلوه وخاض فيما ليس له بحق وحاول تثبيت عقيدة وحدة الوجود بكل ما أمكنه من الكلام نثراً ونظماً مما قد يطول نقله وتثقل قراءته، إذ إنهم لا يختلفون إلا في الألفاظ فقط والمورد واحد. (33)
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ...
كتاب الأسبوع القواعد الأصولية ...
كتاب الشهر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ...
شهر رجب وما قيل فيه ...
برومو ملخص فقه العبادات
خدمة API للموسوعة الحديثية نافذة البحث فى الموسوعة الحديثية الأرشيف راسلنا
جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة الدرر السنية 1436 هــ
العقاب الغريب- عدد المساهمات : 1156
نقاط : 1509
إعجاب : 210
تاريخ التسجيل : 21/04/2016
الموقع : أرض الله جميعا
رد: ابن عربي يقول أن المهدي إسمه ربيع
فلتعلم اخي اني لاابغضك...... لكني ابغض المبتدعة الدجالون وظانين بالله ضن السوء ..... والذين يتكلمون على لسانهم ويبررون لهم دجلهم. وانا اتمنى لك الجنة لانك مسلم........... منقول من مؤسسة الدرر السنية
الرئيسة
الموسوعات
مكتبة الدرر السنية
الصفحات المتجددة
المشرف العام/
إصداراتنا التعريف بالموقع مداد المشرف
البحث الشامل ...
محرك بحث المواقع العلمية ...
موسوعة الفرق
الرئيسة موسوعة الفرقالباب العاشر: الصوفيةالفصل الرابع عشر: عقيدة المتصوفة في الله عزَّ وجل، وفي الرسول صلى الله عليه وسلم
كلمات البحث ...
المبحث الأول: عقيدة المتصوفة في الله عزَّ وجل
الله عز وجل هو الواحد الأحد الفرد الصمد، خلق المخلوقات وأوجدها، وأمر الثقلين والجن والإنس بأوامر، ونهاهم عن نواه، من قام بامتثال أمره فيها دخل في طاعته، ومن أبى صار من أعدائه، وهو غني عن الخلق وعبادتهم، وجعل لكلا الفريقين جزاء عادلاً إما الثواب وإما العقاب.
وقد وصف الله نفسه في كتابه الكريم ووصفه نبيه بالصفات الثابتة له عز وجل فهو رب كل شيء ومالكه، إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا[مريم:93- 95]
ولقد استقر في أذهان العقلاء مباينة الله لخلقه وقربه منهم بعلمه وإحاطته وأنه متفرد بالأسماء الحسنى والصفات العليا ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، وأمرنا عز وجل أن نصفه بما وصف به نفسه في كتابه الكريم وبما وصفه به نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم غير معطلين ولا محرفين ولا مكيفين، ذاته لا تشبه ذوات خلقه، وصفاته لا تشبه صفات خلقه حتى وإن اتفقت التسمية فإنها لا تتفق في الحقيقة وتبقى المباينة بين الحقائق مما لا يخفى إلا على من لم يفهم الحق.
هذا هو الاعتقاد الذي أمر الله العباد به فما هو موقف الصوفية منه. إن المتتبع لعقائد زعماء الصوفية يجد أنهم يعتقدون بوجود معبود لا حقيقة له قائمة بذاته، معبود لهم يذكر في الشريعة الإسلامية ولم تدل عليه العقول ولا الفطر السليمة إنه معبود غير رب العالمين تعالى وتقدس.
يظهر في صورة الصوفي العابد الذي وصل إلى مرتبة النيابة عن الله في تصريف أمور هذا الكون والتحكم فيه بحكم نيابته عن الله وعلمه بكل المغيبات ورؤيته لله في كل وقت لارتفاع الإنية بينه وبين الله عز وجل الذي يظهر أحياناً في صورة شاب وأحياناً في صورة الآكل والشارب، وأحياناً في صورة شخص كأنه محجور عليه تعالى بعد أن فوض الكون وما فيه إلى أقطاب الصوفية يتصرفون فيه بما يشاءون، كما تفيد أقوالهم وتبجحهم بذلك.
الحلول:
لقد أصبح الحلول من لوازم الصوفية الغلاة ومن المبادئ الأساسية عندهم، وكتبهم مملوءة بذلك نثراً ونظماً، وقد اختلف العلماء في تعريف الحلول:
فمنهم من قال: هو اتحاد جسمين بحيث تكون الإشارة إلى أحدهما إشارة إلى الآخر كحلول ماء الورد في الورد.
ومنهم من قال: هو اختصاص شيء بشيء، بحيث تكون الإشارة إلى أحدهما عين الإشارة إلى الآخر.
واستعمل بعض المتصوفة لفظ الحلول ليشيروا به إلى صلة الرب والعبد واللاهوت والناسوت، بمعنى أن الله تعالى يحل في بعض الأجساد الخاصة، وهو مبدأ نصراني وأول من أعلنه من الصوفية الحسين بن منصور الحلاج، حين عبر عن ذلك في أبياته الشعرية التي يقرر فيها أن الله تعالى حل في كل شيء، وأنه لا فارق بين الخالق والمخلوق.
أنا من أهوى ومن أهوى أنا نحن روحان حللنا بدنا
فإذا أبصرتني أبصرته وإذا أبصرته أبصرتني (1)
والقائلون بالحلول منهم من قصر الحلول وخصه ببعض الناس، كقول النصارى بالحلول في عيسى عليه السلام، وكقول بعض غلاة الشيعة كالخطابية الذين اعتقدوا أن الله حل في جعفر الصادق، والسبئية الذين قالوا بحلول الله في عليّ، ومثله قول النصيرية فيه، وقول الدروز بحلوله عز وجل في شخص الحاكم.
وفريق آخر قال بالحلول العام، وأن الله حال في كل شيء، وأنه في كل مكان، وهؤلاء تأثروا بالفلسفة الطبيعية عند اليونان – وهم الجهمية ومن قال بقولهم.
ويمثل الحلول العام البسطامي في قوله: "رفعني مرة فأقامني بين يديه وقال لي: يا أبا يزيد إن خلقي يحبون أن يروك، فقلت: زيني بوحدانيتك وألبسني أنانيتك وارفعني إلى أحديتك حتى إذا رآني خلقك قالوا رأيناك، فتكون أنت ذلك ولا أكون أنا هناك". مَّا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلا كَذِبًا[الكهف:5].
وهذا الطلب الغريب العجيب يريد به أبو يزيد البسطامي كما تقدم أن يحتال على الله عز وجل ليصبغ عليه الوحدانية ويرفع ما بينه وبين البسطامي من الإنية بحيث إذا قال الله عز وجل "أنا" وقال البسطامي "أنا" انعدم الفرق بينهما، وحينئذ يمثل البسطامي الله عز وجل تمام المماثلة، فإذا شوهد البسطامي شوهد عند ذلك الخلاق العظيم – سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علواً كبيراً.
وليس هذا فقط، بل أحياناً يختلط الحابل بالنابل فيحصل بين الرب والعبد مدّ وجزر حسب ما يتصوره ابن عربي في قوله:
ففي حال أقربه وفي الأحيان أجحده
فيعرفني وأنكره وأعرفه فأشهده
فإني بالغني وأنا أساعده وأسعده
فيحمدني وأحمده ويعبدني وأعبده (2)
ولعله بعد هذه المراوغة استقر الأمر على أن الله هو نفسه كل موجود على ظهر الأرض؛ فهو العاشق والمعشوق، والرجل والمرأة، فالأجسام صور عنه، وذلك في قوله:
فمن ليلى ومن لبنى ومن هند ومن بثينه
ومن قيس ومن بشر أليسوا كلهم عينه (3)
وفي قوله أيضاً:
فعين الخلق عين الحق فيه فلا تنكر فإن الكون عينه
فإن فرقت فالعرفان باد وإن لم فاعتبر فالبين بينه (4)
وقد ملأ كتابه الذي سماه بـ (الفتوحات المكية) أشعاراً وشروحاً لها حول هذا الاتحاد والحلول.
ويقول ابن الفارض عن الذات الإلهية كما يتصور:
ففي النشأة الأولي تراءت لآدم بمظهر حوا قبل حكم النبوة
وتظهر للعشاق في كل مظهر من اللبس في أشكال حسن بديعة
ففي مرة لبنى وأخرى بثينة وآونة تدعى بعزة عزت (5)
ومن هنا نشأ عند ابن الفارض الفوضى الفكرية في تداخل جميع الأديان الحق منها والباطل، حتى صارت بجميع أشكالها شكلاً واحداً، فكأنه أراد أن يجمع بين الليل والنهار، والحار والبارد، والحق والباطل، فتصور أن الملل كلها سواء كانت شركية وثنية أو مجوسية أو نصرانية أو يهودية، الكل عنده يرجع إلى مصدر واحد وحقيقة واحدة هي الله.
وتائيته المشهورة مليئة بتأكيد هذا الخلط والاضطراب، فهو بعد أن قرر أن جميع العبادات وجميع الأفعال التي تصدر عن الناس هي نفسها أفعال الله قال عن المجوس:
وإن عبد النار المجوس وما انطفت كما جاء في الأخبار في ألف حجة
فما عبدوا غيري وإن كان قصدهم سواي وإن لم يعقدوا عقد نيتي
رأوا ضوء ناري مرة فتوهموه ناراً فضلوا في الهدى بالأشعة (6)
وكثير من مثل هذا الهذيان في أشعارهم هو وسائر غلاة الصوفية ممكن هم على شاكلته أنهم يتصورون معبودهم يتجلى في صورة امرأة؛ ولهذا نجد أن الصوفية يلهجون بذكر النساء، ويرونهم أكمل وأتم وأجمل لتعينات الذات الإلهية التي يعتقدونها فيهن، وهذا واضح جداً في تلك العناية التي لقيتها المرأة في الأدب الصوفي من التذلل لها والتشبث بها والتفتن في وصفها.
ومما قاله ابن عربي في تقريره حول الله تعالى عن كلامه في المرأة أن الأمر بالغسل؛ لأن الحق غيور على عبده أن يعتقد أن يلتذ بغيره، فلهذا أحب النبي صلى الله عليه وسلم النساء لكمال شهود الحق فيهن، إذ لا نشاهد الحق مجرداً عن المراد، فشهود الحق في النساء أعظم شهود وأكمله، وأعظم الوصلة والنكاح… قال: فمن جاء لامرأته أو لأنثى بمجرد الالتذاذ ولكن لا يدري بمن كما قال:
صح عند الناس أني عاشق غير أنهم لا يعرفوا عشقي لمن
كذلك هذا أحب الالتذاذ فأحب المحل الذي يكون فيه، - هو المرأة -، ولكن غاب عنه روح المسألة فلو علمها لعلم بمن التذ؟ ومن التذ؟ وكان كاملاً قال من شاهد الحق في المرأة كان شهوده في منفعل وهو أعظم الشهود ويكون حباً إلهياً" (7) .
ومن هذا المفهوم الباطل تجرأ على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأساء الأدب في حقه وافترى عليه بما لا يقدم عليه مسلم يعرف ولو شيئا يسيراً عن الإسلام وعن نبيه العظيم الذي اعترف له كل من عرفه أو سمع عنه بأنه خير منقذ للبشرية، عابداً لربه حق عبادته، متواضعاً، بالمؤمنين رءوف رحيم، لكن ابن عربي يقرر حسب مذهبه الرديء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يحب النساء لكمال شهود الحق فيهن، وحاشا رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا البهتان.
بل قرر زعماء الإباحية والزنادقة العتاة ابن عربي وابن الفارض وغيرهما أن الله تعالى يتجلى في كل صورة حسنة في صورة الرجل أو المرأة فيكون فاعلاً ومفتعلاً – تعالى الله عن كفرهم وإلحادهم علواً كبيراً، وأن الله تجلى في صور العاشقات والمعشوقات ( ، ويطول النقل عنهم ولو أردنا ذلك مما يأباه الدين وتشمئز منه النفوس وتمجه الفطر السليمة ويأباه الذوق.
"وفي تفسير الحديث: ((فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به)) (9)
"يذكر السهروردي أن المحب يعود بفوائد اكتساب الصفات من المحبوب، أي بحيث تشترك الصفات بين المحب والمحبوب فلا يحصل بينهما أي فارق، ثم استشهد على هذا في الاتحاد والحلول بمبدأ الحلاج:
أنا من أهوى ومن أهوى أنا … الخ.
ويقول ابن عطا السكندري في بيان حقيقة الولي: "ولقد سمعت شيخنا أبا العباس رضي الله عنه يقول: لو كشف عن حقيقة الولي لعُبِد؛ لأن أوصافه من أوصافه ونعوته من نعوته" (10) وقال أيضاً في وجود الله تعالى أنه لا خفاء به ولا حجاب عليه:
"كيف يتصور أن يحجبه شيء وهو الذي ظهر بكل شيء" (11) .
وفي الشطحات الصوفية وجرأتهم على قول كل ما يريدون ما لا يخفى على طلاب العلم.
ومما يذكر في سيرة ابن عربي أنه شغف حين كان بمكة بحب امرأة هي ابنة رجل يسمى الشيخ مكين الدين أبي شجاع زاهر بن رستم بن أبي الرجاء الأصفهاني، ووصفها بأوصاف من الغزل بجمالها ما لا يحتمل المقام ذكره هنا ضمنه كتابه (ترجمان الأشواق)، ثم شرحه بطلب من رجلين من خاصته فشرحهُ في كتاب سماه (ذخائر الأعلاق).
حاول جاهداً أن يغطي ما قاله في تلك المرأة من العشق والغرام ليحوله على أنه قاله في الحب الإلهي، ولكن لم يتم ذلك؛ حيث غلب الطبع على التطبع، وليست هذه معشوقته الوحيدة، بل هناك أخرى عشقها وهو يطوف حول البيت، وقال فيها أشعاراً غزلية ماجنةً، ولم يستشعر مقدار جرمه في الحرم الذي يعاقب الله فيه على مجرد النية، ثم وصف تلك الأشعار بعد ذلك بالحب الإلهي تمويهاً وتغطية لمجون هذا الشيخ الصوفي الكبير، فأين الحب الإلهي في مثل قوله:
ليت شعري هل دروا أي قلب ملكوا
وفؤادي لو درى أي شعب سلكوا
أتراهم سلموا أم تراهم هلكوا
حار أرباب الهوى في الهوى وارتبكوا (12)
وحدة الوجود:
وحدة الوجود عقيدة إلحادية تأتي بعد التشبع بفكرة الحلول في بعض الموجودات، ومفادها لا شيء إلا الله وكل ما في الوجود يمثل الله عز وجل لا انفصال بين الخالق والمخلوق، وأن وجود الكائنات هو عين وجود الله تعالى ليس وجودها غيره ولا شيء سواه البتة، وهي فكرة هندية بوذية مجوسية.
وهذا هو المبدأ الذي قام عليه مذهب ابن عربي الذي قال: سبحان من خلق الأشياء وهو عينها، وتجرأ على تفسير كتاب الله بغير علم فاستدل بآيات من القرآن الكريم زعماً أن الله أطلق اسم الوجود على نفسه كما في قوله تعالى: وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ[النــور:39]، لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا[النساء:64]، يَجِدِ اللّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا[النساء:110]، واستدل بأحاديث موضوعة مثل حديث: ((من عرف نفسه فقد عرف ربه)) (13) .
وهذا الاستدلال من أغرب وأنكر ما تلفظ به قائل.
إذ كيف يتأتى لهم القول أن القرآن والسنة يدعون إلى الإلحاد والكفر بالله؟ ولا شك أن هذه العقائد الإلحادية قديمة جداً في العبادات الهندية والديانات البوذية. وقد انقسم أصحاب هذه المبادئ الإلحادية إلى فريقين:
1 - الفريق الأول: يرى الله سبحانه وتعالى روحاً وأن العالم جسماً لذلك الروح، فإذا سما الإنسان وتطهر التصق بالروح أي الله.
2 - الفريق الثاني: هؤلاء يزعمون أن جميع الموجودات لا حقيقة لوجودها غير وجود الله، فكل شيء في زعمهم هو الله تجلى فيه (14) .
والإسلام بريء من هذه الأفكار المنحرفة الخرافية كلها هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ[الحديد: 3]، وهؤلاء يقولون أن الله ما دام هو أصل وجود هذه الممكنات المشاهدة فكأن الموجودات في حكم العدل، والوجود الحقيقي هو الله الذي تجلى في أفعاله ومخلوقاته، وبالتالي فإن العقائد كلها حقائق والناس لا خلاف بينهم حقيقة، والديانات كلها ترجع إلى حقيقة واحدة، هذا ولا شك أنه خلط وانحراف شنيع أدى بمن أعتنقه إلى خذلان المسلمين وترك أمر الجهاد.
ولهذا نجد أن المستشرقين اهتموا كثيراً بدراسة ظاهرة التصوف؛ لأنها تحقق أهدافهم في إلهاء المسلمين وتفرق كلمتهم، وبالتالي فإنهم وجدوا فيها معيناً لهم على نشر الإلحاد وإنكار النبوات ونبذ التكاليف الشرعية والدعوة إلى القول بوحدة الأديان وتصويبها جميعاً مهما كانت، حتى وإن كانت عبادة الحجر والشجر.
والواقع أنه ما من مسلم يشك في كفر أو ارتداد من قال بوحدة الوجود، وعلماء الإسلام حين حكموا بكفر غلاة المتصوفة من القائلين بوحدة الوجود والحلول والاتحاد حكموا أيضاً بكفر من لم ير تكفيرهم.
ولقد قال شيخ الإسلام عن هؤلاء: "إن كفر هؤلاء أعظم من كفر اليهود والنصارى ومشركي العرب".
ولقد وصل الهوس والجنون بابن الفارض – بناء على عقيدته أن الله هو عين كل شيء – وصل به الحال إلى أن يعتقد أنه هو الله حقيقة؛ لأن الله حسب خرافاته هو عين كل شيء فهو على هذا يمثل الله – تعالى عن قولهم.
وابن عربي من أساطين القائلين بوحدة الوجود والحلول والاتحاد وصحة الأديان كلها، مهما كانت في الكفر إذ المرجع والمآل واحد، ومن هنا فهو يقول:
عقد الخلائق في الإله عقائداً وأنا اعتقدت جميع ما اعتقدوه
ويقول:
العبد رب والرب عبد يا ليت شعري من المكلف
إن قلت عبد فذاك رب أو قلت رب فأنى يكلف
ولابن عربي في كتابه (فصوص الحكم)، وكتابه الآخر (الفتوحات المكية) من الأقوال في وحدة الوجود ونفي الفرق بين الخالق والمخلوق وثبوت اتحادهما تماماً أقوال لا تكاد تحصر نثراً ونظماً.
وأما ابن الفارض فإذا أراد الشخص أن يعرف عقيدته تمام المعرفة فليقرأ تائيته التي باح فيها بكل صراحة وتحد أن الله متحد بكل موجود، وأن ابن الفارض نفسه هو المثل الكبير لله تعالى في صفاته وأفعاله؛ ولهذا فهو يفسر كل ما في الوجود بأنه يصح أن يقال فيه: إن الله أوجده أو كل موجود هو أيضاً ذلك الموجد.
وأن كل عبادة تقام فإنها توجه له أو لله لا فارق بينهما إلا في ذكر الاثنينية التي هي أيضاً لا وجود لها عند استجلاء الحقيقة حيث تتلاشى الاثنينية ويصبح الوجود واحداً ممثلاً في كل شيء.
وإذا أردت تفصيل كل تلك الحقائق عنه فاقرأ تائيته أو الأبيات الآتية، وانظر شرحها عند الشيخ عبد الرحمن الوكيل (15) .
ويقول ابن الفارض عن الذات الإلهية وتجليها له:
جلت في تجليها الوجود لناظري ففي كل مرئى أراها برؤية
ففي الصحو بعد المحو لم أك غيرها وذاتي بذاتي إذا تحلت تجلت
فوصفي إذا لم تدع باثنين وصفها وهيئتها إذ واحد نحن هيئتي
فإن دعيت كنت المجيب وإن أكن منادى أجابت من دعاني ولبت
فقد رفعت تاء المخاطب بيننا وفي رفعها عن فرقة الفرق رفعتي
وكل الجهات الست نحوي توجهت بما تم من نسك وحج وعمرة
لها صلواتي في المقام أقيمها وأشهد فيها أنها لها صلت
كلانا مصل واحد ساجد إلى حقيقته بالجمع في كل سجدة
وما كان لي صلى سواي ولم تكن صلاتي لغيري في أداء كل سجدة (16)
ويقول عن معنى سجود الملائكة لآدم، وأن الملائكة إنما هم صفة من صفاته لا خلق مستقل:
وفيَّ شهدت الساجدين لمظهري فحققت أني كنت آدم سجدتي
شرحه الصوفي القاشاني بقوله:
"أي عاينت في نفسي الملائكة الساجدين لمظهري فعلمت حقيقة أني كنت في سجدتي آدم تلك السجدة وأن الملائكة يسجدون لي والملائكة صفة من صفاتي، فللساجد صفى مني تسجد لذاتي" (17) .
ومن عتاة دعاة وحدة الوجود الجيلي صاحب كتاب (الإنسان الكامل) وقد ترجم له الشعراني وأطال في ترجمته، ابتدأها بقوله: "ومنهم أبو صالح سيدي عبد القادر الجيلي رضي الله عنه" (18) . ثم جاء في أخباره بما لا يصدقه عاقل.
ومما يدل على تعمق الجيلي في القول بوحدة الوجود وأنه لم يعد بينه وبين الله أي فارق، ولا بينه وبين كل المخلوقات في هذا الكون أي فارق أيضاً ما أورده في كتابه (الإنسان الكامل) (19) :
لي الملك في الدارين لم أر فيهما سواي فأرجو فضله أو فأخشاه
وقد حزت أنواع الكمال جمال جلال الكل ما أنا إلا هو
لي الملك والملكوت نسجي وصنعي لي الغيب والجبروت مني منشاه
فمهما ترى من معدن ونباته حيوانه مع أنسه وسجاياه
ومهما ترى من أبحر وقفاره ومن شجر أو شاهق طال أعلاه
ومهما ترى من صور معنوية من مشهد للعين طاب محياه
ومهما ترى من هيئة ملكية ومن منظر إبليس قد كان معناه
ومهما ترى من شهوة بشرية طبع وإيثار لحق تعاطاه
ومهما ترى من عرشه ومحيطه كرسيه أو رفرف عز مجلاه
فإني ذاك الكل والكل مشهدي أنا المتجلي في حقيقته لا هو
وإني رب للأنام وسيد جميع الورى اسم وذاتي مسماه (20)
فالجيلي هو كل شيء والله هو أيضاً كل شيء، من خير أو شر، من فسق أو فجور، الكل هو الله على حسب هذه العقيدة المجوسية.
ومن القائلين بوحدة الوجود ووحدة الشهود هو أبو حامد الغزالي، ولقد تأثر الناس به كثيراً؛ لأنه كان في وقته يداري كل طائفة ويتودد إليها بالموافقة، وخفي أمره على كثير من الناس فلم يفطنوا إلى تعلقه بوحدة الوجود، وإن كان قد صرح بها كثيراً في كتبه، وخصوصاً إحياء علوم الدين، وفي هذا يقول عنه عبد الرحمن الوكيل: "لا تعجب حين ترى الغزالي يجنح في دهاء إلى السلفية في بعض ما كتب فللغزالي وجوه عدة كان يرائي بها صنوف الناس في عصره، فهو أشعري؛ لأن نظام الملك صاحب المدرسة النظامية أراده على ذلك، وهو عدو للفلسفة؛ لأن الجماهير على تلك العداوة، وهو متكلم ولكنه يتراءى بعداوته للكلاميين اتقاء غضب الحنابلة.
وأما بالنسبة لرجوعه عن غلوه في التصوف، وأو عدم رجوعه فقد قرر بعض العلماء أن الغزالي رجع عن تلك الاقوال الصوفية، إلا أن بعضهم شكك في رجوعه وتوبته، ومن هنا يقول عبد الرحمن الوكيل: "يحاول السبكي في كتابه( طبقات الشفاعية) تبرئة ساحة الغزالي بزعمه أنه اشتغل في أخريات أيامه بالكتاب والسنة ونحن نسأل الله أن يكون ذلك حقاً، ولكن لا بد من تحذير المسلمين جميعاً من تراث الغزالي، فكل ما له من كتب في أيديهم تراث صوفي ولم يترك لنا في أخريات أيامه كتاباً يدل على أنه اشتغل بالكتاب وبالسنة" (21) .
ومن أقوال الغزالي في وحدة الوجود كما جاءت في كتابه (إحياء علوم الدين) قوله في ثنايا بيانه لما سماه مراتب التوحيد ……
"والثانية: أن يصدق بمعنى اللفظ قلبه كما صدق عموم المسلمين، وهو اعتقاد العوام.
والثالثة: أن يشاهد ذلك بطريق الكشف بواسطة نور الحق، وهو مقام المقربين، وذلك بأن يرى أشياء كثيرة ولكن يراها على كثرتها صادرة عن الواحد القهار.
والرابعة: ألا يرى في الوجود إلا واحداً، وهي مشاهدة الصديقين وتسمية الصوفية الفناء في التوحيد؛ لأنه من حيث لا يرى إلا وحداً فلا يرى نفسه أيضاً، وإذا لم ير نفسه لكونه مستغرقاً بالتوحيد كان فانياً عن نفسه في توحيده بمعنى أنه فنى عن رؤية نفسه والحق" (22) .
وفي هذا التعبير أمور تدل على وحدة الوجود، وذلك فيما يلي:
وصفه لعموم المسلمين بأنهم عوام في الاعتقاد، ويقصد به العقيدة السهلة الواضحة التي جاء بها الإسلام.
في تقريره أن الذي يشاهد تلك الأمور عن طريق الكشف يراها كلها صادرة عن فاعل واحد هو الله تعالى، وأنها عبارة عنه على ما فيها من خير وشر.
قوله: لا يرى في الوجود إلا واحداً، هذا هو عين القول بوحدة الوجود.
وعندما أورد استشكالاً قد يرد في الذهن، وهو قوله: "فإن قلت كيف يتصور ألا يشاهد إلا واحداً، وهو يشاهد السماء والأرض وسائر الأجسام المحسوسة وهي كثيرة فكيف يكون الكثير واحداً؟
ولا شك أن هذا الاستشكال وارد، وهو استشكال قوي جداً ويحتاج إلى جواب شاف، فبماذا أجاب الغزالي عن هذا؟ أجاب عن إيراد هذا السؤال بقوله: "فاعلم أن هذه غاية علوم المكاشفات وأسرار هذا العلم، لا يجوز أن تسطر في كتاب، فقد قال العارفون: إفشاء الربوبية كفر".
وهذا الجواب فيه اتهام لله بالتقصير في بيان أمر التوحيد؛ حيث لم يبينه الله تمام البيان، ولا بينه الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا يعرفه أحد إلا أرباب الكشف الصوفي الذين يعرفون كل تفاصيل التوحيد إلا أنهم لا يحبون إفشاء سر الربوبية؛ لأنه يؤدي إلى الكفر حسب هذا الزعم، والواقع أنه قد صدق، فإن هذا التوحيد الذي لا يعرفه إلا أصحاب الكشف هو نفسه التوحيد الذي لا يفرق بين الخالق والمخلوق وهو أمر لا يقر به أحد من المسلمين.
أما الجواب الثاني فهو مثل ضربه يفيد أنه قد يحصل تعدد أشياء في شيء واحد دون فارق بينهما؛ وذلك كالإنسان وأعضائه فهو إنسان واحد ولكن له أعضاء كثيرة؛ روحه وجسده وأطرافه وعروقه وعظامه وأحشاؤه، وهو باعتبار آخر ومشاهدة أخرى واحد أي إنسان.
وهذا الجواب أردأ من الذي قبله، يريد أن يثبت لنا القول بوحدة الوجود قياساً على الوحدة المتكاملة بين الإنسان وأعضائه، وأراد من هذا أيضاً جعله هذه الأوصاف هي نفسها الفناء في التوحيد حسب ما أورده عن موقف جرى بين الحلاج والخواص.
حيث رأى الخواص يدور في الأسفار فقال: في ماذا أنت؟ فقال: أدور في الأسفار لأصحح حالتي في التوكل، فقال الحسين – الحلاج-: قد أفنيت عمرك في عمران باطنك فأين الفناء في التوحيد؟ فكأن الخواص كان في تصحيح المقام الثالث فطالبه بالمقام الرابع.
أي أن الحلاج كان في المقام الثالث أو الرتبة الثالثة في التوحيد، وهي أنه يرى الأشياء هي نفسها "الله"، ولكن بطريق الواسطة والكشف فطالبه الخواص – والغزالي لإقراره كلام الخواص – بأن يرتقي إلى الدرجة الرابعة (23) في تحقيق التوحيد، وهي أن لا يرى في الوجود إلا واحداً وهي (الفناء في التوحيد) بدون واسطة ولا كشف وبها يتحقق التوحيد.
وفي كتاب (مشكاة الأنوار) للغزالي تصريح بوحدة الوجود في أكثر من موضع (24) وقد فندها الشيخ عبد الرحمن الوكيل وأظهر عوارها (25) .
ومن كبار القائلين بوحدة الوجود عامر بن عامر أبو الفضل عز الدين حيث قال محاكياً الفارض في تائيته وفي معتقده أيضاً:
تجلى لي المحبوب من كل وجهة فشاهدته في كل معنى وصورة
وخاطبني مني بكشف سرائر تعالت عن الأغيار لطفاً وجلت (26)
فقال أتدري من أنا قلت أنت أنا منادى أنا إذ كنت أنت حقيقتي
نظرت فلم أبصر محض وحدة بغير شريك قد تغطت بكثرة
تكثرت الأشياء والكل واحد صفات وذات ضمناً في هوية
فأنت أنا لا بل أنا أنت وحدة منزهة عن كل غير وشركة (27)
وقد اختار نقل هذه الأبيات من تائية ابن عامر الشيخ عبد الرحمن الوكيل وهي صريحة لا لبس فيها على ما يذهب إليه أهل وحدة الوجود الذين يرون أنه لا يكتمل إيمان العبد ولا يصل إلى الله إلا إذا تلاشت "أنا" من نفسه فأصبح في لجة جمع الجمع ورفع الاثنينية.
وقد سلك هذا المسلك في الاعتقاد بوحدة الوجود جماعة أخرى من الصوفية يمكن إحالة القارئ للاطلاع على كلامهم إلى كتاب الشيخ عبد الرحمن الوكيل، حيث ذكر نصوصاً كثيرة عنهم نثراً ونظماً، ومن أولئك محمد بن إسحاق المشهور بالقونوى (28) ، وعبد الغني بن إسماعيل المشهور بالنابلسي (29) ، وعبد السلام بن بشيش أو مشيش وهو من كبار شيوخ الشاذلية، ومحمد الدمرداش المحمدي (30) ، وأحمد بن عجيبة الإدريسي (31) ، وحسن رضوان (32) .
وكل واحد من هؤلاء قد أدلى بدلوه وخاض فيما ليس له بحق وحاول تثبيت عقيدة وحدة الوجود بكل ما أمكنه من الكلام نثراً ونظماً مما قد يطول نقله وتثقل قراءته، إذ إنهم لا يختلفون إلا في الألفاظ فقط والمورد واحد. (33)
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ...
كتاب الأسبوع القواعد الأصولية ...
كتاب الشهر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ...
شهر رجب وما قيل فيه ...
برومو ملخص فقه العبادات
خدمة API للموسوعة الحديثية نافذة البحث فى الموسوعة الحديثية الأرشيف راسلنا
جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة الدرر السنية 1436 هــ
الرئيسة
الموسوعات
مكتبة الدرر السنية
الصفحات المتجددة
المشرف العام/
إصداراتنا التعريف بالموقع مداد المشرف
البحث الشامل ...
محرك بحث المواقع العلمية ...
موسوعة الفرق
الرئيسة موسوعة الفرقالباب العاشر: الصوفيةالفصل الرابع عشر: عقيدة المتصوفة في الله عزَّ وجل، وفي الرسول صلى الله عليه وسلم
كلمات البحث ...
المبحث الأول: عقيدة المتصوفة في الله عزَّ وجل
الله عز وجل هو الواحد الأحد الفرد الصمد، خلق المخلوقات وأوجدها، وأمر الثقلين والجن والإنس بأوامر، ونهاهم عن نواه، من قام بامتثال أمره فيها دخل في طاعته، ومن أبى صار من أعدائه، وهو غني عن الخلق وعبادتهم، وجعل لكلا الفريقين جزاء عادلاً إما الثواب وإما العقاب.
وقد وصف الله نفسه في كتابه الكريم ووصفه نبيه بالصفات الثابتة له عز وجل فهو رب كل شيء ومالكه، إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا[مريم:93- 95]
ولقد استقر في أذهان العقلاء مباينة الله لخلقه وقربه منهم بعلمه وإحاطته وأنه متفرد بالأسماء الحسنى والصفات العليا ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، وأمرنا عز وجل أن نصفه بما وصف به نفسه في كتابه الكريم وبما وصفه به نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم غير معطلين ولا محرفين ولا مكيفين، ذاته لا تشبه ذوات خلقه، وصفاته لا تشبه صفات خلقه حتى وإن اتفقت التسمية فإنها لا تتفق في الحقيقة وتبقى المباينة بين الحقائق مما لا يخفى إلا على من لم يفهم الحق.
هذا هو الاعتقاد الذي أمر الله العباد به فما هو موقف الصوفية منه. إن المتتبع لعقائد زعماء الصوفية يجد أنهم يعتقدون بوجود معبود لا حقيقة له قائمة بذاته، معبود لهم يذكر في الشريعة الإسلامية ولم تدل عليه العقول ولا الفطر السليمة إنه معبود غير رب العالمين تعالى وتقدس.
يظهر في صورة الصوفي العابد الذي وصل إلى مرتبة النيابة عن الله في تصريف أمور هذا الكون والتحكم فيه بحكم نيابته عن الله وعلمه بكل المغيبات ورؤيته لله في كل وقت لارتفاع الإنية بينه وبين الله عز وجل الذي يظهر أحياناً في صورة شاب وأحياناً في صورة الآكل والشارب، وأحياناً في صورة شخص كأنه محجور عليه تعالى بعد أن فوض الكون وما فيه إلى أقطاب الصوفية يتصرفون فيه بما يشاءون، كما تفيد أقوالهم وتبجحهم بذلك.
الحلول:
لقد أصبح الحلول من لوازم الصوفية الغلاة ومن المبادئ الأساسية عندهم، وكتبهم مملوءة بذلك نثراً ونظماً، وقد اختلف العلماء في تعريف الحلول:
فمنهم من قال: هو اتحاد جسمين بحيث تكون الإشارة إلى أحدهما إشارة إلى الآخر كحلول ماء الورد في الورد.
ومنهم من قال: هو اختصاص شيء بشيء، بحيث تكون الإشارة إلى أحدهما عين الإشارة إلى الآخر.
واستعمل بعض المتصوفة لفظ الحلول ليشيروا به إلى صلة الرب والعبد واللاهوت والناسوت، بمعنى أن الله تعالى يحل في بعض الأجساد الخاصة، وهو مبدأ نصراني وأول من أعلنه من الصوفية الحسين بن منصور الحلاج، حين عبر عن ذلك في أبياته الشعرية التي يقرر فيها أن الله تعالى حل في كل شيء، وأنه لا فارق بين الخالق والمخلوق.
أنا من أهوى ومن أهوى أنا نحن روحان حللنا بدنا
فإذا أبصرتني أبصرته وإذا أبصرته أبصرتني (1)
والقائلون بالحلول منهم من قصر الحلول وخصه ببعض الناس، كقول النصارى بالحلول في عيسى عليه السلام، وكقول بعض غلاة الشيعة كالخطابية الذين اعتقدوا أن الله حل في جعفر الصادق، والسبئية الذين قالوا بحلول الله في عليّ، ومثله قول النصيرية فيه، وقول الدروز بحلوله عز وجل في شخص الحاكم.
وفريق آخر قال بالحلول العام، وأن الله حال في كل شيء، وأنه في كل مكان، وهؤلاء تأثروا بالفلسفة الطبيعية عند اليونان – وهم الجهمية ومن قال بقولهم.
ويمثل الحلول العام البسطامي في قوله: "رفعني مرة فأقامني بين يديه وقال لي: يا أبا يزيد إن خلقي يحبون أن يروك، فقلت: زيني بوحدانيتك وألبسني أنانيتك وارفعني إلى أحديتك حتى إذا رآني خلقك قالوا رأيناك، فتكون أنت ذلك ولا أكون أنا هناك". مَّا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلا كَذِبًا[الكهف:5].
وهذا الطلب الغريب العجيب يريد به أبو يزيد البسطامي كما تقدم أن يحتال على الله عز وجل ليصبغ عليه الوحدانية ويرفع ما بينه وبين البسطامي من الإنية بحيث إذا قال الله عز وجل "أنا" وقال البسطامي "أنا" انعدم الفرق بينهما، وحينئذ يمثل البسطامي الله عز وجل تمام المماثلة، فإذا شوهد البسطامي شوهد عند ذلك الخلاق العظيم – سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علواً كبيراً.
وليس هذا فقط، بل أحياناً يختلط الحابل بالنابل فيحصل بين الرب والعبد مدّ وجزر حسب ما يتصوره ابن عربي في قوله:
ففي حال أقربه وفي الأحيان أجحده
فيعرفني وأنكره وأعرفه فأشهده
فإني بالغني وأنا أساعده وأسعده
فيحمدني وأحمده ويعبدني وأعبده (2)
ولعله بعد هذه المراوغة استقر الأمر على أن الله هو نفسه كل موجود على ظهر الأرض؛ فهو العاشق والمعشوق، والرجل والمرأة، فالأجسام صور عنه، وذلك في قوله:
فمن ليلى ومن لبنى ومن هند ومن بثينه
ومن قيس ومن بشر أليسوا كلهم عينه (3)
وفي قوله أيضاً:
فعين الخلق عين الحق فيه فلا تنكر فإن الكون عينه
فإن فرقت فالعرفان باد وإن لم فاعتبر فالبين بينه (4)
وقد ملأ كتابه الذي سماه بـ (الفتوحات المكية) أشعاراً وشروحاً لها حول هذا الاتحاد والحلول.
ويقول ابن الفارض عن الذات الإلهية كما يتصور:
ففي النشأة الأولي تراءت لآدم بمظهر حوا قبل حكم النبوة
وتظهر للعشاق في كل مظهر من اللبس في أشكال حسن بديعة
ففي مرة لبنى وأخرى بثينة وآونة تدعى بعزة عزت (5)
ومن هنا نشأ عند ابن الفارض الفوضى الفكرية في تداخل جميع الأديان الحق منها والباطل، حتى صارت بجميع أشكالها شكلاً واحداً، فكأنه أراد أن يجمع بين الليل والنهار، والحار والبارد، والحق والباطل، فتصور أن الملل كلها سواء كانت شركية وثنية أو مجوسية أو نصرانية أو يهودية، الكل عنده يرجع إلى مصدر واحد وحقيقة واحدة هي الله.
وتائيته المشهورة مليئة بتأكيد هذا الخلط والاضطراب، فهو بعد أن قرر أن جميع العبادات وجميع الأفعال التي تصدر عن الناس هي نفسها أفعال الله قال عن المجوس:
وإن عبد النار المجوس وما انطفت كما جاء في الأخبار في ألف حجة
فما عبدوا غيري وإن كان قصدهم سواي وإن لم يعقدوا عقد نيتي
رأوا ضوء ناري مرة فتوهموه ناراً فضلوا في الهدى بالأشعة (6)
وكثير من مثل هذا الهذيان في أشعارهم هو وسائر غلاة الصوفية ممكن هم على شاكلته أنهم يتصورون معبودهم يتجلى في صورة امرأة؛ ولهذا نجد أن الصوفية يلهجون بذكر النساء، ويرونهم أكمل وأتم وأجمل لتعينات الذات الإلهية التي يعتقدونها فيهن، وهذا واضح جداً في تلك العناية التي لقيتها المرأة في الأدب الصوفي من التذلل لها والتشبث بها والتفتن في وصفها.
ومما قاله ابن عربي في تقريره حول الله تعالى عن كلامه في المرأة أن الأمر بالغسل؛ لأن الحق غيور على عبده أن يعتقد أن يلتذ بغيره، فلهذا أحب النبي صلى الله عليه وسلم النساء لكمال شهود الحق فيهن، إذ لا نشاهد الحق مجرداً عن المراد، فشهود الحق في النساء أعظم شهود وأكمله، وأعظم الوصلة والنكاح… قال: فمن جاء لامرأته أو لأنثى بمجرد الالتذاذ ولكن لا يدري بمن كما قال:
صح عند الناس أني عاشق غير أنهم لا يعرفوا عشقي لمن
كذلك هذا أحب الالتذاذ فأحب المحل الذي يكون فيه، - هو المرأة -، ولكن غاب عنه روح المسألة فلو علمها لعلم بمن التذ؟ ومن التذ؟ وكان كاملاً قال من شاهد الحق في المرأة كان شهوده في منفعل وهو أعظم الشهود ويكون حباً إلهياً" (7) .
ومن هذا المفهوم الباطل تجرأ على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأساء الأدب في حقه وافترى عليه بما لا يقدم عليه مسلم يعرف ولو شيئا يسيراً عن الإسلام وعن نبيه العظيم الذي اعترف له كل من عرفه أو سمع عنه بأنه خير منقذ للبشرية، عابداً لربه حق عبادته، متواضعاً، بالمؤمنين رءوف رحيم، لكن ابن عربي يقرر حسب مذهبه الرديء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يحب النساء لكمال شهود الحق فيهن، وحاشا رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا البهتان.
بل قرر زعماء الإباحية والزنادقة العتاة ابن عربي وابن الفارض وغيرهما أن الله تعالى يتجلى في كل صورة حسنة في صورة الرجل أو المرأة فيكون فاعلاً ومفتعلاً – تعالى الله عن كفرهم وإلحادهم علواً كبيراً، وأن الله تجلى في صور العاشقات والمعشوقات ( ، ويطول النقل عنهم ولو أردنا ذلك مما يأباه الدين وتشمئز منه النفوس وتمجه الفطر السليمة ويأباه الذوق.
"وفي تفسير الحديث: ((فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به)) (9)
"يذكر السهروردي أن المحب يعود بفوائد اكتساب الصفات من المحبوب، أي بحيث تشترك الصفات بين المحب والمحبوب فلا يحصل بينهما أي فارق، ثم استشهد على هذا في الاتحاد والحلول بمبدأ الحلاج:
أنا من أهوى ومن أهوى أنا … الخ.
ويقول ابن عطا السكندري في بيان حقيقة الولي: "ولقد سمعت شيخنا أبا العباس رضي الله عنه يقول: لو كشف عن حقيقة الولي لعُبِد؛ لأن أوصافه من أوصافه ونعوته من نعوته" (10) وقال أيضاً في وجود الله تعالى أنه لا خفاء به ولا حجاب عليه:
"كيف يتصور أن يحجبه شيء وهو الذي ظهر بكل شيء" (11) .
وفي الشطحات الصوفية وجرأتهم على قول كل ما يريدون ما لا يخفى على طلاب العلم.
ومما يذكر في سيرة ابن عربي أنه شغف حين كان بمكة بحب امرأة هي ابنة رجل يسمى الشيخ مكين الدين أبي شجاع زاهر بن رستم بن أبي الرجاء الأصفهاني، ووصفها بأوصاف من الغزل بجمالها ما لا يحتمل المقام ذكره هنا ضمنه كتابه (ترجمان الأشواق)، ثم شرحه بطلب من رجلين من خاصته فشرحهُ في كتاب سماه (ذخائر الأعلاق).
حاول جاهداً أن يغطي ما قاله في تلك المرأة من العشق والغرام ليحوله على أنه قاله في الحب الإلهي، ولكن لم يتم ذلك؛ حيث غلب الطبع على التطبع، وليست هذه معشوقته الوحيدة، بل هناك أخرى عشقها وهو يطوف حول البيت، وقال فيها أشعاراً غزلية ماجنةً، ولم يستشعر مقدار جرمه في الحرم الذي يعاقب الله فيه على مجرد النية، ثم وصف تلك الأشعار بعد ذلك بالحب الإلهي تمويهاً وتغطية لمجون هذا الشيخ الصوفي الكبير، فأين الحب الإلهي في مثل قوله:
ليت شعري هل دروا أي قلب ملكوا
وفؤادي لو درى أي شعب سلكوا
أتراهم سلموا أم تراهم هلكوا
حار أرباب الهوى في الهوى وارتبكوا (12)
وحدة الوجود:
وحدة الوجود عقيدة إلحادية تأتي بعد التشبع بفكرة الحلول في بعض الموجودات، ومفادها لا شيء إلا الله وكل ما في الوجود يمثل الله عز وجل لا انفصال بين الخالق والمخلوق، وأن وجود الكائنات هو عين وجود الله تعالى ليس وجودها غيره ولا شيء سواه البتة، وهي فكرة هندية بوذية مجوسية.
وهذا هو المبدأ الذي قام عليه مذهب ابن عربي الذي قال: سبحان من خلق الأشياء وهو عينها، وتجرأ على تفسير كتاب الله بغير علم فاستدل بآيات من القرآن الكريم زعماً أن الله أطلق اسم الوجود على نفسه كما في قوله تعالى: وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ[النــور:39]، لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا[النساء:64]، يَجِدِ اللّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا[النساء:110]، واستدل بأحاديث موضوعة مثل حديث: ((من عرف نفسه فقد عرف ربه)) (13) .
وهذا الاستدلال من أغرب وأنكر ما تلفظ به قائل.
إذ كيف يتأتى لهم القول أن القرآن والسنة يدعون إلى الإلحاد والكفر بالله؟ ولا شك أن هذه العقائد الإلحادية قديمة جداً في العبادات الهندية والديانات البوذية. وقد انقسم أصحاب هذه المبادئ الإلحادية إلى فريقين:
1 - الفريق الأول: يرى الله سبحانه وتعالى روحاً وأن العالم جسماً لذلك الروح، فإذا سما الإنسان وتطهر التصق بالروح أي الله.
2 - الفريق الثاني: هؤلاء يزعمون أن جميع الموجودات لا حقيقة لوجودها غير وجود الله، فكل شيء في زعمهم هو الله تجلى فيه (14) .
والإسلام بريء من هذه الأفكار المنحرفة الخرافية كلها هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ[الحديد: 3]، وهؤلاء يقولون أن الله ما دام هو أصل وجود هذه الممكنات المشاهدة فكأن الموجودات في حكم العدل، والوجود الحقيقي هو الله الذي تجلى في أفعاله ومخلوقاته، وبالتالي فإن العقائد كلها حقائق والناس لا خلاف بينهم حقيقة، والديانات كلها ترجع إلى حقيقة واحدة، هذا ولا شك أنه خلط وانحراف شنيع أدى بمن أعتنقه إلى خذلان المسلمين وترك أمر الجهاد.
ولهذا نجد أن المستشرقين اهتموا كثيراً بدراسة ظاهرة التصوف؛ لأنها تحقق أهدافهم في إلهاء المسلمين وتفرق كلمتهم، وبالتالي فإنهم وجدوا فيها معيناً لهم على نشر الإلحاد وإنكار النبوات ونبذ التكاليف الشرعية والدعوة إلى القول بوحدة الأديان وتصويبها جميعاً مهما كانت، حتى وإن كانت عبادة الحجر والشجر.
والواقع أنه ما من مسلم يشك في كفر أو ارتداد من قال بوحدة الوجود، وعلماء الإسلام حين حكموا بكفر غلاة المتصوفة من القائلين بوحدة الوجود والحلول والاتحاد حكموا أيضاً بكفر من لم ير تكفيرهم.
ولقد قال شيخ الإسلام عن هؤلاء: "إن كفر هؤلاء أعظم من كفر اليهود والنصارى ومشركي العرب".
ولقد وصل الهوس والجنون بابن الفارض – بناء على عقيدته أن الله هو عين كل شيء – وصل به الحال إلى أن يعتقد أنه هو الله حقيقة؛ لأن الله حسب خرافاته هو عين كل شيء فهو على هذا يمثل الله – تعالى عن قولهم.
وابن عربي من أساطين القائلين بوحدة الوجود والحلول والاتحاد وصحة الأديان كلها، مهما كانت في الكفر إذ المرجع والمآل واحد، ومن هنا فهو يقول:
عقد الخلائق في الإله عقائداً وأنا اعتقدت جميع ما اعتقدوه
ويقول:
العبد رب والرب عبد يا ليت شعري من المكلف
إن قلت عبد فذاك رب أو قلت رب فأنى يكلف
ولابن عربي في كتابه (فصوص الحكم)، وكتابه الآخر (الفتوحات المكية) من الأقوال في وحدة الوجود ونفي الفرق بين الخالق والمخلوق وثبوت اتحادهما تماماً أقوال لا تكاد تحصر نثراً ونظماً.
وأما ابن الفارض فإذا أراد الشخص أن يعرف عقيدته تمام المعرفة فليقرأ تائيته التي باح فيها بكل صراحة وتحد أن الله متحد بكل موجود، وأن ابن الفارض نفسه هو المثل الكبير لله تعالى في صفاته وأفعاله؛ ولهذا فهو يفسر كل ما في الوجود بأنه يصح أن يقال فيه: إن الله أوجده أو كل موجود هو أيضاً ذلك الموجد.
وأن كل عبادة تقام فإنها توجه له أو لله لا فارق بينهما إلا في ذكر الاثنينية التي هي أيضاً لا وجود لها عند استجلاء الحقيقة حيث تتلاشى الاثنينية ويصبح الوجود واحداً ممثلاً في كل شيء.
وإذا أردت تفصيل كل تلك الحقائق عنه فاقرأ تائيته أو الأبيات الآتية، وانظر شرحها عند الشيخ عبد الرحمن الوكيل (15) .
ويقول ابن الفارض عن الذات الإلهية وتجليها له:
جلت في تجليها الوجود لناظري ففي كل مرئى أراها برؤية
ففي الصحو بعد المحو لم أك غيرها وذاتي بذاتي إذا تحلت تجلت
فوصفي إذا لم تدع باثنين وصفها وهيئتها إذ واحد نحن هيئتي
فإن دعيت كنت المجيب وإن أكن منادى أجابت من دعاني ولبت
فقد رفعت تاء المخاطب بيننا وفي رفعها عن فرقة الفرق رفعتي
وكل الجهات الست نحوي توجهت بما تم من نسك وحج وعمرة
لها صلواتي في المقام أقيمها وأشهد فيها أنها لها صلت
كلانا مصل واحد ساجد إلى حقيقته بالجمع في كل سجدة
وما كان لي صلى سواي ولم تكن صلاتي لغيري في أداء كل سجدة (16)
ويقول عن معنى سجود الملائكة لآدم، وأن الملائكة إنما هم صفة من صفاته لا خلق مستقل:
وفيَّ شهدت الساجدين لمظهري فحققت أني كنت آدم سجدتي
شرحه الصوفي القاشاني بقوله:
"أي عاينت في نفسي الملائكة الساجدين لمظهري فعلمت حقيقة أني كنت في سجدتي آدم تلك السجدة وأن الملائكة يسجدون لي والملائكة صفة من صفاتي، فللساجد صفى مني تسجد لذاتي" (17) .
ومن عتاة دعاة وحدة الوجود الجيلي صاحب كتاب (الإنسان الكامل) وقد ترجم له الشعراني وأطال في ترجمته، ابتدأها بقوله: "ومنهم أبو صالح سيدي عبد القادر الجيلي رضي الله عنه" (18) . ثم جاء في أخباره بما لا يصدقه عاقل.
ومما يدل على تعمق الجيلي في القول بوحدة الوجود وأنه لم يعد بينه وبين الله أي فارق، ولا بينه وبين كل المخلوقات في هذا الكون أي فارق أيضاً ما أورده في كتابه (الإنسان الكامل) (19) :
لي الملك في الدارين لم أر فيهما سواي فأرجو فضله أو فأخشاه
وقد حزت أنواع الكمال جمال جلال الكل ما أنا إلا هو
لي الملك والملكوت نسجي وصنعي لي الغيب والجبروت مني منشاه
فمهما ترى من معدن ونباته حيوانه مع أنسه وسجاياه
ومهما ترى من أبحر وقفاره ومن شجر أو شاهق طال أعلاه
ومهما ترى من صور معنوية من مشهد للعين طاب محياه
ومهما ترى من هيئة ملكية ومن منظر إبليس قد كان معناه
ومهما ترى من شهوة بشرية طبع وإيثار لحق تعاطاه
ومهما ترى من عرشه ومحيطه كرسيه أو رفرف عز مجلاه
فإني ذاك الكل والكل مشهدي أنا المتجلي في حقيقته لا هو
وإني رب للأنام وسيد جميع الورى اسم وذاتي مسماه (20)
فالجيلي هو كل شيء والله هو أيضاً كل شيء، من خير أو شر، من فسق أو فجور، الكل هو الله على حسب هذه العقيدة المجوسية.
ومن القائلين بوحدة الوجود ووحدة الشهود هو أبو حامد الغزالي، ولقد تأثر الناس به كثيراً؛ لأنه كان في وقته يداري كل طائفة ويتودد إليها بالموافقة، وخفي أمره على كثير من الناس فلم يفطنوا إلى تعلقه بوحدة الوجود، وإن كان قد صرح بها كثيراً في كتبه، وخصوصاً إحياء علوم الدين، وفي هذا يقول عنه عبد الرحمن الوكيل: "لا تعجب حين ترى الغزالي يجنح في دهاء إلى السلفية في بعض ما كتب فللغزالي وجوه عدة كان يرائي بها صنوف الناس في عصره، فهو أشعري؛ لأن نظام الملك صاحب المدرسة النظامية أراده على ذلك، وهو عدو للفلسفة؛ لأن الجماهير على تلك العداوة، وهو متكلم ولكنه يتراءى بعداوته للكلاميين اتقاء غضب الحنابلة.
وأما بالنسبة لرجوعه عن غلوه في التصوف، وأو عدم رجوعه فقد قرر بعض العلماء أن الغزالي رجع عن تلك الاقوال الصوفية، إلا أن بعضهم شكك في رجوعه وتوبته، ومن هنا يقول عبد الرحمن الوكيل: "يحاول السبكي في كتابه( طبقات الشفاعية) تبرئة ساحة الغزالي بزعمه أنه اشتغل في أخريات أيامه بالكتاب والسنة ونحن نسأل الله أن يكون ذلك حقاً، ولكن لا بد من تحذير المسلمين جميعاً من تراث الغزالي، فكل ما له من كتب في أيديهم تراث صوفي ولم يترك لنا في أخريات أيامه كتاباً يدل على أنه اشتغل بالكتاب وبالسنة" (21) .
ومن أقوال الغزالي في وحدة الوجود كما جاءت في كتابه (إحياء علوم الدين) قوله في ثنايا بيانه لما سماه مراتب التوحيد ……
"والثانية: أن يصدق بمعنى اللفظ قلبه كما صدق عموم المسلمين، وهو اعتقاد العوام.
والثالثة: أن يشاهد ذلك بطريق الكشف بواسطة نور الحق، وهو مقام المقربين، وذلك بأن يرى أشياء كثيرة ولكن يراها على كثرتها صادرة عن الواحد القهار.
والرابعة: ألا يرى في الوجود إلا واحداً، وهي مشاهدة الصديقين وتسمية الصوفية الفناء في التوحيد؛ لأنه من حيث لا يرى إلا وحداً فلا يرى نفسه أيضاً، وإذا لم ير نفسه لكونه مستغرقاً بالتوحيد كان فانياً عن نفسه في توحيده بمعنى أنه فنى عن رؤية نفسه والحق" (22) .
وفي هذا التعبير أمور تدل على وحدة الوجود، وذلك فيما يلي:
وصفه لعموم المسلمين بأنهم عوام في الاعتقاد، ويقصد به العقيدة السهلة الواضحة التي جاء بها الإسلام.
في تقريره أن الذي يشاهد تلك الأمور عن طريق الكشف يراها كلها صادرة عن فاعل واحد هو الله تعالى، وأنها عبارة عنه على ما فيها من خير وشر.
قوله: لا يرى في الوجود إلا واحداً، هذا هو عين القول بوحدة الوجود.
وعندما أورد استشكالاً قد يرد في الذهن، وهو قوله: "فإن قلت كيف يتصور ألا يشاهد إلا واحداً، وهو يشاهد السماء والأرض وسائر الأجسام المحسوسة وهي كثيرة فكيف يكون الكثير واحداً؟
ولا شك أن هذا الاستشكال وارد، وهو استشكال قوي جداً ويحتاج إلى جواب شاف، فبماذا أجاب الغزالي عن هذا؟ أجاب عن إيراد هذا السؤال بقوله: "فاعلم أن هذه غاية علوم المكاشفات وأسرار هذا العلم، لا يجوز أن تسطر في كتاب، فقد قال العارفون: إفشاء الربوبية كفر".
وهذا الجواب فيه اتهام لله بالتقصير في بيان أمر التوحيد؛ حيث لم يبينه الله تمام البيان، ولا بينه الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا يعرفه أحد إلا أرباب الكشف الصوفي الذين يعرفون كل تفاصيل التوحيد إلا أنهم لا يحبون إفشاء سر الربوبية؛ لأنه يؤدي إلى الكفر حسب هذا الزعم، والواقع أنه قد صدق، فإن هذا التوحيد الذي لا يعرفه إلا أصحاب الكشف هو نفسه التوحيد الذي لا يفرق بين الخالق والمخلوق وهو أمر لا يقر به أحد من المسلمين.
أما الجواب الثاني فهو مثل ضربه يفيد أنه قد يحصل تعدد أشياء في شيء واحد دون فارق بينهما؛ وذلك كالإنسان وأعضائه فهو إنسان واحد ولكن له أعضاء كثيرة؛ روحه وجسده وأطرافه وعروقه وعظامه وأحشاؤه، وهو باعتبار آخر ومشاهدة أخرى واحد أي إنسان.
وهذا الجواب أردأ من الذي قبله، يريد أن يثبت لنا القول بوحدة الوجود قياساً على الوحدة المتكاملة بين الإنسان وأعضائه، وأراد من هذا أيضاً جعله هذه الأوصاف هي نفسها الفناء في التوحيد حسب ما أورده عن موقف جرى بين الحلاج والخواص.
حيث رأى الخواص يدور في الأسفار فقال: في ماذا أنت؟ فقال: أدور في الأسفار لأصحح حالتي في التوكل، فقال الحسين – الحلاج-: قد أفنيت عمرك في عمران باطنك فأين الفناء في التوحيد؟ فكأن الخواص كان في تصحيح المقام الثالث فطالبه بالمقام الرابع.
أي أن الحلاج كان في المقام الثالث أو الرتبة الثالثة في التوحيد، وهي أنه يرى الأشياء هي نفسها "الله"، ولكن بطريق الواسطة والكشف فطالبه الخواص – والغزالي لإقراره كلام الخواص – بأن يرتقي إلى الدرجة الرابعة (23) في تحقيق التوحيد، وهي أن لا يرى في الوجود إلا واحداً وهي (الفناء في التوحيد) بدون واسطة ولا كشف وبها يتحقق التوحيد.
وفي كتاب (مشكاة الأنوار) للغزالي تصريح بوحدة الوجود في أكثر من موضع (24) وقد فندها الشيخ عبد الرحمن الوكيل وأظهر عوارها (25) .
ومن كبار القائلين بوحدة الوجود عامر بن عامر أبو الفضل عز الدين حيث قال محاكياً الفارض في تائيته وفي معتقده أيضاً:
تجلى لي المحبوب من كل وجهة فشاهدته في كل معنى وصورة
وخاطبني مني بكشف سرائر تعالت عن الأغيار لطفاً وجلت (26)
فقال أتدري من أنا قلت أنت أنا منادى أنا إذ كنت أنت حقيقتي
نظرت فلم أبصر محض وحدة بغير شريك قد تغطت بكثرة
تكثرت الأشياء والكل واحد صفات وذات ضمناً في هوية
فأنت أنا لا بل أنا أنت وحدة منزهة عن كل غير وشركة (27)
وقد اختار نقل هذه الأبيات من تائية ابن عامر الشيخ عبد الرحمن الوكيل وهي صريحة لا لبس فيها على ما يذهب إليه أهل وحدة الوجود الذين يرون أنه لا يكتمل إيمان العبد ولا يصل إلى الله إلا إذا تلاشت "أنا" من نفسه فأصبح في لجة جمع الجمع ورفع الاثنينية.
وقد سلك هذا المسلك في الاعتقاد بوحدة الوجود جماعة أخرى من الصوفية يمكن إحالة القارئ للاطلاع على كلامهم إلى كتاب الشيخ عبد الرحمن الوكيل، حيث ذكر نصوصاً كثيرة عنهم نثراً ونظماً، ومن أولئك محمد بن إسحاق المشهور بالقونوى (28) ، وعبد الغني بن إسماعيل المشهور بالنابلسي (29) ، وعبد السلام بن بشيش أو مشيش وهو من كبار شيوخ الشاذلية، ومحمد الدمرداش المحمدي (30) ، وأحمد بن عجيبة الإدريسي (31) ، وحسن رضوان (32) .
وكل واحد من هؤلاء قد أدلى بدلوه وخاض فيما ليس له بحق وحاول تثبيت عقيدة وحدة الوجود بكل ما أمكنه من الكلام نثراً ونظماً مما قد يطول نقله وتثقل قراءته، إذ إنهم لا يختلفون إلا في الألفاظ فقط والمورد واحد. (33)
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ...
كتاب الأسبوع القواعد الأصولية ...
كتاب الشهر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ...
شهر رجب وما قيل فيه ...
برومو ملخص فقه العبادات
خدمة API للموسوعة الحديثية نافذة البحث فى الموسوعة الحديثية الأرشيف راسلنا
جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة الدرر السنية 1436 هــ
العقاب الغريب- عدد المساهمات : 1156
نقاط : 1509
إعجاب : 210
تاريخ التسجيل : 21/04/2016
الموقع : أرض الله جميعا
رد: ابن عربي يقول أن المهدي إسمه ربيع
السلام عليكم
يا أخي العقاب الغريب لا أدري إن كنت تسير على عقيدة الترغيب أو عقيدة الترهيب أنت من سيجعل الاسلام غريب بموقفك هذا أنا لست مبتدع و إلا اخترعت مذهب و قلت من يسري معي في المركب من يرافقني في رحلة عهني و افترائي أنا الآن
أجيبك على المباشر لا اتخذت ركن للتدبير و لا انتظرت حتى أرطب كلمات التخاطب
تريد أن تثبت أني صوفي أو مجوسي إختر أيهما تراني فيه أكثر يا صديقي
أنا لم أحدد ذات الله و لم أتكلم بما يسيء لعظمته و عزته كل ما فعلته هو اجتهاد لا يضر و لا يبتر الاسلام
ابحث عن الصوفية و الفلسفة الباطنية في كتاباتي أو اثبت تواجدها في نصي ثم تعال و وبخني بما تشتهيه من قول
أتعتبر المجاز فلسفة فإذا كان ذالك فأين أوجه المهالك التي تدعيها
و إن أخافك السجع فاعلم أن الكلمة الجميلة لها أثر في النفوس و لو كان القرءان يسير على درب العربان
لجاء بما يضاهي الحديث المورث أنذاك
من صفة النبيه الاستفسار و أنت لا تريد غير إثبات أني من الكفرة الطغاة تخشى أن تسأل أم أنت ملزم باتباع سبيل القمع و شريعة الردع أين الطلاسم و أين الخزعبلات و الله عيب يا أخي لا تترك علماء الغرب يسخرون منا كفانا جهل لو كنت مكانك لبحثت عن أثر ما يقوله غريمي ربما وجدت في علمه حق أم ما يهمك هو الركض وراء من يعارضك في المذهب يا أخي أنا لا أعلم من تكون و لن تقنعني حتى و لو ظللت على هذا الامر عشرات السنين لاني مقتنع أن للإسلام مرجع واحد يسمى القرءان و أحاديث الرسول الثابتة على الحق و التي باتت لعبة في يد أصحاب الرغبة أنت تحاربني لأني مبتدع أم لأنك مقتنع أني إنسان لا يسير بالظن و لا ينافق مع الله و لا عباده من من أحبه و والاه ابحث في النص و إن استطعت أن تثبت علي رجس فتعال كما قلت و لا تضلل على الناس و لا تجادل بغير لباس فالبرهان يجب أن يكون الدافع لمن يريد أن يرافع في محكمة قد تكون من صنع ظلمة لا يفقهون إلا في الطعن
أمر غريب رأيت مثل تلك الايقونة تدس وسط نصي في
منتدى احمد الله إبراهيم هل هي صدفة أم أمر مراد ؟
يا أخي العقاب الغريب لا أدري إن كنت تسير على عقيدة الترغيب أو عقيدة الترهيب أنت من سيجعل الاسلام غريب بموقفك هذا أنا لست مبتدع و إلا اخترعت مذهب و قلت من يسري معي في المركب من يرافقني في رحلة عهني و افترائي أنا الآن
أجيبك على المباشر لا اتخذت ركن للتدبير و لا انتظرت حتى أرطب كلمات التخاطب
تريد أن تثبت أني صوفي أو مجوسي إختر أيهما تراني فيه أكثر يا صديقي
أنا لم أحدد ذات الله و لم أتكلم بما يسيء لعظمته و عزته كل ما فعلته هو اجتهاد لا يضر و لا يبتر الاسلام
ابحث عن الصوفية و الفلسفة الباطنية في كتاباتي أو اثبت تواجدها في نصي ثم تعال و وبخني بما تشتهيه من قول
أتعتبر المجاز فلسفة فإذا كان ذالك فأين أوجه المهالك التي تدعيها
و إن أخافك السجع فاعلم أن الكلمة الجميلة لها أثر في النفوس و لو كان القرءان يسير على درب العربان
لجاء بما يضاهي الحديث المورث أنذاك
من صفة النبيه الاستفسار و أنت لا تريد غير إثبات أني من الكفرة الطغاة تخشى أن تسأل أم أنت ملزم باتباع سبيل القمع و شريعة الردع أين الطلاسم و أين الخزعبلات و الله عيب يا أخي لا تترك علماء الغرب يسخرون منا كفانا جهل لو كنت مكانك لبحثت عن أثر ما يقوله غريمي ربما وجدت في علمه حق أم ما يهمك هو الركض وراء من يعارضك في المذهب يا أخي أنا لا أعلم من تكون و لن تقنعني حتى و لو ظللت على هذا الامر عشرات السنين لاني مقتنع أن للإسلام مرجع واحد يسمى القرءان و أحاديث الرسول الثابتة على الحق و التي باتت لعبة في يد أصحاب الرغبة أنت تحاربني لأني مبتدع أم لأنك مقتنع أني إنسان لا يسير بالظن و لا ينافق مع الله و لا عباده من من أحبه و والاه ابحث في النص و إن استطعت أن تثبت علي رجس فتعال كما قلت و لا تضلل على الناس و لا تجادل بغير لباس فالبرهان يجب أن يكون الدافع لمن يريد أن يرافع في محكمة قد تكون من صنع ظلمة لا يفقهون إلا في الطعن
أمر غريب رأيت مثل تلك الايقونة تدس وسط نصي في
منتدى احمد الله إبراهيم هل هي صدفة أم أمر مراد ؟
محمد العربي- عدد المساهمات : 97
نقاط : 109
إعجاب : 12
تاريخ التسجيل : 17/04/2016
رد: ابن عربي يقول أن المهدي إسمه ربيع
انا احبك في الله ....... لكني ابغض الضانين بالله ضن السوء من باطنية وتقية وتجسدية وفلسفية وارجائية وتحزبية وووووو....... اخي الكريم دين الاسلام واضح وجلي وليس كما يضن الذين في قلوبهم مرض ..ِِ....ِ.. رزقك الله الفردوس وهداك للحق المبين وعذرا ان كنت قد اخطئة معك
العقاب الغريب- عدد المساهمات : 1156
نقاط : 1509
إعجاب : 210
تاريخ التسجيل : 21/04/2016
الموقع : أرض الله جميعا
رد: ابن عربي يقول أن المهدي إسمه ربيع
السلام عليكم
أخي الكريم أحترم فيك الطيبة و حبك للدين الذي أظهرته لنا عبر دفاعك المستمر عن الشريعة و مقوماتها أنت قلت أن الحلال بين و الحرام بين و حتى نتقي الله حق تقاته يجب أن لا نمر ساكنين على محرماته و ما نصه من شرع و أنت انسان ذا طبع حامي و لا تحب ان يصبح الدين لقمة ثرية في يد المبتدعين و ما اكثر المشاهد التي تدعوا الى تهويد دين الله و جعله قطعة من البدعة حتى يرضى عنا اليهود و النصارى
و أنا مثلك لا أرضى للإسلام أن يهان و لا للمسلم أن يُدان من طرف الظَّلمة و يصبح يملك إسم أعرابي إرهابي بدل إبن البررة و القديسين كما يقال في لغة هؤلاء المسيطرين على العالم بقوة المكارم التي اختلقوها حين اندسوا في صفوفنا و استطاعوا كسر شوكتنا و للفتنة ضرر لا ينزعه إلا خالق القدر
أخي الله أمرنا بالتدبر و العلم ليس قذر لهذه الدرجة و إن لم نجتهد فسنبتعد أكثر عن الحق
هناك من يريد أن نظل في جهل مديد حتى لا نرى نور المنظرة أو الزعامة التي كانت في متناول أيد أسلافنا
لقد خلقنا بالأباب و نستطيع أن نرى الشر و الصواب لذا يجب أن نراجع كل المراجع فالخرافات لن تزيدنا إلا طمر و حضر و لن نرى الحضارة إلا من خلال القلة التي تقودنا بعلة الامساك
إشتري نفسك و ابحث عن ربك في قلبك في بعدك في كل مكان ترى فيه بدائع الرحمان و الله يا أخي لو تدبرت سيمنحك الله ما جهلت من العلم و كرم الله موجود و لا تلغيه حدود تقرب لله أكثر أطلب التوجيه من الله فلن يوجهك أحدا سواه
الانسان خطَّاء و قد يملك الداء و يظنه دواء بينما الله لا يخطئ لا ينسى و لا يجيز النجاسة لا تجعل أحد بينك و بين الله و إلا رأيت الكسوف من بابه و شاهدت الخسوف بأقطابه يزرع بروحك ظلام و لا تجني منك الارض غير الآلام و هذا ما يفعل القمر بالارض حين يريد أن يذري عليها بعض السواد و هذه ليست فلسفة و إنما تعبير مجازي حتى القرءان له في هذا الامر بيان و انظر في هذه الايات البينات و سترى أن الله سعى لنفس الاتجاه حتى يثري لغة الادراك فينا
بسم الله الرحمان الرحيم
اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
صدق الله العظيم سورة النور
أجارك الله في الدنيا و الآخرة و جعلك ذخيرة خير لهذا النَّشْأ المتطلع للسلام و العزة و الكرامة
أخي الكريم أحترم فيك الطيبة و حبك للدين الذي أظهرته لنا عبر دفاعك المستمر عن الشريعة و مقوماتها أنت قلت أن الحلال بين و الحرام بين و حتى نتقي الله حق تقاته يجب أن لا نمر ساكنين على محرماته و ما نصه من شرع و أنت انسان ذا طبع حامي و لا تحب ان يصبح الدين لقمة ثرية في يد المبتدعين و ما اكثر المشاهد التي تدعوا الى تهويد دين الله و جعله قطعة من البدعة حتى يرضى عنا اليهود و النصارى
و أنا مثلك لا أرضى للإسلام أن يهان و لا للمسلم أن يُدان من طرف الظَّلمة و يصبح يملك إسم أعرابي إرهابي بدل إبن البررة و القديسين كما يقال في لغة هؤلاء المسيطرين على العالم بقوة المكارم التي اختلقوها حين اندسوا في صفوفنا و استطاعوا كسر شوكتنا و للفتنة ضرر لا ينزعه إلا خالق القدر
أخي الله أمرنا بالتدبر و العلم ليس قذر لهذه الدرجة و إن لم نجتهد فسنبتعد أكثر عن الحق
هناك من يريد أن نظل في جهل مديد حتى لا نرى نور المنظرة أو الزعامة التي كانت في متناول أيد أسلافنا
لقد خلقنا بالأباب و نستطيع أن نرى الشر و الصواب لذا يجب أن نراجع كل المراجع فالخرافات لن تزيدنا إلا طمر و حضر و لن نرى الحضارة إلا من خلال القلة التي تقودنا بعلة الامساك
إشتري نفسك و ابحث عن ربك في قلبك في بعدك في كل مكان ترى فيه بدائع الرحمان و الله يا أخي لو تدبرت سيمنحك الله ما جهلت من العلم و كرم الله موجود و لا تلغيه حدود تقرب لله أكثر أطلب التوجيه من الله فلن يوجهك أحدا سواه
الانسان خطَّاء و قد يملك الداء و يظنه دواء بينما الله لا يخطئ لا ينسى و لا يجيز النجاسة لا تجعل أحد بينك و بين الله و إلا رأيت الكسوف من بابه و شاهدت الخسوف بأقطابه يزرع بروحك ظلام و لا تجني منك الارض غير الآلام و هذا ما يفعل القمر بالارض حين يريد أن يذري عليها بعض السواد و هذه ليست فلسفة و إنما تعبير مجازي حتى القرءان له في هذا الامر بيان و انظر في هذه الايات البينات و سترى أن الله سعى لنفس الاتجاه حتى يثري لغة الادراك فينا
بسم الله الرحمان الرحيم
اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
صدق الله العظيم سورة النور
أجارك الله في الدنيا و الآخرة و جعلك ذخيرة خير لهذا النَّشْأ المتطلع للسلام و العزة و الكرامة
محمد العربي- عدد المساهمات : 97
نقاط : 109
إعجاب : 12
تاريخ التسجيل : 17/04/2016
رد: ابن عربي يقول أن المهدي إسمه ربيع
ماشاء الله بك اخي بعلمك الوافر وزادك الله علم على علم ورزقك الحكمة ....... لتذكير انا عقاب وانت عربي قد لانكون مختلفين الا في واحدة الاستدلال بي ابن عربي. ...ِِِِِِِ شكرا جزيلا
العقاب الغريب- عدد المساهمات : 1156
نقاط : 1509
إعجاب : 210
تاريخ التسجيل : 21/04/2016
الموقع : أرض الله جميعا
رد: ابن عربي يقول أن المهدي إسمه ربيع
أخي عقاب صدقني أنا لا أعرف شيء عن ابن العربي و لم أقرأ له في حياتي
أنا فقط اجتهدت في تحليل ما أورده الاخوة او عن مقولة ابن العربي في المهدي
قد تحتار إن قلت لك لا أقرأ إلا القرءان هو ونيسي ودليلي لا أعرف من الشيوخ أحد و الله على ذالك شاهد
كل ما أستطيع قوله أن الله علمني و أحسن تعليمي و الحمد لله على كرمه و رضاه
أنا فقط اجتهدت في تحليل ما أورده الاخوة او عن مقولة ابن العربي في المهدي
قد تحتار إن قلت لك لا أقرأ إلا القرءان هو ونيسي ودليلي لا أعرف من الشيوخ أحد و الله على ذالك شاهد
كل ما أستطيع قوله أن الله علمني و أحسن تعليمي و الحمد لله على كرمه و رضاه
محمد العربي- عدد المساهمات : 97
نقاط : 109
إعجاب : 12
تاريخ التسجيل : 17/04/2016
رد: ابن عربي يقول أن المهدي إسمه ربيع
بارك الله فيكم اخي محمد العربي ..
وصدق النبي الكريم عليه واله افضل الصلاة واتم التسليم ، فيما معناه..
الحكمه ضالة المؤمن ، ان وجدها فهو احق بها
وصدق النبي الكريم عليه واله افضل الصلاة واتم التسليم ، فيما معناه..
الحكمه ضالة المؤمن ، ان وجدها فهو احق بها
ابوعلي- عدد المساهمات : 574
نقاط : 629
إعجاب : 31
تاريخ التسجيل : 31/01/2016
رد: ابن عربي يقول أن المهدي إسمه ربيع
جميلة هي الحكمة ومن أجمل ما قرأته عن معناها أنها : معرفة أفضل الأشياء بأفضل العلوم.
أما القول فيها جهة الفعل والعمل فهي : فعل الشيء المناسب في الوقت المناسب وفي المكان المناسب إذا تهيأ الظرف المناسب.
جعلنا وإياكم ممن يؤتى الحكمة من لدن ربنا الرحيم.
أما القول فيها جهة الفعل والعمل فهي : فعل الشيء المناسب في الوقت المناسب وفي المكان المناسب إذا تهيأ الظرف المناسب.
جعلنا وإياكم ممن يؤتى الحكمة من لدن ربنا الرحيم.
أسعد إنسان- عدد المساهمات : 643
نقاط : 703
إعجاب : 14
تاريخ التسجيل : 29/02/2016
رد: ابن عربي يقول أن المهدي إسمه ربيع
معرفة مقاصد الله في الأمور.
ركزوا على التعريف هذا.
هذا التعريف لم أذكر أني قرأته ولم أذكر أني سمعته بل خطر على قلبي يوما ما مع سبق الإنتظار !
هل ترون يا اخوتي الفضلاء فيه شيء وهل لكم قول فيه حيث أني لم أطرحه إلا هاهنا لأستشير أهل العلم والبحث عن هذا التعريف أهو من الله أتى أم من الشيطان.
جميل أن يجد الإنسان إخوة له يبوح لهم بما يكنه في قلبه ويستشيرهم ويشيرون عليه بالعلم والحكمه. بارك الله فيكم جميعاً
ركزوا على التعريف هذا.
هذا التعريف لم أذكر أني قرأته ولم أذكر أني سمعته بل خطر على قلبي يوما ما مع سبق الإنتظار !
هل ترون يا اخوتي الفضلاء فيه شيء وهل لكم قول فيه حيث أني لم أطرحه إلا هاهنا لأستشير أهل العلم والبحث عن هذا التعريف أهو من الله أتى أم من الشيطان.
جميل أن يجد الإنسان إخوة له يبوح لهم بما يكنه في قلبه ويستشيرهم ويشيرون عليه بالعلم والحكمه. بارك الله فيكم جميعاً
أسعد إنسان- عدد المساهمات : 643
نقاط : 703
إعجاب : 14
تاريخ التسجيل : 29/02/2016
رد: ابن عربي يقول أن المهدي إسمه ربيع
بارك الله فيكم اخي اسعد انسان واسعد الله اوقاةكم بالعلم والحكمه ، وبما طرحتموه من مشاركه قيمه ...
وحقيقة نظرتي للحكمه هي راس العلم ، ويؤتيها الله من يشاء ، وضرب الله لنا مثلا بقوله .. ففهمناه سليمان ، ..
ننظر اخونا الحبيب محمد العربي ليعلمنا مما علم رشدا ..
وياليت يكون هذا ديدننا ، كل يدلوا بدلوه بكل حب واحترام ومقصدنا في هذا الحب الله فاليه تسير الامور ..
حفظكم الله وسدد خطاكم وجعلنا من المتحابين في الله مع السبعه المظلولين حين لا ظل الا ظل الله .. ليكن هذا مقصدنا..
اخوكم في الله
ابوعلي المغربي
وحقيقة نظرتي للحكمه هي راس العلم ، ويؤتيها الله من يشاء ، وضرب الله لنا مثلا بقوله .. ففهمناه سليمان ، ..
ننظر اخونا الحبيب محمد العربي ليعلمنا مما علم رشدا ..
وياليت يكون هذا ديدننا ، كل يدلوا بدلوه بكل حب واحترام ومقصدنا في هذا الحب الله فاليه تسير الامور ..
حفظكم الله وسدد خطاكم وجعلنا من المتحابين في الله مع السبعه المظلولين حين لا ظل الا ظل الله .. ليكن هذا مقصدنا..
اخوكم في الله
ابوعلي المغربي
ابوعلي- عدد المساهمات : 574
نقاط : 629
إعجاب : 31
تاريخ التسجيل : 31/01/2016
رد: ابن عربي يقول أن المهدي إسمه ربيع
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
و الله كلمات الشكر لا تكفي رميت بأثقل حملي فاستقبلتموني بصدر رحب
بارك الله فيكم و أثابكم من رحمته و زادكم علما و حلما و طيبة و نصر بكم الدين و جعلكم من المقربين
ربي لا ترد من طلب ظل ظليلك يوم الغضب
ربي اسكنه جنتك ذات الغرف و الرطب و الذهب
و احفظه في ماله و بارك له أعماله و قه من شر أعدائه
آمين
و الله كلمات الشكر لا تكفي رميت بأثقل حملي فاستقبلتموني بصدر رحب
بارك الله فيكم و أثابكم من رحمته و زادكم علما و حلما و طيبة و نصر بكم الدين و جعلكم من المقربين
ربي لا ترد من طلب ظل ظليلك يوم الغضب
ربي اسكنه جنتك ذات الغرف و الرطب و الذهب
و احفظه في ماله و بارك له أعماله و قه من شر أعدائه
آمين
محمد العربي- عدد المساهمات : 97
نقاط : 109
إعجاب : 12
تاريخ التسجيل : 17/04/2016
رد: ابن عربي يقول أن المهدي إسمه ربيع
جزاكم الله خيرا اخي محمد على هذا الدعاء الجميل ، واسال الله لكم احسن منه بالنظر الى وجهه الكريم ..
اللهم امين ..
اللهم امين ..
ابوعلي- عدد المساهمات : 574
نقاط : 629
إعجاب : 31
تاريخ التسجيل : 31/01/2016
رد: ابن عربي يقول أن المهدي إسمه ربيع
اللهم امين نحن نحب بعضنا في الكتاب والسنة ان شاء الله
العقاب الغريب- عدد المساهمات : 1156
نقاط : 1509
إعجاب : 210
تاريخ التسجيل : 21/04/2016
الموقع : أرض الله جميعا
رد: ابن عربي يقول أن المهدي إسمه ربيع
محمد العربي جلعك الله على سنة محمد العربي الامي خير خلق الله صلى الله عليه وسلم.......... ابو علي جعلك الله في الغرف العلية في الفردوس ........... فايز جعلك الله من الفائزين المقبولين في الفردوس ........... اسعد انسان جعلك الله سعيد في الدنيا والاخرة .........العقاب الغريب جعلني الله من الغرباء الذين يرفعون راااااااااية العقاب في السماء في زمن الوهن
العقاب الغريب- عدد المساهمات : 1156
نقاط : 1509
إعجاب : 210
تاريخ التسجيل : 21/04/2016
الموقع : أرض الله جميعا
رد: ابن عربي يقول أن المهدي إسمه ربيع
جزاك الله خيرا اخي العقاب الغريب على دعواتك الطيبة
فايز- عدد المساهمات : 843
نقاط : 1091
إعجاب : 199
تاريخ التسجيل : 04/03/2016
رد: ابن عربي يقول أن المهدي إسمه ربيع
السلام عليك أخي العقاب الغريب و لو أني كنت أتمنى أن تكون صقرا غير كئيب
و لا غريب راية الاسلام يا أحمد هي من يجب ان
ترفع عاليا في السماء
اسمح لي أن ألقبك بأحمد فهو اسم يليق بمن يريد رفع لواء الاسلام اما العقاب فأراه سيفا على الرقاب الا تراه ينقر و لا يعتذر و أنت قلبك طيب و معدنك أطيب دمت أخ و صديق
و لا غريب راية الاسلام يا أحمد هي من يجب ان
ترفع عاليا في السماء
اسمح لي أن ألقبك بأحمد فهو اسم يليق بمن يريد رفع لواء الاسلام اما العقاب فأراه سيفا على الرقاب الا تراه ينقر و لا يعتذر و أنت قلبك طيب و معدنك أطيب دمت أخ و صديق
محمد العربي- عدد المساهمات : 97
نقاط : 109
إعجاب : 12
تاريخ التسجيل : 17/04/2016
رد: ابن عربي يقول أن المهدي إسمه ربيع
مررت علي هذه الصفحات الطويلة علي عجل وسوف اقرأها كلها في وقت أخر ان شاء الله ولكني هنا لست قاضيا لاصدر احكام علي بعض الكلام المكتوب لكني سأقول رأيي الأولي بكل صراحة وارجو ان لاينزعج انسان من كلامي لاحظت في هذا المنتدي بشكل عام وجود مدعي المهدية سواء بالظاهر او بالباطن وكل يريد ان يكتب أفضل مالديه للفت الانظار اليه وكل يريد ان يكتب الشئ الجديد كأنه براءة اختراع للأسف يتم استخدام العلم والدين معا لتحقيق غايات في النفس الذي يقلق من الامر ليس مدعي الظاهر بل الباطن لانه يستخدم أفكار ذكية مستوحاة من عدة علوم ويجمعها وينقحها ويضيف وينتقص كما يريد لإخراج أفكار ماأنزل الله بها من سلطان وأنا اتفق مع الاخ عقاب سريع انه لايجوز ابدا الربط بين الذات الإلهية وبين أمور خلقية بهدف التشبيه او الكلام علي أمور غيبية لم تحدث بعد وتصورها علي انها ستحدث علي طريقة كاتب الكلام او مخترع العلم الجديد لاتشمتو بنا أعداء الأمة بترهات ليس لها داعي الهدف منها مجد شخصي او الحب في المنصب وكل يكتب برفعة وتعالي علي الأخر والغلبة للكلام والمصطلحات الرنانة كل واحد عامل نفسه ديك البرابر والي علي راسه بطحة يحسس عليها الا من رحم الله لاأحب الضغائن ولا الفتن بين الناس كلنا اخوة لكن يجب عليكم التحدث بموضوعية وبعيدا عن التمني وطرح الدلائل الواقعية سواء علمية او دينية لاحرج من الاجتهادات لكن بحدود وعدم تخطى المعقول من القول وليس كل رؤيا ستحدث وليس كل التوقعات ستحدث لانها تدخل في الغيب والغيب يختص به الله عزوجل وحده لاشريك له ومما لاحظته ان معظم من في المنتدي جادين جدا ولاوقت لديهم الا بالموضوع الرئيسي وهو الامام المهدي المنتظر يااخوان هدو من روعكم الله تعالي هو من يتولي اخراج هذا الامر وبالطريقة التي يريدها عزوجل ولاداعي للقلق او الدخول في فتن النفس ولاتزكو انفسكم لاظاهرا ولاباطنا ودعو الخلق للخالق فقط علينا جميعا بالدعاء الي الله ان يرحم امة محمد عليه الصلاة والسلام مما تعاني منه من ازمات وفتن لا ان نزيد نحن المسلمين بأيدينا الفتن والمهالك وأتمني أن يبرز كل من يكتب في هذا المنتدي علما او معلومات تفيدنا في حياتنا الدنيا وبدون تكلف وبدون تفاخر اتمني ان نستفيد من بعضننا في كل امورنا وبأخوة ولا نتعالي علي بعضنا او نفضل بعضنا علي بعض والله من وراء القصد وشكرا وعفوا علي الاطالة
صبر جميل- عدد المساهمات : 2267
نقاط : 2761
إعجاب : 444
تاريخ التسجيل : 28/04/2016
رد: ابن عربي يقول أن المهدي إسمه ربيع
مررت علي هذه الصفحات الطويلة علي عجل وسوف اقرأها كلها في وقت أخر ان شاء الله ولكني هنا لست قاضيا لاصدر احكام علي بعض الكلام المكتوب لكني سأقول رأيي الأولي بكل صراحة وارجو ان لاينزعج انسان من كلامي لاحظت في هذا المنتدي بشكل عام وجود مدعي المهدية سواء بالظاهر او بالباطن وكل يريد ان يكتب أفضل مالديه للفت الانظار اليه وكل يريد ان يكتب الشئ الجديد كأنه براءة اختراع للأسف يتم استخدام العلم والدين معا لتحقيق غايات في النفس الذي يقلق من الامر ليس مدعي الظاهر بل الباطن لانه يستخدم أفكار ذكية مستوحاة من عدة علوم ويجمعها وينقحها ويضيف وينتقص كما يريد لإخراج أفكار ماأنزل الله بها من سلطان وأنا اتفق مع الاخ عقاب سريع انه لايجوز ابدا الربط بين الذات الإلهية وبين أمور خلقية بهدف التشبيه او الكلام علي أمور غيبية لم تحدث بعد وتصورها علي انها ستحدث علي طريقة كاتب الكلام او مخترع العلم الجديد لاتشمتو بنا أعداء الأمة بترهات ليس لها داعي الهدف منها مجد شخصي او الحب في المنصب وكل يكتب برفعة وتعالي علي الأخر والغلبة للكلام والمصطلحات الرنانة كل واحد عامل نفسه ديك البرابر والي علي راسه بطحة يحسس عليها الا من رحم الله لاأحب الضغائن ولا الفتن بين الناس كلنا اخوة لكن يجب عليكم التحدث بموضوعية وبعيدا عن التمني وطرح الدلائل الواقعية سواء علمية او دينية لاحرج من الاجتهادات لكن بحدود وعدم تخطى المعقول من القول وليس كل رؤيا ستحدث وليس كل التوقعات ستحدث لانها تدخل في الغيب والغيب يختص به الله عزوجل وحده لاشريك له ومما لاحظته ان معظم من في المنتدي جادين جدا ولاوقت لديهم الا بالموضوع الرئيسي وهو الامام المهدي المنتظر يااخوان هدو من روعكم الله تعالي هو من يتولي اخراج هذا الامر وبالطريقة التي يريدها عزوجل ولاداعي للقلق او الدخول في فتن النفس ولاتزكو انفسكم لاظاهرا ولاباطنا ودعو الخلق للخالق فقط علينا جميعا بالدعاء الي الله ان يرحم امة محمد عليه الصلاة والسلام مما تعاني منه من ازمات وفتن لا ان نزيد نحن المسلمين بأيدينا الفتن والمهالك وأتمني أن يبرز كل من يكتب في هذا المنتدي علما او معلومات تفيدنا في حياتنا الدنيا وبدون تكلف وبدون تفاخر اتمني ان نستفيد من بعضننا في كل امورنا وبأخوة ولا نتعالي علي بعضنا او نفضل بعضنا علي بعض والله من وراء القصد وشكرا وعفوا علي الاطالة
صبر جميل- عدد المساهمات : 2267
نقاط : 2761
إعجاب : 444
تاريخ التسجيل : 28/04/2016
رد: ابن عربي يقول أن المهدي إسمه ربيع
ماذا يزعجك يا أخي أتخشى أن يظهر فعلا المهدي أهلا بك ضمن مجموعة التشويش لاحظت أن عدد المشاركات تضاعف منذ دخولي هذا المنتدى عجبا عجب لا تخشاني يا أخي أنا لست من دعاة المهدية و لو كان كذالك لأيدني الكثير ممن يحب الخراب لهذه الامة إن كان يزعجك علمي فتكرم علينا بما لديك من معرفة تردع بها أفكارنا
و إلا ما الجدوى من انتقادي و الكل يدرك أني لست محرك للفوضى حسننا أرى أنك مجند و بيننا الله الذي لا تخفى عنه خافية و اعلم أنني لست هيّن و أنني أسير على تقوى الله و لا أخاف في الله لومة لائم
و إلا ما الجدوى من انتقادي و الكل يدرك أني لست محرك للفوضى حسننا أرى أنك مجند و بيننا الله الذي لا تخفى عنه خافية و اعلم أنني لست هيّن و أنني أسير على تقوى الله و لا أخاف في الله لومة لائم
محمد العربي- عدد المساهمات : 97
نقاط : 109
إعجاب : 12
تاريخ التسجيل : 17/04/2016
رد: ابن عربي يقول أن المهدي إسمه ربيع
انا لم اخص او اسمي انسان بعينه انا تكلمت كلام عام ورأيي انك انسان مغرور وانا ليست لدي اي معرفة ولااستخدم مصطلحات للردع والتحدي واما قولك بأنني مجند فهذا هو أصل الجنون مجند مع من مثلا والله اني عندما اري كلام مكتوب لايسمن ولايغني من جوع يكاد مافي بطني ان يخرج من فمي من شدة الغثيان هل فهمت لماذا اتمني ان اقرأ كلاما مفيدا في ديني ودنياي ولماذا اخشي من ان يظهر الله الحق الذي اخشاه هو انتشار الباطل والافكار التي لم ينزل الله بها من سلطان والتي تبني علي تأويلات قد تصيب او تخيب او من يحلو له التحدث بإسم الدين او العلم وكلها براء منه او من يريد الخروج بافكار غريبة وتدشين طريقة تفكير مبنية علي بدع وخزعبلات اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
صبر جميل- عدد المساهمات : 2267
نقاط : 2761
إعجاب : 444
تاريخ التسجيل : 28/04/2016
رد: ابن عربي يقول أن المهدي إسمه ربيع
[quote="محمد العربي"]السلام عليك أخي العقاب الغريب و لو أني كنت أتمنى أن تكون صقرا غير كئيب
و لا غريب راية الاسلام يا أحمد هي من يجب ان
ترفع عاليا في السماء
اسمح لي أن ألقبك بأحمد فهو اسم يليق بمن يريد رفع لواء الاسلام اما العقاب فأراه سيفا على الرقاب الا تراه ينقر و لا يعتذر و أنت قلبك طيب و معدنك أطيب دمت أخ و صديق [/quote شكرا والف شكرا لاخي مـحـمـد الـعـربـي ورزقك الله الكريم كل ما تتمناه ...... اخي احب اسم احمد اسم. خاتم الانبياء خير خلق الله ...... لكني احب رايته واسمها العقاب سيد السماء ...... وخصوصا في الزمان الذي كثرة فيه ريات الجهالية الجهلاء. المتجبرى الضالمة المبدلة......ِ
و لا غريب راية الاسلام يا أحمد هي من يجب ان
ترفع عاليا في السماء
اسمح لي أن ألقبك بأحمد فهو اسم يليق بمن يريد رفع لواء الاسلام اما العقاب فأراه سيفا على الرقاب الا تراه ينقر و لا يعتذر و أنت قلبك طيب و معدنك أطيب دمت أخ و صديق [/quote شكرا والف شكرا لاخي مـحـمـد الـعـربـي ورزقك الله الكريم كل ما تتمناه ...... اخي احب اسم احمد اسم. خاتم الانبياء خير خلق الله ...... لكني احب رايته واسمها العقاب سيد السماء ...... وخصوصا في الزمان الذي كثرة فيه ريات الجهالية الجهلاء. المتجبرى الضالمة المبدلة......ِ
العقاب الغريب- عدد المساهمات : 1156
نقاط : 1509
إعجاب : 210
تاريخ التسجيل : 21/04/2016
الموقع : أرض الله جميعا
رد: ابن عربي يقول أن المهدي إسمه ربيع
وشكرا على ذالك الشرف اخي محمد العربي ...... بأخلاقك جعلتني اندم على اسلوب المناقشة السابقة ..... رزق الله والديك الجنة
العقاب الغريب- عدد المساهمات : 1156
نقاط : 1509
إعجاب : 210
تاريخ التسجيل : 21/04/2016
الموقع : أرض الله جميعا
رد: ابن عربي يقول أن المهدي إسمه ربيع
اخواني محمد العربي ....... الاختلاف رحمة في الدين ....... لكن المشكلة كلاكوما صحيح ....... والله اعلم
العقاب الغريب- عدد المساهمات : 1156
نقاط : 1509
إعجاب : 210
تاريخ التسجيل : 21/04/2016
الموقع : أرض الله جميعا
رد: ابن عربي يقول أن المهدي إسمه ربيع
السلام عليكم أخي العقاب الغريب
شكرا أخي و الله نفسيتي متعبة جراء ما أتعرض له من تهكم فادح لكنك خففت عني بهذه الكلمات الطيبة أجارك الله في الدنيا و الآخرة و جعله في ميزان حسناتك سأنسحب و أنا سعيد و راضي لأني رايت أن أهل الاسلام لا يزالون على وئام أما من أهاننا فالله مولانا و مولى المستضعفين بارك الله فيك أخي الكريم
شكرا أخي و الله نفسيتي متعبة جراء ما أتعرض له من تهكم فادح لكنك خففت عني بهذه الكلمات الطيبة أجارك الله في الدنيا و الآخرة و جعله في ميزان حسناتك سأنسحب و أنا سعيد و راضي لأني رايت أن أهل الاسلام لا يزالون على وئام أما من أهاننا فالله مولانا و مولى المستضعفين بارك الله فيك أخي الكريم
محمد العربي- عدد المساهمات : 97
نقاط : 109
إعجاب : 12
تاريخ التسجيل : 17/04/2016
صفحة 7 من اصل 8 • 1, 2, 3, 4, 5, 6, 7, 8
مواضيع مماثلة
» من هو المهدي !!؟
» المهدي المنتظر و سر ليلة اصلاحه ابن عربي
» ا اخوه لا تزعلوا المهدي لن يخرج من بلد عربي
» البشارة التي تسبق ليلة إصلاح المهدي عند ابن عربي
» تحديد بلد و بلدة المهدي بدقة من نصوص الشيخ ابن عربي و غيره
» المهدي المنتظر و سر ليلة اصلاحه ابن عربي
» ا اخوه لا تزعلوا المهدي لن يخرج من بلد عربي
» البشارة التي تسبق ليلة إصلاح المهدي عند ابن عربي
» تحديد بلد و بلدة المهدي بدقة من نصوص الشيخ ابن عربي و غيره
موسوعــــــــة الرؤى في زمن بداية النهاية :: Þ-Þ-------Þ الإمـــــــــــام المهــــــــــدي عليــــــــــه الســــــــــلام
صفحة 7 من اصل 8
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 4:27 am من طرف ظهر وريث الانبياء
» رأيت حول بيت الله الحرام مباني مرتفعة تنهــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــار وتبتلعهـــــــــــــــــــــــــــــا الأرض .
اليوم في 4:20 am من طرف ظهر وريث الانبياء
» فجأة احتضنه النبي ﷺ بقوة ثم غطاه بعباءته
أمس في 3:43 am من طرف ظهر وريث الانبياء
» النبي يكشف لوزير المهدي عن شخصية المهدي
أمس في 3:08 am من طرف ظهر وريث الانبياء
» السيدة زينب تسلم المهدي المفتاح
أمس في 3:08 am من طرف ظهر وريث الانبياء
» مراة من بلاد الحرمين الشرفين ـ الرياض رات القمر نزل وقرب جدا للارض
الإثنين نوفمبر 25, 2024 6:39 am من طرف ظهر وريث الانبياء
» بوتن ارسل صاروخ باليستي نووي لاخفاء قارة كاملة امريكا و كندا
الإثنين نوفمبر 25, 2024 1:22 am من طرف ظهر وريث الانبياء
» يــــــــــــــــا لطيف تواتر شديــــــــــــــــد للرؤى بان بداية ظهور اامام المهدي ستبدا اشتعال الحرب العالمية الثالثة وانها ستكون نووية
الإثنين نوفمبر 25, 2024 1:15 am من طرف ظهر وريث الانبياء
» قصيده :جينيفر لوبيز وصنعاء وهيفاء
الأحد نوفمبر 24, 2024 8:29 pm من طرف ظهر وريث الانبياء
» مراة سالت النبي ﷺ عن حقا ستحدث عاصفةفاجابها : " نعم اعلــــــــــــــــــــــــم والله ليتمــــــــــــــــــــــــن الله بـــــــــــــــــــــــــ
الجمعة نوفمبر 22, 2024 10:00 pm من طرف ظهر وريث الانبياء
» 3:01 / 24:02 فايز الكندري | الدجال موجود بيننا الآن
الجمعة نوفمبر 22, 2024 3:07 pm من طرف ظهر وريث الانبياء
» علاقة تنصيب ترامب بخروج المسيح الدجال د محمد الزغبى
الجمعة نوفمبر 22, 2024 3:05 pm من طرف ظهر وريث الانبياء
» ثلاثة أسهم نارية خرجت من وسط صدر الامام المهدي ونزلت على اليهود
الخميس نوفمبر 21, 2024 9:48 pm من طرف ظهر وريث الانبياء
» محمد بن سلمان يريد ان يغرق السفينة
الخميس نوفمبر 21, 2024 5:59 pm من طرف ظهر وريث الانبياء
» رسالة تحملها الملائكة للمهدي : " .. مدد من الله تعالى ملائكة السماء بانتظارك "
الخميس نوفمبر 21, 2024 1:53 am من طرف ظهر وريث الانبياء
» قام الشيخ الشعراوي بنزع طاقيتــــــــــــــــــــه ومدها الـــــــــــــــــــى المهــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدي
الخميس نوفمبر 21, 2024 1:12 am من طرف ظهر وريث الانبياء
» المهدي لم تشفى قدمه بعد
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 6:18 pm من طرف پژگچ
» سيظهر مهديين منهم موهمين و دجالين من صنيعة انظمة لتتويه و تشتين الناس و قطع الطريق امام المهدي
الإثنين نوفمبر 18, 2024 11:47 pm من طرف ظهر وريث الانبياء
» الحوراء مبشرة بما حرم منه زوجها الامام المهدي من ارباطها به
الإثنين نوفمبر 18, 2024 11:38 pm من طرف ظهر وريث الانبياء
» واحدة اخرى من البيشرات -2- للمهدي و بداية اصلاحه : التخلص من اسحار الصلبيين له .
الإثنين نوفمبر 18, 2024 12:05 pm من طرف ظهر وريث الانبياء
» استفسار عن رسائل الشيخ السبعيني
الخميس نوفمبر 14, 2024 11:42 pm من طرف Hamza ali
» هي بشرى من الرسول ﷺ رؤيا زلـــــزال بقوة 10 ميقا سيترج عــــــروش و ترهـــــب الدجال و ابليس و عظدهم الايمن ترامـــــــــب
الخميس نوفمبر 14, 2024 7:43 pm من طرف ظهر وريث الانبياء
» صوت يقول للامام المهدي : "سبـــــــــــــــــــــــع مفاتيح داخل الهرم وسبــــــــــــــــــــع مفاتيح في الصندوق ومفتــــــــــــــــــــاح المفاي
الخميس نوفمبر 14, 2024 7:34 pm من طرف ظهر وريث الانبياء
» سؤال للمهدي وأصحابه
الخميس نوفمبر 14, 2024 12:03 am من طرف Hamza ali
» بشرى عظيمة جـــــــــــــــــــدا الامام المهدي اصبح يتمتع و من الله تعالى بحماية مطلقة لن يقدر عليه احد مذا حصل ؟؟؟؟؟؟
الأحد نوفمبر 10, 2024 3:01 pm من طرف ظهر وريث الانبياء
» اتى امر الله للاقصاص بحد القتل من كل من اعتدى على عرض الرسول ﷺ و صحباته من الفرس و مجوس الشيعة
السبت نوفمبر 09, 2024 5:16 pm من طرف ظهر وريث الانبياء
» قريبا نرى نائب الامام المهدي و بتدخل منه عليه السلام يعتلى عرش بلاد الحرمين الشرفين
الجمعة نوفمبر 08, 2024 11:44 pm من طرف ظهر وريث الانبياء
» الرؤيا تخبر باختفاء قارات من فوق الارض وموت المليرات من الناس وكله للتمهيد لفتح بيت المقدس
الثلاثاء نوفمبر 05, 2024 9:32 pm من طرف ظهر وريث الانبياء
» القبر سينشق عن الكلاب بعد ثلاث أشهر
الثلاثاء نوفمبر 05, 2024 8:52 pm من طرف ظهر وريث الانبياء
» الرسول ﷺ يشير الى ان إبنته فاطمة الزهراء هي بيننا الان !!!
الثلاثاء نوفمبر 05, 2024 8:39 pm من طرف ظهر وريث الانبياء
» رسالة من النبي ﷺ لمحمد بن سلمان : " لا ولاية لا سلطان لك "
الثلاثاء نوفمبر 05, 2024 8:23 pm من طرف ظهر وريث الانبياء
» المهدي : " انظروا الى السماء فيها اية فنظر الجميع فوجدوا نجم له ذيل غريب فامرهم بقول " لا اله الا الله "
الإثنين نوفمبر 04, 2024 9:46 pm من طرف ظهر وريث الانبياء
» غيمة على شكل طفل يجلس فوق طائر بالمملكة هذه ليست صدفة بل هو بداية ظهور الامام المهدي من سنة 2022 و قد اعلنا ذلك من سنة 2021
الإثنين نوفمبر 04, 2024 2:57 pm من طرف ظهر وريث الانبياء
» اسامة بلادن ومعه رسوال الله صل الله علية وسلم ورجال ينتظرون قدوم المهدي
الأحد نوفمبر 03, 2024 9:36 pm من طرف walim75
» الامام المهدي ينشد انشودة الشهيد " ياشهيدا نسج المجد وساما " حمزه أبو قينص رحمه الله وهو يبكــــــــــــــــــــــــــــي
الأحد نوفمبر 03, 2024 6:18 pm من طرف ظهر وريث الانبياء
» النبي ﷺ : " ارسلي رسالتي له بأن يذكرنــــــــــــــــــــــــي فإني أشتاق إليه وأن يتمم عهــــــــــــــــــــــــدي ويذكر وصيتـــــــــــــــــــــ
السبت نوفمبر 02, 2024 6:09 pm من طرف ظهر وريث الانبياء
» جمال مجنحة نزلت من السماء لتقل المجاهدين في غزة
الجمعة نوفمبر 01, 2024 10:30 pm من طرف الصقر الجارح
» المهدي ظاهره موسى عليه السلام وباطنه الخضر
الجمعة نوفمبر 01, 2024 8:42 pm من طرف walim75
» رآيت النبي ﷺ على حدود غزة يلبس على رأسه كوفيه يعصبها للخلف في هيئه المقاتل
الأربعاء أكتوبر 30, 2024 1:38 pm من طرف ظهر وريث الانبياء
» هذا ما سيقع في المستقبل القريب ... ستطال الحرب كل هذه البلدان ..
الثلاثاء أكتوبر 29, 2024 4:40 pm من طرف پژگچ
» وصية الشهيد يحيى السنوار رحمه الله
السبت أكتوبر 26, 2024 6:51 pm من طرف ظهر وريث الانبياء
» ملاك : " من العلامات لظهوره هو حدوث انقلاب بمصر "
الثلاثاء أكتوبر 22, 2024 6:48 pm من طرف أبو أمجد الصحراوي
» رؤيا عن مصر
الثلاثاء أكتوبر 22, 2024 6:46 pm من طرف أبو أمجد الصحراوي
» بدأ اصلاح المهدي ليلة 24 رمضان
الأربعاء أكتوبر 09, 2024 12:28 am من طرف رجل الليل
» المهدي نزل عليه سيف من السماء وكتاب وخاطبه صوت أن هذا سيفك وكتابك
السبت أكتوبر 05, 2024 3:01 pm من طرف بدأ الأمر
» من الرؤى التي تنبات بما يحدث الان في لبنان
الأحد سبتمبر 29, 2024 11:34 am من طرف ظهر وريث الانبياء
» " اقترب تطهير الأرض كما حدث في زمن النبي نوح.... "
الأحد سبتمبر 29, 2024 11:24 am من طرف ظهر وريث الانبياء
» المواطئة والقصد
الأحد سبتمبر 29, 2024 1:44 am من طرف حذيفة محمد
» المهدي والذنوب ... المهدي والظلمات ... المهدي مخير ام مسير؟
الأحد سبتمبر 29, 2024 1:21 am من طرف حذيفة محمد
» رويا نراها تتحقق هذه الايام ... بق منها جزء يخفي بشرى كبيرة قريبا
السبت سبتمبر 28, 2024 5:00 pm من طرف ظهر وريث الانبياء